أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الولايات المتحدة (15) – الهنود الحمر















المزيد.....

قصة الولايات المتحدة (15) – الهنود الحمر


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 23:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الهنود الحمر – قصة حزينة لا يتحملها الضمير الانساني

ماذا حدث للهنود الأمريكيين عندما انتشر المستوطنون البيض عبر السهول والجبال في الغرب الأمريكي؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه هنا.

عندما وصل رعاة البقر والمزارعين إلى السهول الكبرى في الغرب الأمريكي، كانت شعوب الهنود الحمر، مثل السيوكس، تتجول خلالها لمئات السنين. كان السيوكس يعيشون على صيد الجاموس البري.

في بداية القرن التاسع عشر، كان يقدر عدد هذا الحيوان، المسالم ثقيل الوزن، والذي يروم السهول العظمى، ب 12 مليون رأس. قطعان تصول وتجول في البقاع، بأعداد تمتد على مدد الشوف، بحيث لا تستطيع رؤية آخرها. الجاموس بالنسبة لقبائل السيوكس هو كل شيء. الغذاء والكساء والبيت والآلات والحلي.

في 1840s، كانت قوافل العربات التي تجرها البغال أو الثيران، والمتجهة غربا إلى أوريجون، تمر عبر السهول الكبرى. الهنود الحمر، أو الهنود الأمريكيون، عادة ما تسمح لهم بالمرور الكريم دون مشاكل. ثم بدأت قضبان السكك الحديدية تمتد عبر مراعي السهول الكبرى. النتيجة، مزارعون جاءوا بالآلاف لكي يستوطنوا السهول ويحرثوا الأرض.

في البداية حاول الهنود الحمر دفع القادمين الجدد بعيدا عن أراضي الصيد الخاصة بهم. لكنهم رأوا أن هذا مستحيل. لذلك عقدوا المعاهدات مع الحكومة في واشنطن. بمقتضاها، تنازلوا عن قطع كبيرة من أراضيهم للمزارعين البيض في مقابل السلام.

في عام 1851، تنازلت قبائل باوني عن منطقة كبيرة، هي اليوم تشكل ولاية نبراسكا. في عام 1858، تخلت قبائل سيوكس عن منطقة كبيرة في داكوتا الجنوبية. في 1860s، تخلت قبائل الكومانشي والكيوا، عن أراضي كنساس وكولورادو وتكساس. في المقابل، وعدت الحكومة الأمريكية هذه القبائل، بالعيش في سلام على ما تبقى لهم من أراض.

كانت معاهدة فورت لارامي عام 1868، وما حدث لها، نموذجا لمثل هذه الاتفاقيات. في هذه المعاهدة، أعلنت الحكومة أن مساحات واسعة بين نهر ميسوري وجبال روكي في الغرب، هي ملك قبائل سيوكس. هذا وعد رسمي حكومي مختوم بختم النسر. وعد شرف، بأن الأرض ستظل ملكا لهم، طالما بها عشب ينمو وماء يجري.

كلمات رائعة ومؤثرة. بعد ست سنوات، عثر الجنود الأمريكيون على ذهب في التلال السوداء بولاية داكوتا الجنوبية. كانت التلال السوداء مقدسة عند السيوكس. عندما حاولت الحكومة شرائها، رفض السيوكس البيع. "لا يبيع الإنسان الأرض التي يمشي عليها الناس." قال رئيسهم ويدعى "الحصان الجانح".

لكن الحكومة الأمريكية تجاهلت رفض السيوكس. ثم قامت بخرق معاهدة "فورت لارامي". وسمحت للمنقبين وعمال المناجم بدخول التلال السوداء. بقدوم شتاء 1875، آلاف الرجال البيض بدأوا يتدفقون إلى المنطقة. يا اخوانا فيه معاهدة وكلمة شرف. لكن تقول لمين؟

في هذا الوقت، واجه الهنود الحمر بالسهول الكبرى مشاكل أخرى خطيرة. الجاموس بدأ يختفي من السهول. الأراضي الشاسعة التي تحتاجها هذه القطعان للرعي والجري، كانت تتقلص مساحتها لصالح مربي الماشية والمزارعين. الأسوأ من ذلك، هو قتل البيض للجاموس بالآلاف، وترك لحومها تتعفن وهم يمارسون رياضة الصيد.

في عامين فقط، بين 1872 و1874، كادت قطعان الجاموس تختفي بسبب رياضة الصيد. وصف زائر للسهول الكبرى عام 1873، ما قد رآه بالآتي: "كانت هناك أعداد لا تحصى من الجاموس العام السابق. الآن لا توجد سوى أعداد لا تحصى من العظام والجثث المتعفنة".

