أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نضال سرحان - حوار صحفي مع الشاعرة والمناضلة حكيمة الشاوي















المزيد.....

حوار صحفي مع الشاعرة والمناضلة حكيمة الشاوي


نضال سرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:23
المحور: مقابلات و حوارات
    


1 / ما هي في تقديرك سياقات "الضجة" التي رافقت قبل مدة غير يسيرة إحدى نصوصك الإبداعية وحملات "التكفير" التي واجهتك كشاعرة ومناضلة ، والتي تجددت حديثا ، من يقف وراءها وما مبرراتها ؟
أثيرت "الضجة المفتعلة" الأولى التي رافقت إحدى قصائدي حول المرأة في مارس 2001 ، في ظروف تميزت بتنامي نضالات الحركة النسائية والحقوقية حول قضايا المرأة ، فكانت من نتائج ذلك خطة إدماج المرأة في التنمية ، والمسيرة النسائية العالمية ، وتعديلات بعض القوانين لإقرار المساواة في الحقوق ، كما تزامنت الضجة سياسيا مع قرب انتخابات 2002 ، وهكذا تصيدت إحدى الجرائد المحسوبة على حزب العدالة والتنمية ، قصيدة أنت حين قرأتها في الإذاعة المغربية ، وافتعلت ضجة حولها ، مقنعة في شكلها بقناع الدين ، وتهدف في جوهرها إلى أغراض سياسوية وانتخابوية ، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية كان يود آنذاك المشاركة في الانتخابات ...
وقبل الضجة المفتعلة بسنوات كنت أستدعى لتأطير عروض حول حقوق المرأة ، فكنت أتعرض للتهجم من طرف الإسلامويين المعادين لحقوق المرأة ، إلى أن وجد هؤلاء ضالتهم في قصيدة "أنت" ، حيث قاموا بتأويل المقطع الشعري تأويلا خاطئا ، حسب أغراضهم الإيديولوجية والسياسية .. رغم أنني أوضحت في العديد من المناسبات أنني لم أقصد الإساءة للرسول الكريم ، ولا يمكنني أن أسئ إليه لأنه إنسان أولا ، ولأنه كان يحمل رسالة نبيلة ثانيا ، وناضل من أجل أن تسود القيم الإنسانية التقدمية كالمساواة والعدالة والحرية ، لتغيير الأوضاع آنذاك ، سواء المتعلقة منها بأوضاع المرأة أو غيرها ، لكن من المؤكد أن "المأدلجين للدين و "المتنبئين الجدد" ، كما يسميهم المفكر والباحث الإسلامي الأستاذ محمد الحنفي ، يصرون على أن يكونوا أوصياء على الدين ، ومؤد لجين له ، ويحاولون العودة بنا إلى مرحلة الوأد والجاهلية والهمجية والترهيب والقتل ، ويسمون ذلك إسلاما كذبا وبهتانا ، والإسلام منهم براء ..
ورغم كل التوضيحات التي قدمتها ، أصروا على تكفيري ، وعلى إصدار فتوى القتل في حقي ، حيث تبين تورط بعض هؤلاء في أحداث 16 ماي الإرهابية ، و أنهم يؤد لجون الدين لأغراض سياسية ، و تأكد بالملموس أن المستهدف هو فكري وانتمائي السياسي والأيديولوجي ، ونشاطاتي الحقوقية ، وأكد لي ذلك ، أحد معارفي من خلال حوار خاص له مع أحد المسئولين عن إحدى الجرائد المحسوبة على هؤلاء ، حيث تبين له بأن المشكلة ليست في القصيدة ، وإنما في تحركاتي و نشاطاتي الكثيرة ، ودفاعي المستميت عن حقوق المرأة ، وجرأتي في التعبير عنها ، و استنتج بأنهم يريدون أن أوقف نشاطاتي ، لكي يوقفوا حملتهم ضدي...
ولهذه الأسباب تجددت الحملة ضدي مؤخرا ، في كل من سلا و تمارة و تيزنيت ، رغم أنني ذهبت لإلقاء عروض حول حقوق الإنسان ، و حقوق المرأة ، وليس لإلقاء الشعر ...
