|
فيروس صغير يفرض على القوى العالمية إعادة ترتيب الرأسمالية ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6858 - 2021 / 4 / 3 - 13:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لا يلوح أن بعد فيروس كوفيد 19 أصبح العالم أكثر تفهماً أو بالأحرى مجتمعاً على استيعاب أخر سوى منظومة النيوليبرالية الشقية ، بل ما يغيب عن الكثير بأن الصراع الدائر بين اللبيراليين الرأسماليين والنيولبيرالين الجدد في المجتمعات الغربية أو ايضاً في الهند🇮🇳 في ذروته ، فتلك المؤسسات التى تحولت مع الوقت إلى شريك ضمني مع السلطة الفعلية ، ففي الولايات المتحدة 🇺🇸 على سبيل المثال ، السينما الهوليودية تماماً كما هي السينما البوليودية الهندية أو الإتحاد كرة القدم ⚽ في الإتحاد الأوروبي ، جميعها تعتبر مؤسسات تزاحم بقوة في كثير من الأحيان سياسيين تلك الدول ، وهذا تطلب من الأنظمة ، إعتماد خطط فاعلة من أجل السيطرة عليها أو استقطاب الشخصيات الأكثر تأثيراً في المجتمعات ، وبالرغم من أختلاف قدرات هذه المؤسسات في بنيويتها من مكان لآخر ، إلا أنها نقيض مهم وفاعل ، فالسينما والإعلام الأمريكي ، أظهر تحديداً في حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق ترمب ، قدرته على التحرك بحرية ، بل رفض🙅 🙅♂الاستسلام لمشروع تأصيل النيوليبرالية بشكلها اليميني المتشدد ، لكن في إسرائيل 🇮🇱 وحتى النهد🇮🇳 ، كانت الطاعة والاستكانة للواقع السلطوي واضح وضوح الشمس🌞 .
ثمة على الضفة المقابلة نابضة أخرى أكثر نضوجاً وأوسع شيوعاً ويطلق عليها بالوطنيين ، على الرغم أن القارة الشمالية 🇺🇸 ، لم تكن قد خاضت في تاريخها من قبل مثل هذه السجالات ، لكن مع ظهور شخصية جدلية قادت تيار وطنياتي مذهبي ، يميني ، مركب ، جعل المهمة على الليبراليين الكلاسيكيين بالشاقة والمعقدة ، بالطبع ، كان الأمر مع حاكم الهند مغايراً على الإطلاق، ففي الهند🇮🇳 جرى تماماً العكس ، لقد استسلمت السينما البوليودية بالكامل لمودي رئيس وزراء الهند اليميني القومي، باستثناء شخصيات هندية من أصول مسلمة أو بعض الهندوسية ، هي بلا تأثير واسع ، على الرغم أن مسألة المواطنة وسحب الجنسيات من الأقليات ، كانت ومازالت تعتبر مسألة أخلاقية وليست حقوقية فحسب ، بل أكثر من ذلك ، لقد فعل الرئيس مودي ما لم يفعله أحد ، عندما أصدر تعليماته باقتحام حرم الجامعات وقامت الشرطة 👮♀ وعناصر من المكتب الاستخباراتي بالاعتداء على الطلاب واعتقالهم ، وفي جميع الوقائع ، كان الصمت يخيم بين المشاهير ، بالطبع ، لا في قضية التميز الجنسية تحركوا ، ولا في واقعة الجامعات اعترضوا ، وكل من تحرك ونادى بضرورة إسقاط الحكومة العنصرية ، وهم أقلية قليلة ، تم إلحاق بهم تهم مثل المخدرات والدعارة ، بل في كل المحن ، اثبتت السينما البوليودية الهندية أن أبطالها من كرتون ، لا تتعدى بطولاتهم حدود مواقع التصوير ، لكن في المقابل ، خرجت شخصيات كبيرة وعديدة من السينما الهوليودية الأمريكية 🇺🇸 وفي مقدمة هؤلاء أمثال ، روبرت دي نيرو أو الباتشينو أو جورج كلوني ، كانت لهم صولات وجولات في مقارعة وانتقاد مقيم البيت الأبيض وإدارته ، بل الأهم ، دافعوا بكل ثقة مع غيرهم لكي يجنبوا هوليود الانتقال من الليبرالية المعولمة إلى مؤسسة قومية عنصرية ، ضيقة الأفق .
لم يُطمس اليسار الإسرائيلي تماماً ، لكنه ايضاً لم يُطلق نوابض معارضة جماهيرية رصينة🙁، جامعة وعابرة ، لقد انعكست الحياة في إسرائيل🇮🇱 بدرجة ملفتة ، حتى وصلت أن الرواية في الدول التى تسعى الأحزاب ( القومية الدينية ) بالسيطرة عليها بتغير الرواية التاريخية ، وبالتالي ، بها تتغير حياة الناس والذي ينعكس ذلك على المؤسسات المدنية مثل السينما أو الفنون والرياضة ، بالفعل ، تغيرت لكي تتناسب مع الروايات القومية أو الدينية ، وهذا صنع تحدي مضاعف لأجهزة الاستخبارات التابعة للأنظمة ، لأن الإعلام والسينما لم يعدا يراوحان بطابعهما التقليدي العتيق ، فالانفتاح العلمي والذي اخترق الفضاء ، جعل المهمة شبه مستحيلة ، إلى درجة أفقدهم القبضة الرقابية .
