قطارنا ما يزال يسير على الفحم!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الخبز أم الحريّة؟ المغزى، اختار أن تموت شنقًا أو جوعًا!! وبقدر ما تبدو الاجابة على السؤال في البلاد العربية صعبة مثل امتحان مادة الفيزياء...هي في دول الرفاهيّة، كالامتحان في مادة الدين عندنا، الكلّ متفوق فيها، حتى لو حل خطأ فتحسب له درجة... في فنلندا التي جاءت بالمرتبة الأولى في السعادة والرفاهية، يأتي الخبز أولاً، ولكن مع الحريّة...في كلّ القارات التي تعيش العصر بكلّ امتيازاته الحقوقية والإنسانية والحضارية، يأتي الخبز والحريّة...لماذا تخيرني برشوة الخبز على حسابالحريّة؟ ومن المؤسف أن الخبز في دول محسوبة من دول الرفاهية بدأ يتقلص مع تراكم الرسوم والضرائب...
ولكن يبقى في المقدمة الحريات الشخصية التي هي أساس الحريات العامة، ما الفائدة إذا كنت تملك حرية التظاهر والاحتجاج ولا تملك حريّة الأكل في رمضان وحرية أن اللباس وحرية الشراب...لا أصدق أن هناك دول تعتبر من يحتسي جرعة نبيذ أحمر كافر ويستحق الجلد...
مشكلة المجتمعات العربية، سواء المترفة أو الفقيرة المُعْدمة، أنها تفتقد بشكلٍ أو بآخر الحريّة، ومشكلة بعض الدول مثل لبنان أنها تملك بعض الحريّة، متمثلة بالقنوات الفضائية الخاصة، وحرية الصحافة وحرية التظاهر ولكنها تعاقب برصاصة في الرأس أو في الخلف إن لم يعجب السيد ما تقول...ومشكلة بعض الدول التي تعيش في رفاهية غير مسبوقة، أنك لا تستطيع أن تتنفس في شهر رمضان وإلا كان مثواك السجن...إذن المشكلة ليست في الحريّة والخبز، المسألة أعقد من ذلك...السألة متعلقة بالتحضْر والمدنيّة والعلمانيّة التي لم يتوصل إليها المجتمع العربي وإن أدعى في بعض مظاهره أنه كذلك فلا تصدق...
خذ على سبيل التدليل مثقف يساري ويدعي العلمانيّة، لا يسرهُ نقد حزب الله، وخذ مثقف يقبع فوق جبل العلمانية ويرتدي ربطة عنق ويدافع عن نظام أردوغان العثماني بشتى ما في وسع عظْمَة وجهه...هذه مفارقات لا تجدها في الدول التي تخطت المعادلة التي تبدو في عالمنا العربي والإسلاميصعبة ولكنها بمثابة معادلة تم حلّها بالدول الحرّة منذ عقود طويلة حينما تخلت الدولة هنا عن دور الكنيسة، ودور الجلاد وحلّ مكانها حق الإنسان في الحريّة والخبز معًا... ولا توجد مزايدة...كم من وقت بانتظار حلّ المعادلة؟ ما يلوح في الأفق أن المساحة والوقت بعيدان طالمّا قطارنا يسير بالبخار والفحم!!!

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات