أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر














المزيد.....


أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(1)
لا اظن ان شعبا في هذا العالم يقبل ان يقوم بهذه المذابح اليومية بعد ان تعرض هو نفسه لمحرقة بناء على تمييز ديني, وهل فعلا وصل شعب اسرائيل الى هذا الحضيض الاخلاقي امام مشاهد التدمير المنهجي والمجازر اليومية المتكررة واخرها مجزرة قانا التي راح ضحيتها فقط اكثر من عشرين طفلا وعشرين رجلا وامرأة في ملجا في غارة ليلية. بعيدا عن شلال الدم هذا وبعيدا عن اشلاء تدفن الى جانب احياء تحت كتل الاسمنت والتي لاتجد من ينتشلها من تحت الانقاض, بعيدا عن استفادة الاعلام المرئي من الصورة الدامية هذه, بعيدا عن الحسابات السياسية الاقليمية والدولية, بعيدا عن مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي كنت احد المتحمسين له ومازلت لانه يجعلنا نكشف ونكتشف من نحن, واين نحن من هذا العالم الضاري ويعيدنا على السكة المصادرة من قبل حركية سلطاتنا النهابة, وبعيدا عن الحسابات الاوروبية والصينية والروسية والعالم الوحيد القطب او المتعدد الاقطاب, بعيدا عن شلال الدم الطائفي في العراق, بعيدا عن اعتقالات تقوم بها السلطة السورية بشكل يومي تحت جنح الجريمة, بعيدا عن تخبطنا العربي في ثقافتنا المهترئة. فسادا وارتزاقا ومخبرين, بعيدا عن آلاف مؤلفة من مشاهد تنتجها اجهزة الاعلام الغربي في تصوير المشهد الدموي لكي تحسب اخر النهار حجم الارباح, بعيدا عن النفط وقريبا من الله, بعيدا عن امهات تثكل يوميا باطفالها, بعيدا عن معارضات عربية محمولة تشاء الصدف او غير الصدف على مشاريع سلطوية سواء كانت اقليمية او كانت دولية, بعيدا عن رياح التمدد الديني الاصولي الارهابي وبعيدا عن خصاء الفكر الليبرالي في الشرق الاوسط وكثرة المدعين به من مثقفين واشباه معارضات نزلت السوق متمنية المنحة الاميركية, وهي تهتف لمن تراه يوصلها الى محاسب البيت الابيض حتى ولو على حساب اية قيمة انسانية, بعيدا عن معارضات عربية فقدت شيئا من صعلكتها وشيئا من, وكسوري بعيدا عن اعلان دمشق الممزق بين ضحيتين وجلاد يراقب وبعيدا عن جبهة الخلاص التي تراقب المشهد.
بعيدا عمن كانوا بقايا صدام حسين واصبحوا الان قمة الديمقراطية, بعيدا عن جماعات الاخوان المسلمين الذين مازالوا اتقياء في اختيار اللفظ وعتبات القديسين, لا احد منا نحن العرب يريد ان يتعلم ان العقل والدين بقدر ما يلتقيان يتفارقان, بعيدا عن الخلاف حول ان كان الزرقاوي شهيدا ام ارهابيا قتل, بعيدا عن الشحن الطائفي في الشارع الشعبي اللبناني وغير اللبناني, بعيدا عن الشعر العربي الذي بهزيمته ينبئنا اي ثقافة نحمل, بعيدا عن شعراء وشاعرات ضاقت بهم سبل الانتشار فاضاعوا وضيعوا قداسةالقصيدة, بعيدا عن وعن كل هذا وغيره, نجد انفسنا امام جثة طفل تترنح تحت الانقاض معلنة انها لن تجد من ياخذ لها حقها ولو بالقانون من يعاقب اسرائيل على جريمتها من يجرؤ في هذه اللحظة المميتة ان يقف ويقول مادور سورية وايران وحزب الله فيما يجري, ? من يجرؤ من النظم العربية ان يقول : اننا مسؤولون مسؤولية مباشرة عن كل هذا الدم العربي المجاني سواء كان مسلما شيعيا ام مسلما سنيا ام مسيحيا ام, الخ, من يجرؤ على القول اننا نحن واليهود والافارقة تحولنا على نفايات للمشروع الغربي, الى جموع اما ان تنتج ثروة او تموت في مالتوسية اميركية ناصعة السواد.
(2)
كنت ارى دموع مراسل الجزيرة السيد عباس ناصر وهي دموع المتاثر بما يشاهد ويصور, وتعاطفت مع الرجل على هذا المشهد وقلت الله يكون بعونه, وتذكرت هل الاطفال الذين ماتوا للتو بحاجة كي نعرض جثثهم ام هم بحاجة لكي لا نبكي عليهم بل نبكي على خيبة الانسان عموما وعاره الذي يلاحقه في انه مازال يحن الى شريعة الغاب? اعجبني تغطية الجزيرة لهذه المجازر ولكنني لم افهم ان احد مراسليها قد بات يزرر قميصه حتى العنق ليغطي عنقه بلا ربطة عنق, قلت هذا مؤشر على حرية الرأي في قناة الجزيرة,! ام انه تعاطف زائد اكثر من الحد الذي يتطلبه العقل الاعلامي, في هذه المحنة ربما لايجد المرء ما يلجا اليه الا ماهو جاهز دينيا او ايديولوجيا وبذلك نعيد المأساة الى بداياتها.
في ظل هذه المعارك التي يغيب عنها العقل وتحضر كل الاجندات المتخلفة دينيا وربحيا وسياسيا, الخ نجد اعلامنا العربي يصطف قبل الجريمة وتاتي دماء الاطفال لاستخدامات الاصطفاف.
كم نحتاج الى العقل في هذه المحنة? رغم اننا نتضامن مع اية صحافة حتى ولو كانت منحازة احيانا للاعقل.
(3)
مشهد اكثر دموية من دماء الاطفال, ولكن الى متى, هذا هو السؤال?



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر