|
عشيرة عرب العرامشة: صمود وتشبث بالأرض
محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 6861 - 2021 / 4 / 6 - 22:44
المحور:
القضية الفلسطينية
أقامَت عشيرةُ عربِ العرامشة في بلدةٍ (جُردية) على الحدودِ الشماليةِ لفلسطين. وفي (الظهيرة) أقصى جنوبِ لبنان. حيثُ فُصلَت (جُردية) عن (الظهيرة) بموجبِ اتفاقِ سايكس -بيكو عام 1916. ومن القرى التابعةِ للعشيرةِ: (أدمث، عربين، النواجير).
أمَّا بطونُ عشيرةِ عربِ العرامشة، فهي: -
1) الطبابشة، ومن عائلاتِ بطنِ الطبابشة آلُ الحسين، آلُ ياسين، آلُ محاميد، آلُ علي، آلُ سعد.
2) حنين، ومن عائلاتِ بطنِ حنين آلُ الكايد.
3) سويد، ومن عائلاتِ بطنِ سويد آلُ المثقال، أمّا أهمُّ العائلاتِ الموجودةِ في فلسطينَ هذه الأيام فهيَ عائلاتُ: أبو شاهين، المغيص، حمود، كايد، خليفة، رايق، بوحمد، والطاهر.
أمَّا عائلتا حنين وأبو ساري فموجودتانِ في بلدةِ (الظهيرة) على الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية.
مواقعُ مهمَّةٌ في أرضِ عشيرةِ عربِ العرامشة:
1-خربة ادمث:
كانَ يملكُها أهالي عشيرةِ عربِ العرامشة.
تكتبُ أدميت في اللغةِ العبريَّةِ، على اسمِ المجمعِ السُّكانيِّ الصهيونيِّ (كيبوتس أدميت) الذي اقاموهُ بجانبِها سنةَ 1958 م. تقعُ شمالَ غربِ عشيرةِ عربِ العرامشة، قربَ الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية، وإلى الجنوبِ الشرقيِّ من قريةِ علما الشَّعبِ اللبنانية، وتقعُ شرقيَّ عينِ حور.
لقدِ اختفتِ الحياةُ من ادمث بعدَ طردِ أهلِها الأصليينَ منها أواخرَ السبعيناتِ وبدايةَ الثمانينات، والشَّاهدُ على وجودِها بيوتٌ حجريَّةٌ مهدَّمةٌ، وقبورُ موتاهم، وآثارٌ من عصورٍ قديمةٍ، منَ العصرِ البرونزيّ،والحديديّ، والرومانيّ، والبيزنطيّ .
وعلى مقربةٍ منَ الخربةِ توجدُ مغارةُ الفختة (القوس)، وتُدعى بهذا الاسمِ لبقاءِ قسمٍ من سقفِها على شكلِ قوسٍ، وكانَت تُستخدمُ كحضيرةٍ للماعزِ.
ادمثُ اليومَ أصبحَتْ محميَّةً طبيعيَّةً ومنتجعًا سيّاحيًّا ومتنزهاتٍ واسعةً، يتمتعُ الغرباءُ بمناظرِها الخلَّابةِ، بينما أهلُها ينظرونَ إليها بشوقٍ وحنينٍ من بعيدٍ، من أرضِ عربِ العرامشة، ينتظرونَ عودتَهم الحتميَّةَ.
2-خربة جردية:
تقعُ شمالَ غربِ عشيرةِ عربِ العرامشة قربَ الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية، وهيَ ملاصقةٌ لبلدةِ الظهيرة اللبنانية، يفصلُها شريطُ الحدودِ الشّائكِ.
ما زالَ يسكنُ أراضيها أربعةُ بيوتٍ منْ بطنِ حنين، من عشيرةِ عربِ العرامشة، رفضوا مغادرتَها رغمَ كلِّ الضّغوطِ والاغراءاتِ وهم: بيت حمد أبو سمره، بيت رايق حمدان مغيص، بيت سليمان العبّاس، بيت عقاب العبّاس. وفيها آثارٌ من عصورٍ تاريخيَّةٍ قديمةٍ.
