|
(المخرج السينمائي طارق هاشم ل - الحوار المتمدن-: أريد فضاءً غامضاً أصرخ فيه ( الجزء الثاني
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 11:50
المحور:
الادب والفن
* تثوير الأعماق الثاوية *تحدثتُ أنا في مقال سابق من مقالاتي عن تقنية الصدمة في أفلامك، وقد إتخذت من فيلم " يوم القدر " أنموذجاً لهذه الصدمة. هل تستطيع أن تتوقف عند أبرز الأفلام التي عالجتها، وكان فيها موضوع الموت حاضر دائماً بقوة؟ وهل هناك سبب منطقي يفسّر الحضور القوي للموت في أفلامك؟ - حينما أراجع تجربتي السينمائية المتواضعة أكتشف أن معظم أعمالي التي أنجزتها التي كان فيها الموت حاضراً أو ضيفاً ثقيلاً عليها. وحينما تأملت في الموضوع ملياَ إكتشفت أن الموت حاضر بقوة في هذه الأفلام. وقد توصلت إلى قناعة خاصة مفادها أنني منحدر من عائلة كان الموت ضيفها الدائم. فوالدي قتل في وقت مبكر حينما كان عمره " 27 " سنة لا غير، وأختي فقدتها بعمر مبكر أيضاً وهي لم تجتز عامها الحادي عشر، ووالدتي فقدتها أيضاً في وقت مبكر عن عمر يناهز الـ " 43 " سنة. فبقينا داخل الأسرة إثنان، ولذلك فإن هيمنة الموت كانت قوية على هواجسي وذهني وإنشغالاتي، ويبدو أن المصادفات تلعب دوراً مهماً في تعميق هذا الهاجس التراجيدي، وشعرت في وقت من الأوقات بأن العائلة قد أوشكت على الإنقراض. والغريب أن الموت كان يأتي بطرق وحشية كالقتل العمد أو نتيجة لتداعيات إجتماعية لا شأن لنا بحدوثها. المفارقة الأخرى اللافتة للإنتباه وهي أنني كنت أنفذ عملاً سينمائياً في الشارع الذي أعيش فيه فإكتشفت أنني أسكن أمام مقبرة! وعندما إشتغلت العمل عن المقبرة في فيلم آخر كان الموت حاضراً أيضاً، وعندما دخلت إلى المقبرة إكتشفت التناقض الذي تنطوي عليه، فثمة أناس يتحركون فوق التراب، وآخرون يرقدون تحت، علماً أن مصيرنا واحد في النهاية وهو الراحة الأبدية تحت التراب. أما موضوع الصدمة في فيلم " يوم القدر " فأنا حقيقة كان عندي رغبة شديدة وهي ألا يكون العمل سهل الفهم، ربما لأنني أريد فضاءً غامضاً أصرخ فيه، لأنني في أعماقي كنت أشعر بأن هذا الرجل هو ذكر قاسٍ إرتكب حماقات كثيرة، لذلك كنت أريده أن يقتل بهذه الطريقة الصادمة. فالصدمة كانت لي أنا شخصياً لأنني أحتاجها لكي أنعش عقلي من جديد، أو كأنني أريد أن أخرّب شيئاً ما بداخلي، كأن تكون شخصية متوارية، تحتاج لمن يستفزها لكي تفيق من جديد. لقد إعتمدت على هذا العنصر الأساسي الذي أسميته بتقنية الصدمة، وهذا توصيف نقدي دقيق، لأن الصدمة لم تكن شيئاً عشوائياً طارئاً، وإنما جاءت نتيجة عن قصد مسبق له علاقة وطيدة بعمق العمل الفني. هناك معادلة معروفة مفادها أن لكل فعل رد فعل، معاكس في الإتجاه ومساوي في المقدار. فالقوة تولّد القوة، هذه مسلّمة لا يعترض عليها أحد. كما إعتمدت على تقنية الصدمة أعتمدت لأن الفليم قصير و يحتاج إلى هذه الضربة الفنية، ولا يهم أين تأتي سواء في البداية أو في وسط العمل أو في نهايته، تماماً مثلما ترمي حجراً في الماء فتتوسع الدوائر التي تنشأ جراء سقوط الحجر. هذه الحلقة هي التي تمنحني البداية أو النهاية التي أريد أن أصل إليها. الصدمة هي تحريض للعقل، وتثوير للأعماق الثاوية، وهي أيضاً شكل من الأشكال التقنية التي قد تُوصل من خلالها رسالة معينة فيها دلائل كثيرة لا يتضمنها الحوار إن وجد. * حاولت أن أكون مُحايداً * لديك تركيز كبير على تثوير المخيلة، وقد ينجح هذا التثوير في حالة الفيلم الروائي أو التجريبي. ما حدود هذه إستعمال المخيلة في فيلمك التسجيلي المعنون " 16 ساعة في بغداد ". هل هناك مساحة للمخيلة أم أن النتوء الذي إنطلقت منه كان واقعياً بالتمام والكمال؟ - أنا لم أزر بغداد منذ " 25 "، وخلال ربع قرن من الزمان تكوّنت غشاوة على ذاكرتي، بل أن الضباب ما يزال يتماوج أمام عينيَّ، ولقد حاول الكثير من الأصدقاء أن يساعدوني على إزاحة هذه الغشاوة والضبابية عن ذاكرتي وعينيَّ. ولا بد من القول إنني حاولت أولاً أن أبحث عن مدينتي التي غادرتها قبل ربع قرن، أي عن مدينة طارق هاشم الذاتية. وحينما وصلت إلى بغداد أول مرة بعد غياب طويل أردت أن أتساءل: هل أن شخصية هذا الكائن المغترب الذي إسمه طارق هاشم مألوفة في بغداد، وهل أن المدينة مألوفة هي الأخرى بالنسبة له، أم أنه يجب أن يتعرف عليها من جديد؟ هذا هو السؤال الذهني الذي كنت أحمله بين تلافيف ذاكرتي. هناك عالم تتهيأ له ذهنياً، ولكن عندي أسئلة كثيرة أحملها له، بعضها أسئلة ذاتية، وأخرى موضوعية. وكنت أريد أجوبة على هذه الأسئلة التي تقلقني، من بينها: أين أنا من هذه المدينة الحميمة التي تركتها مُجبراً، ومُضطراً؟ ولماذا أريد الوصول إليها الآن؟ لقد صوّرت المدينة مثلما هي من دون تزويق، وقد حدثت أشياء لم أكن أتوقعها داخل المدينة التي ذهبت إليها مندفعاً، ومتلهفاً، ومشتاقاً، وصورتها على حقيقتها، ومن دون أن أتفادى المفاجآت التي تحدث هنا وهناك. التصوير كان نتيجة طبيعية لحركتي المتواصلة داخل المدينة التي أحبها. أنا لم أبق ساكناً في زاوية واحدة، بل ذهبت إلى أمكنة عديدة، وكلها حميمة بالنسبة لي. فعندما أجريت لقاءً صحفياً سمعت صافرة إنذار تدلل على وجود مخاطر قادمة، وعندما ذهبت إلى الأعظمية حدث إطلاق رصاص بشكل مفاجئ لم أتهيأ له، فصورت الهرج والمرج الذي أحاطني من كل جانب، وكانت عيني الحاضرة هي الشاهدة الوحيدة التي كانت توثق، وعين الكاميرا المحايدة التي لا تُخطئ، ولا تمالئ أحداً. صحيح كانت بعض الأشياء تحدث بالمصادفة، ولكنني في الوقت ذاته كنت أعد سيناريو الرحلة في مخيلتي. لقد أزعجني حقاً أحد الصحفيين الذين كتبوا عن الأفلام الوثائقية التي أنجزت بعد سقوط النظام على أنها متشابهة أو مستنسخة عن بعضها البعض، وأن كل من " هب ودب " أمسك بكاميرته الديجيتال وصور عودته إلى أهله في بغداد بعد سنوات من الغربة. طيب، أنا ليس لديّ أهل في بغداد، وحينما عدت إلى العراق لم أبحث عن الأهل، بل عدت لكي أبحث عن المدينة، وعن الأصدقاء، وعن الأمكنة الحميمة التي أحبها، وعن الذكريات التي لم تتلاشَ حتى الآن. يا ترى، هل ذهب جميع المخرجين لتصوير الاشياء التي إنشغلت بها أنا شخصياً؟ الجواب: كلا، طبعاً. أنا حتى بغداد، بالنسبة لي، لم أعرفها جيداً بسبب إنغماسي في الهموم المعرفية والفنية التي لم تتح لي فرصة التعرّف على مدينتي عن كثب. قد تستغرب إذا قلت لك بأنني لم أرَ أغلب المدن العراقية، و لم أزر إلا بعضها بالمصادفة! طبعاً، أنا ضد أن تتشابه طريقة معالجة المخرجين العراقيين لموضوعات العودة إلى العراق، وهناك مخرجون ذهبوا إلى العراق ولا يعرفون شيئاً عن معالجتي للموضوع الذي إنشغلت به. لذلك أعتقد جازماً أن كل مخرج قد عاد بشيء