أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامح عبد الرحمن عوده - من الكاسب والخاسر في الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل ؟















المزيد.....


من الكاسب والخاسر في الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل ؟


سامح عبد الرحمن عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مازالت الحرب بين إسرائيل وحزب الله تدور رحاها ، وتدخل أسبوعها الثالث والنيران ... مشتعلة ولم تهدأ بعكس ما توقعه الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين ، فكيف تهدأ الحرب ؟ وأصحاب المصالح في استمرارها على الأبواب ، الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المصلحة الأولى قبل إسرائيل في إشعال المنطقة العربية بالحروب ، حتي يستقر الوضع حسب المرسوم والمخطط له في أروقة السياسة الأمريكية..... وإذا كان الواقع غير ذلك فمن افشل قمة الثمانية ؟ ومن الذي افشل مؤتمر روما ؟ ومن الذي منع صدور قرار من مجلس الأمن بإيقاف الحرب بشكل فوري ؟ أسئلة كثيرة والإجابة واحدة .
وهنا تتماشى المصالح والأطماع الأمريكية مع مزاج العسكريين وقادة الحرب في إسرائيل ,على الرغم من أن الواقع على الأرض بعد اكثر من ثلاثة أسابيع يختلف عن المرسوم له ، فالرياح تجري بعكس ما تتمناه السفن ....... حزب الله على الساحة اثبت جدارة في الحرب منقطعة النظير ، يضاف اليها تكتيكا عسكريا مخطط ومدروس ، فكانت النتائج كما تناقلته وسائل الإعلام خسائر إسرائيلية كبيرة ، عسكريا، وسياسيا، واقتصاديا .
خاضت إسرائيل ومنذ قيامها وحتى الآن خمسة حروب مع العرب وها هي تخوض الحرب السادسة التي لم تنتهي بعد ، في الحروب الخمسة السابقة كانت هي الكاسب للحرب دائما ، أما هذه الحرب فقد تكون حرب مغايرة بنتائج مختلفة ، ومن يدري في الأيام القادمة قد تكسب إسرائيل الحرب ، ولكن ليس بالسرعة التي توقعها البعض ، حرب خاطفة وفي أيام معدودة يتم فيها تدمير حزب الله تدميرا كامل وإبعاده عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية ، إلى ما وراء الليطاني ، تمهيدا لما يطرح في أمريكيا ، ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) بحسب الرؤية الأمريكية ، وبتنفيذ إسرائيلي .
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ظن البعض وأمريكيا معهم أنها قادرة على صياغة شرق أوسط جديد بالطريقة التي تشاء وكيفما تشاء ، وقد سربت وسائل الإعلام في حينه الكثير من المشاريع الأمريكية في المنطقة ، مشاريع تتمشى والمصالح الأمريكية الإسرائيلية ، تقسيم هذه الدولة وتلك الدولة ورسم الخرائط والحدود وما إلى ذلك .
مع مرور الوقت تكشفت الأوراق وبان المستور ، المقاومة العراقية أظهرت قوتها وباسها ، فكانت لاعبا قويا على الساحة العرقية ، فالخسائر الأمريكية اليومية في العراق خير دليل على ذلك ، والمستنقع العراقي الخروج منه صعبا وحرجا .
بعد العميلة البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي أدت إلى مقتل أربعة جنود واختطاف خامس ، أدرك الأمريكيون والإسرائيليون معهم ان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يدور الحديث عنه في مهب الريح وانه لن يخرج إلى النور ، اذا لم يتم التخلص من بندقية المقاومة ، لذلك تم الإيعاز الى إسرائيل بتصفية حزب الله والمقاومة الفلسطينية ، أي بالمعنى الأصح سحب سلاح البندقية وخيار المقاومة من منطقة الشرق الأوسط ، سواء كان ذلك في فلسطين او خارجها ، فكان اجتياح قطاع غزة تحت ذريعة رد الفعل على اختطاف الجندي الإسرائيلي ، واجتياح الجنوب اللبناني ، ردا على عملية حزب الله بخطف اثنين من الجنود الاسرائيلين ، وحتى لو لم تحدث عملية الوعد الصادق التي قام بها حزب الله ، فالاجتياح الإسرائيلي للبنان كان على الأبواب .
