أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم لفته جبر - هل اصبح الدين متوحداً في ضل تقدم العقل الإنساني















المزيد.....


هل اصبح الدين متوحداً في ضل تقدم العقل الإنساني


كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)


الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 02:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد داب الفلاسفة واللاهوتيين في البحث عن التقارب والتباعد بين الدين كعاطفة , والعقل كتفكير حر, اذ تمثل العاطفة نتيجة جبرية لموقف ما ,فالأيمان موقفنا من الحياة ,والعقل هو الذي يجلب للمواقف حريتها من حيث يمثل وجهة نظر الانسان العاقل اتجاه الاشياء فالأيمان هو الذي يمثل التوسط بين العقل والدين من حيث الموقف اتجاه الحياة فالدين يمثل الطريق السالك للحصول على السعادة المطلقة في حياة اخرى, والعقل الانساني يمثل النشاط الفردي للبشرية في الحصول على السعادة , وهي الرابط بين العقل والدين .
فقديما بحث الفلاسفة اليونانيين عن السعادة في ضوء العقل الفلسفي ,فالوسط الذهبي الارسطي هو الذي شُيد اخلاقهم في ضل الوثنية السائدة أنذالك بداً من سقراط( 469_399 ق .م) أب الفلسفة العقلية الذي يرى تتوفر السعادة عند التوازن بين رغباتنا والشعور بالأخرين. وأفلاطون( 427_347ق.م ) الذي سعى للتوفيق بين العلم وبعض اللذات المعقولة , وذلك تكون دعواهم الى السعادة أكثر ما تكون قريبة الى الدين الجديد في ضل وثنية يونانية , لفرض النزوع المثالي للأخلاق الانسانية اذ تجعل الانسان بعيدا عن ذاته ورغباته المشروعة المادية, والحث على الإيثار وتوفير رغباته وفقا للجماعة ,مما يوفر له السعادة المعقولة ,وهي تكون كلية وهذ هو مبدأ كل الاديان السماوية .
الا ان مجيء أرسطو(384_322ق.م) هو الذي أحدث تغيرا مهما في العقل الانساني لما قدمة من نظرة توفيقية بين الانا والاخر او العالم المعقول والعالم المحسوس عندما أقر للإنسان القاعدة التي تحيي ذاته وهي العيش وفقا لطبيعته اي العمل هو الذي يحدد سلوكنا في السير نحو السعادة ,هذا ما جعل ابيقور (341_ 270 ق. م ) يقر السعادة بالحصول على الرغبات الطبيعية , والرواقية (300 ق.م) ترى في السعادة عدم الاضطراب وهو مبدأ واحد مهما اختلفت التسميات والطرق للسعادة .
اذ ان مجيء الاديان السماوية اليهودية والمسيحية والاسلامية وجعل السعادة الانسانية مرتبطة بالعالم الأخر جعل الانسان بعيدا عن رغباته الطبيعة ومرتبطاً بالجماعة والسعادة المثالية للعالم تاركا عالمه الذي يعيش فيه لإسعاد الاخر ,مما جعل الاديان ترفض الارسطية وما قرتُه من فلسفة عملية للإنسان فالكنيسة المسيحية رفضت الارسطية بكل اشكالها النظرية والعملية ,الا انها وجدت مقبولية من قبل علماء الاسلام كجابر بن حيان والكندي والحسن بن الهيثم والفارابي وأن سينا والغزالي وأبن رشد (721_ 1126)ان هذا التوفيق الفلسفي الاسلامي للارسطية كان حافزا للتوفيق بين الانسان والدين وواقعة اليومي والعلمي مما جعل الانسان الاسلامي متطورا لفهمه للانا والاخر وتوفيقه بين العقل والدين هذا التطور العلمي حفز الاوربيين لمعرفة الارسطية من خلال التيار الارسطي المتمثل بالفيلسوف توما الأكويني وذلك بعد سيادة التيار الافلاطوني الاوغسطيني(354 _430 )من قبلة الذي يربط السعادة بالإيمان والمثُل الافلاطونية (العالم الاخر) ,فلاكويني(1225_1274) ربط بين الدين والعقل من خلال الطبيعة الحية التي توصلنا للسعادة الدنيوية والاخروية, فكان العقل هو المفصل في توفير طرق السعادة كما أفاد كثيرا لما قدمه الفلاسفة المسلمين في التوفيق بينهما والذي اثمر عنه تطوراً هائلاً يشهد له العالم أنذالك , فما كان الحال الان من تطور الغرب وتأخر الشرق, اذ تمثل في محاربة العقل والاعتماد على الدين فقط والذي سبب بدوره صعود التيارات المتطرفة للواجهة