أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الكريم يوسف - البنت و أمها















المزيد.....

البنت و أمها


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 23:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صحيح أن علاقة البنت مع أبيها تأتي دائما في المقدمة وقد حيكت الكثير من القصص والروايات والأساطير التي تروي سر هذه العلاقة ، لكن تبقى علاقة البنت بأمها أساس كل علاقة بين شخصين يشتركان بالاهتمام والعادات والهموم والنوع والثقافة ، وتستطيع البنت أن تبوح لأمهما بمكنونات نفسها أكثر مما تستطيع أن تبوح بنفس المكنونات لأبيها وللقاعدة شواذ ، إذ أن هناك الكثير من الآباء يرتبطون بحبل صداقة متين مع بناتهم أقوى من الحبل الذي يربط البنت بأمها.
وقد يكون من المفيد أن نقيس علاقة البنت بأمها على علاقتها بأبيها على علاقة الابن بأبيه وأمه ، وقد يكون من المفيد أيضا أن تركز هذه المقالات على مجموعة من الأدلة التجريبية المتعلقة بالعلاقة بين الوالدين والطفل حسب الجنس . ويجب أن نضع في الاعتبار أن ليس كل الأطفال ترعرعوا في منازل تقليدية ومختلفة الجنس ومكونة من ولدين مختلفي الجنس أو متشابهي الجنس . يقال في الأمثال الشعبية مسكين من لم يرزق ببنيّة لأنها تدلله في الصغر وتهتم به في الكبر .
تمنح الأم ابنتها الكثير من شخصيتها وعاداتها وتقاليدها من الناحية العامة أما من الناحية الخاصة فالأم تمنح ابنتها ما يأتي:
الشعور بالدفء والدعم والقرب:
ليس من المستغرب أن البنات اللواتي يشعرن بأن علاقتهن بأمهن تتميز بهذه السمات يملِنَ إلى الإعلانبأن العلاقة مع الأم ككل إيجابية. ومع ذلك ، فإن تقارير الفتيات عن جودة علاقتهن مع أمهاتهن ترتبط في الواقع بتقديرهن لذاتهن وصورة أجسادهن الصحيحة . بعبارة أخرى ، البنات اللواتي عانين من علاقات صراع مؤلمة مع أمهاتهن هن أكثر عرضة للإبلاغ عن تدني احترام الذات مع المزيد من عدم الأمان في المظهر الجسدي. وهذا بديهي لأن ما يظهر هو انعكاس للواقع ، ولكن يجب أن نكون واضحين بأن لا أحد يستطيع أن يثبت أن جودة العلاقة بين الأم وابنتها هي المكون الوحيد لتقدير الذات أو تطوير صورة الجسد لديها وإنما هي بنية تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية المحيطة بالفتاة .
علاوة على ذلك ، يحذر الخبراء من الميل إلى استخلاص النتائج من الارتباط بين الآم وابنتها ، ولكن يوجد اتصال منطقي بين متوسط عمر البنات ومرافقتهن لأمهاتهن . في مرحلة عمرية ، تتأثر الأم بأمها وتأخذها مثلا أعلى في الحياة ولكن ماذا يحصل لو كانت الأم غير مستقيمة ؟ هل يضعف احترام الذات وتشعر البنت بالقهقري ؟ في الحقيقة ، تأخذ البنت الكثير من صفات أمها ومن هنا جاء حديث الرسول الكريم عن خضراء الدمن . هناك تأثير للعوامل الأمومية مثبط للأداء العلائقي عند الفتيات .
الثقة بالنفس وتقبل الجسد
تشير الأبحاث التي أجريت على ثنائيات العلاقة بين الأم وابنتها البالغة إلى أن شعور البنت بالخزي ورفض جسدها كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنقص ثقة أمها في جسدها. والأمهات اللواتي يقمن بمراقبة متكررة لأجسادهن (النظر في المرآة ، فحص العيوب ، إلخ) من المحتمل أن يكون لديهن بنات يقمن بنفس الشيء - على الرغم من أن هذه السلوكيات مرتبطة فقط بمشاعر العار للأمهات (وليس البنات) ، والتي قد تتعلق بالانحدار المعياري التطوري في السمات الجذابة التي تؤخذ بالاعتبار اجتماعيًا على مدى العمر. يعطي المؤلف معنى لهذه النتائج من خلال تشجيع الأمهات على أن يثبتن لابنتهن أن "جسد المرأة البالغة مقبول ومحترم وله قيمته في مرحلة الشباب والكهولة" وأن السلوكيات المتعلقة بصورة الجسد قد تنعكس عن كثب بشكل خاص مقارنةً بأنواع السلوكيات النموذجية الأخرى بسبب التشابه المتأثر وراثيًا في المظهر الجسدي المشترك بين الأمهات والبنات.
تقاسم العبء العاطفي والراحة الجسدية
في دراسة مثيرة للاهتمام تقيس الإجهادباستخدام استجابة الجلد الخارجية ، حيث تم الطلب من الفتيات المراهقات إلقاء خطاب تعليمي مرتجل مدته 3 دقائق (لمحاكاة التوتر الاجتماعي وإثارة القلق). في هذه الأثناء ، طُلب من أمهات الفتيات إما إمساك يد ابنتهن أثناء حديثها أو الجلوس بصمت بجانبها. وقد أشارت الدلائل المستمدة من بيانات استجابة الجلد الخارجية إلى أنه عندما تمسك الأم بيد ابنتها ، لا تشعر الابنة بنفس القدر من القلق أثناء حديثها مثل البنات اللواتي جلست أمهاتهن بصمت بجانبهن. ومع ذلك ، في حالة وجودزوج الأم والابنة بعلاقة جيدة ، كان هناك شعور بمشاركة نفس العبء العاطفي حتى في حالة عدم وجود اتصال جسدي. واستنتج المؤلفون أن العلاقة القوية بين الأم وابنتها قد تحمي من التهديدات العاطفية إلى حد مماثل لما تفعله اللمسة الجسدية الفعلية. ومن الناحية العملية ، فإن قلق المراهقين (والكبار يفترض) أن يطمئنبوجود الثقة في العلاقة بين الأم وابنتها بنفس الطريقة وكأن لمسة اليد موجودة.
الأبوة والأمومة الموثوقة:
غالبًا ما يتم تنظيم استراتيجيات الأبوة والأمومة في أربع فئات من : استبدادية ، وموثوقة ، ومتساهلة، وغير مهتمة. . وفي دراسة أجريت على البنات البالغات ، تم ربط تقارير الأبوة والأمومة الموثوقة أثناء الطفولة بتطوير المخططات المعرفية الإيجابية ، وهو مصطلح يشير إلى طريقة تفكير شخص ما في نفسه والعالم من حوله . على سبيل المثال ، كانت البنات اللاتي أبلغن عن تربيتهن من قبل أمهات موثوقات أقل عرضة بشكل ملحوظ لامتلاك الأفكار المعرفية المتعلقة بالعار / العيب ، والعزلة الاجتماعية ، والاعتماد على الآخرين ، والمكانة في الأسرة والسيطرة.(فكرة أن المرء لديه حد أدنى من السيطرة على تجربة المرء في العالم). وبالنظر إلى الروابط المعروفة بين استراتيجيات التفكير الإشكالي والتطور المستقبلي لمشاكل الصحة العقلية والسلوكية ، يجب تحفيز الأمهات لمتابعة التربية الرسمية لبناتهن (وأبنائهن!) للمساعدة في حمايتهن من المضاعفات المحتملة.
أمال كبيرة لكن ليست مستحيلة :
يعد استخدام مجموعة البيانات (المعلومات التي تم جمعها من نفس المجموعة من الأشخاص عبر الزمن) طريقة رائعة للمساعدة في استخلاص استنتاجات حول الاتجاه السببي عندما لا يمكن استخدام الاطار التجريبي بشكل أخلاقي. وبعبارة أخرى ، فإن توجيه مجموعة مختارة عشوائياً من الأمهات بعدم دعم بناتهن لن يستحوذ أي قبول من الوسط المحيط المعني بالعملية التربوية والأخلاقية .
وقد وجدت دراسة أخرى أجريت على مجموعة من الفتيات لمدة عشرين عاما أن اعتقاد الأمهات بأن بناتهن عندما كن في سن العاشرة بأنهن سينهين تعليمهن الدراسي وسيتمكن من السيطرة بشكل جيد على حياتهن عندما كن في الثلاثين من العمر. وقد بقي هذا التأثير موجودا حتى بعد انتهاء الباحثين من بحثهم التجريبي الاحصائي فيما يخص المصداقية والسيرة والعمل والقدرة العقلية والمشكلات الصحية والوضع الاقتصادي والاجتماعي وبنية العائلة كجزء من أشياء أوسع يصعب حصرها هنا . أما الدراسات الاجتماعية فقد وجدت أن العلاقة التبادلية بين البنت وأمها تمنح البنت المزيد من الثقة الكاملة بحياتها.
الجميل في هذه الدراسة بساطته ومسحه للواقع الحياتي الحالي والمستقبلي خاصة للأم التي تتمتع بحس عال من الوالدية . والبنت جوهرة المنزل ولؤلؤته علينا ـم نحافظ على سلامتها الروحية والجسدية وأن نكرس لديها احترام الذات واحترام جسدها التي أوعه الخالق لديها أمانة .