معين حتى وأن تشابهت بعض الأفكار، لكنني حاولت من خلال تقديم العمل المسرحي هناك، أن أضع الحلول والخيط الذي يربط كل هذه الوقائع والأحداث التي صارت في بغداد، وحاولت أن أكون إلى حد ما محايداً من دون أن أعلق على المشاهد، ومن دون أن أضع للمشاهد وجهة معينة. ثمة مسألة تقنية شديدة الأهمية وهي كيف أضع أو أصور وجهة نظري للمتلقي الذي يشاهد عملي، وهذا الموضوع هو في الحقيقة جزء مما تعلمناه سابقاً عندما تقدم فيلماً وثائقياً أنه يجب أن تكون محايد إلى حد ما، لأنك لا تستطيع أن تكون محايداً مئة بالمئة، ولكن عليك أن تضع المشهد من دون زخرفة أو تزيين، فالزخرفة، من وجهة نظرب، هي تشويه للحقيقة. بمعنى أنك إذا جمّلته يعتبر تشويهاً، وإذا قبّحته يعتبر تشويهاَ أيضاً، لذلك يتوجب على المخرج أن يترك المصور يصوّرالواقع مثلما هو، وأن يدع الناس العراقيين يتحدثون بسجيتهم عن أنفسهم. وللمناسبة أنا لم ألتق بعدد كبير من المثقفين والسياسيين العراقيين، لأن المثقف والسياسي يعطيني جزء قليل من الحقيقة، بينما يمنحني العراقيون البسطاء الحقيقة كلها ومن غير رتوش. * الأماكن المُلتهبة * ولكن بعض اللقاءات كانت مع القاص شوقي كريم، والشاعر والناقد مالك المطلبي. . هل كانت هذه اللقاءات كلها مصادفات، أم أنك أردت أن تتلقي الأصدقاء الأحبة، والأمكنة الحميمة إلى نفسك مثل شارع المتنبي، سوق السراي، والمكتبات المستقرة في عيون المثقفين العراقيين؟ هل ذهبت من دون وعي إلى هذه الأمكنة الثقافية القريبة إلى نفسك، أم أن المصادفة هي التي أخذتك إلى هناك. وإذا كانت هناك مصادفات فهل أمسكت بها، وطوّعتها للفيلم السينمائي التسجيلي؟ - مثلما قلت أن العمل الوثائقي يجب أن يكون محادياً قدر الإمكان. لقد شاركت في مهرجان مرسيليا السينمائي العام الماضي، وقد وجهت لي الدعوة لحضور ندوة كان عنوانها" مخرج الأفلام الوثائقية في الأماكن الملتهبة " وهي ندورة شيّقة حقاً، لأنه عندما تذهب بوصفك مخرجاً إلى أماكن ملتهبة عليك أن تضع حياتك على كف عفريت، وأن هذه المجازفة غالية الثمن، وغير محمودة العواقب. فعندما زرت بغداد كانت مكاناً ملتهباً، ولم يكن فيها الوضع مسترخياً، ويختلف الأمر عندما تذهب للسياحة أو للراحة والإستجمام لكي ترى مدينة كبيرة واسعة، وزاخرة بالتراث والحضارة والشواخص المدنية. إن الذهاب إلى مكان ملتهب قد يلغي في ذهنك كل المشاريع التي خططت لها مسبقاً. وهنا تلعب المصادفات دوراً كبيراً، إذ قد تنفجر إلى جوارك سيارة مفخخفة، وقد يتراشق بعض الناس قربك بالرصاص، وقد تدهسك هامر أمريكية. كل هذه المصادفات لا يعرف الإنسان كيف يرد عليها في الحال. وفي الوقت ذاته لا أعرف كيف ستكون ردة فعلي عندما أصادف صديقاً تركته منذ ربع قرن من الزمان؟ هل أنخرط في البكاء، هل أضحك من شدة الفرح، هل اقفز من غرابة المفاجأة؟ هذة المصادفات لها علاقة بالتجربة الإستثنائية التي يذهب إليها المخرج إلى مكان ملتهب تركه من منذ 25 سنة. ولا بد أن يكون للمصادفات غير متوقعة دوراً كبيراً يجب إستثماره، وتوظيفه، لأن المصادفة هي حقيقة أخرى لا تقبل التكذيب، والعدسة مطالبة بأن تمسك بهذه المصادفة. فما حدث في شارع المتنبي، واللقاءات المفاجئة بشخصيات عراقية مثقفة أعرفها منذ سنوات طوال، أصابتني حقاً بالقشعريرة، بل أنني الآن وأنا أتحدث معك يقشعر بدني من جديد