أعتادوا القوميون من وراء الميكروفون تحريض وتعبئة رأي الجماهير ، ومع إعادة أحياء الدولة القومية والتى تتلقى مساندة ودعم من الكنائس ، إزدادت حدة الصراع بين الليبرالية والنيوليبرالية ، بالطبع ، الفارق بين المربعين كبير حتى لو لم يكن ظاهر عند الأغلبية ، بل تعتبر النيوليبرالية في حركتها ، انقلاباً على الحركة التوافقية بين الحاكم والمحكوم من خلال نظام يسود فيه العدالة والاصلاح ، وكانت قد أرست ركائزه في بريطانيا 🇬🇧 قبل الدول الأخرى ، رئيسة الوزراء السابقة تاتشر ، يومها بدأ الاقتصاد يعود إلى سابق عهده وبالتالي عادت الحياة لتنقسم بين الثراء الفاحش والفقر المدقع ، من خلال تحويل كل شيء في العالم إلى مضاربات وهمية ورقمية ، وعلى هذا الأساس ، خاض حزب الديمقراطي في الولايات المتحدة 🇺🇸 معركته مع الحزب الجمهوري ، الذي جعل الكثير من المتضررين في المجمتع ، مناهضة سلوك من يساهم في تعزيز النظام النيوليبرالي وبضرورة اسقاطه كما حصل مع الرئيس ترمب ، فالعالم يحتاج إلى إعادة النظر بالنظام الاقتصادي على قاعدة سياقية واسعة ومتشابكة ، تراعي انفعالات البشرية في أنحاء المعمورة ، إذنًً ، في أمريكا 🇺🇸 تماماً كما في العالم ، أول شيء يحتاجه الاقتصاديين معالجة قانون الضرائب ، لأن قانون تخفيض الضرائب على رجال الأعمال ، كان سبب في توسيع الفجوة الاجتماعية ، بل حسب المراجعات الدقيقة ، يُعتبر تخفيض الضرائب عن الأغنياء ، هو الذي صنع التعثر الشهير ، أقصد تعثر النمو في العالم ، بل بات النمو أقل من المستوى الذي كان سابقاً عليه .
لا عزاء لم تعالوا وانكروا الفيروس ، لقد ضلوا الطريق عندما تجاهلوا الواقع الجديد ، وعلى هدى الهواة تتساقط عروشهم وتتساقط القوى الاقتصادية ، فاليوم ، بات التحدي بين الطرفين أكبر ، لهذا كان المربع النيوليبرالية ناكراً بالكامل لمسألة الفيروس كوفيد 19 ، لأنه يشكل لهم أزمة وجودية ، ومع تداعياته الاقتصادية على الدول المصنعة ، تدور المعركة بين اليسار واليمين على وراثة النيوليبرالية بعد ما تشكلت قناعة لدى الطرفين ، أنها لم تعد صالحة ولا بد من تشيعها إلى مدفنها الأخير ودفنها تماماً ، بل الأزمة فتحت عند الجهتين ، باب🚪الوطنية بعد ما كان ذلك مقتصر عند اليمنيين فقط ، فاليمين تاريخياً يحتقر العولمة ويرى أن سبب تراجع نموه ، هو توطين المهاجرين ، وبالتالي ، حكومة مثل حكومة الرئيس بايدن ، تقاوم مسألتان ، الأولى رفض🙅 اليمين رفع الضرائب على الطبقة الغنية ، وثانياً ، تعطيلهم برامج الصحة والحماية الاجتماعية ، لأن الاعتقاد اليميني ، يقول بإختصار، بأنهم يدفعون من جيوبهم لصالح فقراء المهاجرين .
أمر آخر ، هو في اعتقادي بالأهم ، يتصاعد تخوف الديمقراطيين من النيوليبرالية ، لأنها تزيد الغني غناءً ، وبالتالي ، هذه الأموال وبالإضافة للشركات والمصانع تتيح للثري الفرصة في دعم الحملات الانتخابية ، فيصبح تأثيره أكبر من الأحزاب التاريخية ، تماماً كما حصل مع الرئيس ترمب ، وبالتالي ، أي قوة اقتصادية غير محدودة السقف ، متفلتة من قانون الضرائب ، ستتحول مع الوقت إلى قوة نفوذ ، حاكمة ، ومن هنا👈يبدأ مشوار التحكم بالثروات الدول ومنعها أو حرمانها عن الناس ، فتفتقر الدولة وتخسر قوتها ويتعثر نموها وتتوقف تطويرها ، بل تطوى صفحة الاصلاحات وتقزم الخدمات وتتلاش البنية التحتية ويسود في المجتمع اللاعدالة . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنازل عن المعتقد والحقوق مقابل الانخراط بالعقد الاجتماعي ل
...
-
بين السيف والعائدين من منتصف الطريق ، تكثر الجلجلة والهرججة
...
-
ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...
-
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة م
...
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
-
من جحيم ستالين الاسود ، مروراً بجحيم غوانتناموا المصغر إلى ج
...
-
قصف العمق السعودي يقابله قصف العمق الإيراني...
-
ايعقل هذا ...
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
-
المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...
-
المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
-
إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
-
إدارة بايدن ازدواجية التعامل ...
-
من كان السباق في أبتكار الرقص / البشرية أم الطيور ...
-
الثورجيون السابقون واللاحقيًن ، أتباع روبسبيار ...
-
المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) ..
...
-
الحزن العراقي / انعكس ذلك على الشعر والحنجرة .
-
شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .
-
الصراع المتواصل بين الديمقراطية الليبرالية والاستقراطية اليم
...
-
تونس الجديدة / صراع بين الاخوة الديمقراطيون على مراكز القوى
...
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|