References
Bracken, B. A., & Newman, V. L. (1995). Child and adolescent interpersonal relations with parents, peers, and teachers: A factor analytic investigation. Canadian Journal of School Psychology, 10(2), 108-122. https://doi.org/10.1177/082957359501000203
Flouri, E., & Hawkes, D. (2008). Ambitious mothers – successful daughters: Mothers early expectations for children s education and children s earnings and sense of control in adult life. British Journal of Educational Psychology, 78(3), 411-433. https://doi.org/10.1348/000709907X251280
Gibson, M., & Francis, A. J. P. (2019). Intergenerational transfer of early maladaptive schemas in Mother–Daughter dyads, and the role of parenting. Cognitive Therapy and Research, 43(4), 737-747. https://doi.org/10.1007/s10608-018-09994-3



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للحوار آداب لا بد من إحيائها
- الفيل يا ملك الزمان
- الحق أمام البيرنيه خطأ وراءها
- قصة حب- الدكتورة ت س توماجيان
- مناجاة فاوست الأخيرة
- ألف ليلة وليلة ، لعنة أو نعمة؟
- مدونة سلوك
- الحجاج ظالم ومظلوم
- من تجارب الأيام
- كي لا يقال:-ذهب الوفاء في الناس-
- الانحدار
- النزاعات المائية في الشرق الأوسط ( تركيا و العراق و سورية نم ...
- أبانا الذي في فرساي
- درس في الاحترام
- استراتيجيات للتغلب على الألم العاطفي
- لغة مفقودة
- المياه وحروب المستقبل
- مدخل لفهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة (الحلقة الأو ...
- حكمة فلاسفة اليونان الخالدة
- سميت نفسينا الحزن


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الكريم يوسف - البنت و أمها