أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العبثية السياسية ...في المشهد العراقي














المزيد.....

العبثية السياسية ...في المشهد العراقي


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة العبث تعني ان اي عمل لا فائدة منه واي سلوك لا معنى فيه وهذا الذي ينطبق على الوضع الحالي العبثي وما عادت اكثر الأحزاب السياسية تهمها مصلحة الشعب في هذا الظرف الدقيق بقدر ما يهمها التموقع داخل الساحة السياسية بكل السبل يتطاحنون فيما بينهم،و نجدهم أمام صراع الأشخاص كل شيء فيه مباح المهم هو كرسي وشحذ الألسنة للمشادات والسجالات و أصبحت كالسفينة في وسط العواصف، فقدت بوصلتها.. وكسرت مجاديفها وتاه ربانها، وهو ما أغرى طلاب الفوضى، وشجعهم على كسر حاجز الخوف، وعدم الرهبة من السلطة التي أرخت زمامها في المواجهة وحيث تتصارع القوى السياسية من اجل المكاسب فتجعلنهم يعيشون داخل شرنقتها و امام عبث سياسي و صراع شرس بين قوى راكمت في السنوات الماضية كل وسائل الحكم وجبالا من الامتيازات من جهة، وشعب من جهة اخرى مغلوب على امره يحاول باستماتة الغريق اخراج راسه من تحت الماء و لا يجد من يمثله حقاً ومن يعبر بجدية وبصدق عن معاناته المتراكمة ويساعد على رسم مستقبل واعد له ولابنائه .
لابد من مراجعة الحسابات بعيداً عن الحقد والانانية والفردية وانقاذ العراق الجريح يدفع الجميع التخلي عن العبث السياسي الذي يهدد دعائمه بالفشل والجلطة القلبية والدماغية، و يراد تحويله إلى عبث اقتصادي هدام وخطير كما هي في التقارب الاقتصادي والسياسي مع مصر والاردن والتي يعقد الكاظمي عليها الامل في نجاة من المخمصة وهما دولتان ليس لهما مكان في الاعراب عند المعايير الاقتصادية والسياسية ولم يقفا مع العراق في اي مرحلة من المراحل لصالحه بل كانتا بوابتان للشر عليه وما معنى أن يتلاعب البعض في مجلس النواب بالدولار أمام حركة السوق وتحديده في الموازنة العامة وفق مايريده و السياسة العبثية الداخلي و الخارجي الذي يينهش فيه و التعامل بالمقايضات التجارية على حساب المواطن ..
الوضع مأزوم في البلد ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم ويغرق شيئا فشيئا في أزماته وكل مافيه خلال اكثر من خمسون عاماً الماضية ، 35 عاماً من التعاسة في ظل نظام البعث ، و 18 عام بعد سقوط نظامه كان اتعس ، و مستقبل مجهول.. لم تستطع او لا تريد أن تخرج البلاد من مشاكلها المزمنة من فقر و بطالة و نقص في التجهيزات و المستشفيات و المدارس و المساكن ووضع إجتماعي خطير و العواقب ستكون وخيمة على الجميع ، إذ يتطلب في هذا الظرف الإستثنائي من القوى السياسية " الوطنية "رسم خطط جديدة بعقول نيرة و إعادة حساباتهم ، من خلال مراجعة المسيرة للسنوات 18 الماضية والفشل الكبير الذي لازمها لكي يتسنى معرفة الاخقاقات ووضع الحلول التي تتفق مع المرحلة التي يعيشها الوطن وابنائه، لا مع مصالح الكتل والمجموعات السياسية المتسلطة على الرقاب.
إن التفكير ولو للحظة في المشهد السياسي العراقي واحتقانه وما فيه من توتر يحتمل الدخول في متاهات قد تدفع بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه و المطلوب و بأسرع وقت ممكن للوحدة الوطنية الحقيقية لا العبثية والتكاتف بين الجميع وترك الخلافات والمناكفات جانباً لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيش عليها وما يزال يمر بتعقيدات وصعوبات و البلاد في احرج الظروف من أي وقت مضى يحتاج الى معالجات سياسة واقتصادية واجتماعية من أجل الخروج إلى بر الأمان بيسر وسهولة ،و لا يمكن