لم يفهم الهنود الحمر سلوك الرجل الأبيض بخصوص موضوع الصيد هذا. "هل أصبح الرجل الأبيض طفلا، يقتل الحيوان ولا يأكل لحمه؟". غريبة دي. تساءل رئيس قبيلة كيوا.

لكن، الجيش الأمريكي كان يشجع مذبحة الجاموس لسبب آخر. الجنرال شيريدان، رئيس الجيش الأمريكي في غرب البلاد، رأى أن إبادة الجاموس، هي وسيلة لإنهاء مقاومة الهنود الحمر لاحتلال أراضيهم.

"صائدو الجاموس البري هؤلاء، خدمونا في قضية استيطان الهنود الحمر، وفعلوا في سنتين، ما لم تستطع جيوشنا فعله في ثلاثين سنة."، كتب شيريدان. "مدوهم بالبارود والرصاص، لأجل سلام دائم، دعوهم يقتلون ويسلخون ويبيعون حتى تباد قطعان الجاموس عن آخرها.". حل عبقري، من رجل عسكري.

مع تزايد عدد المستوطنين البيض في الغرب، احتاجت الحكومة الأمريكية إلى أراضي جديدة لهم. ولكي تحصل على هذه الأراضي، لم تجد أمامها سوى الهنود الحمر.

فقامت بإرسال الجنود لدفع هؤلاء المساكين، ووضعهم في أماكن إيواء. وهي أماكن مختارة بعناية، تكون عادة قاحلة صخرية لا يريدها أحد من البيض. منتهى الكرم والأخلاق الحميدة.

لكن الهنود الحمر لم يقبلوا هذا الذل. قاتلوا وقاوموا وتمسكوا بأراضيهم، ورفضوا الذهاب إلى مناطق الإيواء. واحد من أفضل زعمائهم، زعيم من سيوكس يدعى ستنج بول، قال: " لقد عشنا في بلادنا بالطريقة التي عاشها آباؤنا وجدودنا. ولم نسبب مشاكل لأحد." ثم أضاف لاحقا: "لكن الجنود أتت إلى بلادنا، تطلق النار علينا، لذلك قاومناهم. إنه لشيء محزن أن تقاتل دفاعا عن بلدك وعمن تحب."

كان الهنود الحمر أقل عددا وعتادا من الجنود الأمريكيين. إلا أنهم، وهذا يدعو للدهشة، قد ألحقوا بعض الهزائم للأمريكيين. لقد انتصروا نصرا كبيرا في معركة القرن الكبير الصغير في يونية عام 1876.

على تلة بجوار نهر قرن الكبير الصغير، وقف ثلاثة آلاف مقاتل من قبائل سيوكس وتشيايني، بقيادة الحصان الجامح، وقاموا بحصار وقتل كل الجنود الأمريكيين وكان عددهم 225 جندي من سلاح الفرسان. من ضمن القتلى، الجنرال جورج أرمسترونج كستر.

معركة قرن الكبير الصغير كانت أيضا آخر نصر للهنود الحمر. الحكومة والشعب الأمريكي، كانوا غاضبين لهزيمة جنودهم. شعروا بإهانة بالغة. فأرسلوا المزيد من الجنود والإمدادات، لكي تنتقم من قتلة القائد الأمريكي كستر.

قبائل السيوكس كانت تعاني من الضعف، مما منعها من المقاومة. مع نفاذ معينهم من صيد الجاموس، أصبحوا يموتون من الجوع والأمراض يوما بعد يوم. لهذا سلموا للجنود الأمريكان، فاقتيدوا إلى معسكرات الإيواء قهرا.

هنود حمر آخرون، لم يكونوا أكثر حظا من السيوكس. مع قدوم عام 1890، كان الغرب الأمريكي من نهر المسيسيبي إلى المحيط الهادي، مشغولا بمربي الماشية والمزارعين وعمال المناجم. الهنود الحمر، لم يعد لهم أراضي غير مستعمرات الإيواء.

قالت حكومة الولايات المتحدة انها ستقدم يد المساعدة، وتقوم بحماية مستعمرات الهنود الحمر. وعدتهم بالغذاء ومواد البناء والأدوات لزراعة الأرض. لكن كلها، كانت وعودا في الهواء في معظم الأحيان. لقد كانت المعاناة مأساوية في معسكرات الإيواء. الوباء كان يحصد أرواحهم بدون رحمة.

