|
تأملات عاشق وعشيقته اللعوب !...
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 00:53
المحور:
الادب والفن
كنت قد ازمعت في خلوة مع الذات ، في روضة بها بركة ماء تسبح فيها طيور مائية عند مكان منعزل بعض الشئ ، وتحيط بها أشجار وملعب كرة القدم وطريق زراعي صغير .. فخرجت قبل غروب الشمس بقليل وكان الجو لطيفا !.. كان هناك مقعدا خشبيا أمام هذه البركة أو البحيرة الصغيرة .. جلست ومعي كراس أو كتيب صغير يحتوي على الدارمي العراقي ... وقنينة بيرة !.. وشيء من المكسرات !.. على أمل أن أقضي بعض الوقت منفردا !.. فشعرت بحاجة ماسة لهذا الأختلاء مع الذات ، ولأستعيد ما يشغلني في السياسة وهمومها !.. من دون أن يشاركني أحد بذلك !.. وكانت هناك أمور كثيرة وشائكة في تراجيدية الوضع السياسي المازوم ، وكنت بصدد أن أبلور موقفا مما يطرح عليي !.. أو ما أطرحه على ذاكرتي !.. وأملي أن يعينني كومبيوتري الذي أحمله في رأسي !.. وفعلا تبلور الكثير وتوصلت الى استنتاجات مفيدة على أمل أن أدونها بعد عودتي ، وأضيفها لحقيبة كتاباتي !.. أو خربشاتي ! بينما أنا سارح في ملكوت الله !... تفاجئني نديمي وقدري ومن دون موعد ولا دستور !.. ولا أحم ! طاب نهاركَ يا صفوتي وصبابتي !.. ونهاركِ !... ما الذي جاء بكِ ؟ ... هل تشائمتي من هذا الحضور المفاجئ ؟ لا ولكن كيف لكِ ؟.. وعرفتي وجهتي ومكاني ؟ ... أنكَ للحظة لم تقتنع بأني قدركَ ونديمكَ ومعينتكَ وهاجسكَ !... لا هذه حقيقة أدركتها من وقت غير قصير !.. ولا غرابة في ذلك ! هل ترغب بالإنصراف ؟.. هكذا بادرتني وبشيء من الحزن والامتعاض !... لا .. لا .. أجلسي لنتقاسم ما أحمله مما خف وزنه و... لا تكمل !... فقد أعددت لكَ شرابا عتيق !... وطعاما شهي !.. بعد ما عرفت بأنك عند مخدعك وجنون خيلائكَ وصبابتكَ !.. كل هذا يا نديمي وقدري وهواي ؟... بلا وأكثر من ذلك .. هذا الذي أكثر من ذلك أخافني ؟.. لا تتوجس من شيء .. فأنا ملهمتكَ وباعثة للأمل والتجدد والانشراح دائما ما حييتْ ... لا شكَ في ذلك !.. قبلتها قبلة تنم عن عاطفة جياشة وبحميمية تنم عن عمق الترابط الوثيق .. وسقتني من كأس رضابها خمرا وعسلا وهيام !.. أيكفيكَ هذا أم نستزيد ؟... هذا عربون محبة وغرام .. هكذا بادرتها !... هللا أطلب منكَ شيء ؟ .. بلا .. قولي .. وهاتي ما عندُكِ !... قالتْ هلا وصفتني ؟... الذات لا توصف يا غريمي ! .. لِمَ تَقولُ غَريمي ؟ .. ولم تقل عشيقتي .. جنوني .. صبابتي وهيامي ؟... لا عليكِ !.. أنت كل الذي يجاريها الشعراء من حلو الكلام .. وما يتبارى به العشاق لحبيباتهم !.. فأنتِ ألهة الحب .. أنتِ أيروس .. ألهة الحب والعشق والهيام .. قالت وشعرا !... فقلتُ لها نعم : هذا الجمال منين يا عمي بلوة .... هم خصر هم خدود هم شفة حلوة ؟... زدني .. ولا تبخل علينا بحلو الكلام !.. بلا : أني وحبيبي طيف ما بين العيون ... يمي وأكول بعيد لو يبعد شلون ؟... أتمنى كلبج يوم يوكع وألزمه ... ما عوفه والعباس وبايدية احزمه !.. مو بيدي يا لمحبوب كلبي الي يحبك.. جا كتلي عفيه اعليك لو كلبي كلبك . أصيح بصوتك وأنت ردرد أحبك لا تروح بعيد ردرد أذا جتك رسالة شوك ردرد لان ردك يرد الروح اليه .... هل راق لكِ ما سمعتيه ؟ ... بلا !... لكن زدني من القريض !.. حتى أنتِ يا قدري ؟ .. هو أنا ولا أحد سواي !... معكِ حق ! ... وهل أهرب من قدري ؟.. هويتها طفلةً دقّت محاسنها ... فطرفها نرجس والخدّ تفّاحُ يتيمة الدهر نثر الدرّ من فمها ... والعقد في جيدها والوجه مصباحُ . قالت وقد رأتِ اصفراري مَنْ بهِ ... وتنهّدتْ فأجبتُها المتنهدِ . أحسنتَ وأجدتَ .. ولكَ مني أحر القبل وكأس معتق من الخمر الذي أعددته لنا نحن !.. أنا وأنتَ !.. هيا لنستقي من كؤوس الطلا ونزق القبلات !.. ونحن نسرح في فضاءات الكون وعبق الكلمات التي تتراقص من ثغور نا .. ونحن في لحن الوجد .. والخدر .. والتغنج والأنبهار !... والأن ألتمسكَ يا منيتي وكليمي وصفو حياتي !.. أن تقول بي نثرا ... وختامه مسك وشعرا !.. أقولها بصدق المجنون في حبيبته .. أنتِ مليكي ومملكتي وضنوني وقدري وصفو حياتي !.. ولكِ ما تريدين !.. لو اقترن تأملكِ مع ابتسامة ؟.. لحدث الذي يطلقون عليه الفيزيائيون !... الحركات التوافقية !.. لتحطمت صوامع وبيع وصلوات ! .. وحارت الألهة في تصنيفكِ وتوصيفكِ !.. لظهر عيسى وقرينه المنتظر !.. يتسابقون لمحرابكِ !.. يقيمون التراتيل والصلوات !.. وخروا اليكِ سجدا خاشعين متذرعين بشفاعتك وبركاتكِ وجميل حلمكِ وصبركِ وأناتكِ !... طامعين مسترحمين !... أملين بتقبيل ثغركِ ومبسمكِ !... ليعودوا لرقادهم الابدي على لذائذ رضابكِ !... وجميل وجنتيكِ وتكور نهديكِ !... وما سَلَبتْ منهم عيونكِ الساحرات ! .. وسهام لحظكِ القاتلات !... يالكِ من رشأ نافر ... تردين من أصابه لحاظ عينيكِ قتيلا !.. كما قال أحدهم :.. كفّي لحاظك قد أصبتِ فؤادهُ ... من حيث لا يدري بسهمٍ صائبِ يا ظبيةَ الوادي انقضى عمري وما ... قضّيت من نظرٍ إليك مآربي . وقال وضاح اليمن، وهي من غريب الشعر وجيده وسهله الممتع : قالت ألا لا تَلِجنْ دارنا ... إن أبانا رجلٌ غائرُ أمَا رأيتَ البابَ من دوننا ... قلتُ فإني واثبٌ طافرُ قالت فإنَّ القصر من دوننا ... قلت فإني فوقه ظاهرُ قالت فإنّ الليثَ غادٍ به ... قلت فسيفي مرهف باترُ قالت فهذا البحر ما بيننا ... قلت فإنّي سابح ماهرُ قالت أليس الله من فوقنا ... قلت بلى وهو لنا غافرُ قالت فأمّا كنتَ أعييتنا ... فائْت إذا ما رقد السامرُ واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلةَ لا ناه ولا آمرُ . البيت الأخير أخذه من قول امرئ القيس: سموتُ إليها بعدَ ما نامَ أهلُها ... سموّ حبابِ الماءِ حالا على حالِ . كم جميل .. ورائع .. وساحر وصفكَ !... وكم ألهمني الأنس والخدر والشوق مبسمكَ ؟.. ترى ياليت الأصيل يطول !.. فعندي من الوجد مالا يقالُ !!... تمهل حبيبي وخذ أعطاف العذارا !.. يجولون في مخدع العشاق !.. وأنتَ تجولُ !.. أثنيت ثغرا .. وأودعتُ نهدا !.. فأيقنتُ أني عندك ياحبيبي . 15/4/2021 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معاذ الله من حنون في حياة شعبنا وفي مسيرته وتأريخه .
-
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .السيدة مم
...
-
الدعوة إلى تحالف مدني ديمقراطي / معدل
-
الدعوة إلى تحالف مدني ديمقراطي تقدمي ذات قاعدة عريضة .
-
صباح الخير يا وطني / معدل .
-
الدولة الديمقراطية العلمانية هي الحل .
-
الشيطان يضرب بعصاه البحر فينفلق العراق !..
-
يوم الضحايا الغر الميامين .
-
14 شباط يوم الشهيد الشيوعي !...
-
ما الغاية من استعراض التيار الصدري لقوته ؟..
-
من هي ؟ ..ما اسمها ومن أي العوالم جاءتني !...
-
الرفاق والأصدقاء .. أيه الأخيار ..
-
الثمن من شباط يوم حزين في حياة شعبنا .
-
رحلتي في قطار ..
-
شيء من الذاكرة عن ثورة 14 تموز 1958 م .
-
غربان الشر والجريمة تقوم بحرق مقر الحزب الشيوعي العراقي في ا
...
-
منفى نقرة السلمان !...
-
هبوا ضحايا الجوع والفقر والظلم وساندوا ثورة الجياع !...
-
هل أبدلتم خرمة بتمر ؟.. أم عامر بعمران ؟..
-
كل ما أدريه .. أنني لا أفقه شيء ؟..
المزيد.....
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|