|
عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت
كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 07:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا العودة للاصل؟ دائماً حيث يمتلك الشمبانزي صفة التشابه المطلق بالانسان في انتاج العنف الجماعي،حين تتعثر خطوات التسويق الديمقراطي الى منطقة الشرق الاوسط تبدو فضة جداً وخالية من المعنى.ان التدخل الخارجي أياً كان مصدره محاولة لاجهاض سليقة التطور الداخلي في المكان المدخول فيه، وتشكيل محاولة جادة في تعثر الخطوات الطبيعية في اتجاه انتاج الحلول ان علم الاجتماع الامريكي يصف محددات مابعد التغيير في العراق بأنه الموجة الرابعة للديمقراطية في العصر الحديث،ان شعوب المنطقة تدرك جيداً دور الديمقراطية في معالجة مشاكلها التاريخية وقد بدت خطواتها واضحة باتجاه و مفرطة السلوك والتفكير بالدرجة التي تسمح بها عوامل التطور والتفاعل مع الثورة المعلوماتية ،ان الديمقراطية التي ينتجها البيت الاوسطي رغم بطء تقدمها الا انها تفرز خاصية التماسك والترسيخ وما المحاولات الدائمة للنظام الدولي لفرض برامجية الديمقراطية المسوقة سوى خريطة العمل ،بصدد نسف جذور الديمقراطية الشرق أوسطية التي هي نتاج التطور الحتمي لظروف المنطقة، وفي ظل التركيز المحموم للوجود الغريب في المنطقة ،ذلك الوجود الفوقاني المسلح جرى تعطيل منظومات الحلول الهادفة الى استتباب السلام والآمن وتفعيل ركائز التنمية في أصعدتها المختلفة، فصار برنامج الشرق الاوسط الامريكي الجديد مجرد اجندة راصدة لنقاط الضعف التاريخية في بنية المنطقة ولايملك بريق التغيير الذي يصدح به ليل نهار. من غير شك ان اهم محاور الأزمة الشرق اوسطية تكمن في قضية الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الكردية وان انتاج حل لهما يعني شرق أوسط جديد فعلاً،يمتلك ارضية التطور والتغيير والاندفاع في فضاء الحرية والتقدم،إلا ان برنامج النظام الدولي أشاح بالنظر كثيراً ،عن واقع المعضلات الحقيقية تاركاً قوة المنطقة تنشغل بالثانويات والجزئيات ومنتوجاتها الفرعية،فرغم الوجود الثقيل للعسكرتاريا المبشرة بتعاليم الديمقراطية وحقوق الانسان إلا ان محصلة الربح تساوي ماهو تحت الصفر ،فالعراق مثلاًوبعد 3 سنوات من التركيز الاقصى في ترتيب المعادلة نجد ان الامور تسير في اتجاه معاكس تماماً،فالحرب الاهلية هو واقع يومي يحصد رؤوس العراقيين بالجملة والمفرد،والتي تاخذ مقومات ديمومتها من واقع التشتت والتفكيك القسري للمكونات العراقية، وعليه ان خلاصة التجربة العراقية لاتعطي سوى انطباع اكيد عن تمويه البرنامج الدولي وعدم تطابق الشعار مع الواقع،وجاءت لبنان كنقطة جديدة تكشف خواء الكيس الامريكي من الديمقراطية وحقوق الانسان فبينما تقوم البرامج العريضة والواسعة للمنهاج الامريكي بمطالبة دول المنطقة وشعوبها بضرورة التكيف مع الديمقراطية الحديثة الا اننا نجد البلد المسوق اكثر إيغالاً في تجاوز القيم الأولية والابتدائية فلم يتذكر اصحاب القرار الامريكي ديمقراطيتهم ولو طرفة عين لحظة إصطفافهم الأعمى مع الكيان الصهيوني لقد منحوا اسرائيل حقاً في الدفاع ،انه ليس الدفاع كما يتوهمون بل تقديم صورة متكاملة ونموذجية لارهاب الدولة،الذي يمتلك بين جناحيه سطوة الابادة والاجتياح والجنون وقد ذهب الامريكان شوطاً ابعد في رغبتهم في تزويد الكيان الصهيوني بالقنابل الذكية وتعطيل أية فرصة تلوح لوقف اطلاق النار إذْ صرح القرار الامريكي بما ينم عن معاداة حقيقية للسلام حين همس للاسرائيليين بأنكم بحاجة الى اسبوع آخر للحرب،اما في الجانب الاخر فنرى تركيا لا تتواني في تصعيد حماسها وعسكرتاريتها في استعراض العضلات من اجل التدخل في العراق واجتياح أرضه بحجة تعقب قوات حزب العمال الكردستاني لابل ان القادة العسكريين الاتراك قد لاموا الولايات المتحدة الامريكية .حول سياستها المزدوجة تجاه حلفائها فبينما تسمح لاسرائيل باجتياح لبنان فانها تحجم تركيا عن اجتياح شمال العراق، هل هناك من دليل على فشل المشروع الامريكي في المنطقة اكثر من هذه الاستهانة بمقدرات شعوب المنطقة والتلاعب بمصيرها وفق مزاج حسناء البيت الابيض(كونداليزا رايس) ان مايؤسفنا هو العماء الكلي عن خواء المشروع والتمسك الضال بتلابيبه من قبل المقاولين العرب{الحكام العرب} الذين تفرجوا بالامس على حرائق بغداد والأن يشتعل الجرح الفاغر في بيروت ويعود النجس الدولي يدنس طور طهارتنا ،إلا ان أصنام العرب ورايات قبائلها تتوارى ثانية في سوءة صفين،وخلف ظلال العزى وفيء اللات في احياء الطائف وحدائق شرم الشيخ، وكيف استدعي الجبن العربي قوائمه في مؤتمر يعلن بعد مديح الظل العالي تكفير الجرح في فتوى الحاخام الاول في الجامعة العربية (موشيه الاكبر).
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|