أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني الراشد - قتلت الزهرة














المزيد.....

قتلت الزهرة


أماني الراشد

الحوار المتمدن-العدد: 6859 - 2021 / 4 / 4 - 18:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في أحد الأيام المظلمة توقف الزمن سكتت الدقائق واختفت الشمس ورحلت الحياة.
قتلت صديقتي .كانت مُمتلئة بالحنيّة تنطق بعينيها ما لا يُحكى‌. لا تحاول أن تنال محبّة أحد، ولكن كل من يراها لا بد من أن تنبت في صدره محبّتها رغمًا عنه، دون جهد منها أو تعب، دون أن تفعل شيئًا.‏ لها وجه نحتته الملائكة، رقيقة لطيفة كزهرة تشرين. كانت تحب الورد لدرجة الإفراط، إنه أمر منطقي أن يحب كل أحد أبناء جنسه. هي غير قابلة للسرد في نص أو قصيدة. ذنبها الوحيد أن لون الحزن في عينيها يجعلها فاتنة لذا لم يصدق حزنها أحد. سلب منها كل شيء تزوجت وهي قاصر ثم أصبحت أماً ومن ثم قتلت.
حتى بعد موتها لم ينصفها الناس ولم يرحموها. من انكسر على رحيلها كانت أمها العاجزة. أنا أحمل الكثير من الاعتذارات جميعها لها لأنني لم أستطع أن أفعل شيئاً لها. ولأن قانون العائلة وقانون العشيرة لم ينصفها لأنها امرأة فقط. ولأن أكثر النساء ضدها. الأمر الأكثر غرابة أن كل ما يدور بمجالس النساء؛ لماذا جلست مع زوجها تلك الليلة؟ إنه يومها
غير أن القانون والعشيرة والوجوه المهمة في المجتمع ضد المرأة، والمرأة أيضا ضد نفسها.
في جسدي لا توجد لغة منطوقة، اللّغة تحوّلت إلى صمت أيضًا، لا تُوجد في فمِي كلماتٍ أو حروف، لا أقول شيئاً، أتبادلُ الكلمات ظاهراً وباطناً وأنامُ كشجرةٍ بعيدة.
‏حزينة على أمورٍ عدة، على القتل المتكاثر.
لا أملك دموعًا كي أبكيها على من يرحل بصمت.
كل يوم يهدر من دون أن نفعل شيئاً يمنع هذه الهمجية، هو ليس إلّا اعتداءً صارخاً على المرأة،
وكأن قتل المرأة شيء عادي جداً، مثل هواجس النفس وضربة شمس وخدش صغير على الوجه.
لماذا لا أحد يستوعب أن هذه الظواهر المتكاثرة ضد النساء ستدمر مجتمعنا وستمحو هويتنا؟
وكأنه كُتب على الأهوازيات العيش هكذا معلقات في المنتصف لا يحببن ما يحدث ولا يحدث ما يحببن.
والجهل و العرف السلبي في المجتمع يفعل المستحيل لينال منا.
نساء الأهواز بخير لدرجة أنهن سينهرن قريباً. امتلأت أفكارنا بالحذر، لم تعد هناك مساحة آمنة لنا حتى شبعت قلوبنا من الوجع فلم يعد للأمان معنى. فجيلنا يتحطم رويداً رويداً.
رجائي للنساء هو إن لم يستطعن أن يكن عوناً فلا يحاربن ضد أنفسهن فمن المستحيل أن يربحن.
نحن تعثرنا وسقطنا وهُزمنا وقُهرنا وغضبنا وبكينا بما يكفي، وصلنا إلى هذا الثبات وعدم المبالاة بعد ألف كسر وألف معركة. يجب أن يكون السعي ألا نكون نساء مهزومات، هذا الذي يجب أن نموت لأجل ألا يحدث.



#أماني_الراشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء الروح
- مشانق الموت
- دموع الروح
- روح میتة
- من متاهات الحیاة
- حرب الذكريات
- نزيف بغداد
- صرخة روح
- الخذلان
- الروتين والجريمة


المزيد.....




- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني الراشد - قتلت الزهرة