في عام 1890، نصح أحد رجال الدين في قبيلة سيوكس بالرقص. رقصة خاصة تسمى "رقصة الشبح". أخبرهم أن هذه الرقصة تفعل المعجزات. إذا رقصوها، ستحدث لهم معجزة كبيرة. قتلاهم في الحرب سوف يبعثون أحياء من جديد. كذلك، سيعود الجاموس. أما الرجل الأبيض، فسوف يجرفه الطوفان العظيم. نظير ظلمه وأعماله اللي زي الزفت.

رقصة الشبح، كانت رقصة سلمية. لكن عقيدة الراقصين أقلقت الحكومة الأمريكية. لأن البعض كان يلوح بالبنادق فوق رؤوسهم وهم يرقصون. هنا صدرت الأوامر باعتقال قائد الحركة.

في يوم بارد من شهر ديسمبر عام 1890، مجموعة من 350 فرد من قبائل السيوكس، 120 رجلا و230 امرأة وطفلا، غادروا معسكر الإيواء بقيادة زعيم يدعى "بج فووت"، أبو رجل كبيرة. يبغون الانضمام إلى مجموعة أخرى طلبا للسلامة. لكن أوقفتهم في الطريق فرقة من الجنود الأمريكان، ثم قادوهم إلى نقطة عسكرية عند مكان يعرف ب "ونديد ني كريك".

في صباح اليوم التالي أمر الجنود الأمريكان الهنود الحمر السيوكس، بإلقاء أسلتهم. أحد المقاتلين صغير السن، رفض إلقاء السلاح. أطلقت طلقة، أعقبتها طلقات. ثم بدأ الجنود في قتل النساء السيوكس وأطفالهن وأيضا الرجال.

في خلال دقائق، قتل معظم السيوكس، أو جرحوا جروحا بالغة. معظم المجروحين، زحفوا على بطونهم بعيدا بضع ياردات، ثم ماتوا بعد ذلك من عاصفة ثلجية اجتاحت معسكر الإيواء.

في ذلك الوقت، ادعى الأميركيون أن الذي حدث في معسكر الإيواء، مجرد معركة. آخرون وصفوا ما حدث بأنه مذبحة. لكن مهما كان الوصف، فهو بالنسبة إلى السيوكس، نهاية كل أمل في حياة كريمة كما يبغون، والعودة لحياتهم القديمة.

كانت للشعوب الأصلية في ولاية كاليفورنيا تاريخ طويل وغني. مئات الآلاف من الهنود الحمر يتحدثون بما يصل إلى 80 لغة. يسكنون المنطقة لآلاف السنين. في عام 1848، أصبحت كاليفورنيا ملكا للولايات المتحدة باعتبارها واحدة من غنائم الحرب المكسيكية الأمريكية.

ثم، في عام 1850، أصبحت ولاية. كان من الضروري إفساح المجال للمستوطنين الجدد. وكان المستوطنون أنفسهم، بدافع التعصب والخوف من السكان الأصليين، عازمين على إزالة ما يقرب من 150,000 من الهنود الحمر الذين بقوا هناك.

في 20 عاما فقط، بعد اكتشاف الذهب في كاليفورنيا، تم القضاء على 80 في المائة من الهنود الحمر في الولاية. بالرغم من أن البعض لقوا حتفهم بسبب الاستيلاء على أراضيهم أو بسبب الأمراض التي انتقلت لهم من المستوطنين الجدد، إلا أنه ما بين9 آلاف و16 ألف قد قتلوا بدم بارد. كانوا ضحايا لسياسة الإبادة الجماعية التي رعتها ولاية كاليفورنيا، وساعدها في هذه الجريمة بكل سرور المواطنون الجدد.

تعد الإبادة الجماعية في كاليفورنيا للهنود الحمر، واحدة من أبشع الفصول في التاريخ العرقي للولاية. وكانت الإبادة تتضمن أيضا التعقيم القسري للأشخاص المنحدرين من أصول مكسيكية. كانت إحدى الأولويات الأولى للولاية الجديدة هي التخلص من عدد كبير من سكانها الأميركيين الأصليين. سواء كانوا هنود حمر أم مكسيكيين.

في عام 1850، قتل الفرسان الأميركيون والمتطوعون المحليون حوالي 400 شخص، بمن فيهم من نساء وأطفال، في بحيرة كلير شمال سان فرانسيسكو. وكانت أحد الناجين القلائل فتاة في السادسة من عمرها، بقيت على قيد الحياة بالاختباء في البحيرة والتنفس من تحت الماء خلال بوصة مخرومة.

