أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (حيث ثغرك الَمبتسم)














المزيد.....

قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (حيث ثغرك الَمبتسم)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


تعد الشعرية قيمة جمالية متغيرة بإيحاءاتها وتشكيلاتها النصية، والقارئ الجمالي هو الذي يباغت المتلقي بأسلوبه الشعري، من خلال التشكيلات النصية المراوغة، وحراك الدلالات الشعرية التي تباغت المتلقي بأسلوبها التشكيلي الانزياحي الخلاق بمؤثرات الدلالة ومثيراتها النصية،وهذا يعني إن أي ارتقاء جمالي في قصيدة من القصائد يظهر من خلال بناها النصية المفتوحة ورؤاها العميقة.
وبتقديرنا: إن الوعي الجمالي في اختيار النسق الشعري المؤثر والكلمة المؤثرة في بنية القصيدة هي التي تحدد الإمكانية الجمالية التي يمتلكها المبدع في خلق الجمالية النصية،وما من شاعر موهوب (د-طاهر مشي-نموذجا) إلا ويملك الخصوصية الإبداعية،تبعاً لمحفزاته الشعرية،وطريقة الاختيار،وبراعته في اختيار النسق المناسب جمالياً،ومن هنا تختلف شعرية المحفزات النصية من قصيدة لقصيدة، ومن سياق شعري إلى آخر، تبعاً لحساسية المبدع الجمالية ودرجة شعرية النسق؛ولهذا نلحظ اختلاف درجة شعرية المحفزات في قصائد العجمي تبعاً لحساسية الشاعر وبراعته في الانتقال من نسق تصويري إلى آخر،ومدى الوعي في الاختيار النسق الجمالي المؤثر في إيقاعه الشعري..
ومن هنا-أيضا-يختلف الشاعر المبدع عما سواه وفقاً لحساسيته الرؤيوية،وبراعته النسقية في التشكيل والخبرة المعرفية في الانتقال من نسق شعري إلى آخر،وهذا دليل الحنكة الجمالية في التشكيل والوعي الجمالي في تفعيل المحفزات الجمالية تبعاً لحساسية الرؤية وفنية اللغة في التعبير عن الفكرة الشعرية.
لنرقص معا في حلبة الشاعر التونسي الفذ-د-طاهر مشي-راجيا-من الله-أن لا ينال منا التعب:
حيث ثغرك الَمبتسم
""""""""""""""""""""
هذا المرفأ منفى
لأحلامي
فكلما زارني طيفك
يغمرني السّكون
جميلة ابتسامتك !!!
أتوه في تقاسيمها
فتجرني المتاهات
ورِقّة البوح تسحبني
لكي أغوص مبتسما
تهادنني الغيوم
أعانق بريق الكواكب والنجوم
وأجتر ذكرى
صافحتني ذات لقاء وشتتت بعضي
وذلك الشفق يتقلص الهوينا
يراود أشلائي المبعثرة
تهت طويلا
والمسافات تقصف نبضي
كأنني الآن ولدت
على همس المساء
وسحر الغروب
وزفرات أنفاسي المتقطعة
تغزو الحلم
قفر هو ذلك الليل
وأوجاعي تقاسمني بريق القمر
أراك
والموج يجرفني إلى ما لا عودة
حيث المنفى
حيث ثغرك الَمبتسم
(د-طاهر مشي)
حين يعود بنا الشاعر د-طاهر مشي الى نقطة البداية وكـأننا قد عدنا من ترحالنا لنستريح بعد رحلة هيام أخذنا لها،ذلك ما أراد أن يقول لنا شاعرنا بأن ما جسد من معان ووصف لتلك الحبيبة هو معنى الوفاء الذي لم يكتمل ولم يقف عند حد معين،لأن ذلك امتداد للروح والنبض الذي يغلي بداخل الروح.
إن المرأة التي يتحدث عنها شاعرنا ( أراك والموج يجرفني إلى ما لا عودة ..) احتمال أن تكون رمزا..محتملا أن تكون هي الأرض، الوطن،وربما تكون غيمة عابرة في سمائه ومن بعدها تأتي تلك الشمس لتضيء ذلك الكون بأكمله، رغم ذلك يبقى التساؤل بيننا في حيرة وتفسير ما نريد الوصول إليه.
ما أريد أن أقول..؟
أردت القول أن التجربة الشعرية عند شاعرنا القدير«د-طاهر مشي» تجربة رائعة في تكوينها الشعري والنظمي ودليل على نظم تلك الأبيات في هذه التجربة الشعرية وفي تجاربه التي يكتبها في واقع اسلوبه ودراسته للظواهر اللغوية والمعاني البلاغية المختلفة في مستوياتها التي تهدف إلى واقع تلك العلاقة التي يعيشها الشاعر،عندما نتمعن في تلك المفردات نعود الى تلك المعاني أيضا في تركيبتها وإنشاءاتها لنعرف من خلالها صلة ذلك الشعور الذي يعيشه شاعرنا «د-طاهر مشي».
ونص الشاعر كان مفعَما بالأحاسيس الجميلة والمشاعر الفيّاضة،حيث قرأنا بعضا مما انداح به قلمه..مقدرين للشاعر بلاغته وحسن إبداعه..
ويبقى النص فاتحة أخرى للشعر الجميل.
قبعتي..يا شاعرنا الفذ..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقات الأحاسيس الوطنية في قصيدة :- أيها العابرون - للشاعر ...
- على هامش الانتخابات البرلمانية في إسرائيل
- رسمتك قصيدة..على جدران قلبي (رائعة من روائع الشاعر التونسي ا ...
- هي ذي تونس..وكافر من يردّد قول المسيح..ليس بالخبز وحده يحيا ...
- هاجس الموت في قصيدة - تقترب منٌي الساعة..الآن- للشاعر التونس ...
- التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- إصدار شعري جديد لمؤسسة الوجدان الثقافية (تونس)
- المشهد العربي..في ظل التحوّلات الدولية
- البنوك و الحرفاء :أيّة علاقة يريدها الحريف..؟! (تحقيق صحفي)
- الأستاذ محمد بن رمضان رئيس القائمة الإنتخابية عدد 32 - الأحر ...
- على هامش الإنتخابات التشريعية بتونس:تصاعد..لحماوة الانتخابات ...
- قراءة في قصيدة..عاشق السافرة للشاعرة التونسية هادية آمنة
- شاب تونسي مقيم بفرنسا يقول:- :- نحن نعمل اليوم بجهد جهيد.. م ...
- لماذا يعزف الشباب التونسي عن الإنتخابات ..؟!
- تموقعات المرأة..في ظل راهن عربي مترجرج (الناشطة السياسية الت ...
- أهمية دور المرأة في صنع القرار السياسي..الفتاة التونسية ايما ...
- قراءة متعجلة في قصيدة-أنثى الماء..في ثوبها الأفعواني- للشاعر ...
- قراءة في قصيدة -غرامُ الأفاعي- للشاعرة التونسية المتألقة هاد ...
- حين تقيم المبدعة الألمعية التونسية هادية آمنة.. على تخوم الإ ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس بلدية تطاوين.. المثقف أوّل من يق ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (حيث ثغرك الَمبتسم)