لأنك تعيدني إلى تلك المصادفات الجميلة. يبدو أنا من الشخصيات المحظوظة لأنني عندما عدت إلى بغداد وجدت أن الناس يعرفونني هناك، وأن لدي تاريخ طيب من العلاقات الإنسانية المتجذرة بحيث بقيت هذه المعرفة طوال ربع قرن ولم تتلاش أو تمت! أنت الآن تحدثني عن زميلة في الكلية، وهي التي إلتقيتها في أول الفيلم وبدأت تبكي، ثم إنتقلت إليَّ عدوى البكاء الأمر الذي زاد العمل وجدانية، وعمق حدّة المشاعر الإنسانية التي يزخر بها الفيلم، بحيث أنت كمشاهد لم تنسَ هذه اللقاء الوجداني بيني وبين زميلتي التي تركتها منذ ربع قرن. إذاً هناك شيء مهم جداً بالنسبة للعائد إلى العراق يمكن أن نصوغه بالسؤال الآتي: هل أن الشخصية التي عادت إلى وطنها الأصلي غريبة أم لا؟ هل هي طارئة، أم معروفة ومألوفة ومتجذرة؟ من هذا الجانب أقول إنني كنت محظوظاً لأن العديد من الأصدقاء وبالذات المثقفين منهم يعرفونني، ويتذكرونني، وأنا أراهن على هذه المعرفة التي يمكن أن تعكس لك بانني قد خلّفت أثراً ما حتى وإن كان بسيطاً. أما إذا كانت هذه الشخصية العائدة غير متجذرة فوجودها باهت، وحضورها لا معنى له، أعني لا أثر له في المجتمع. يبدو أنني عندما خرجت من العراق على رغم صغر سني كان عندي شيئاً قد تركته هناك، شيء أسمه ذاكرة فنية أو ثقافية بحيث ظل الأصدقاء يتابعون أخباري وأنا أتنقل من منفى إلى منفى. ولحسن الحظ فإن الأجيال العراقية اللاحقة تتابع، وتحب أن تتواصل مع الذين حزموا حقائبهم ورحلوا إلى العواصم النائية. عندما تركت العراق وأنا ابن عقدين من الزمان كانت عندي علاقات طيبة مع يوسف العاني أو مالك المطلب أو شوقي كريم أو مع فنان شاب، هؤلاء جميعاً يتذكرونني، ويتابعون أخباري وأخبار المنفيين مثلي وهذه ميزة عراقية حسنة. هذه المعرفة لم تقم على المصادفات، وإنما هناك أسباب ثقافية أو فنية كانت تدعو لهذه المعرفة المتأصلة. أنا محظوظ جداً عندما إلتقيت في شارع المتنبي بشخصيات أعرفها وتعرفني، تحدثت مع البعض منها، ولم أتحدث مع البعض الآخر، وإنما كان الصمت والدهشة والذهول كافياً لكي نحرق حرقنا 25 سنة في لحظة واحدة، وتعانقنا من دون أن نتحدث. هذه اللقاءات الحميمة لا يمكن أن يستنفدها ألف فيلم وثائقي، ومن غير الموضوعية أن يأتيك كاتب ما ليحكم حكماً قاسياً وغير دقيق على هذه الأفلام التسجيلية في مقالة سيئة لكي يرمي كل هذه المشاعر والأحاسيس الدفاقة في سلّة المهملات. التعميم لا يجوز لأنه من خصائص رجال البوليس فقط، والتأمل الفاحص والدقيق هو رهان المثقفين والنقاد منهم على وجه الخصوص. *أعترف بانني أخطأت * طالما نحن بصدد الحديث عن الحيادية في الفيلم التسجيلي. . أنت صورت فيلم " 16 ساعة في بغداد " برؤيتك الخاصة، أو أوحيت للمتلقي على الأقل، وخاطبت الجمهور بشاعرية عالية متسائلاً: ترجع بغداد مثل قبل؟ وأجبت: نعم، ترجع. ألا تلاحظ أن هناك تهيئة المتلقي أو إرشاده إلى طريق أو نافذة للأمل. ألا تعتقد أن هناك نوعاً من المصادرة لمخيلة المتلقي؟ أنت أريتنا فيلماً ممتعاً وأصيلاً، يا ترى هل أن هذا التدخل من قبل مخرج الفيلم التسجيلي مسموح به إذا ما ربطنا السؤال بالجانب الحيادي للفيلم التسجيلي؟ - أنا متفق معك مئة في المئة بأن الحيادية مطلوبة في الفيلم التسجيلي. وهذا التساؤل الذي طرحته أنا في نهاية الفيلم عندما قلت: هل ترجع بغداد مثل قبل؟ وكان المفروض أو ربما أن تتوقع بوصفك ناقداً أن يكون هناك قطع وينتهي العمل، لأن الجواب عند المشاهد، ولكن دعني أعترف لك بشيء غامض إنتابني في تلك اللحظات. أنا كنت أشعر بأني محاصر في تلك اللحظات الصعبة، وكان يجب عليَّ أن أقول شيئاً ما. وقد قلته، وهذا عيب من الناحية الفنية، أو خلل أعترف به، وكان يجب حذف جزء من هذا التساؤل أو الإكتفاء بالسؤال وترك الجواب للمتلقي. أنا أقر بأنني إرتكبت خطأً، ولكن عزائي أنه لا يوجد عمل مكتمل، والمبدع الحقيقي يجب أن يعيد مشاهدة أي عمل من أعماله السابقة، ولا يهملها، بل يعيد النظر فيها من أجل أن يقدّم الفنان دائماً تجربة جديدة ومختلفة ومتطورة عن التجارب السابقة. يجب أن أشاهد، وأراقب، وأصغي إلى الآخر من أجل أن تكون تجربتي شبه مكتملة أو خالية من النواقص والعيوب. وهذه المتابعة المهمة والصادقة هي التي تساهم في تطوير التجربة، وليس في تخريبها. أنا أومن بأن الفيلم الوثائقي يجب أن يخلو من أي تعليق، سواء أكان هذا التعليق من مخرج أو مصور أو صحفي، لأنه العمل سيتحول إلى شيء أقرب إلى الريبورتاج، أي كأنك تريد أن تعلّم به الناس شيئاً ما. وهذه ليست مهمة الفيلم الوثائقي، بل هي مهمة الريبورتاج أو التحقيق الخاص الذي يقدّم في التلفاز. أما العمل الوثائقي فهو يعني من إسمه أن يكون وثيقة ضمن أرشيف البشرية ضمن أرشيف المجتمع الذي يعيش فيه المخرج، ويجب أن يكون خالياً من أية تعئبة أو تغليف أو زخرفة بحيث عندما يعوزنا شيء نذهب إلى " صندوق الذاكرة المرئية " كما اسميته، ونشاهد هذه الوثيقة. من المؤكد أن هذه مهمة عسيرة، ولكنني سأسعى إلي تحقيقها في الأعمال القادمة.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المخرج السينمائي طارق هاشم للحوار المتمدن :أحتاج الصدمة لكي
...
-
المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي: لا أؤمن كثيراً بالحدود التي ت
...
-
بيان قمة الدول الثماني الكبرى يُنحي باللائمة على القوى المتط
...
-
المخرج الإيراني محمد شيرواني للحوار المتمدن: السينما هي الذا
...
-
كولم تويبن يفوز بجائزة إمباك الأدبية عن رواية المعلّم
-
العدد الثالث من مجلة - سومر - والإحتفاء برائد التنوير التركم
...
-
الفنان طلال عبد الرحمن قائد فرقة سومر الموسيقية: الغربيون يغ
...
-
باسم العزاوي الفائز بالجائزة الذهبية يتحدث عن صناعة الصورة ا
...
-
اليميني المحافظ فيليبي كالديرون، زعيم حزب الحركة الوطنية
-
الفنان العراقي كريم حسين يخرج من عزلته التي دامت عشر سنوات ف
...
-
عازف العود المنفرد أحمد مختار: الموسيقى من وجهة نظري عنصر أس
...
-
أسبوع الموسيقى العراقية في لندن
-
ظلال الصمت لعبد الله المحيسن وإشكالية الريادة الزمنية: هيمنة
...
-
أضرار لاحقة للمخرج المصري الألماني سمير نصر: العربي ليس حزام
...
-
شريط- ماروك - لليلى مراكشي: تقنيات ناجحة، وأداء متميز، ونهاي
...
-
في فيلمه الجديد انتقم ولكن من أجل عين واحدة المخرج الإسرائيل
...
-
المخرج رشيد مشهراوي يبدد قسوة الإنتظار الثقيل بالكوميديا الس
...
-
اختتام الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
-
تجليات الأسلوب اليوغند ستيلي في - أصابع كاووش - التعبيرية
-
عدد جديد من مجلة - عمّان - الثقافية
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|