الاسلاميةام الغرب فكانت حاربهم ضد التقيد بالدين ودعوا لتحريك العقل الانساني للحصول على السعادة, وما هذا الا دليل على تقاعس العقل العربي عن التفكير فان استخدام العقل يوفر لنا الحصول على السعادتين كذلك اعتماد اسس الجماعة للسعادة التي تمثل الزعامة والقيد الذي جعل الفرد في مهب الانتماءات المذهبية الشائكة مع ظهور من يردد بوجود حقيقتين معتمدين على التفسير الرشدي للحقيقة , اما الغرب فكان لهم ما يبغون من تطور علمي جعل للعقل كلمته على الدين اذ اعادوا التوازن للعقل الانساني وتفرده لكي يبدع ما يمكن يجعله مخلداً وليس انتظار السعادة والموت لكي نعيش سعادتنا فالسعادة تكمن في العمل الذي يجعل الانسان في ما ينبغي علية ان يكون وهذا هو الدين الحقيقي الذي اراده الله لنا والا لجعلنا الله بدون عقل لكي نؤمن به, و هذا دليل على ان العقل الاساس في الحصول على سعادة الانسان الحقيقة ,هذا ما جعل بليز باسكال(1623_ 1662) يرى للوصول للسعادة يجب الايمان , او هو الرغبة عند اريك فروم(1900_1980) اي جعل السعادة هي الهدف من الوجود الانساني حيث يرى كانت(1724_1804) السعادة تكمن في صورتها النقدية في التحقق من الشيء قبل الايمان به ثم العمل بإخلاص ,وهذا مبدا العقل الجاد للتطور العقلي .
مع تطور العلم اخذت مطالب السعادة ومفاهيمها تتغير وفقاً لمتطلبات كل عصر فالعصر الحالي اصبح العقل يوفر سعادة ومتع من خلال ابتكاراته الهائلة في العلم مما جعل الدين متوحدا بسبب ابتعاده عن غايات الانسان اليومية كما انه اصبح مصدر البؤس للفرد لما يحتكر من سلطة على العقل الانساني من خلال تعدد وجهات النظر الى صورة الله فكل يري الله حسب سعادته فتحديد السعادة الحقيقة التي تعيد الى الانسان توازنه امرا مهما في علاج توحد الدين وان السبب الرئيسي يقع على القائمين علية اذ انهم يرون السعادة تقبع بعد جدار الموت لكي نحصل عليها يجب عبور هذا الجدار بسرعة , وهذا هي النظرة المتطرفة للدين , لكن الحق لا يضاد الحق كما يقول ابن رشد فان الدين الحقيقي يدعو الى التعقل ومحاولة زرع التوازن بين العقل والعاطفة والعمل وفقا للطبيعة الانسانية التي وجد الانسان من اجلها الا وهي الحياة العقلية مع اللذات الحسية المقومة لها , والتوفيق بين الأنا والأخر من حيث جعل التعامل مع الدين من الأنا , لأنه يمثل تجربة خاصة بذات الانسان والله , والعقل من خلال التعامل مع الاخر ,لأنه يمثل المسافة والطريق للتكامل مع الأخر وفق حريتي الذاتية لذلك يجب على الدين ان يوفر في ضل التقدم العقلي للإنسان ليس الاجابة عن ماذا علي ان أفعل ؟وكيف يمكن ان أعيش ؟ بل كيف علي ان أسعد في ضوء طبيعتي الخيرة والمتغيرات المادية للعالم ؟.



#كاظم_لفته_جبر (هاشتاغ)       Kadhim_Lafta_Jabur#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبح الدين متوحداً في ظل تقدم العقل الإنساني
- السلطة بين العقل والعاطفة
- التمذهب والوطنية
- الفن والطقوس الدينية


المزيد.....




- افرحوا ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يهنئ رؤساء الدول الاسلامية بحل ...
- الرئيس بزشكيان يدعو الى تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية وت ...
- بزشكيان يهنئ قادة وشعوب الدول الإسلامية بحلول شهر رمضان
- مجلس الشورى الاسلامي يحجب الثقة عن وزير الاقتصاد 
- وزير الخارجية المصري: وزراء خارجية التعاون الاسلامي يجتمعون ...
- -حالته مستقرة-.. الفاتيكان يطمئن العالم على صحة البابا فرنسي ...
- الفاتيكان: حالة البابا فرانشيسكو مستقرة
- 20 اقتحاماً للأقصى ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- 44 وقتا ا ...
- آخر تحديث من الفاتيكان: حالة البابا فرانسيس مستقرة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم لفته جبر - هل اصبح الدين متوحداً في ضل تقدم العقل الإنساني