أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دانيال سوغاستي - لقاح الفصل العنصري الذي أوجدته الإمبريالية















المزيد.....


لقاح الفصل العنصري الذي أوجدته الإمبريالية


دانيال سوغاستي

الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 21:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من بين عدّة أمور، حدد لينين السمة المميزة للإمبريالية: “لقد حولت الرأسمالية نفسها إلى نظام عالمي للقمع الاستعماري والخنق المالي المدمر لأغلبية سكان العالم بقيادة حفنة من البلدان المتطورة”(1).


في خضم أسوأ جائحة في القرن، يمكن تجميع وصف لينين للإمبريالية في مجموعة واحدة من الإحصاءات: 60٪ من اللقاحات التي تم إنتاجها في عام 2021 تم تخزينها من قبل دول تمثل 16٪ فقط من سكان العالم. اعتباراً من نهاية شهر آذار/ مارس، تم إعطاء 536 مليون جرعة لقاح، تركزت 76٪ منها في أغنى عشر دول في العالم(2).
ما يقرب من 40٪ من اللقاحات التي سيتم إنتاجها -سنناقش مسألة الطاقة الإنتاجية لاحقاً- لن تصل إلى 84٪ من سكان العالم. وهذا يعني أنه سيتم تلقيح واحد فقط من بين كل عشرة أشخاص يعيشون في البلدان الفقيرة في عام 2021. هذه الأرقام تنطوي على إبادة جماعية على النطاق العالمي.
إن تطوير ليس لقاحاً واحداً بل عدة لقاحات آمنة وفعالة ضد COVID-19 في أقل من عام هو انتصار عظيم للبشرية. ومع ذلك، لا يتم نشر هذا الإنجاز العلمي للمساعدة في مكافحة الخطر الذي يهدد العالم (الوباء)، بل يُستفاد منه لإثراء حفنة من شركات التكنولوجيا الحيوية. اللقاحات، مثل كل شيء آخر في ظل الحكم الإمبريالي – الرأسمالي، هي سلعة متاحة فقط لمن يستطيع دفع ثمنها.
إذا أردنا تطبيق معيار لينين، فإن ما نجده هو أن عملية البحث والإنتاج والتوزيع بأكملها للقاحات ليست مدفوعة بدافع توفير الرعاية الصحية، بل مدفوعة بقوانين السوق الرأسمالية. تطالب هذه القوانين الرأسمالية بالحفاظ على رسوم الامتيازات للشركات الموجودة في حفنة من البلدان “المتقدّمة” التي تحتكر السوق.
لا يمكن كسب النضال من أجل توفير اللقاحات للجميع إلا بهزيمة الرأسمالية. هذا النمط الفوضوي للإنتاج هو السبب الرئيسي وراء تلقي المقاطعات الفقيرة وشبه المستعمرة لقطرات صغيرة من اللقاحات بينما تحتفظ الدول الإمبريالية بنصيب الأسد.