أما بالنسبة للحملة المفتعلة الحالية فأود أن أوضح الوقائع كما يلي :
استدعيت من طرف المكتب الوطني للنقابة الوطنية للسكنى والتهيئة والتعمير والبيئة وإعداد التراب الوطني ، المنضوية تحت لواء ، ك دش ، في إطار اليوم الوطني الأول للمرأة في قطاع الإسكان والتعمير ، يوم الجمعة 14 / 07 / 2006 ، للمشاركة بقراءات شعرية...
وحين كنت بصدد تقديم قصائد حول المرأة ،أنتقد فيها النظرة الدونية والإحتقارية لها ، في أجواء من الهدوء والاستمتاع ، قامت أحدى الحاضرات تدعى حمزاوي يامنة ، وبدأت تصرخ بشكل هستيري ، وتوجهت إلي بالسب والقذف بأقبح الأوصاف والتهم ، وحاولت تحريض الحضور ، ودعوته إلى الانسحاب ، وعرقلة النشاط الذي كان ناجحا بامتياز ، .. وقد أثار هذا السلوك الاستنكار والامتعاض من طرف الحضور.. وحين لم تفلح في ايقاف النشاط ، خرجت من القاعة واستمرت في الصراخ ، واستدعت مسئولا من الوزارة يدعى سعيد العمل ، رئيس قسم الميزانية بمديرية الموارد البشرية بوزارة السكنى ، من حزب العدالة والتنمية ، الذي تهجم علي في المنصة ، وهددني وأرهبني ، وأصر على منعني من القراءة ، و إنزالي من المنصة لولا تدخل المنظمين من النقابة ، الذين حاولوا إبعاده ، واستنكار ما حدث ، والاعتذار لي والتضامن معي ...
ثم تابعت القراءة الشعرية ، وقدمت توضيحا حول المقصود بأبيات القصيدة "أنت" التي سبق أن أثيرت حولها "ضجة مفتعلة" منذ خمس سنوات ...
كما ذكرت بأنني سبق وأن توجهت آنذاك بشكاية في الموضوع ،إلى الوكيل العام للملك ، على إثر رسالة من وزير العدل ، إلى الجمعية المغربية لحقوق الأنسان .
و أشرت بأنني سوف أحتفظ بحقي ثانية في رفع شكاية في الموضوع إلى الجهات المسؤولية فيما أتعرض إليه اليوم ...

2 / اخترقت الساحة الثقافية خلال السنوات الأخيرة ظاهرة "التجريم الفني" عبر أصوات تحتمي خلف قناع الدين وتحاول لعب أدوار "حراس القيم والأخلاق" ، في المقابل نلاحظ تقصيرا يكون مريبا من لدن المثقفين وعموم الديمقراطيين في مواجهة ذهنية التحريم تلك ، كيف تقرئين تنامي هذه الظاهرة ، وما أساليب مواجهتها؟
هؤلاء فعلا يجرمون كل ما هو جميل ومنير في الكون والحياة والإنسان، والفن هو إكسير الحياة ، وهو غذاء الروح والعقل ، وعليه أن يقوم بدوره في تعرية مواطن الفساد في الإنسان والحياة ، لإعادة تشكيلاهما وتربيتهما على قيم إنسانية نبيلة وجميلة ، وملتزمة بالأخلاق ، ولهذا فالفنان الصادق والملتزم يحمل رسالة نبيلة ، وهو المؤهل لحماية وحراسة "القيم والأخلاق" ، بجانب المثقف الصادق والملتزم ، والسياسي الصادق والملتزم ، والشاعر الصادق والملتزم ، والمتدين الصادق والملتزم ، الخ ... هؤلا ء هم فقط الحراس الحقيقيون للقيم والأخلاق ، أما هؤلاء المأدلجين للدين ، والمتأسلمين ، الذين يحاولون فقط لعب أدوار "حراس القيم والأخلاق" ، فهم أول من ينتهكون تلك القيم والأخلاق باسم الدين ، وكثيرا ما قرأنا وسمعنا عن أئمة متدينين اغتصبوا فتيات قاصرات في عمر الزهور ، وعن حالة شذوذ في أوساط هؤلاء ، وعن محتجبات بالنهار ، وممارسات للدعارة بالليل ،الخ...
