|
* حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
علي الجنابي
كاتب
(Ali . El-ganabi)
الحوار المتمدن-العدد: 6859 - 2021 / 4 / 4 - 09:02
المحور:
كتابات ساخرة
أرسلَ ليَ "حمودي ضاغطهم" طلبَ صداقةٍ كي تُرفَعَ بيننا الحجب والرُتب واللقب. معلومٌ أن "حمودي" عائِدٌ لتَصغير "محمد"، وإسم*محمد* لايُصَغَّر، فذاك خطبٌ مشينٌ يرفضُهُ الجفنُ والهدب، ومفهومٌ أنّ "ضاغطَهم" هو ذاك الكائدٌ لتحقيرِ أندادٍ بغضب، أو بحاجبٍ إن قطب. رَحَّبتُ به، بإنشراحِ صدرٍ وسعةٍ صبب، وبغزيرٍ من ترحابٍ مُنسَكِب. .. رغم أنّ "حمودي" كائنٌ شقيٌّ غيرُ نقيٍّ ولا تقيّ، وذو جلب، كائدٌ لمن حوله، بل قائدُ لصعاليك الصخب والشغب، لكنّهُ إجتباني صديقاً على ركامِ ماعندهِ من جثامين من الرفاقِ والصحب. ومادامَ "حمودي" قد إصطفاني لأني من "ذوي النخب"، فهو ضالتي، فلأسكبَنَّ في وجدانهِ مدادَ القراطيسَ والكتب، ولأجعلَنَّ حروفي ضاغطُةً على أذانِهِ، حين إختلائهِ مُعتكِفاً، متصفحاً وخانساً بلا نططٍ ولا وثب، ولأصيِّرَنّهُ كائناً مُسَرَّجاً مُسترخيَ الوَسمِ، يرمي الخطى هوناً على التُرب. ولرُبَما قد يجعلُ هو من صروفِهِ ضاغطُةً لعناني، حين إعتلائي الصُحُف مُناكِفاً، متنفِّحاً وكانساً بلا شططٍ ولا طنب، فيُصَيِّرَني كائناً مُهَرِّجاً مُستلقيَ الجسمِ، ك"بهلولَ"بغداد في مقهىً على قهقاتٍ وعلى طرب. لاريبَ، يا "حمودي"! أنَّ أنفسَنا قد جُبِلَتِ على تفاخرِ بأنها الذروةُ، أو أنها من عليةِ الرتبِ، أوأنها من حليةِ القومِ، أو أنها من "ذوي النُخَبِ". ولعلّكَ زويتَ فهويتَ فنويتَ فعويتَ:" سأقتحِمَ ذلكَ المنقَلب". "حمودي سيّد ساداتِ ذوي النُخَبِ"! لا حرج عندي ولا نقطة نظام ولا عتب، فالمرء رهينٌ بما له الوهابُ وهب، ثمّ بما سعى نبضُهُ فيما رغب. حقٌّ لك ذاك، بل تستوي في ذلكَ الحقِّ، نفسٌ مُقامُها في أنينِ خندقٍ بوجومٍ، في ذيلِ ليلٍ حالكٍ إذا وقب، ونفسٌ منامُها في حنينِ فندقٍ بنجومٍ، في نيلِ كيلٍ سالكٍ إذا إقترب. بيدَ أنَّ ذوي "النُخَب" - ياحمودي- ما إنفكوا مستنكفين من ضغطاتِكَ، ويُسَمُّونَك وصحبَكَ من أولي الضوضاءِ ب "ذوي الصَخب"، وقد بنى "ذووالنُخَب" برزخاً يحجرُ عنهمُ غوغاء "ذوي الصخب"، رغم أنّكم في سَبَقٍ لنيلِ تصاهرٍ أو تعارفٍ، أو حتى تلاطفٍ مع عينةٍ من أولئك المُدعَونَ "أولوالنُخَب". غيرأنَّ برزخَ "أولي النُخَب" مابرحَ زاجراً لكلِّ إِمْتِزَاجٍ، وهاجراً لكلِّ إِنْدِمَاجٍ، وفاجراً بمن سَوَلَّت له نفسُهُ تناوشَ طرفَ حديثٍ من لسانٍ من ألسنةِ "ذوي النُخَب". لو نظرتَ "حمودي" من علوّ على "ذوي نُخَب" وعلى "ذوي صخب"... لعلمتَ أن هؤلاءِ من "ذوي نُخَب" يَتَمَطَوْنَ فرحينَ بما يَتَجَمَّلُ قلمُهُمُ وما كَتَب، وأولئك من "ذوي صَخب" يَتَخَطَوْنَ ترحينَ بما يَتَرَمَّلُ سقمُهُمُ وما جَلَب. هؤلاء يَتَغَطَوْنَ بما يَتَزَمَّلُ فهمُهُمُ وما ذَهَب، وأولئكَ يَأطَّوْنَ بما يَتَحَمَّلُ همُّهُمُ وما كسب. هؤلاءِ يَتَصَلّفونَ بما يَتَكَمَّلُ سهمُهُمُ من درهمٍ ومن ذهب، وأولئكَ يَتَزَلَّفونَ بما يَتَقَمَّلُ وهمُهُمُ من جهلٍ ومن كرب. هؤلاءِ تناسوا أنهم كيسٌ من الأنباءِ، تَلَمَّعَت من خلالِ علومِ من قارضٍ لسابقِ حُقب. أنباءٌ يطمرها الطمى، والفناء بدهورها موصول، وأولئكَ تواسوا أنهم عيسٌ في البيداء، تَجَمَّعَت تحتَ ظلالِ عارضٍ مارقٍ جدب. عيسٌ يقتلها الظما، والماء على ظهورها محمول. فلا ذو"نخبٍ" دنا فحنا على ذي "صخبٍ"، ولا ذو"صخبٍ" رنا فسنا بذي "نخب". نقيضانِ في عصرنا لا يلتقيان مادامت غاياتُنا هي الكبرياءُ والرُتَب، آياتُنا هي الجفاء والعطب، وراياتُنا هي الخيلاءُ والعجب، كلا الضدّينِ مُصَنَّعانِ من سراب، ومُقَنَّعان في جِراب، ومُمَنَّعان بحراب. لا سرابَ يا "حمودي" يخدعُني، ولا جِرابَ يردعني، ولا حِراب يمنعني، وما كنتُ ولن أَعْبَأَ لأكونَ مثلَهم من ذوي "نخبٍ"، وما كنتُ ولن أَصْبَأَ لأكونَ مثلَك من ذوي "صخبٍ"، بيد أنّيَ.. مُغرَمٌ ومُبرَمٌ بخبيئاتٍ تحتَ خطيئاتِ "ذوي الصخبِ"، خبايا من حكمةٍ ومن عفويةٍ، بل ومن فطرةٍ نبذت عبادة المسبباتِ والسبب. مرحباً بك "حمودي ضاغطهم" تحت ضغطِ أنوائيَ الأدبيةِّ الماطرة بصبب. إذاً فتَدَرَّعْ لتنزلَ ميدان ضغطي بلا وجسٍ ولا رهب، وإذ الضغطاتُ بيننا دول، فضغطةٌ لك و ضغطةٌ عليك، والعاقبةُ لمن كسب. وإنَّ الزمانَ بيننا لهوالفصلُ وهو الحكم في ذا المُنقَلَب. مرحباً بك في رَهَطٍ من ذوي ربطاتِ عنقٍ حمراءَ وأقلامِ، ووَسَطٍ من ذوي نظراتِ تملّقٍ صفراءَ وأوهامِ، ونَمَطٍ من ذوي عبراتِ تخندقٍ عرجاءَ وأحلامِ، وذاكَ هو رهطُ ووسط ونمطُ "ذوي النُخَب". إلّا مَن رَحِم.
#علي_الجنابي (هاشتاغ)
Ali_._El-ganabi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
*غسولُ الذات*
-
فِرعَونُ البَغل
-
*ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
-
روبةُ عَرَب
-
*مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
-
نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
-
شَيّءٌ مِنَ الأُف
-
الصمتُ الناطق
-
هجاءُ الأخِلّاء
-
زفرةٌ معَ أبي العَتاهية
-
تَفصيلٌ لرحلَتي حَجٍّ غَيرِ مبرورٍ
-
طُرفةُ صَديقتي الخَالة
-
* إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
-
القُدسُ!
-
أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
-
( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
-
(نصف سي سي)
-
*القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
-
أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
-
*وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|