لقد مات أو قتل ما يقرب من 100 ألف من الأمريكيين الأصليين خلال العامين الأولين من حمى البحث عن الذهب وحدها. وبحلول عام 1873، لم يبق سوى 30 ألف من السكان الأصليين من حوالي 150 ألف. لقد أنفقت الولاية ما مجموعه 1.7 مليون دولار، وهو مبلغ مذهل في ذلك الوقت، للتأكد من قتل ما يصل إلى 16 ألف برئ.

اليوم، وعلى الرغم من كل الصعاب، تتمتع كاليفورنيا بأكبر عدد من الأميركيين الأصليين في الولايات المتحدة، هي الآن موطن لـ 109 قبيلة معترف بها فيدرالياً.

لكن معاملة الولاية للسكان الأصليين خلال أيام تأسيسها، والدور الذي لعبته في قتل الأميركيين الأصليين، بهدف تحقيق الازدهار في كاليفورنيا، لا يعرفه اليوم إلا القليل من الناس. أخيرا، اعتذرت ولاية كاليفورنيا عن الإبادة الجماعية التي قامت بها ضد سكانها الأصليين في عام 2019. لكن يفيد بإيه الندم!!

السيوكس، مثل غيرهم من الهنود الحمر، لم ينقرضوا. في 1924، أقر الكونجرس قانون الجنسية الهندية. بمقتضى هذا القانون، يعترف بالهنود الحمر كمواطنين مواطنة كاملة بالولايات المتحدة، لهم حق التصويت. وفي عام 1934، أقر قانون إعادة تنظيم الهنود، يشجعهم على إقامة مجالسهم النيابية لإدارة شؤونهم الخاصة.

بالرغم من هذه التحسينات التي تساويهم قانونا بالأمريكان البيض، إلا أن الهنود الحمر ظلوا متخلفين عن معظم البيض في مجالات الصحة والثروة والتعليم. بالنظر إلى بعض الحقائق من ثمانينيات القرن العشرين: معدل البطالة بين الأمريكيين الهنود كان 39 في المئة، أكثر من خمسة أضعاف نسبة البطالة بين كل السكان.

كما أن ما يقرب من 25 في المائة من أسر الهنود الحمر، كانوا يعيشون على دخل بسيط لا يكفي لشراء الطعام، والملابس والسكن اللازم للحياة الصحية. أمراض مثل السكري والالتهاب الرئوي والإنفلونزا وإدمان الخمور، تقتل ضعف النسبة في الهنود الحمر، عنها في باقي الأمريكان.

في 1970s، الهنود الحمر من جميع أنحاء الولايات المتحدة، تضافروا في محاولة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية. في عام 1972، كونوا حركة الهنود الحمر الأمريكيون. ثم ذهبوا إلى واشنطن للاشتراك في مسيرة احتجاج بعنوان "درب المعاهدات المكسورة".

في العام التالي، احتلت مجموعة مسلحة بالبنادق جنوب قرية صغيرة بداكوتا، في موقع معركة الركبة الجريحة. مكثوا هناك 71 يوما. كان هدفهم لفت الانتباه إلى مطالباتهم بعودة الأراضي التي سلبت من أسلافهم ظلما.

مجموعة أخرى من الهنود الحمر أقامت دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة، لتنصلها من المعاهدات القديمة. السيوكس على سبيل المثال، طالبوا بعودة المطاحن السوداء. لكن المحاكم لم تقرر لهم أكثر من 122.5 دولارا، كتعويض عن أراضيهم المغتصبة. لكن رفض الكثير منهم التعويض، واستمروا في المطالبة بعودة أراضيهم المقدسة نفسها.

رجل عجوز جدا، أحد الناجين من معركة الركبة المجروحة، بلاك إلك، ودع الطريقة القديمة لحياة شعبه بهذه الكلمات: "لم أكن أعرف حينذاك كم حجم الدمار. عندما أنظر إلى الوراء الآن من هذا التل العالي لسنوات عمري، أرى المجازر التي تعرض لها شعبنا من نساء وأطفال ورجال، تلقى جثثهم أكواما متناثرة على طول الوادي.

أراها الآن بعين الذاكرة، كما كنت أراها في طفولتي واضحة جلية. إنني أرى شيئا آخر قد مات هناك. مات وتمرغ في الوحل الدامي، ثم دفن تحت الثلوج، مثل الباقين. إنه حلم الناس الطيبين. لقد كان حقا حلما جميلا، لكنه لم يعد موجودا الآن."

