أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي كليب - مشاهد يمنية من ديموقراطية تسير .. بغرابة















المزيد.....

مشاهد يمنية من ديموقراطية تسير .. بغرابة


سامي كليب

الحوار المتمدن-العدد: 478 - 2003 / 5 / 5 - 03:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



الديموقراطية في اليمن تسير، ولكن أحدا لا يعرف كيف. فمن جلسات المقيل حيث يتم مضغ (أو تخزين) القات، حتى قبة البرلمان، يشعر زائر اليمن بان ثمة شيئا يشبه الديموقراطية في حوارات الناس وخلافات الساسة ونقاشات أهل الفكر والقلم. ولكنها ديموقراطية خاصة باليمن، لا هي تشبه النهج الغربي، ولا هي غارقة في <<عبادة الاشخاص والاصنام>> في الدول العربية الاخرى.
وهذه بعض الامثلة:
الشيخ عبدالله الاحمر، رئيس البرلمان المنتهية ولايته، سيعود الى رئاسة المجلس بتسوية جرت بين حزبه <<التجمع اليمني للاصلاح>> الاسلامي الاتجاه، وبين حزب <<المؤتمر الشعبي العام>> الحاكم بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح. وللشيخ عبدالله الاحمر ولدان فازا في هذه الانتخابات، حسين عن حزب المؤتمر، ومذحج عن حزب الاصلاح.
القبيلتان الاهم في اليمن هما <<بكيل>> و<<حاشد>>، واذا كان الشيخ الاحمر وكذلك الرئيس صالح ينتميان الى الثانية (وهي اقل عددا من الاولى) الا ان علاقات المصاهرة بين القبيلتين تجعل من الصعب اليوم معرفة اين تبدا الاولى واين تنتهي الثانية، ويكفي ان يزور الصحافي بيت احد مشايخ القبيلتين او يشارك في جلسة <<مقيل القات>> ليعرف ان الكثير من مشكلات البلاد تحل هنا وليس في اروقة ادارات الدولة واجهزتها.
فهنا تسمع الشيخ مجاهد ابو شوارب، احد ابرز وجوه قبيلة بكيل مثلا يتحادث تارة مع الرئيس على الهاتف وتارة اخرى يتصل بفروع قبيلته للمسارعة في حل مشكلة، ويقول <<ان تدخلي قد ساهم هذه المرة في وأد اكثر من عشرين مشكلة كانت ستؤدي الى سيل من الدماء>>
يقال ان المجتمع اليمني ليس معدا تماما بعد لتقبل المرأة على
لوائحه الانتخابية، ولكن زائر اليمن قد يفاجأ بان مديرة المكتب الاعلامي في سفارة اليمن في باريس السيدة خديجة السلامي تجلس على راس طاولة الغداء التي تضم الى جانبيها مشايخ قبيلتي بكيل وحاشد والجميع يحترمها ويخدمها، فيما نساء المشايخ وبينهن الشابات يتناولن الغداء في الغرفة المجاورة. وسوف يكتشف الزائر ايضا ان مرشحة المؤتمر قد فازت في عدن وان الرئيس اليمني اتصل شخصيا بمرشحة في منطقة اخرى يشجعها على المضي قدما في اثبات وجودها.
كان من المفترض ان تصب معظم اصوات الجيش في صالح حزب المؤتمر، فتبين ان بعض الدوائر التي فيها سلطة قوية للجيش ذهبت الى حزب الاصلاح.
بالامس القريب كان اسلاميو الاصلاح ومتشددوه وفي مقدمهم الشيخ عبد المجيد الزنداني يتهمون الحزب الاشتراكي بالكفر والزندقة، وخرج احدهم ليغتال احد ابرز وجوه الاشتراكي جارالله عمر، واذا بالاصلاح والاشتراكي متحالفين اليوم في اطار لقاء المعارضة الذي يضمهما و4 احزاب اخرى. ولكن يمكن ان تسمع هذه الايام ايضا من مسؤول كبير في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ان الحزب الاشتراكي يجري صفقات تحت الطاولة مع المؤتمر ويعطل بالتالي جزءا من عمل المعارضة.
ولكن هل القبيلة هي التي تؤثر على الناخب؟
كل الاجوبة على هذا السؤال صحيحة، فقد يسمع الزائر حتى في بيوت مشايخ القبائل كلاما مفاده <<ان ديموقراطيتنا صورية>> تماما كما يسمع: <<ان الناخبين اليمنيين ما عادوا يعيرون اعتبارا سوى للمرشح حتى ولو ان الذي يدعمه هو رئيس الدولة، فالناس تبحث عن مصالحها وعن الذي يخدمها>>. ويقول ثالث: <<ان كل ابناء اليمن من القبائل واما الزعيم فهو الذي يرفع الحمل عن الارض ويسير به امامهم>>. وكلامه مستند الى مثل شعبي في اليمن حول كيفية تنصيب شخص زعيما للقبيلة.