تبدأ المشكلة بالقدرة الإنتاجية. لقد وعدت شركات التكنولوجيا الحيوية التي طورت اللقاحات التي يتم بيعها حالياً بإنتاج أكثر من 3 مليارات جرعة في عام 2021، والتي ستكون كافية لتلقيح ثلث سكان العالم. هذا أقل بكثير من معدل التغطية البالغ 70٪ المطلوب لإنهاء الوباء، والذي سيتطلب ما لا يقل عن 10 مليارات جرعة لقاح.
تسبب هذا النقص في “حرب لقاحات”، وهو صراع من جانب واحد. قبل اكتمال الاختبار أو بدء الإنتاج الضخم بفترة طويلة، اشترت الدول الغنية غالبية المخزون الذي يتم إنتاجه في صفقات سرية مع شركات التكنولوجيا الحيوية(3)، والنتيجة هي أن عددًا قليلاً من البلدان لديها لقاحات كافية لتلقيح سكانها عدة مرات. على سبيل المثال، سيكون لدى كندا تسع جرعات للفرد؛ الولايات المتحدة سبع جرعات للفرد، والاتحاد الأوروبي خمس جرعات للفرد. بهذا المعدل، لن تتلقى العديد من البلدان جرعاتها الأولى حتى عام 2023. عندما ننظر إلى التوزيع العالمي على الخريطة، فإن الخط الفاصل بين الدول الغنية والفقيرة واضح للغاية. يكتسب الخط الذي يقسم العالم إلى الشمال والجنوب معنى جديداً بشعاً: فقد أصبح الخط العالمي الفاصل للقاح الفصل العنصري.
هذه اللامساواة، بالإضافة إلى كونها شائنة بحد ذاتها، هي عقبة أمام مكافحة الوباء. لن يُنجَز سوى القليل لتحصين 70٪ من سكان عدد قليل من البلدان إذا استمر الفيروس في الانتشار في بقية أنحاء العالم. إذا لم يتم القضاء على الفيروس، فسوف يتحور، ويخلق أنواعاً جديدة من شأنها أن تقوض فعالية اللقاحات. هذه العملية قد بدأت بالفعل. بفضل رفض الحكومات البرجوازية لكسر براءات اختراع اللقاح وفشلها في تنفيذ سياسات تباعد اجتماعي مناسبة وسياسات دخل مضمون. قام فيروس SARS-CoV-2 بالتحور إلى سلالات إضافية “بريطانية” و”جنوب أفريقية” و”برازيلية”، والتي هي مُعدية أكثر، وربما تكون أكثر فتكاً.
إن السكان المتأثرين بـ “التوزيع العنصري للقاح” يحتاجون نظرياً إلى الفصل عن بقية العالم، وهي مهمة مستحيلة نظراً لترابط الاقتصاد العالمي الذي يتطلب تداولاً مستمراً للسلع والعمال. قد تبدو “قومية اللقاح” غير عقلانية تماماً (وهي كذلك)، لكن هذه الفوضى وعدم التنظيم جزء لا يتجزأ من منطق الرأسمالية، الذي يعطي الأولوية لأرباح القلة على صحة وحياة البشرية و الكوكب كله.

