أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - في تسييس نسب آل الأسد















المزيد.....

في تسييس نسب آل الأسد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6857 - 2021 / 4 / 2 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من احدى الجوانب الظلامية في ثقافاتنا الشرقية وتتناقلها الأجيال منذ قرون ، الطعن في المقابل المختلف بأسلحة بالية منها شخصنة القضايا السياسية المصيرية المختلفة حولها وعليها ، وخلطها بامور ومسائل عائلية ، وقبلية ، وقومية ، ودينية ، ومذهبية ، كالقول ان سيئات الجهة الفلانية ، والنظام الفلاني ، أو الشخص الفلاني تعود الى كونه عربيا او كرديا او تركيا او فارسيا الخ ... أو لعقيدته الدينية المسلمة او المسيحية او اليهودية ....أو لمذهبه وطريقته ولونه ولغته وجنسه الى ماهنالك من الانتماءات الإنسانية المتعلقة ببني البشر .

الإعلامي المثير للجدل د فيصل القاسم يتبع هذا الأسلوب باغلب الأحيان تجاه من يعتبرهم خصوم اليوم ، فحملته على رأس النظام السوري اتخذ بالاونة الأخيرة ذلك الطابع – المشخصن – الذي قد يفيد نظامه على المدى المتوسط عندما توضع مساوئه على كاهل فرد الذي حتى لو غاب سيبقى النظام قائما ، فعندما يعيد القاسم أصل – الأسد – الى الجذور القومية الكردية والانتماء المذهبي الكاكائي ، من دون قرائن ومستمسكات موثوقة ، فانه بذلك يوحي بان دكتاتورية الأسد وجرائمه بحق السوريين تعود أسبابها الى اصله وعرقه ومذهبه ، وبذلك يكشف عن عنصريته المقيتة ، لاتختلف من حيث المضمون عن طبيعة المقابل الاستبدادية المطعون باصله وفصله .

لاشك أن هذه الطريقة في التعامل مع القضايا والاحداث والافراد والجماعات تنم عن قصور ، وعجز الى درجة الإفلاس ، وانتهاج هذا السلوك تجاه نظام مستبد كالنظام السوري على سبيل المثال لن يؤسس لعوامل الانتصار عليه ، فخلاف السوريين مع النظام القائم ، وثورتهم عليه ، ومعارضتهم له ، ليس من اجل انتمائه القومي أو المذهبي ، فالمجتمع السوري متعدد الاقوام والثقافات والأديان ، والجميع يؤمنون بالعيش المشترك في اطار التنوع والتعددية واحترام المقابل ، بل لان النظام دكتاتوري – مستبد ، حكم بالعقلية الأحادية الحزبية ، واسس منظومة امنية تقمع الاخر المختلف ، وحول سوريا الى سجن كبير ، انتهك الحرمات ، وكبت الحريات ، ومارس السياسة الشوفينية تجاه المكونات القومية وخصوصا المكون الكردي الذي نال النصيب الأكبر في التهميش والحرمان والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقه من ديريك الى عفرين .

كل سوري خبر هذا النظام المستبد منذ تسلط الأسد الاب ومن بعده الابن يعلم يقينا أن مسؤوليه ، ومواليه المقربين الى مصدر القرار ، استخدموا الوسائل الدعائية ، وكل فنون التزلف والمحاباة مع مختلف الفئات السورية بغية كسب ودها واصطفافها ضمن اطار الموالاة ، حتى في مجال التحالفات الخارجية وسياسة المحاور بالشرق الأوسط كان التفسير الوحيد لتقارب نظام حافظ الأسد ( البعثي – التقدمي ؟! ) مع نظام شاه ايران الموالي ( للامبريالية الامريكية ) هو الى جانب االجذب المذهبي حقيقة الأصل الايراني للبعض القليل من العائلات ( العلوية ) وبينها عائلة الأسد التي غادرت ايران كما تؤكد مصادر عديدة واستقرت في الجبال الساحلية الحصينة .

عائلات جبال العلويين ليست الوحيدة في الحل والترحال ، فالتاريخ يظهر ان المنطقة برمتها وقبل مئات وآلاف السنين وحتى قبل ظهور الدول المستقلة ورسم الحدود الدولية ، كانت مسرحا للهجرات والتنقلات الجماعية والقبلية لاسباب الحروب بين الاقوام واتباع الديانات والمذاهب ، والغزوات ، والاقتلاع العنصري ، والدوافع الاقتصادية وهذا ماحصل للقبائل العربية ، والكردية ، والتركمانية ، وللارمن ، والاشوريين ، والسريان ، والكلدان ، والازيديين ، والشركس ،والفلسطينيين وقسم من الدروز .

القاسم وحملة – تسييس – نسب آل الأسد :

الحملة التي يقودها الإعلامي د فيصل القاسم بغية ارجاع عائلة الأسد الى الأصل الكردي ، لاتستند الى أية حقائق تاريخية ثابتة ، مصدره الوحيد اليتيم هو الاستناد الى أقوال المرحوم د عزالدين مصطفى رسول الذي ينقل بدوره عن جميل الأسد الشقيق الأكبر لحافظ الأسد عن ان عائلته من أصول كردية تتبع للمذهب الكاكائي ، هجرت من منطقة خانقين في كردستان العراق ، وبالمناسبة فان المصدر المذكور كان مقربا من المرحوم جلال الطالباني الذي كان بدوره يحظى بالاهتمام الاستثنائي من نظام الأسد الاب والابن ، ومقربا من العائلة ، وقدم لها الخدمات السياسية الكثيرة حتى انه كان يحمل – جواز سفر سوري دبلوماسي – ويقيم بدمشق معظم أيامه قبل اسقاط نظام صدام ، واعلن عن حزبه – الاتحاد الوطني الكردستاني عام ١٩٧٥ من دمشق ، وكما اعتقد فان الجو العام لمحيط الطالباني آنذاك كان يميل الى المزيد من التحبب والتقرب لعائلة الأسد لدوافع سياسية مصلحية خاصة بمعزل عن المبادئ والحقائق .