للحوكمة والسياسة العقلانية أن تتحققا دون دولة العقد الاجتماعي و الوطني المعبرين عن كل الاطياف والمكونات بعيداً عن أية سياسة عبثية إقصائية فاسدة لان العراق يمر بمخاض سياسي عسير يضع الجميع أمام مختلف التجارب المناسبة لاتخاذها في سبيل الخروج من عنق الزجاجة وتعتبر الخروج من العبثية السياسية التي تتئبطها الأطراف السياسية في الساحة هي من أهم الاسباب التي يجب أن يبتعد عنها الساسة في الوقت الحالي و ينبغي خلق الانسجام وتوافق بين مختلف القوى السياسية الحقيقية الحريصة على بناء الوطن والقبول بالآخر بما يعطي فسحة للخروج من أزماته ومعاناته إلاجتماعية الخطيرة وإلا العواقب ستكون وخيمة على الجميع و إذ يتطلب في هذا الظرف الصعب من القوى السياسية رسم خطط جديدة وبعقول جديدة غير مستهلكة في إعادة حساباتهم ، من خلال مراجعة المسيرة للسنوات 18 الماضية والفشل الكبير الذي لازمهم لكي يتسنى معرفة الاخقاقات .
ان من هم االمظاهر العبثية الاولى تتمثل باثارة النعرات الطائفية والانتماءات الضيقة والتكتلات التي لا توصل البلد الى شاطئ الامان ، والتي تشكل تهديداً خطيراً للتماسك المجتمعي، وتؤدي الى زعزعة وحدة الوطن، حيث ان هذا النوع من التعامل يجد له مكان في احيانا كثيرة عند شريحة ليست بالقليلة في ظل ضعف الانتماء الوطني و انهم يموتون ألف مرة ومرة في اليوم جزاء ما اقترفوه في حق أنفسهم ووطنهم في ظل الابتعاد عن مناهج التربية الوطنية السليمة القائمة على اصول تربوية بعيدة عن اثارة الخلافات بل ترسيخ مبادئ الالفة والمحبة وبعيداً عن التزلف والنفاق، واتقان العمل وحسن الانجاز و تقليل اشكاليات التعصب المقيت الذي يلحق الضرر بالمجتمع ومستقبله، وتكمن الخطورة في هذا النوع من العبث عندما يظهر التعصب في سلوك بعض رجال السياسة والمسؤولين ويكون احيانا برعاية بعض من يحسبهم الناس انهم من الكبار جسماً ولكن فارغين من حكمة العقل وعدم تمرس بعض النماذج " السياسية " التي رغم طول عملها في العملية السياسية لم تمر بمرحلة الانضاج والتكوين السياسي المؤهل مما تشكل خطرا داهما يهدد وحدته الوطنية وهويته الثقافية، وجذوره التاريخية، وهي لا تتورع عن التعامل مع اي جهة تهدف الى اثارة الفوضى والقلق وانعاش الفوضى الخلاقة حتى تضعف الدولة ويسهل قيادتها، وتدفع لهدم الوطن، وتفتيته بشراء الذمم .



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمار ومشروع بناء الدولة*
- وزير الزراعة العراقي يستخف بعلم بلاده
- ضياع حق المواطن وحصرها بالمنطقة الخضراء
- الحوارات السياسية .. الاهداف والنتائج
- الالم طريق للتمسك بالامل
- حوار للثقافة و المثقف الحقيقي
- صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي
- بصمات الجوهر والقيم في الصفات الانسانية
- جعجعات لا تورد الطحين
- بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
- لقاءالاجراس والمعابد لزرع السلام والمحبة
- -العربية -ورش الملح على الجراح
- لنبحث عن الخير وندفق عطائه
- لا تصنعوا من تضحيات الشهداء معاول للهدم
- عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة
- الانتاج الفكري ...العوامل والمعطيات
- تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
- هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
- الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
- العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة


المزيد.....




- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العبثية السياسية ...في المشهد العراقي