أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تغريد عبده الحجلي - هل سيزهر الربيع العربي؟














المزيد.....


هل سيزهر الربيع العربي؟


تغريد عبده الحجلي

الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 00:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قبل أكثر من عشر سنوات من اليوم، اندلعت من تونس شرارة ثورات شعبية في العالم العربي لم يتوقع أحد حدوثها، فاجأت العالم بأسره عندما ملأت الشوراع و الساحات بمسيرات مطالبة بالحرية و العدالة الاجتماعية، حركتها ظروف القهر و الاستبداد و الفقر، سرعان ما امتد هذا الدفق الشعبي الى اقطار عدة كانت ترزخ تحت انظمة ديكتاتورية متسلطة، حيث وحدت الشعارات شعوب دول الربيع العربي باجمل صور و ارست مبدأ المطالبة و المشاركة الجماعية صوت واحد لشعب واحد بمختلف اديانه و طوائفه و قومياته.
فبدل من استيعابها جوبهت من قبل بعض الانظمة بافعال قمعية دامية وأخرى حاولت جهدها ارضاء الشارع بمحاولات لاترقى الى مستوى التضحيات حدث خلالها فراغا سمح للجماعات الارهابية بالتغلغل فنمت داعش و اتباعها أثارت خلالها الرعب في العالم، لكن سرعان ما أفل نجمها بعد أن انهت مهتمتها ودمرت آثار حضارات آلاف السنين في العراق و سوريا.
لقد غيرت هذه الثورت الشعبية ملامح المنطقة والتي تمر اليوم بمرحلة مخاض عسير لا تُعرف نهايتها، ولا شكلها خاصة في ظل ما يحدث من تغيرات ديمغرافية في بعض من دول الربيع العربي لا سيما في سوريا كمقدمة لمشاريع لتقسيم المنطقة بدأت ملامحها ترتسم مع هبوب رياح الربيع العربي منها مشاريع الفيدراليات و الدويلات و الكيانات الطائفية و التي غذتها التدخلات الدولية و الاقليمية و نمو نشاط الجماعات المتشددة و التي قد تمتد الى بقية دول المنطقة، و التي في معظمها تعيش منذ اكثر وقت طويل تعيش حروبا خارجية و داخلية حتى قبل هبات الشعوب العربية الحديثة و التي جاءت ردا على الاوضاع المعيشية و القهر بكافة اشكاله من فساد و قمع للحريات و الانهيار الاقتصادي الذي سببه ربط موارد الدولة و ثروات البلاد بافراد الاسر الحاكمة و بعض الافراد من الطبقة الغنية مصالحها مما زاد من الفجوة ما بين الاغنياء و الفقراء في البلد الواحد فيما الشعوب تعاني الفقر و الجوع و البطالة و الامية.
و عسى أن تكون أساسا لبناء دول عريقة تقوم على أساس التنوع الديني و العرقي من منطلق مبدأ الحوار الحضاري و التنوع والانفتاح الثقافي لترتقي الى مصافي الدول.
لكن ليس امام جيل الربيع العربي الا التصدي لهذه المشاريع بالعودة الى أهداف الثورات العربية و الشعارات التي رُفعت في الساحات و التي اجمعت على اسقاط الديكتاتوريات الحاكمة و بناء مجتمعات مدنية ووحدة الشعب والمصير لاسقاط خطط التقسيم و الفيدراليات المزمع قيامها على أساس طائفي أو عرقي أو سياسي، كما ينبغي على شعوب المنطقة التلاقي و التآخي لرسم المصير المشترك لبناء اقتصاد متكامل قوي قادر على فرض سياسة و بناء العدالة الاجتماعية على اساس المواطنة العادلة، بالعلم و المعرفة و الثقافة عندها نكون قد رسمنا الخطوط الاولى لمستقبل منطقتنا، فالحرية طريقها قد يطول أو يقصر ، لكن لا عودة للوراء لان الشعوب هي من تصنع التاريخ و الحرية و تفرضها الشعوب على حكامها مهما كان الثمن.
لن تنتهي الثورات فهي فكر و تحّول، فالموجة الاولى من هذه الثورات كسرت حاجز الخوف و الرعب لدى المواطن الذي عانى لعقود من التهميش و الاقصاء و الانصياع و الفساد و خنق الحريات فلا بد من اندلاع ثورة ثانية و ثالثة حتى تتحقق اهداف الثورات في تحقيق العدالة و بناء دولة المواطنة و الاستقلال السياسي و الاقتصادي و تنظف المجتمعات من القوى الظلامية التي استباحت مجتمعاتنا ديموغرافيا و اخلاقيا و ساهمت في اطالة أمد الازمات بحيث ارست دولنا ساحات تصفية حسابات دولية.
بالعلم و المعرفة و التعايش والانفتاح السياسي و تحقيق دولة القانون لبناء اقتصاد متين عندها يكون ربيعنا قد أزهر.



#تغريد_عبده_الحجلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب طليعة التغيير الاجتماعي


المزيد.....




- تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم ...
- تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون ...
- استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين ...
- رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...
- مقترح ترامب للتطهير العرقي
- برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تغريد عبده الحجلي - هل سيزهر الربيع العربي؟