وفي ذات السياق وحسب اطلاعنا كان هناك بعض الشخصيات الثقافية من المنتمين الى ( الطريقة أو المذهب ، أو الفرقة ) الكاكائية – الشيعية في إقليم كردستان العراق ، حاولت التقرب الى نظام الأسد من خلال الضابط الأمني في القامشلي – محمد منصورة - عندما كان في أوج بروزه من المنطلق المذهبي ولمصالح خاصة ، وبعضها من كتب أبحاث ومقالات المحاباة تجاه عائلة الأسد واصولها الكردية المزعومة ، لأغراض سياسية – مصلحية ولكنها لم تفلح في تزوير التاريخ ، ومن المعلوم اننا نجد عادة لدى القوميات المظلومة المهمشة أنصاف متعلمين لديهم هوس ربط مشاهير باصولهم القومية وهذا نابع من الشعور بالنقص والإحباط ولدى الكرد أيضا مثل هذا الصنف الذي يتلاعب بالمصطلحات وربط العبارات ببعضها للوصول الى مبتغاه على طريقة القذافي عندما اعلن ان " شكسبير " هو عربي واسمه شيخ زبير ؟! . .

اذا ما طبقنا الأسلوب الذي يتبعه القاسم بخصوص آل الأسد على مختلف رؤساء وزعماء سوريا وعائلاتهم منذ الاستقلال وحتى الان نكون قد حولنا تاريخ البلاد الى اقاويل وافتراءات وتفسيرات شخصية خالية من أية معاني ذات قيمة ، واذا مااعتبرنا ان عدم عروبة آل الأسد هو السبب في دكتاتورية نظامهم واستبداديته ، وجرائمه ، علينا ان نقول الشيئ ذاته عن رجالات الاستقلال ، وبناة الوطن السوري ، من غير العرب أمثال شكري القوتلي ، وإبراهيم هنانو ، ويوسف العظمة ، وحسني الزعيم ، والبرازي ، والعابد وآخرين من أصول تركمانية ، وشركسية ، وأرمنية .

أما أن آل الأسد كانوا من المذهب أو الطريقة الكاكائية حسب مايزعم القاسم ، فلعلمه أن العديد من الفرق والمذاهب والطرق كانت جزء من المذهب الشيعي وانسلخت عنه شكليا بمرور الزمن ، مثل العلويين ، والفاطميين ، والاسماعيليين ، والدروز ، والكاكائيين ، والعلي الهي ، وحتى القرامطة حسب بعض المصادر .

لست من الذين يفسرون التاريخ انطلاقا من اية مفاهيم عنصرية ، او دينية ، او مذهبية ، ولكن أقول ان صح مايدعيه القاسم عن ( كردية آل الأسد وعائلات علوية أخرى ) فكيف بهم يضطهدون الكرد السوريين ؟ وكيف ان عهد حافظ الأسد شهد أكثر المراحل قسوة تجاه الكرد وحركتهم ؟ وهو من دشن مرحلة – تكريد الصراع – واختراق الحركة الكردية السورية من الداخل ، وفي سياق تاريخي اقدم فان علويي سوريا اول من تصدوا للايوبيين الكرد وحاولوا اغتيال صلاح الدين الايوبي مرات عديدة هذا ماترويه المصادر التاريخية الموثوقة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطار السوري المتوقف
- الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
- ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
- سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
- مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
- كل الدعم للنشطاء الحقوقيين السوريين بالخارج
- مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟
- عندما يستنجد الغريق بقشة - المجلس العسكري -
- عندما تكون مراكز البحث في خدمة الحزب
- مصير أمازيغ ليبيا خارج مشاريع المتحاربين
- حوار الشركاء
- الأسد : مجموعة كردية سورية انفصالية منذ الثمانينات
- من الذاكرة الثقافية : رابطة كاوا
- بعد نصف قرن رابطة كاوا تعود الى الوطن الجريح
- المسلمات العشر
- تعقيب على مقترح المعارض السوري كمال اللبواني
- في خصوصية اليسار الكردي السوري
- شهادة للتاريخ
- قراءة في تصريحات السيد – جيمس جفري –
- بعد عقد من الثورات المغدورة


المزيد.....




- باع معلومات عسكرية للصين.. محلل في الجيش الأمريكي يعترف بـ-خ ...
- تونس: مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح نساء اعتقلن بعد انتقادهن ل ...
- غزة بعيون RT
- الكويت.. القبض على -الغول المصري-
- بعد جدل في الكونغرس.... إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة بقي ...
- بايدن: اتفاق هدنة في غزة قد يمنع هجوما إيرانيا على إسرائيل
- شحنة قنابل أمريكية بقيمة 750 مليون دولار في طريقها إلى السعو ...
- سفير روسي يوضح سبب إصرار حكومة بريطانيا على الاستعداد للحرب ...
- -بيت الرعب-.. العثور على 5 جثث داخل منزل في لبنان (فيديو + ص ...
- روسيا تكشف عن مركبة -بيك آب- مدرعة خفيفة في منتدى -الجيش – 2 ...


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - في تسييس نسب آل الأسد