|
شكراً للإهداء صديقتي .....
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 01:55
المحور:
الادب والفن
جاءتني على استحياء بعد اسبوعين من العزاء ..دخلت عليّ يملأها الحزن ويَعصرها الألم ..ما أن رأتني أخذتني بين ذراعيها خانتها دموعها وبكت ..عانقتُها بشدّة وكأني وجدت ضالتي فأطلقت لدموعي العَنان وبحرقة بكيتُ طويلا...فهي الصديقة الأقرب والتي أحترم وأُحِبْ... جلسنا وتكلمنا كثيرا...اعتذرت كونها جاءت متأخرة وكعهدي بها لم تجامل أو تكذب أبداً بل قالتها بمنتهى الصراحة( لمْ اتِ خوفا من الاختلاط بالمعزين ..انها كورونا ياحبيبتي أنا أعجب وأنتِ المرأة المحنّكة الذكيّة كيف رضخت لرأي العشيرة وأقمتِ العزاء. !؟ كيف !؟ .الم تحسبي حساب لصحتك..ألم تخافي على اولادك ) ..هذه هي أم احمد صديقتي الغالية.....انا لم أشك قيد شعرَه بنوايا صديقتي حينما تأخرت عن العزاء لأنّي اعرفها جيدا .. انسانة مخلصة ومنتهى الرقي وعلى خلق ..جمعتني واياها صداقة جميلة امتدت لسنين طويلة بعيدة كل البعد عن الأنا والمصالح الشخصية الضيّقة ..صحبة حلوة قوامها الاحترام والمحبة والوفاء..كنا معا في السرّاء والضرّاء ..لم نفترق أو نتخاصم يوماً..قد نختلف في وجهات النظر أحياناً لكنّنا والحمدلله لم نصل لمرحلة الخصام أو الزعل أبداً ....تُسعِدني على الدوام بطلتها وحديثها....تقرأني وأقراها ..هي مراتي التي ارى نفسي من خلالها بكل وضوح دون زيف أو رتوش. انسانة جميلة وواضحة بمعنى الكلمة.. وفوق هذا وذاك هي مثقفة ..مدمِنه كتب وقراءة ..كنت حينما تضيق بي الامور الجأ اليها ..اتصل بها وما أنْ تنتهي المكالمة حتى اشعر بالسعادة وراحة ما بعدها راحة ...قالتها لي وأكثر من مرّة (انتِ الأخت التي لم تلِدها أمي) ..اعرف جيدا نقاء قلبها..أفهمها جيداً كما تفهمني هي من نظرة عيناي.. تشعر بي وتعرف مابي دون أن أنطق أو أبوح لها بشيء ( قولي لي مابك وايّاك ان تتظاهري بالفرح ..لاتواري حزنك خلف هذه الابتسامة لأنها هذه المرة يتيمة ..باهتة ..قولي لي مالذي يزعجك ) بتلكمُ الكلمات كانت تستفزني كي اتكلم.. فاسرد لها ما أشعر به دون خوف او تردد ...لذا لم يتبادر لذهني قط انّها تخذلني في هكذا يوم فهي تعرف جيدا حجم مصيبتي وماذا يعني لي هذا المصاب ..فقد ذاقت مرارته قبلي... فلم أستنكر أو انزعج قط حينما لم أراها بين المعزّيات حتى بعد أن علمت من إحدى الصديقات بأنّ ام أحمد تعرف ما حصل لي..بل على العكس كنت قلقةً عليها وقلت في نفسي ربما هي مريضة بكورونا ..وما ان راودني ذلك الشعور خفت عليها أكثر والتمستُ لها العذر...اذ ليس سهلا عليّ أنْ أفقد صديقة بهذا الخلق وذاك الوفاء فالصداقة الحقّة أصبحت اليوم عملة نادرة في زمننا الرديء هذا....إلى أن جاءتني ذلك اليوم..شعرتُ معها بالسكينة والهدوء ..بكيت طويلا نعم ..