عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 13:19
المحور:
الادب والفن
لكأن الشعراء والكتاب مجانين حقيقة، ففي هذه الظروف العصيبة التي لا مرت ولن تمر على هذي البلاد سورية التي اشتكت في الأصل قحطاً في المجال الثقافي من طباعة كتاب أو تسويقه أو بيعه واقتنائه.
كل شيء في ظلال الحسيني الجريحة محفز للقراءة، اعتبارا من لا معقولية ومن جنون إصدار الكتاب في غير توقيته، وفخامة شكله ومرورا ببراعة النصوص المكتوبة بعناية وبذخ أدبي فخم، وحتى المقدمة التي كتبتها الباحثة والكاتبة المغربية لطيفة لبصير والتي احتفل بمقدمتها صديقنا الحسيني فوضع كامل كلامها ما كتبت على غلاف» ظلاله الثاني».
وأوصاني وأنا أسجل رغبتي في الإعلان عن صدور الكتاب بوضع مقدمة لبصير بقدر كبير حين أكتب، الحسيني من عائلة ثقافية جميلة في النحو والصرف وفقه اللغة والأدب الرفيع، ولا تحتاج نصوص الحسيني إلى مقدمات تحجمها بقصد التسويق والإضاءة لأنها مضاءة حقاً بفخامة المتن ومهابة اللغة الأدبية الرفيعة.
تقول الأستاذة لبصير بحق كتاب « ظلال الاسم الجريح»: لم أستطع أن أقرأ هذه النصوص بصمت دون أن تعود إلي أصوات كثيرة نامت بداخلي،وحين ودعتها سال شيء من الحلق: حريق بعض الكلمات العالقة. إنها نصوص عبد اللطيف الذي تناثرت حروف اسمه وتجزأت...فكل من مر بها سرق حرفا فبقي يتيما .لا تمر نصوص الكاتب عبد اللطيف الحسيني على العالم الذي يصرخ بالدم والقبور دون أن تستعين بكل مناهل الفكر والأدب، فهي تعود لابن الفارض وللسهروردي ولمحمود درويش ولابن عبد ربه الأندلسي...وكأنها تستعين بالتاريخ الفكري لتعيد لحم الذات التي انكسرت من الداخل وتبعثرت إلى أشلاء ومزق. إنها تتّمات حداثية للكاتب يسائل فيها الفكر والأوراق والحياة والأشخاص».
وبعد، مبروك لصديقي عبداللطيف الحسيني جنونه العذب وإصراره على التقاط مساحات الجمال، رغم كل هذا التشوه وهذا القبح.
وما يجدر ذكره أخيرا هو أن الكتاب صادر بقطع متوسط، وبحلة أنيقة أقرب للبذخ، لوحة الغلاف للفنان عمران جانكير، تصميم الغلاف لـ سلمى عبدي،
عمر كوجري.
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