أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميرغنى ابشر - إفهومة -الإسلاموعروبية- ومستقبل الهويات في السودان














المزيد.....


إفهومة -الإسلاموعروبية- ومستقبل الهويات في السودان


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 6863 - 2021 / 4 / 8 - 22:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إبتداع تسميات وإصطلاحات سيسولوجية (مجتمعية) ومكانية للهويات ، نحو "الإفريقية" و"الاسلام عروبية" لهو ضرب من المماحكات "الذِهانيّة" الصوريّة، وهي من مخرجات كهوفنا الحجرية المعاصرة، التي تريد أن تحدد الوجود الإنساني في اطُرها البادئة، مهددة بهكذا تأطير الوجودات الأخرى ونافية لها، مما ينذر بدورة جاهلية معاصرة. فسؤال من يملك الأرض الانطولوجي (الوجودي)؟ يتضمن سؤال من هو مالك الأرض إبستيمي "معرفي" ؟ والإجابة على التسأول الأخير قولاً واحد هو: عِدّة هويات، تنتهي في مروحتين مروحة تشتمل على القرابات البيولوجية، حلقة من سلالة غريبة من الذرية، وأكثر من كونها خليطاً، وكريستالاً مركباً، على - حد تعبير "بيير مابي"- هي حصيلة تيارات ودماء تتجاوز كثيراً ما يمكن أن نعرفه، وتتحد هويتنا بضمُ أسلافها وأنتماءاتها بالاستناد إلى الاجداد والآبا، عائلتنا ،القرية التي ننتمي اليها ، الولاية، القبيلة . و مروحة أخرى تشكلها مصفوفة الأصول الثقافية ،فسيفساء من التقاليد والعادات، والمعتقدات والتصورات السحرية والدينية، وضروب الفنون وأنماط التغذية واساليب الحياة، من عمارة ونشاط ذهني وبدني. ومن هنا فقط يتولّد السؤال الجوهري ، والذي بسببه يتلاسن الناس ضُحى، وهو من يملك الحضارة؟.

نحاول في إجابتنا على التساؤل الأخير النظر إحفورياً في أعماق الاصطلاح (الرجراج) (الإسلام عروبية)، لنقول : أسفي أن هذا الإصطلاح "تبلّر" في مناخ النقد السياسي للهوية الثقافية، التي جهد النظام البائد في فرضها على المجتمع السوداني، مما دعا (النظام) لفصل جزء أصيل من الوطن متوهماً أنه نقيض هويته (الإسلام عروبية) . فالاصطلاح في رسمه يجافي الموضوعية والسرد التاريخي لتراكيب مدلوله، فالإسلام بذاته حالة ثقافية سابقة في وجودها، وبإقرار من داخل نصه القرآني ميلاد الرسالة المحمدية الخالدة، والتي هي بالأساس إكمال للإبراهمية الكلدانية التي تتضمن الثقافة الرافدية والمسمارية، وللموسوية (المصرية السودانية) النيلية الكنعانية القديمة، والمسيحية الآرامية الفلسيتية الناصرية . هذه التسميات المكانية هنا فقط من باب محاولة حصر بعض العناصر الثقافية، والهويات المتعددة التشاركية في القرآن المكي المدني،والتي تشكل الجزء الأكبر ان لم نقل كل قصَصَ الكتاب الكريم، وبالتالي تتعدى الهوية الإسلامية التصور الذهني المتبادر لبادية نجد والحجاز. ويمكننا أن ندلل آثارياً (إحفورياً) ونصياً على الحضور الميّز لهذه الهويات في شرعة الإسلام وقوانين أحواله الشخصية .