إضافة إلى أن بعض " حراس القيم والأخلاق" معروفون بالكذب والافتراء والبهتان ، ونحن نعرف أن من صور المنافق الثلاث ، أنه إذا حدث كذب ، وقد سبق لهؤلاء أن روجوا مقطعا شعريا لم أقله ، وأولوه تأويلا ، ونسبوه إلي ، ظلما وبهتانا ، وروجوه على أوسع نطاق ، وهاهم الآن يصفونني في إحدى أسبوعيات الرصيف ب : "شاعرة معروفة بتبرجها ، وكونها سكيرة وعربيدة لا تفارق بيران وحانات المحمدية ..." وهذا افتراء من نوع آخر ...
وفي بعض الرسائل التي تصلني عبر البريد الإلكتروني هناك سيل من الاتهامات ، ومن التحرشات الجنسية ، ومن العبارات التي يخجل من ذكرها من يملك ذرة من الحياء ، ومن القيم والأخلاق ...
فأين هم "حراس القيم والأخلاق" ؟ أم أنهم حراس التفسخ والفساد ؟
لقد عرف هذا النوع من الأساليب الحربية، واستعمل للترهيب النفسي ، وللمساس بسمعة وأخلاق المناضلين الشرفاء ، والمناضلات خصوصا..
وقد قرأت في إحدى الروايات الفلسطينية أن المخابرات الإسرائيلية استعملت هذا الأسلوب الساقط ضد المناضلات الفلسطينيات ، لإفساد سمعتهن النضالية ، ولكي يتراجعن عن النضال ، لأنهن كن يناضلن بجرأة وشجاعة ، ويواجهن الاحتلال بقوة ، كما يستعمل نفس الأسلوب من طرف الرجعية ، والآن يستعمل من طرف الأسلامويين ، ضد قوى التحرر والتنوير ، والقاسم المشترك بين كل هؤلاء ، هو مواجهة كل فكر تحرري وتنويري ، يناضل من أجل القيم الإنسانية النبيلة ، فيحاول هؤلاء إسكاته بكل الوسائل والأساليب السرية والعلنية ، وغير المشروعة ، والسافلة ، والدنيئة ...
مع الأسف أن بعض المثقفين ، والمحسوبين على الصف الديمقراطي
لا يجرؤون على مواجهة ذهنية التحريم تلك ، إما لأنهم هم أيضا لهم حسابات سياسية ومصلحية ضيقة ، وإما أنهم يقولون ما لا يفعلون ، وأنهم غير مقتنعين بما ينظرون له ، وإما أنهم لا يجرؤون ، وليس لهم الشجاعة الكافية لمواجهة هذا الفكر الرجعي المتخلف والظلامي..
ولهذا فأشباه المثقفين ، وأشباه الديمقراطيين والحداثيين ، غالبا ما
يواجهون هؤلاء الإسلامويين ، إما بالتقرب إليهم و مغازلتهم ، وتوقيع البيانات التضامنية والمشتركة معهم، كما فعل المكتب المحلي للنقابة الوطنية للإسكان، المنضوي تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل ..
وإما أنهم يواجهونهم بالتجاهل وبالصمت ، وهذا شكل من أشكال التواطؤ والمغازلة الصامتة ، التي تمنح للفكر التكفيري ، ولذهنية التحريم إمكانية الإ نتشار ...
في حين هناك قوى مناضلة حقيقية : ديمقراطيون حقيقيون ، ومثقفون حقيقيون ، واجهوا ولا زالوا ، كل فكر رجعي متخلف وظلامي وإرهابي ،
يهدف إلى عرقلة تحرر الإنسان ، وبناء الديمقراطية ... رغم أن هذا الفكر أثبت عبر التاريخ عدم جدواه ، و أنه لا مستقبل له ...