3-النواجير:
تقعُ في أرضِ عشيرةِ عربِ العرامشة، غربِ (جُردية) على الحدودِ الشَّماليةِ لفلسطين، وما زالَ يسكنُ أراضيها أربعةُ بيوتٍ من بطنِ حنين، رفضوا مغادرتَها رغمَ كلِّ الضّغوطِ والاغراءاتِ وهم: -بيت عرسان جاسم المغيص، بيت مرعب جاسم المغيص، بيت صادق جاسم المغيص، بيت نظمي توهان المغيص، وقسمٌ من سكانِها انتقلوا الى منطقةِ المسطّحاتِ في منطقةِ عربِ العرامشة.
أميرُ الشُّعراءِ والبدويَّةُ ريحانةُ مزعل:
في عشريناتِ القرنِ الماضي كانَ الشاعرُ الكرديُّ أحمد علي شوقي أميرُ الشُّعراءِ ذاتَ يومٍ في طريقِهِ إلى لبنانَ يحملُ في جعبتِهِ قصيدتَهُ ((يا جارة الوادي)) التي غنّاها المطربُ محمدُ عبد الوهاب لينشدَها في محفلٍ شعريٍّ أُقيم لهذا الغرضِ عامَ 1928م.
كانَ الحفلُ المقامُ حولَ النَّارِ المتوهِّجةِ كحريقٍ عرساً لأحدِهم في ليلٍ حالكٍ تتخلَّلُهُ الدَّبكاتُ البدويَّةُ والرَّقصُ الشَّعبيُّ المتوارثُ. وساعةَ حطَّ شوقي قدمَهُ وجماعتَهُ على أرضِ المكانِ حتَّى انطلقَتِ الزَّغاريدُ ترحيبًا بالقادمينَ واعتزازًا بالزِّيارةِ المفاجئةِ.
شاعَ الخبرُ بينَ أفرادِ العشيرةِ كالنَّارِ في هشيمٍ يابسٍ، وتناقلَ أهلُ العشيرةِ الخبرَ، إنَّهُ أحمد شوقي، أميرُ الشُّعراءِ وشاعرُ مصرَ الأكبرُ وصاحبُ ديوانِ الشِّعرِ.
أسرعَ والدُ العريسِ لِيُدخلَ الضيوفَ الى الخيمةِ ويتفرّغَ لخدمةِ الضُّيوفِ الذينَ يتقدّمُهم رجلٌ قصيرٌ يعتمرُ طربوشًا على رأسِهِ بملابسَ إفرنجيّة، تشدُّ يدُهُ على عصا ذاتِ مقبضٍ فضّيٍّ، أخذَ مقعدَهُ وجماعتُهُ في الخيمةِ.
أسرَّ والدُ العريسِ البدويَّة ريحانة مزعل (توفيت في 13 سبتمبر 1987 م) والتي كانَتْ تغنّي في حلقةِ القومِ الرَّاقصينَ حولَ النَّارِ، ببضعِ كلماتٍ، فشاعَتْ بعدَها في المكانِ للتّوِّ أنغامُ صوتِها العذبِ الرَّقيقِ تحيّةً لشوقي وصحبِهِ بأبياتٍ ارتجاليَّةٍ منَ الدّلعونة.
من الدلعونة (أغاني الجليل للشاعر سعود الأسدي): -
على دلعونا على دلعونا ... اهلاً وسهلاً يللي يحبونا
يا أحمد شوقي عِنْدينا قاصد ... وما عنا كرسي وعالريضه قاعد
يا أحمد شوقي يا بو القصايد ... يَلْلِي كلماتك بِتْهِزَّ الكونا
فيك وبرجالك أهلاً يا مصري ... يللي بقصدانك بتسَجّل نصري
شوقي يا شوقي يا عالي القصري... كُل مّره مَيّلْ عالخيمة هونا
شوقي يا شوقي وانت الأميري ... وشو تِبقى العجنة لولا الخميري
يا ريتني أبقى بِنْتَك لِزْغيِري ... وأبقى خَدّامك واني الممنونا.
