أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 8 من 8














المزيد.....

لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 8 من 8


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 03:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وخلاصة القول عند السيد نفادى يرى أن هناك ثلاثة أطوار أساسية فى تاريخ العلم ، كل تطور أدى إلى تغير نظرتنا إلى الكون وشكل نظرة عالمية جديدة للعالم والطبيعة والأنسان وهى :" العلم الأرسطى، والعلم النيوتونى، والعلم الأينشتينى وأن كل علم من هذه العلوم انما يمثل قطيعة ابستمولوجية – بالتعبير الباشلارى – للعلم الذى قبله " واذا كان الغرب قد انفتح بعد القطيعة مع العلم الأرسطى على التقدم نحو العلم النيوتونى ثم إلى العلم الأنشتينى، فان الحضارة العربية الإسلامية قد توقفت عند العلم الأرسطى ولم تنفتح على التطورات المتتالية للعلوم.
وفى هذا الصدد يعرض السيد نفادى تحليل محمد عابد الجابرى لكيفية تكون العقل العربى "يميز الجابرى فيما اسماه"علوم البرهان " بين نوعين من الممارسة العلمية فى الفكر العربىالإسلامى: ممارسة نظرية تقع بكاملها داخل المنظومة الأرسطية وتتحرك بتوجيه منها،وممارسة عملية ونظرية تتحرك بهذه الدرجة أو تلك من الحرية خارجها،فهو يرى أن الرياضيات والطبيعيات كما مارسها الكندى (ت867 م) والفاربى (ت873 م) وأبن سينا(ت 1037م) وأبن ماجه(ت 1138 م) وأبن طفيل (ت1185 م) وأبن رشد (ت 1198م) كانت مؤطرة،وان كانت بدرجات متفاوتة بالمنظومة الأرسطية،ولما كانت هذه المنظومة قد اكتملت وانغلقت مع صاحبها وتحولت إلى نظرية عامة للكون والانسان والله،أى منظومة ميتافيزيقية فأنه لم يكن من الممكن للعلوم الموظفة داخلها أن تتقدم إلا بتكسير تلك المنظومة، ولم يكن من الممكن تحقيق ذلك إلا بعد الأعتراف بها والعمل من داخلها وتحريك تناقضاتها كما حدث فى أوروبا بعد القرن الثانى عشر الميلادى حينما انتقلت إليها الرشدية التى خلقت هناك تيارا فكريا ثوريا حرك عملية التقدم التى مكنت العلم فيما بعد أن يقوم بدوره التاريخى فى النهضة الأوربية الحديثة.
أما الثقافة العربية فلم يكن قد تم الاعتراف بالمنظومة الأرسطية بنفس الصورة التى اعترف بها فى أوروبا المسيحية، لأن السلطة المرجعية الدينية فى الثقافة العربية لم تكن فى حاجة اليها ، لا إلى منطقها ولا إلى علومها ، كما كانت فى حاجة إليها السلطة المرجعية المسيحية فى الكنيسة ، وهذا واضح لأن هذه السلطة والمتمثلة أساسا فى الفقهاء كان لها عقلها البيانى الخاص وهو مستغن عن غيره بمنطقه وعلومه ، ولذلك عندما نقلت المنظومة الأرسطية إلى العربية لم تنقل لذاتها ، ولا من أجل إعادة بناء الفكر الدينى الإسلامى ، بل من أجل توظيفها كلا أو بعضا فى محاربة " العرفان" اما الممارسة العلمية التجريبية التى كانت تتم خارج هذه المنظومة ، فقد كانت ممارسة علمية حقا ، وفى كثير من الأحيان كانت على درجة من النضج والتقدم ، فقد اتجه علماء العرب أكثر إلى المنهج الاستقرائى التجريبى ، وتوصلوا من خلاله إلى بعض القياسات الدقيقة فى مجال الفلك والتركيبات المتنوعة فى الكيمياء ، حيث قد بدأوا أهتمامهم بهذا المجال عندما أرادوا تحويل العناصر البخسة إلى عناصر ثمينة .
ومما سبق يتضح المدى الذى وصل إليه العلم العربى فى ذلك الحين ، من نضج وتقدم ، إلا أن ذلك العلم بقى من أول الأمر إلى نهايته خارج مسرح الصراع فى الثقافة العربية ، وبالتالى فهو لم يدخل فى أية علاقة مع أى طرف من الأطراف المتصارعة ، لامع الدين ولا مع الفلسفة ، ولم تتح له الفرصة ليساهم – كما يذهب الجابرى – فى تكوين العقل العربى ككل .. فلم يكن الصراع فى الثقافة العربية الإسلامية من أجل هدم تصور للكون وبناء تصور أخر ، كما فى أوروبا ، حبث كان الطرفان المتصارعان هما العلماء من جهة والكنيسة من جهة أخرى ، وانما كان الصراع فى العالم العربى الإسلامى صراعا أيديولوجيا سياسيا بصورة مباشرة . وهكذا يمكن القول بأن أوروبا قد انفتحت على الأنساق النسبية والتطور العلمى الذى يرى أن مبدأ التكذيب أحد اهم شروط النظرية العلمية ، بينما توقف العلم العربى فى حدود النسق المطلق الذى يرى أنه قد وصل إلى الحقيقة الكاملة المكتفية بذاتها فى النص الذى يحوى كل ما وصل إليه العلم وكل ما سيصل إليه فى المستقبل ، وأكتفى المسلمون بمجرد البحث فى النص لمطابقة النظريات العلمية التى يقوم غيرهم بأكتشافها.



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 7 من 8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 5 من 8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 3 من 8
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
- المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 8 من 8