3 / هل لتجدد الحملة التي تستهدف حكيمة الشاوي أغراضا إنتخابوية محضة، مثلما لا يفتأ بعض المراقبين على التأكيد عليه، أم أن المسألة فعلا تتجاوز الإنتخابات وتتعلق بالصراع العنيف الذي يوزع المجتمع إلى فريقين : فريق يدعو للقطع مع ثقافة المحافظة والتقليد ( صف الحداثيين) آخر لا زال مجرورا إلى ثقل الماضي ويدعو إلى التقوقع بدعوى "الخصوصية الثقافية" والذي لا يشكل فيه الهجوم على حكيمة الشاوي سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد؟آ
الحملة المفتعلة ضدي لها وجهان : وجه ديني مقنع ، سقط قناعه ، ووجه سياسي وفكري متخفي وراء الدين بدأت تنكشف حقيقته الغائبة .. فالحملة فعلا تستهدفني كناشطة حقوقية وكمدافعة عن حقوق المرأة ، باستمرار .. وكمنتمية سياسيا وإيديولوجيا ، لحزب ظل وفيا لقيمه ومبادئه وخطه النضالي الديمقراطي ، وما بدل تبديلا ... وهو الحزب الذي تعرض أحد قادته الأبرار ، الشهيد عمر بنجلون ، للاغتيال ، على يد هؤلاء الإسلامويين ، وهم الذين أصدروا أيضا فتوى القتل الثلاثي في حق أحد قادة الحزب ، عريس الشهداء ، المهدي بن بركة .. وهم الذين اغتالوا الشعب المغربي ، كله في أحداث 16 ماي الإرهابية ...
فالحملة ضدي فعلا لها أبعاد سياسية ، وانتخابوية بامتياز ، وهي فقط متخفية وراء حجاب ديني وإسلاموي .. والدليل على ذلك أن الحملة الأولى تزامنت مع قرب انتخابات 2002 ، التي كان حزب العدالة والتنمية يستعد للمشاركة فيها ، وفعلا تم توظيف الحملة ضدي ، في الدعاية الانتخابية لهم .. واليوم أيضا ، مع قرب انتخابات 2007 ، يتم افتعال "الضجة" ، مرة أخرى حول نفس القصيدة ، وسوف يستمرون في حملتهم ضدي ، وسوف يوظفونها في كل التجمعات والمناسبات الانتخابية ، ويستغلون المساجد أيضا للدعاية ، كما فعلوا يوم الجمعة 21 يوليو ، في إحدى المساجد القريبة من المجلس الأعلى ووزارة السكنى ، وسوف يستغلون الحس الديني الطبيعي لدى عامة الناس ، ويستغفلون وعيهم البسيط ، وجهلهم بالقراءة ، وسوف يعتمدون في ذلك على التضليل والافتراء ، وتزوير إرادة الشعب ..
ولهذا فالضجة المفتعلة حاليا ، هي حملة سياسية وانتخابية سابقة لأوانها ، وقد جاءت كرد فعل مباشر ، بعد إعلان حزب الطليعة عن مشاركته مبدئيا في الانتخابات المقبلة ، وهؤلاء يعرفون أنهم سيواجهون في الساحة حزبا قويا سياسيا وفكريا ، وأخلاقيا ، حزبا ظل نقيا ، وسوف يستمر في خوض النضال ضد كل تزييف وتزوير للإرادة الحرة للشعب المغربي ...
والدليل على أن الحملة المدعومة مخطط لها مسبقا ، فقد علمت مؤخرا بأن المدعوة حمزاوي يا منة التي قامت تحتج وتصرخ على قراءة القصيدة ، كانت هي نفسها التي طلبت من المنظمين أن أقرأ القصيدة ، أثناء الحفل الذي أقيم بوزارة السكنى ، وتبين بالملموس أن وراء ذلك تصفية حسابات نقابية وسياسية وانتخابوية ، وقد برز ذلك بشكل واضح سواء من خلا ل مضامين بيانات الأطراف النقابية / السياسية الثلاثة ، أو من خلال البيان المشترك بينهم ...
إضافة إلى هذه الأغراض والأهداف ، فإن المسألة أيضا مرتبطة بالصراع التاريخي والمتجدد بين الفكر التحرري والتقدمي المتنور ، وبين الفكر الرجعي المتحجر والمتخلف ... وهو صراع يعرف مدا وجزرا ، حسب ميزان القوى ، إلا أنه صراع ينتهي دوما بانتصار فكر القيم الإنسانية التي تهدف إلى التحرر والإنعتاق للإنسان عامة ، أما الفكر الجامد والمتحجر ، فمآله إلى الزوال والاضمحلال ، لأنه فكر يتخلف عن الركب ، ويتجاوزه قطار التاريخ ، فيكنسه ويضعه في مزابله ...