المشهد الديموقراطي موجود في اليمن، ولكن اين اسسه وكيف يسير ؟ لا احد يعلم، فثمة من يقول مثلا ان الرئيس علي عبدالله صالح نفسه لم يصوت لمرشح المؤتمر في الدائرة التي صوت فيها، وآخرون يجاهرون بانهم اشتروا اصوات بعض الناخبين وقالوا انهم سوف يسترجعون ما دفعوه عبر المشاريع التي سيقومون بها في مناطقهم، ولكن الجميع يبدو مقتنعا بان لا رجعة عن خيار الديموقراطية، وان هذه الديموقراطية لا تزال ناشئة وبحاجة الى الكثير والى عقود طويلة في مجتمع لا تزال الامية فيه تطال ما يقارب الثلثين من ابنائه.
واذا كان ثمة من يعتقد بان هذا الخيار سيساهم في تحسين صورة اليمن في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة ، فان مسؤولا كبيرا في الدولة يقول ل<<السفير>>: <<السمعة مهمة ولكن بماذا تنفعنا، فنحن نقول مثلا للاميركيين ساعدونا لكي يبقى ابناؤنا عندنا ويعملون في ارضهم بدلا من الذهاب الى السعودية، فتجد انهم يقدمون النصائح دون ان يفتحوا خزائن مساعداتهم، وحين نقول للبريطانيين ان ابا حمزة قام بعمليات ارهابية هنا، تراهم متمسكين به على ارضهم ويقولون ان العدالة عندنا ليست مؤهلة لمحاكمة هؤلاء الناس، لا بل انهم لا يزالون يمارسون الحظر علينا بحيث لا يمكن حتى لطبيب بريطاني او لشركة بيع وانتاج الصابون ان تاتينا من بريطانيا هذه الايام>>. ولان الديموقراطية موجودة في اليمن بخصوصية لا يفهمها الا اليمني (وربما ليس كل يمني) فان خسارة الحزب الحاكم لابرز المدن وفي مقدمها مثلا صنعاء وعدن وتعز امام حزب الاصلاح تجعل مسؤولي الدولة ومشايخ القبائل يحللون الامر من منطلق النقد الذاتي قائلين: <<ان ما حصل في صنعاء والمدن الكبيرة هو رسالة واضحة الى الرئيس والمؤتمر بضرورة ان يرشحوا اناسا افضل وان يحسنوا اداء الدولة>>. يقولون ذلك رغم انهم هم الدولة.
من يزور اليمن هذه الايام في عز الحملة الانتخابية، يغادره مقتنعا بأمرين اولهما ان اليمن بات يتسع للجميع حتى ولو ان المعارضة تشكو من التضييق عليها والضغوط واستغلال المؤتمر شؤون البلاد والعباد، والثاني ان ثمة ديموقراطية تسير باتجاهها الصحيح ولو بخطى بسيطة.
وبين هذا وذاك يبقى الهم الاول هو الاقتصادي ومن هنا بالضبط تاتي رغبة السلطات بضرب <<الارهاب>> الذي حرمها مثلا في العام الماضي وحدهم من اكثر من 300 مليون دولار فقدها القطاع السياحي بعد الاعتداءات على الاجانب. وللسياحة في هذا البلد الجميل مستقبل كبير وواعد لو استقرت الاوضاع ونجحت خطط التنمية والتوعية، فكل زاوية في اليمن قطعة من تاريخ ولوحة من الف ليلة وليلة.
الى ذلك (ا ف ب، رويترز، اب)، هددت المعارضة اليمنية (احزاب الاشتراكي والاصلاح والناصري) بعدم الانضمام الى البرلمان الجديد، وذلك احتجاجا على الضغوط التي مارسها خلال الانتخابات انصار حزب المؤتمر الحاكم على الناخبين في بعض الدوائر حسب قولها. وعقدت احزاب المعارضة اجتماعا لبحث نتائج الانتخابات وهددت بالانسحاب من جميع الدوائر التي فاز ممثلون لها فيها وعدم الاعتراف بالنتائج.
ومنع الصحافيون امس من تغطية وقائع الجلسة الثالثة من محاكمة علي احمد جار الله، المتهم باغتيال الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي جار الله عمر، والمتواطئين العشرة معه الذين تتهمهم النيابة العامة بالقتل وتشكيل عصابة لاغتيال علمانيين ومرتدين الى المسيحية وبعض المسؤولين السياسيين الاشتراكيين والناصريين والبعثيين. وقالت مصادر في المحكمة ان منع الصحافيين جاء بقرار من المدعي العام ووزير الداخلية وليس من قبل القاضي.


 
السفير



#سامي_كليب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا شيوعي وأؤمن بالله ورسوله.. وديع حداد معلمي وحبش مدرسة - ...
- من وحي هزائم جوسبان وروبير هو وأوبري وشوفنمان نهاية اليسار ...
- حدود الديموقراطية وعنصرية لوبان في الانتخابات التشريعية الفر ...
- هل تجنح فرنسا مجدداً نحو اليمين المتطرف ؟
- اليمين العنصري يزلزل فرنسا وجوسبان يغادر السباق والسياسة
- رواية فرنسية تشكّك بهجمات 11 أيلول البنتاغون لم ينفجر بفعل ا ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي كليب - مشاهد يمنية من ديموقراطية تسير .. بغرابة