نحن بحاجة إلى أن نفهم أنه في وسط مثل هذه الحالة الطارئة عالمياً لا يوجد حل وسط. لن يكون أحد بأمان حتى يتم إنقاذ الجميع. لهذا السبب، يجب على الطبقات العاملة في البلدان الإمبريالية أن ترفع راية النضال العالمي ضد الوباء.

خرق براءات اختراع اللقاح
يمكن أن نسأل هنا: لماذا يوجد نقص في اللقاحات؟ ألم يتم تطوير الإنتاج الصناعي إلى الحد الذي يجب أن نكون قادرين فيه على تلبية احتياجاتنا؟
هنا يأتي دور مشكلة براءات الاختراع. هناك حاجة ملحة لتنظيم الكفاح لكسر براءات الاختراع والملكية الفكرية، ليس فقط للقاحات ولكن لجميع الأدوية والتقنيات الطبية اللازمة لمكافحة COVID-19.
يسمح نظام براءات الاختراع، الذي يُستخدم “لحماية” المنتجات، لشركات الأدوية وغيرها باستغلال الاختراعات، وفي هذه الحالة، تُستغل اللقاحات لمدة 20 عاماً بعد اكتشافها وتصنيعها. إنها أداة قانونية تحتفظ باحتكار التقنيات الجديدة، مما يسمح لشركات التكنولوجيا الحيوية بالتحكم في معدل الإنتاج وسعر منتجاتها.
قوانين الملكية الفكرية هي العقبة الرئيسية التي تحول دون إنتاج اللقاحات باستخدام منشآت معطلة حالياً في بلدان مثل كندا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين والهند ومصر وكوريا الجنوبية وغيرها. ولإعطاء فكرة عن مقدار الطاقة الإنتاجية التي يتم تبديدها، يمكن القول، أن معهد الأمصال في الهند وحده قادر على إنتاج 1.5 مليار جرعة سنوياً.
بدون هذه العقبة، سنكون قادرين على إنتاج وتوزيع اللقاح على نطاق واسع، بل وإنشاء لقاح أرخص، وتسريع توفيره في جميع أنحاء العالم.
شدة الأزمة جعلت حتى برجوازية البلدان المحيطية، مثل الهند وجنوب إفريقيا، تطالب منظمة الصحة العالمية بكسر براءات اختراع اللقاحات.
يدعو الاقتراح المقدم إلى منظمة الصحة العالمية جميع أعضاء منظمة الصحة العالمية إلى إعفاء بعض اللقاحات والأدوية والاختبارات التشخيصية وغيرها من تقنيات مكافحة COVID-19 من قانون حقوق النشر والملكية طوال مدة تفشّي الوباء، إذ دعت أكثر من 100 دولة و 370 منظمة دولية، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة Salud por Derecho منظمة الصحة العالمية والبلدان الغنية إلى “اعتبار حياة الناس كأولوية قصوى أهم من احتكارات الشركات” .(4) وبالتالي، فإن الدعوة إلى الخروج عن قانون براءات الاختراع تم تناوله من قبل قسم من البرجوازية الدولية.
ولكن، كما كان متوقعاً، تم رفض الاقتراح بشكل قاطع من قبل القوى الإمبريالية الرئيسية التي تعد موطناً للشركات التي طورت اللقاحات وحصلت على براءات اختراع لها. اتّحدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا واليابان وكندا، من بين دول أخرى، للحفاظ على احتكار إنتاج اللقاحات، مع إصرارها على أن الحماية القانونية ضرورية لتحفيز الشركات على “المخاطرة” والاستثمار في البحث والتطوير.
كان هناك اجتماعان في نيسان/ فبراير وآذار/ مارس، وفي كلتا الحالتين تم رفض اقتراح إلغاء براءات الاختراع. ومن المتوقع أن يستمر النقاش في نيسان/ أبريل المقبل (الجاري – المترجم).
لم يتم الدفاع عن الموقف المؤيد للاحتكار من قبل الدول الغنية فقط، فقد عارضت البرازيل، وهي دولة شبه مستعمرة تعيش حالياً أسوأ لحظات مكافحتها الوباء، عارضت هذا الإجراء. يسير هذا الموقف جنباً إلى جنب مع سياسات الإبادة الجماعية لحكومة بولسونارو، مما يحرم ليس فقط البرازيل، بل وبقية دول المنطقة من الوصول إلى اللقاحات، مع الأخذ في الاعتبار أن البرازيل لديها القدرة الصناعية على إنتاج ملايين جرعات اللقاح.
كل ما سبق ينطبق على ما يقرب من 1600 علاج طبي آخر لمكافحة مضاعفات COVID-19 التي تخضع حالياً لتجارب سريرية. في البرازيل، يعمل معهد “بوتانتا” في ساوباولو على تطوير مصل من الأجسام المضادة عن طريق الحقن والذي قد يكون قادراً على وقف تقدم المرض ومنعه من مهاجمة رئة المرضى المصابين. تقوم شركة Pfizer بتطوير علاج مضاد للفيروسات عن طريق الفم. تعمل شركة Roche على إنتاج كوكتيل وريدي يعتمد على الأجسام المضادة أحادية النسيلة التي يمكن أن تقلل من خطر الاستشفاء والوفاة بنسبة تصل إلى 70٪. تجري شركتا الأدوية MSD و Ridgeback تجارب المرحلة الثانية لمضاد الفيروسات الفموي مولنوبيرافير، والذي يمكن أن يمنع تكاثر فيروسات مثل ARN و(5) SARS-CoV-2. كل هذا واعد، ولكن إذا لم نتخلص من براءات الاختراع، فإن التكلفة ستجعل هذه العلاجات الجديدة غير متاحة لأي شخص لا يستطيع تحمل تكاليفها.