الدَّورُ الوطنيُّ لشهداءِ عشيرةِ عربِ العرامشة:
لأبناءِ العشيرةِ دورٌ نضاليٌّ في التّاريخِ الفلسطينيِّ؛ حيثُ أمضى عددٌ منهم سنواتٍ طويلةُ في السُّجونِ الصُّهيونيَّةِ على خلفيَّةِ تنفيذِهم لعمليَّاتٍ فدائيَّةٍ وتسهيلِها في أواخرِ السّتينيَّاتِ والسَّبعينيَّاتِ منَ القرنِ الماضي. ومن رجالِهم المعروفينَ المناضلُ غالب ُالطَّاهر، والمناضلُ عدنانُ المغيص الذي لم يتمكّنِ الاحتلالُ من قهرِهِ. ومن شهدائِهم:
1-علي محمود المغيص، استشهدَ في 23 أيار 1938.
2-راشد طاهر حمادة، استشهدَ في جنوب لبنان 1938.
3-عاطف ناهي الحسين (ابو عزيز)، استشهدَ في مجزرةِ عربِ السمنيّةِ 30-تشرين أوّل -1948.
4-جاسم المغيص، استشهدَ 1949.
5-كايد الكايد المغيص، استشهدَ 1951 على يدِ الدَّركِ الُّلبنانيّ.
6-عادل هيال فنش الحنين، استشهدَ دفاعًا عن أرضِ لبنانَ، وهوَ من سكانِ بلدةِ الظهيرة.
7-خالد هيال فنش الحنين، استشهدَ دفاعًا عن أرضِ لبنانَ، وهوَ من سكانِ بلدةِ الظهيرة.
مقتطفٌ من كتابِ: عشائر قضاء عكا: اقتلاعُهم من أراضيهم بدأ خلالَ الاحتلالِ البريطانيِّ، محمود عبد الله كلَّم، دار بيسان للنشر والتوزيع، بيروت، شباط 2016.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأوديةُ والينابيعُ في أرضِ عشيرةِ عربِ السَّمنيّة
-
المُغتصبات الصُّهيونيَّة على أراضي عشيرة عرب السَّمنيّة
-
ستيفانو كياريني : الإيطالي الذي أحيا ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
-
راوية شاتيلا.. دموع لا تجف
-
أنيس صايغ... الغائب الحاضر
-
فلسطينيو مخيمات لبنان... ذاكرةُ الألم !!!
-
سليمان الشيخ - عناقٌ خلفَ أسلاك المخيم !!
-
رنا بشارة : فتاة الصبّار الفلسطيني
-
فلسطينيو المخيمات... ذاكرةُ الألم !!!
-
أمير الشعراء والبدوية ريحانة مزعل
-
مواقع مهمة في أرض عشائر قضاء عكا - فلسطين
-
اللاجئون من سورية إلى أوروبا.. رحلة الموت لاكتشاف المجهول!!!
-
المستوطنات الصهيونية التي أُقيمت في قضاء عكا قبل وبعد نكبة 1
...
-
مشاهدٌ من مجزرة عرب المواسي في عيلبون
-
عن وداع( أبو ذياب ) من بعيد - خطفه الموت باكراً -
-
من التراث الشعبي البدوي.. ثقافة القهوة التي نشربها
-
ذاكرةُ الثّلجِ : أوراق من على رصيف الذاكرة!
-
الشهيد مرعي حسن الحسين: أول شهيد فلسطيني من مخيمات جنوب لبنا
...
-
ناجي العلي: عن أقدم لوحة معروفة!
-
-نعمات قدورة- حكاية من حكايات تل الزعتر !!!.
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|