حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:12
المحور:
الادب والفن
أستيقظ في الصباح لأعرف من وجه الشمس أين قوتي
أضيء الشمع وأوقد البخور وأقبل على رزقي
ليهدأ جوعي وأنام في حضن كفن الليل .. حيث الموت الأصغر
استيقظ .. لأنه قد حان وقت الاستيقاظ والانتباه والدهشة والتجريب
أخطيء وأصيب .. وأسجل في آخر اليوم براءة إختراعي
لأزيد الحياة جمالاً .. والكون ترويضاً
أؤمن بما أؤمن به إلى حد الموت ..
أتعصب إلى الدرجة القصوى .. درجة الهوس
لا أرى إلا رأيي .. ولا أسمع إلا صوتي
صوت طبول الحرب
أؤمن بكل ما هو علمي .. بكل ما هو منطقي
بكل ما هو موضوعي .. بكل ما هو حضاري
بكل ما يثبت جدارته ..
بكل ما يقبل النقد دون أن ترتعش أوصاله .. وتتفتت عظامه
أكتب حروفاً لا تأتيها الباطل ..
أصبغها بكل الألوان الفسفورية والهالات المقدسة
وأصبح حارسها وأقف على أسوارها ليل نهار
وأجعلها فوق الحروف وكل الرؤوس
وأجعلها هي العلم والفن والسياسة
ضفاف الدنيا والآخرة
أكتب حروفاً نسبية .. متحركة ساكنة محلقة
تقبل التأويل إلى حد الثمالة .. وتقبل التضليل إلى حد الهداية
تخلد عندما لا تقدر بثمن ..
وتفنى تتبخر عندما لا تحمل الاستحقاق
لست حارسها .. ولا أحمل فك شفرتها
أحب من هو معي فقط ..
وأكره كل من هو ضدي
الاختلاف خيانة .. عمالة .. يهوذية
تستوجب الحـُكم .. التوحد هو الحل
رأي واحد .. وفكر واحد
وعدو واحد .. أو أكثر لا يهم
المهم .. أن الإتحاد قوة
أحب من هو معي .. وأقبل كل من هو ضدي
فالتعدد والإختلاف هو سـُنة الحياة
فلا ثراء إلا بالتعدد .. ولا تطور إللا بالتعدد
ولا تقدم إلا بالتعدد
أحمل سلاحي في يد .. وفي اليد الأخرى قلمي الأحمر
قنبلة ومقص الرقيب ..
وجه مكفهر .. وقلب حجري
وجهي عملة كياني المـُتخم بالغرائز
أحمل بوصلة الحضارة .. ومختبر الشك الباحث عن يقيني
عين تبحث .. وقلب لحمي ينبض بالحرية والحب والعدالة ..
وجهي عملة كياني الذي يتأنسن أكثر كل يوم
أسكن خيمتي المليئة بالثقوب .. كالجراد أبحث عن الخـَضار
وكالقبيلة أبحث عن الكنوز
حيث الآمان في السـُلطة .. والرفاهية في الجاه
أسكن في الوطن .. وأزرع اليابسة
و أحقق القانون .. فيصير الكل مواطنون متساوون
أفتح زنازين جديدة كل يوم .. وأشيد القضبان
أنتهك دون أدنى اكتراث .. أغتال المعارضين
معنوياً وجسدياً إن أمكن ..
أحقق الربح بكل الوسائل
أفتح أبواب الحرية للجميع ..
يعبرون كما يشاؤون طالما أن حريتهم تحترم وتـُقدر حرية الآخرين
الإنسان الساحر .. والإنسان الصانع
الإنسان المشعوذ .. والإنسان العاقل
الإنسان الغائب .. والإنسان الحاضر
الإنسان المهزوم .. والإنسان المتحضر
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