هل تعتبر اللقاحات انتصار للرأسمالية؟
مؤخراً، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن وجود اللقاحات المضادة لـ COVID ونجاحها يعودان إلى “الجشع” و”الرأسمالية” .(6) في الواقع ، العكس هو الصحيح. تحد الرأسمالية من التقدم العلمي في المجالات التي تعجز فيها البرجوازية عن جني أرباح فورية. لهذا السبب لم يتم تطوير لقاح ضد السارس- CoV-1 أبداً بعد تفشي المرض في جنوب شرق آسيا في عام 2003. ولأن هذا الوباء تم السيطرة عليه بسرعة نسبياً، تلاشت احتمالية الربح وأصبح العالم معرضاً لخطر عودة ظهور المرض، الذي كان قد ظهر عام 2019. الرأسمالية عبارة عن قيود تمنع التقدم العلمي.
من ناحية أخرى، فإن الادعاء بأننا مدينون بتطوير اللقاح للمخاطر التي يتعرض لها الرأسماليون هو كذبة هائلة. لم يكن تطوير اللقاحات المضادة لـ COVID-19 ممكناً إلا بفضل استثمار مبالغ ضخمة من الأموال العامة. وفقاً لتحليل البيانات العلمية بواسطة Airfinity، جاء 61٪ من الأموال المستثمرة لتطوير اللقاحات من القطاع العام، و 24٪ فقط من الشركات الخاصة(7).
في حين أن العقود الدقيقة بين الدول وشركات التكنولوجيا الحيوية سرية، فإننا نعلم من تقرير Airfinity أن شركة Oxford AstraZeneca تلقت 2.2 مليار دولار، وتلقت شركة Johnson & Johnson 819 مليون دولار، وحصلت شركة Moderna على 562 مليون دولار من بين شركات أخرى.
ظل تطوير اللقاحات ضد COVID-19 بالكامل ضمن إجراءات التشغيل القياسية للرأسمالية، حيث يتم إضفاء الطابع الاجتماعي على التكاليف والإنتاج بينما يتم خصخصة الأرباح. وبعبارة أخرى، فإن التكاليف عامة، ولكن المكافآت لقلّة مختارة.
أكدت AstraZeneca نفسها في مناسبات متعددة أن تطوير لقاحها لن يكون له أي تأثير سلبي على مواردها المالية، حيث يتوقعون أن التكاليف المرتبطة بإنتاج اللقاح سيتم تغطيتها بالكامل من أموال مقدّمة من الحكومات والمنظمات الدولية(8). ومع ذلك، صرّح مديروها التنفيذيون، أنهم في النهاية قد يفرضون ما يصل إلى 20٪ زيادة عن تكلفة إنتاج اللقاح(9).
بدون التمويل العام، كان من الممكن أن تدعي شركات التكنولوجيا الحيوية أنها كانت تخوض مخاطر مالية. من وجهة نظرهم، لم يكن إنتاج اللقاحات أثناء حالة الطوارئ الطبية العالمية مربحاً في الماضي. تحتاج البلدان الفقيرة إلى الكثير من الموارد، لكنها لا تستطيع دفع أسعار باهظة. علاوة على ذلك، لا يمكن إعطاء اللقاحات إلا مرة أو مرتين لكل مريض. لم يتم تأكيد ما إذا كان COVID-19 سيتطلب من الناس تلقي لقاحات سنوية مثل الأنفلونزا. إذا اتضح أن هذا هو الحال، فسيصبح اللقاح أكثر ربحية وستستثمر الشركات المزيد من الأموال في تطويره.
لم تكن الرأسمالية هي التي جعلت اللقاحات ممكنة، كما ادّعى بوريس جونسون. لقد هيمنت الرأسمالية على المجتمع العلمي لكسب الأرباح فيما يعتبره الكثيرون “صفقة القرن”.
كل ذلك مع الإستيلاء على ملايين الدولارات من الأموال العامة. تعمل شركات التكنولوجيا الحيوية على زيادة قيمتها السوقية بينما يمرض الملايين ويموتون، ويفقدون وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما يزداد أصحاب شركات التكنولوجيا الحيوية ثراءً. على الرغم من وجود بعض الاختلاف في معدل نمو شركات التكنولوجيا، إلا أن ستة من المعامل التي كانت تقود عملية تطوير اللقاحات قد وصلت إلى تقييمات السوق بأكثر من 85 مليار دولار في عام 2020(10).
أدى ذلك إلى حوادث مثيرة للاشمئزاز، مثل عندما باع ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركةPfizer ، 62 ٪ من أسهمه في اليوم الذي أبلغت فيه الشركة عن النتائج الأولية للقاح COVID. بفضل معلوماته الداخلية، استفاد بورلا من الارتفاع المتوقع في قيمة المخزون وحصل على 5.6 مليون دولار لنفسه.
الحل الإمبريالي لنقص اللقاحات هو مبادرة Covax، بقيادة منظمة الصحة العالمية. انضمت 72 شركة على الأقل إلى المبادرة بهدف تطعيم 20٪ من السكان المعرضين لخطر كبير في العالم بحلول نهاية عام 2021. لكن من الواضح أن كوفاكس غير كافٍ. بادئ ذي بدء، فشل في معالجة المشكلة الرئيسية: إنتاج اللقاح. من الناحية العملية، كل ما يمكن أن تفعله المبادرة هو إعادة توزيع فائض اللقاحات من البلدان الغنية التي تتعامل بلطف مع الفقراء. تضطر Covax، مثل العديد من المشترين المحتملين الآخرين، إلى المنافسة في السوق على 40٪ من اللقاحات التي لا تشتريها الدول الغنية. والأسوأ من ذلك، أن لديها 2 مليار دولار فقط تحت تصرفها، فيما تحتاج في الواقع إلى 5 مليارات دولار.