الحرب بدأت وليس مهما الخوض في الأسباب الآن ، بقدر معرفة نتائجها ، فمنذ 12 تموز وحتى الآن أدار كل من طرفي الصراع المعركة بطريقته الخاصة بناءا على معطياته ومعلوماته الخاصة عن الطرف الآخر ، وحسب إمكانياته العسكرية واللوجستية فكانت النتائج متفاوتة مرة تميل الكفة لهذا الطرف ومرة الى ذاك في عدة مجالات كمايلي :
أولا : في المجال ألاستخباراتي والعسكري :
لا شك أن الجيش الإسرائيلي يمتلك أقوى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط ، ولا مجال للمقارنة من ناحية العتاد والتكنولوجيا العسكرية بين الطرفين ، ما يمتلكه حزب الله بضعة آلاف من المقاتلين وبضعة آلاف من الصواريخ وبنادق وذخائر محدودة العدد ، والتكهنات حول قدرات حزب الله العسكرية أثبتت عدم صحتها، فبحسب المصادر الإسرائيلية التي تقول ( ان إسرائيل ليس لديها معلومات استخباراتية عن حزب الله منذ أكثر من ستة سنوات ) ، وهذا ما عكس حالة من عدم التوافق بين آراء العسكريين والقادة السياسيين حيث فوجئ الطرفان بالقدرات الفائقة لحزب الله والمقاومة اللبنانية ، فقد استطاع حزب الله بإمكانياته المتواضعة ان يكيد الاسرائيلين خسائر كبيرة ، وان يخلق توازنا للرعب سواء في الحرب البرية ، او في مستوى الضربات التكتيكية باستهداف المدن الإسرائيلية في العمق .
لذلك مع بداية اليوم السادس عشر للمعركة خرج المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بمجموعة من القرارات كان أهمها ( استدعاء ثلاث فرق اخرى من جيش الاحتياط ، وتكثيف الغارات الجوية ) ، بعد المعركة البطولة التي خاضها مقاتلو حزب الله في بلدتي ( بنت جبيل ومارون الراس )بجنوب لبنان ضد لواء المظلين النخبة من لواء ( جولاني ) فكانت الخسائر كبيرة كما اعلن عنها في وسائل الاعلام ، وكما اعترف بها وزير الدفاع الإسرائيلي ( عمير بيرتس ) في مؤتمره الصحفي بعد انتهاء الاجتماع الوزاري المصغر .
ثانيا الخسائر الاقتصادية :
لبنان وبسبب الغارات الوحشية الإسرائيلية علية تعرض لخسائر اقتصادية كبيرة جدا ، بسبب قصف الطيران الإسرائيلي للأخضر واليابس على أرضه ، وكما يقول احد المراقبين ( كان زلزالا ضرب لبنان ) ، مع كل ذلك فأن التطورات المتسارعة تحت جحيم الحرب الإسرائيلية المفتوحة ترفع من قيمة الأضرار بشكل تصاعدي يجعل آلة الحرب تسابق قدرات الآلة الحاسبة للقيم الحاصلة والمتوقعة. ما يمكن تقديره ببساطة هو أضرار البنى التحتية الرسمية التي دمر ما يزيد عن 50 في المئة منها من الجسور الى المطار والمرافق والمرافئ والطرقات الرئيسية والعامة. والتي تفوق كلفتها حوالى 2.5 مليار دولار بمعدل حوالى 350 الى 400 مليون دولار يوميا، باعتبار ان الكلفة الإجمالية لإعادة الاعمار بلغت حتى بداية العام 2006 حوالى 6.1 مليار دولار ، الا انه أيا كان فلبنان استطاع النهوض من جديد بعد حرب 1982 م فاعيد البناء كما كان وانتعش البلد رغم إمكانياته الاقتصادية البسيطة إذا ما قورنت مع إسرائيل .
في هذه الحرب لم يكن اللبنانيين وحدهم الخاسرون اقتصاديا ، فاسرائيل خسائرها الاقتصادية اكبر بكثير 2 مليون مواطن اسرائيلي في الملاجئ منذ اكثر من ثلاثة أسابيع ، وحركة اقتصادية شبه مشلولة في مدن الشمال يضاف الى ذلك ضرب الموسم السياحي في إسرائيل الذي كانت تتوقع منه خيرا فكان عدد السياح في العام الماضي 2005 إلى قرابة 2,5 مليون سائح، وتوقع وصولها إلى ثلاثة ملايين سائح في العام الجاري 2006 م بحسب المصادر الإسرائيلية .
