عزالدين عفوس
الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 01:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ترتكز الدولة الحديثة على "ديانة المعجزات التقنية والإنجازات البشرية والسيطرة على الطبيعة" بتعبير وائل حلاق، وعلى أن الدولة هي المصدر الوحيد للسيادة والفوانين.
كما أن الحديثة تعتبر نفسها نتاج حتمية تاريخية في مكان محدد (أوربا)، وهي لا تعترف بأي تجربة أونظام حكم قبل ذلك، فما قبل الحداثة مجرد تجمعات قبلية لا ترقى أن
تكون مجتمعات بشرية حتى!!!
ومن خصائص الدولة الحديثة كذلك، احتكارها للتشريع وممارسة العنف لحماية سيادتها وإرادتها، ونظام بروقراطي تراتبي لتنفيذ قوانينها،
إن قيام الدولة الحديثة بذلك،يقتضي تفكيك كل الكيانات الموازية التي يمكن أن تنافس الدولة على سيادتها ويقاسمها سيطرتها، ففككت القبيلة، فككت التنظيمات القديمة (كالكنيسة..)، بل فككت حتى الأسرة الممتدة، ليسهل عليها السيطرة على أفرادها ثقافيا واقتصاديا...
الإسلام مؤسسات وليس مؤسسة واحدة، (القضاء، الفقه، الحسبة، الوقف....) هذه المؤسسات مستقلة عن الحكم وعن الحاكم، سواء كان في الدولة الحديثة أو الخلافة، وعابرة لحدود الزمان والمكان،
وبالتالي فإن وجود هذه المؤسسات يضايق الدولة الحديثة، ويقوض مبادئها المتعلقة بالسيادة والسيطرة والتشريع...
لذلك فإن الدولة الحديثة، تحارب الإسلام لأنها آمنت بعدم إمكانية احتوائه، منذ مدة، وذلك
بعدما قامت بمحاولات احتوائه في مؤسسات بروقراطية خاضعة لإرادة الدولة، عبر عدة تجارب من السعودية إلى المغرب، من خلال ابتكار أشكال من "الإسلام الحداثي (كالنسخة الوهابية، والنسخة الحركية...)، وذلك بتعطيل مؤسساته الأصلية، وإبدالها بنسخ مشوهة خلقت عدة مشاكل للدولة الحديثة نفسها التي ابتكرتها...
وبالتالي فإن الدولة الحديثة تسعى إلى السيطرة على الإسلام بطرده من المجال العام، وتحييده وتفكيك وتعطيل مؤسساته، وابدالها بمؤسسات بروقراطية خاضعة للدولة، وحصره فيما هو طقوسي فردي ضيق جدا .
#عزالدين_عفوس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