أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد عبدالله - نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٧)














المزيد.....

نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٧)


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


المتفق عليه؛ أن الشاعرة نازك الملائكة قد تمكنت من ربط حزام الأمان ودق حصن الشعر المنيع والتموضع في أمكنة مائزة وسط أسماء ساطعة من شعراء عصرها والسابقيين حائزة علي ثمرات شجرة شعر يانع ومزدهر أثار شغف القراء وحيرة الكثير من الشعراء مع تدفق سيل من النقد المبرر بحالة صدمة النُقاد بعد إندلاع ثورة الشعر الحر، والشعر الحر أو المُرسل فتح نوافذ جديدة لجدلية الثورة الثقافية والتجديد الشعري موطداً حوار إنساني عميق بحيث جعل مراكز الإستنارة ومجالس المثقفيين تضيق وتتسع بحدة تجاذب وتنافر الأراء وتباين التصورات النقدية لهذه اللونية الجديدة في ثورتها علي المألوف من عروض الشعر التقليدي، ونجد عند مطالعة كتاب "الشعر الحر - أسسه وقواعده" للكاتب البديع والمثقف العضوي مصطفى حركات أنه قد قدم شرح واضح ومبسط لأهم الأسس والقواعد والقوالب الشعرية المميزة للونية الشعر الحر؛ فهذا الشرح العميق والمبسط يسهل عملية إستفهام الشعر المُرسل الذي أحدث نقلة ضوئية رهيبة في الحركة الشعرية، وهناك أيضا كُتاب كثر طبعوا بصماتهم بحبر نوراني مثل الكاتب الرفيع والرائع مصطفى عليوي الذي سطر كتاب "جينوم الشعر العمودي والحر"، ونطالع أيضاً ما خطه الناقد والمثقف المستنيير أحمد فهمي في كتابه بعنوان "قصيدة التفعيلة وسماتها المستحدثة"، وهنالك عدة كُتاب ونُقاد وضعوا رسالاتهم الأدبية الراقية والرفيعة حول قضية الشعر الحر في العصر الجديد الذي أنتج الشاعرة نازك الملائكة كواحدة من الأيقونات الذهبية في فضاءات الثقافة وحِوارية الثورة التجديدية مع إنبلاج ضوء شمس الشعر المُرسل علي العالم المعاصر، وهنا نقرأ إقتباسً من مقدمة كتاب "قضايا الشعر المعاصر" للشاعرة نازك الملائكة.

تقول الشاعرة نازك الملائكة:

كانت لحركة الشعر الحر ظروف معرقلة تضع في وجهها العقبات وتجعل سبيلها وعراً. بعض تلك الظروف عام يتعلق بطبيعة الحركات الجديدة إجمالاً، وبعضها خاص بالشعر الحر نفسه.
أما الظروف العامة فتكمن في أن الشعر الحر، شأنه شأن أية حركة جديدة في ميادين الفكر والحضارة، قد بدأ لدناً، حيياً، متردداً، مدركاً أنه لا بد أن يحتوي علي فجاجة البداية، فلا بد له من ذلك، لأنه، علي كل حال "تجربة"، ولن يعفيه إخلاصه وتحمسه من أن يزل أحياناً ويتخبط، ذلك أن مثل هذه الحركات الأدبية التي تنبع فجأة؛ بمقتضي ظروف بيئية وزمنية، لا بد أن تمُر بسنيين طويلة، قبل أن تستكمل أسباب النضج؛ وتملك جذوراً مستقرة؛ وتلين لها أداتها، وليس من المعقول أن تولد ناضجة، وأن تبدو عيوبها كلما إبتعدنا عنها و أوغلنا في الزمن باختياراتنا الجديدة ونضج ثقافاتنا وإتساع آفاقنا.
وأما الظروف الخاصة تكمن في كون الشعر الحر حركة جديدة جابهها الجمهور العربي أول مرة في هذا العصر، نقول هذا؛ ونحن علي علم بما يذهب إليه بعض الباحثيين الأفاضل من أنها تجد جذورها في الموشحات الأندلسية، وفي البند الذي أبدعه شعراء العراق في القرنيين الماضيين أو قبلها بزمن يسيير.
أما الموشحات الأندلسية فان المشهور والمحفوظ منها يقوم علي أساس المقطوعة، ويحافظ علي طول ثابت للأشطر، وحتى إذا تساهل بعض التساهل في الطول، فان ذلك يجري في حدود معينة تجعل الموشح أبعد ما يكون عن الشعر الحر، وإنما الشعر الحر شعر تفعيلة، بينما بقى الموشح شعراً شطرياً.

- إننا نحتاج للمزيد من الإنقماس في بحور الشعر بشتى أنواعها وأشكالها والتبحر أكثر فأكثر في عمائق تاريخ الحركة الحركة الأدبية غض النظر عن إختلاف الزمكان، ونحتاج للإطلاع بحصافة علي منجزات الأدباء الذين أوقدوا شموع الثقافة في جوف العتمة الكونية وإستبصار مكامن الضوء في ذلك المنتج الأدبي الرفيع، وفي كتاب الشاعرة نازك الملائكة "قضايا الشعر المعاصر" نجد ثمرات ناضجة مقطوفة بعناية من دوح المعارف؛ إنها مغذية للفكر والحضارة، وعند قرأة ذلك الكتاب الشيق؛ تشدك العبارات الرشيقة والأفكار النيرة للعبور بين تلك السطور والنفاذ إلي عوالم الشعر الحر، وبالقرأة تتدثر العقلية المعاصرة بالقيم المنسوجة من مستخلصات الحركة الشعرية التجديدية ومصانع الإبداع، وكلما أوغلنا في الإطلاع، تشبعنا بتلك التوهجات الشعرية، وتعلمنا تذوق مضامين الشعر، وتعتبر الشاعرة نازك الملائكة واحدة من السيدات المثقفات والمنفتحات علي الحضارات الإنسانية، وكانت من النساء اللائي حاججن أقطاب الإستنارة بأبلغ الكلمات الشعرية بما حوته أشعارها من نداءت السلام والمحبة والدفاع عن حقوق وحريات المرأة والطفل والكادحيين المكافحيين في الحياة؛ لذلك أصبحت الشاعرة الأحب للشعوب والأنضر في منابر الثقافة وسوح الجامعات؛ فتجربة الشاعرة نازك الملائكة تمثل ومضة رؤية إنسانية جديدة للشعر المعاصر، وينبغي التوقف عندها في كل وقت وحين، وما زلنا عند أعتاب بوابتها؛ لم نتقدم خطوة، لكن أمامنا متسع الوقت للتدرج والمرور نحو تلك الدوحة الشعرية الفريدة.

27 مارس - 2021م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٦---------------)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٥)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٤)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٣)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٢)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة
- إنتصار القائد مالك عقار علي كوفيد١٩
- إتحاد السودان شمالاً وجنوباً مُحفز لإتحاد افريقيا
- نداء إنساني
- إحتجاجات شعب السنغال
- تعميم صحفي
- عودة علي بومنجل كعودة جون قرنق
- من أجل مناخ صحي
- وداعاً يوسف شعبان
- رسالة لحزب المؤتمر السوداني بولاية سنار
- خواطر رفاقية - بثينة دينار بعد القسم الدستوري
- رسالة شكر وإعتذار بشأن ندوة المجلس الوطني الإرتري للتغيير ال ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار ترحب بقرار تجميد صلاحيات السكرتير ...
- الشباب وقضايا الثورة والتجديد وآفاق المستقبل
- هل أكل الغول ثمار الثورة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد عبدالله - نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٧)