اما عن الخسائر المباشرة للاقتصاد الإسرائيلي فقد وصلت إلى اكثر 122 مليون دولار يوميا، فيما معدل الصرف العسكري على الحرب 15 مليون دولار يوميا ، وحديث أولي عن تراجع تقديرات النمو الاقتصادي للعام الحالي . هذا اذا ما قورن قبل أيام من شن إسرائيل الحرب على لبنان، حيث أعلنت الأوساط الاقتصادية، أن النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام الجاري 2006 بلغ 6%، ليفوق كل التوقعات ، إن إطالة أمد الحرب لأيام أخرى يعني ارهاق كاهل الاقتصاد الإسرائيلي بمليارات الدولارات الأمر الذي لم تتعود عليه إسرائيل خلال حروبها السابقة .
ثالثا التعاطف الدولي والشعبي :
احتلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله حيزا كبيرا في الرأي العام العربي أولا وفي الإعلام العالمي ثانيا فكان واضحا حجم التعاطف مع حزب الله والمقاومة اللبنانية من خلال المسيرات التي جابت العديد من عواصم العالم الأوروبي والعربي ، بسب القصف الوحشي والهمجي الإسرائيلي على لبنان وسقوط الضحايا من الأطفال والنساء ، ومهما كان الموقف الأوروبي الرسمي منحازا لإسرائيل فان ذلك لا يعكس الموقف الشعبي في اوربا .
وعلى مستوى الشارع العربي احتل حزب الله مكانا كبير في قلب المواطن العربي ، المتابع للأحداث أولا بأول ، الأمر الذي اخرج الحكام العرب أمام شعوبهم فبدأت المساعدات المالية والعينية تصل لبنان ، وبدا الحديث في أروقة السياسة عن مبادرات ولو خجولة لحل الأزمة .
كما ان الحرب الطائفية التي كانت تلوح في المنطقة بعد الأحداث التي شهدتها الساحة العراقية ، وما تبعها من إزهاق للأرواح بين السنة والشيعة في طريقها للزوال ، بعد التسجيل المصور للرجل الثاني في تنظيم القاعد الذي دعى الى تشكيل تحالف للمستضعفين في الأرض لمواجهة أعداء الأمة ، هذا يضاف الى عدد كبير من قيادات التيارات الإسلامية السنية التي دعت الى نصرة حزب الله بدءا من الإخوان المسلمين في مصر وانتهاء بحركة حماس في فلسطين .
رابعا : تعزيز روح المقاومة والصمود .
لا شك ان الصمود الأسطوري أعطى دفعة معنوية للشارع العربي المتلهف لإحراز نصر على إسرائيل مهما كان بسيطا بعد سيناريو الهزائم التي مني بها العرب على مدار اكثر من خمسين عام ،وقد أثبتت المقاومة الإسلامية في لبنان انها الرقم الصعب في مواجهة البعبع الإسرائيلي الذي تلوح به امريكيا للعرب بين الحين والآخر ، وبدأت ترتسم معالم صورة جديدة في ذهن المواطن العربي ... صورة مشرقة أزالت ما رسخ في ذهنه من شوائب خلال الفترة السابقة ، وبات مقتنعا ان الحروب التي خاضها العرب لم تكن سوى مسرحية مررت عليه لإظهار إسرائيل بصورة البطل الذي لا يقهر حتى يضمنوا خنوعه وعدم ثورته .

وعلى هذا يمكن البناء على أن الحرب الدائرة الآن لم تكن في يوم من الأيام صراعاً ثنائياً ، بين حزب الله وإسرائيل وإنما كانت وما زالت صراعاً عربياً مع دول الاستعمار الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي زرعت ذلك الجسم اللقيط في جسد الامه ، فالمعركة معركة الأمة فالنصر للآمة ان كان هناك نصر والهزيمة لها ، وعلى هذا يمكن ان نفهم أسباب هزائمنا كعرب في حروبنا السابقة مع إسرائيل ، وما صاحبها من ذلك هوان لنا ، والان وبناءا على ما سبق يمكن الإجابة على سؤالنا المركزي :
من الكاسب والخاسر في الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل ؟
الكاسب في هذه الحرب صاحب الحق ....... وصاحب الارض ...... وصاحب القضية ...... العادلة بعيدا عن نتائجها هكذا تقول حتمية التاريخ .




#سامح_عبد_الرحمن_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامح عبد الرحمن عوده - من الكاسب والخاسر في الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل ؟