أما عن (العُروبية) وحرفها وبعض كلمها، فالذي لا يعرفه كثر أنه في حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد على ساحل المشرق ، طور الفينيقيون مبسطة حروفية أو طريقة في الكتابة لكتابة لغتهم السامية، يعتقد الآن أنها مستمدة من الهيروغليفية، وقد تم تكييف السيناريو أو طريقة الكتابة تلك من قِبل اليونانيين لكتابة لغتهم. شكلت في نهاية المطاف الأساس للأبجدية الرومانية المستخدمة اليوم. وقد أثْرت الكتابة الفينيقية أيضًا اللغة العبرية والعربية والعديد من الحروف الأبجدية في اللغات الأخرى، وقد تم تعديل الأبجدية اليونانية أولاً واعتمادها في إيطاليا ، لكتابة اللغة الأترورية واللاتينية ،و الرومانية. و من خلال اللاتينية نجد ان الأبجدية الرومانية إنتشرت في أوروبا. فالذي نود قوله هنا ان طبيعة الهويات تشاركية (تثاقفية)تعايٌشية بالأساس ، كما لاتستجيب مطلقاً لفرضها بأدوات الدولة،فغبّ عقود من إدلوجة المادية التاريخية عادة الإرثوذكسية المسيحية لتتسيد المشهد في روسيا مابعد البيريسترويكا. فما إصطلح على تسميته ب"الإسلاموعروبية" خطلاً (معرفي) باطل، نتج عن طفلية سياسية ساذجة، و جهالة تنتمى لكهوف حجرية قديمة، تتوهم صراع الهويات، أن (الإسلام عروبية) ماهي الا ثقافة إنسانية كوكبية تشاركية، لا تنتمي لعرق أو مكان نقي بعينه، والمصطلح نحوه نحو الأباطيل الإصطلاحية (الحضرية) الأخرى نوبية ،كوشية، افريقية والأخيرة التى خرج من لُدنها لحن محبب لكثر "ماما افركا"، دلت بحوث علوم الإحاثة المتأخرة على قوة فرضية الأصول القارية للإنسان، فلم تعد إفريقيا الأم الوحيدة للبشرية. أن هذه الأباطيل الذِهانيّة تريد أن تنسِّب الحضارة والوجود المجتمعي السوداني المعاصر لهويات تَصَنّعها غرض سياسي أو تعالي ثقافي اجوف، إن الهويات السودانية هي هويات تتحد في شراكتها للأُسس الإنسانية العامة التي نهض عليها الإجتماع الإنساني، وأسس على ضوئها علم الإجتماع الحديث، وتقدِّس وتنحني إجلالاً جميعها أمام الجد المؤسس "الإنسان السوداني".



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبئاني
- صُورَة
- وَهَم قَصْر سُلَيْمَانَ.. الآثار بين الدارِسين والهُواة.. بح ...
- شَجْوٌ السَمَنْدَل
- الوظيفة العيادية لبطل -الطيب صالح-، سايكولوجيا الإبداع في -م ...
- في مقاماتِ لَيْلَى
- (خليك مع الزمن)، محمد يوسف الدينكاوي يحكي عن رمضان زايد!!.
- المحمول الثقافي لمسمىّ الأمكنة في عمائر السودان القديمة مؤان ...
- رسالة لطيف هنْريّ وِلكَم !!
- بوابات امدرمان في القرن التاسع عشر - ذواكر للإجتماع الإنساني ...
- القرآن بين إليهن.. مقال في الإدّكار العرفاني وقضايا التشريع ...
- ما لم يُكتب في الشريف حسين الهندي -اقيونة النضال العربي والإ ...
- آخر ما قال - فارس-!
- عن ماذا أكتب؟
- الاخطاء التاريخية في القرآن
- دونجوانية محمد الرسول
- حوارية الياسمين والابنوس
- الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن
- ربى ورسولي في خمر المعاني
- النَّصُّ الإدانة.. رفع الْقُرْآن وَجَنَّة - ميركل -


المزيد.....




- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...
- علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
- دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميرغنى ابشر - إفهومة -الإسلاموعروبية- ومستقبل الهويات في السودان