الهنود الحمر اليوم لديهم أحلام مختلفة. لكنهم لم ينسوا أحلامهم القديمة. متعلم جامعي، ومن سلالة محارب مشهور من قبائل الآباش الهندية، كتب لنا يقول: "لقد قضى جيلي كل وقته في تعلم طريقة الرجل الأبيض في الحياة. لقد تعلمناها وأتقناها، لكننا فقدنا تراثنا الهندي. الآن نحاول استعادة ما قد فقدناه."

قصة الثور الجالس

في عام 1831، ولد طفل في خيمة تيبي بقرية على سهول مراعي داكوتا. كان والداه من قبيلة سيوكس، أطلقوا عليه اسم الثور الجالس. نشأ الثور الجالس قائدًا محترمًا من شعبه. لم يشارك في القتال ضد المستوطنين. ولم يكن في معركة القرن الكبير الصغير عام 1876. لكنه بعد الحرب، دافع عن تصرفات شعبه:

"كنا في المخيمات هناك في انتظار إرادة الروح العظيمة (الرب). قمنا بالصلاة إلى الروح العظيمة لإنقاذنا من أيدي أعدائنا. الآن هم يقتربون ليستكملوا إبادتنا جميعا.

دمرهم رجالي في وقت قصير جدا. الآن يتهمونني بقتلهم. فماذا فعلت؟ لا شيء. نحن لم نخرج من بلدنا لقتلهم. هم الذين جاؤوا لقتلنا، فدافعنا عن أنفسنا وقتلناهم. هذه هي إرادة الروح العظيمة."

استمر الثور الجالس في الكفاح من أجل حقوق شعبه بطرق أخرى. انتقد الحكومة الأمريكية واتهمها بالإهمال والغش بخصوص معسكرات الإيواء. "نحن هنا بسبب أفعالكم."، قال لمجموعة أعضاء من الكونجرس كانت في زيارة له. "لقد وضعتمونا هنا، وقلتم عيشوا كما نعيش." ثم قال إنه لو كانت الحكومة ترغب في أن نكون مثل البيض، يجب أن تورد لنا الأدوات والحيوانات والعربات."

في عام 1885، رجل العروض الشهير، بافالو بيل كودي، عرض وظيفة على الزعيم الهندي "الثور الجالس". لقد أراد أن يجعل من الزعيم الهندي مادة للعرض والتسلية أثناء تجواله بفرقته في الغرب الأمريكي. سلطات الإيواء رحبت بالفكرة. سمحت له بالسفر. بعد ذلك بعام واحد، طلب من الزعيم الهندي مصاحبته في رحلة عرض في أوروبا. لكن "الثور الجالس" رفض ذلك وقال: "أهلي يحتاجونني هنا. لا يزال هناك حديث عن الاستيلاء على أرضنا."

عندما بدأت حركة رقصة الاشباح، اتهمت الحكومة "الثور الجالس" بأنه وراءها. في ديسمبر 1890، أرسلت الشرطة المسلحة للقبض عليه. عند خروج الثور الجالس من باب خيمته في معسكر الإيواء، قام أحد أفراد البوليس بإطلاق النار عليه فأرداه قتيلا. القاتل كان أحد أفراد السيوكس، أهل وعشيرة القتيل.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الولايات المتحدة (14) –السهول الكبرى
- قصة الولايات المتحدة (13) – رعاة البقر
- قصة الولايات المتحدة (12) – اغتيال الرئيس لنكولن
- قصة الولايات المتحدة (11) – الحرب الأهلية
- قصة الولايات المتحدة (10) – العبودية بين الشمال والجنوب
- قصة الولايات المتحدة (09) – التمدد غربا
- قصة الولايات المتحدة (08) – سنوات النمو
- قصة الولايات المتحدة (07) – حكومة جديدة ودستور جديد
- قصة الولايات المتحدة (06) – القتال من أجل الاستقلال
- قصة الولايات المتحدة (05) - جذور الثورة
- قصة الولايات المتحدة (04)
- قصة الولايات المتحدة (03)
- قصة الولايات المتحدة (02)
- قصة الولايات المتحدة (01)
- زوجات ستيبفورد -صرخة ضد عبودية الرجل للمرأة
- أن تقتل طائرا محاكيا
- عناقيد الغضب - جون ستاينبيك
- دعوة لقراءة الأفق المفقود
- دعوة لمشاهدة راشومون
- دعوة لمشاهدة الساموراي السبعة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الولايات المتحدة (15) – الهنود الحمر