عبدالرضا ألمادح
الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعودت أن اربط مواضيع مقالاتي باحداث واقعية ، لتعطي معناً أعمق لمحتواها ، ففي منتصف ألستينات زرت أيران مع ألاهل ، حيث كنت صبياً وكانت رحلتنا أنطلاقاً من ألبصرة ألى مدينة المحمرة ذات الاغلبية العربية وألتي يسكن فيها اقاربنا.
ألرحلة استغرقت حوالي الساعتين على متن الزورق ألعشاري ، الذي أنساب هادرأً على أمواج شط العرب والتي لم تحرمنا من رذاذ منعش في مشهد سحري لغابات النخيل ألمتراصة على جانبي ألشط ألكبير. في منتصف ألمسافة تقريباً ، توقفنا عند نقطة ألكمارك الحدودية ، وألتي تقع في مدخل نهر ابو ألخصيب وعلى مسافة ليست ببعيدة عن منزل ألاقنان ألذي ترعرع فيه ألشاعر ألكبير بدر شاكر السياب .
عند وصولنا ألى مدخل نهر كارون ألايراني ، شاهدنا ظاهرة طبيعية لم نألفها ، حيث يرتسم خط فاصل بين مياه شط ألعرب ألسمائي أللون ، ومياه نهر كارون الضارب الى ألحمرة ، لتعلن ألطبيعة أن ألحدود ألفاصلة تقع هنا والتي لم يحترمها صدام ونظامه ، فمنح أيران نصف ألشط في أتفاقية عام 1975 ، مقابل أن يكف نظام ألشاه عن دعم الحركة الكردية .
فتش شرطة الكمارك الامتعة وحينها أنتبه ألضابط ألى وجود كتاب الجغرافيا ألمدرسي ، كنت قد حملته معي ، فأخذ يدققهُ جملة جملة ويشطب على كل كلمة " ألخليج العربي " ليرسم فوقها
" ألخليج ألفارسي " . أثار ذلك أمتعاضي وشكي وأنا طفل ، وجاء ألاحتلال ألايراني للجزر ألثلاث ليعزز ذلك .
أما أليوم فقد أمتدت ألاطماع ألايرانية في عمق ألجنوب ألعراقي صعوداً حتى بغداد ، لتعبث أياديها ألخبيثة بجسد ألوحدة ألوطنية وبأستغلال ألعواطف المذهبية الشيعية ، لتهيء مع من أعمت الطائفية وألمصالح الذاتية ألضيقة بصره وبصيرته لخلق أقليم شيعي ، وقتل وطرد " كل من ليس معنا فهو ضدنا " ليصبح " ألاقليم " " ولاية حكيمستان ألايرانية " .
#عبدالرضا_ألمادح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