4 / أغلب الانتقادات التي وجهت لقصائد حكيمة الشاوي انصبت حول قوة مضامينها وجرأتها الزائدة عن الحاجة ـ حسب بعض الآراء ـ غير أن جميع هذه الأنتقادات لم تتوجه إلى البعد الشعري والجمالي في تجربتها كشاعرة ، ما السبب في رأيك، وهل يجدر بالشعر أن يكون مباشرا وصداميا؟
أولا أغلب الانتقادات التي وجهت لقصائدي ، استهدفت قصيدة "أنت" وجاءت في إطار الحملة المفتعلة ، وصدرت عن أناس لا يفقهون في النقد شيئا ، ولهذا كانت انتقاداتهم ذاتية، لا تخضع للمقاييس الموضوعية المعروفة للنقد الأدبي ، فهي انتقادات عمياء وظلامية ، لم تستطع أن ترى البعد الفني والجمالي في التجربة الشعرية ،، في حين كانت هناك قراءات نقدية حقيقية ، استطاعت أن تنفذ إلى عمق المبنى والمعنى ، وتكشف عن جماليتهما معا ، لأنه لا يمكن الفصل بينهما ...
وأنا أقول ، مع "جان كوكتو" : "الفن ليس طريقة معقدة لقول أشياء بسيطة ، بل طريقة بسيطة لقول لأشياء معقدة"
وأنا أيضا أومن بالشعر الملتزم أو شعر القضية ، لأنه ـ كما يقول عنه سميح القاسم : "الهم اليومي والقضية الإنسانية ، وهو الفن الحقيقي الخالد " وهذا النوع من الشعر استطاع أن يترك بصماته الإيجابية في تاريخ البشرية ، لأنه قبل كل شيء فهو رسالة إنسانية نبيلة ومقدسة ، وليس ترفا وجدانيا أو لغويا ، وأسطع مثال على ذلك شعر المقاومة الفلسطينية ، الذي يعتبر الشاعر محمود درويش رائده ، يقول : "أنا أعتبر امتدادا لترات شعراء الاحتجاج والمقاومة ، ابتداء من الصعاليك حتى حكمت ، ولوركا ، وأراكون" ولهذا السبب تمت مواجهة هذا النوع من الشعر ، واتهم بالتسييس ، والصدامية ، والمباشرية ، وفي هذا الإطار يقول الشاعر محمود درويش "إن شعر المقاومة بطبيعته شعر ثوري وكون هذا الشعر جماهيريا ، قد يهلك أشباه الشعراء فنيا "
كما أن الشاعر نزار قباني عمل طول حياته على تحويل الشعر العربي ، إلى "قماش شعبي يلبسه الجميع .. وشاطئ شعبي يرتاده الجميع " وقد نجح في ذلك ، كما يقول .
فالشعر المقاوم والملتزم في نظري ، هو القادر وحده على الوصول إلى كل إنسان ، ليمنح لوجوده قيمة ، والشعر الملتزم بهموم وقضايا الناس، كالمطر يهطل على البشرية جمعاء ...
فأنا من مدرسة الشعر العاشق للإنسان والبسيط في لغته ، والجميل في معانيه ، والخالي من الأقنعة المزخرفة ، والصادق في تعبيره ، والمتوازن في خياله ، والقريب من نبضات الناس ، والمطرز بعشق الإنسان ، هذا النوع من الشعر هو القادر وحده على أن يطهرنا ، ويغسلنا من تلوثات الواقع ، و هو القادر على فك أزرار الصمت والجمود المكبلة لفكر ووجدان الإنسان ، هذا الشعر هو القادر وحده على أن يبقى فاعلا ومؤثرا وحيا ، يبعث الضمائر بعد موتها ، وينير العتمة ...
استجوبها سعيد الوزان
الأسبوعية الجديدة



#نضال_سرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نضال سرحان - حوار صحفي مع الشاعرة والمناضلة حكيمة الشاوي