إمّا الاشتراكية أو البربرية
لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، من الضروري أن نفهم أن الطبقة العاملة لن تحصل على حلول لأزماتها الصحية طالما بقيت الطبقة الرأسمالية هي المسيطرة. بالنسبة للأثرياء الذين يمكنهم قطع الطريق على اللقاحات والحصول على أفضل رعاية صحية متاحة، فإن حياة الملايين من العمال غير مهمة ويمكن التضحية بها.
شعار البرجوازية هو وسيظل دائماً: “لا نكترث لأعداد من سيموتون، ولا يمكن للأعمال أن تتوقف”. هذا هو منطق الرأسمالية الذي لا يرحم. الشيء الوحيد المهم بالنسبة لها هو الاستمرار في جني الأرباح. الباقي غير مهم، حتى أنه بالكاد يعتبر ضرراً جانبياً. الطبقة العاملة بالنسبة للأثرياء ليست أكثر من ماشية للذبح.
لا يوجد حل وسط مع الراسمالية: إمّا نحن؛ أو هم.
الحل الواقعي والمتماسك الوحيد لإنقاذ حياة ملايين الناس هو القضاء على الرأسمالية. وهذا يعني، من بين أمور أخرى، مصادرة أدوات الإنتاج لوضعها تحت سيطرة العمال، دون تعويض منابع الاقتصاد العالمي الرئيسية. وبالنظر إلى الوباء، فإن مصادرة شركات الأدوية ومنتجي الإمدادات الطبية تكتسب أهمية قصوى.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا من حالة الفوضى الحالية هو تطبيق برنامج اشتراكي. يمكن للاقتصاد الاشتراكي فقط أن يضمن رعاية صحية عامة عالية الجودة. من المُلح بالنسبة لنا الاستيلاء على هذه المؤسسات التي يديرها حالياً حفنة من رجال الأعمال، وأن نضعها في قلب عملية الإنتاج على أساس خطة اقتصادية تُصمّمها وتوجهها الطبقة العاملة. وطالما ظللنا مقيدين بنمط الإنتاج الرأسمالي، فإن تحصين البشرية سيكون مجرد حلم بعيد المنال.
بالنظر إلى حالة الطوارئ الحالية، فإن الكفاح من أجل كسر براءات الاختراع هو الأولوية الأولى للطبقة العاملة. يتخذ النضال ضد الإمبريالية شكلاً ملموساً في النضال ضد العوائق القانونية التي تعرقل إنتاج اللقاحات، وبالتالي التحصين الشامل نفسه.
كما كتبنا في مكان آخر على هذا الموقع (موقع “الرابطة الأممية للعمال – الأممية الرابعة” باللغة الإنجليزية – المترجم)، كانت هناك لحظات قليلة جداً في التاريخ تم فيها طرح مسألة “الاشتراكية أو البربرية” بشكل صارخ جداً بسبب الوضع العالمي السائد اليوم. اليوم لدينا الخيار، ليس فقط بين الاشتراكية والهمجية، ولكن بين الاشتراكية والإبادة المنهجية لغالبية البشرية.

ترجمة فيكتوريوس بيان شمس
______________________

1- LENIN, V. I. Imperialism, the Highest Stage of Capitalism. Madrid: Fundación Federico Engels, 2010, p. 7
See: .
2- See https://www.nytimes.com/2021/01/28/world/europe/vaccine-secret-contracts-prices.html
3- See: .
4- See: <https://www.bbc.com/mundo/noticias-56584885>.
5- See: <https://www.theguardian.com/politics/2021/mar/23/greed-and-capitalism-behind-jab-success-boris-johnson-tells-mps>.
6- See: <https://www.bbc.com/mundo/noticias-55293057?fbclid=IwAR3F8ebgFUxTe-KwoB6b6jN2T9ai7raA7ntRvSNzbteHl2PR6SQJxIO4iw0>.
7- See: < https://msf-spain.prezly.com/los-gobiernos-deben-exigir-a-las-farmaceuticas-que-hagan-publicos-todos-los-acuerdos-de-licencia-de-vacunas-de-covid-19 >.
8- See: < https://msf-spain.prezly.com/los-gobiernos-deben-exigir-a-las-farmaceuticas-que-hagan-publicos-todos-los-acuerdos-de-licencia-de-vacunas-de-covid-19 >.
9- The vaccine: The pharmaceutical companies’ business: <https://www.youtube.com/watch?v=2UHxJpSYloA>.
10- See: <https://www.forbes.com.mx/negocios-ceo-de-pfizer-vendio-62-de-sus-acciones-ante-anuncio-de-prometedora-vacuna/?fbclid=IwAR2WlU44J2d1HRcCcqVEEc6Ifv2MluyLRr7Y_ZVaKZtkh0Bms_Zh4a5dRb8 >.



#دانيال_سوغاستي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاح الفصل العنصري الذي أوجدته الإمبريالية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دانيال سوغاستي - لقاح الفصل العنصري الذي أوجدته الإمبريالية