لكن حتى الدموع معها كانت مختلفة ولها طعم آخر !! جلسنا معاً تكلمنا في اشياء كثيرة.....لذا كانت بحق وفي ذلك اليوم ضيفة مريحة وجميلة.... أم احمد أمراة من طراز خاص...لم تترك ليَ المجال لأعاملها كضيفة بل هي من دخلت المطبخ ..وهي من أعدَّت لي ولها القهوة ..ولم استغرب ابدا حينما أخذتني لمواضيع عدّة ..البيت ..الأولاد ..الديكور....الزرع والظليّات... حاولتْ جاهدة ان تنتشلني من دوامة الحزن حتى انَّها استنكرت عليّ استسلامي وضعفي بهذا الشكل وهي التي تعرفني في أحلك الظروف المرأة الصلبة ..القويّة الصبورة...!!!.... لم تفعل كما الأخريات..لمْ تعطني مبلغاً بظرف أو قطعة قماش أو ثوب أسوَد...أبدا ...بل ودّعدتني بحب ووعدتْ أنها ستزورتي لاحقا وانّها لم ولن تتخلى عني أبدا ..لكنّها قبل أنْ تخرج اعطتني كتاب .ودون أن تذكر لي اسمه أو عنوانه أو حتى من هو كاتبه بل اكتفت بالقول (( اعرف انّك في هكذا ظروف مشغولة جداً بما هو أهم...تلاوة لقران والدعاء والصلاة والتسبيح و..و ...ولكن خذي هذا الكتاب الشيّق ..ليكن لك محطة استراحة لاغيير...وانصحك أن تقرأيه قبل أن تخلدي للنوم ستَشعرين بمتعة القراءة وروعة السَرد والكتابة ورشاقة وجمال الكلمات ..انا متأكدة تماما انه سيعجبك فوالله لن تتركيه ابداً إلا إذا خذلك النوووم ...هههههههه ...ودّعتها واخذتُ الكتاب بين يدي ..استفزّني وهالَني عُنوانه ..وكم أحبُّ كاتبته ..وأحببت أكثر الساعات الجميلة التي جمعتني بصديقتي المحبّة الرائعة.... جميل جداً انّك تمتلك صديق مختلف .صديق لا يعرف الزيف والكذِبْ..صديق يمنحك على طول الخط الأمل والسعادة والحُبْ.... (شَهيّا كَفِراق ) للكاتبة المتميزة احلام مستغانمي ..ذاك هو الكتاب التي اهدتني ايّاه صديقتي..... قراءته وأعَدتُ قراءته للمرة الثانية.. كَم كانت صادقة حينما قالت انّك لم تملّي قراءته ..ولن تَتركيهِ أبداً إلا إذا خذلك النعاس وغلبك النوووم ....وهذا ما يحدث لي كلّ ليلة ....!!
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعاً... للمرأة الأكثر جَدلاً
-
تذَكَرتِج....بعيد الأم
-
مَواقف .....!!!
-
يا طَيّبَ القَلبْ....!!
-
وتكِلِّي اصبر ....!!
-
بَسّكْ يا وَكتْ ..بَطّلْ
-
هواجِسْ ...!!
-
رثااااء.....
-
التسامح بين الأديان (هو خيرُ رَد ) وهو الأبقى والأسمى في كل
...
-
أيام لاتُنسى .....
-
عوّدَتني الحَياة ....
-
تالي العمُر ...
-
محَرَّمٍ الحَرام سَيكونُ مختلفاً هذا العام ...!!
-
بَسيطةٌ هي أحلامُ العراقيين !!
-
أجمل الناس ....!!
-
من أين لنا بسعدون خليفة التكريتي (ثاني)....!!؟
-
شَرْد أكلّكْ يازَمَن ....!!
-
ما يحدث الان بأميركا ....
-
حِلمْ .....!!!
-
رمضان والمراة في زمن الكورونا....
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|