|
كلمة : إطردوا كوندليزا رايس، وأمنعوا القوات الدولية في الجانب اللبناني
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ترفع الإدارة الأمريكية ووزيرة خارجيتها القفاز الحديدي بوجه الشعب اللبناني ومقاومته، وبوجه الشعب العراقي، ومن قبلهما بوجه الشعب الفلسطيني، وكل الشعوب العربية، في تحد سافر، وغير مسبوق، لأبسط القيم الدبلوماسية والأخلاقية، ومباديء العلاقات الدولية والمصالح المشتركة. والإدارة الأمريكية تدفع بالكيان الصهيوني ليستمر بهجومه الشامل والشرس ضد الشعب اللبناني، وينفذ محرقة تاريخية جديدة ضد الأطفال والقرى والمدن والبنى التحتية الأساسية، وضد المهجرين والنازحين اللذين تلاحقهم الطائرات في الوديان والطرقات، فقد أفشلت هذه الإدارة كل المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار الفوري، وإيقاف المجزرة العنصرية الرهيبة في لبنان كما في فلسطين، وأحبطت أمريكا كل القرارات الشكلية البسيطة في مجلس الأمن بواسطة الفيتو المسلط على الجميع، كما واجهت الجهود والمحاولات الأوربية لوقف إطلاق النار، كما أصدرت أوامرها السريعة للأنظمة العربية الخانعة، في مصر والسعودية وغيرهما، لإدانة المقاومة، وإدعاء العقلانية والخنوع والخرس التاريخي، والسفالة الدينية التي يقودها المتخلف المدعو بن جبرين، اللابد في جحور ودهاليز الماضي البعيد، يطل علينا لينشر الظلام والعمى. لقد أنتظرت أمريكا نتائج الغارات الجوية الساحقة، ونتائج الهجوم البري على مارون الراس وعيترون وبنت جبيل، كما إنتظرت في عام 73 نتائج الإختراق في الدفرسوار، ولكن بعد تعثرالهجوم على مارون الراس، وفشله في بنت جبيل وعيترون من جديد، وتحطم إسطورة لواء كولاني الوحشي، وهزيمته وهو يلعق جراحة العميقة، تعود أميرة القبح والظلام كوندليزا رايس الى المنطقة، وقد عدلت من شروطها، وتراجعت عن إملاءاتها، ومعها جوقات الإعلام القابض، ومؤسسات الدعاية والحرب النفسية، والقوى والأطراف التي قعدت على التل، وهي تنتظر النتائج والأخبار( الإيجابية )، حول تقهقر وإنكسار المقاومة، لتعيد تشكيل الدولة اللبناينة وفق الرؤيا الأمريكية، ومشروع الشرق الأوسط الجديد، ولكن ماهو الجديد؟؟ وأين هو الجديد؟؟ الموقف الأوربي يتحرك ببطء شيديد، وهو مثقل بتداخله وتبعيته للموقف الأمريكي، كما في تجربة غزو العراق، ومثقل بمصالحه وخططه الخاصة، وفعلاً فقد جرّت الإدارة الأمريكية اوربا نحو موقفها، وحييدتها، لكن رايس ستعود الى أوربا كي تحركها في مسار مستقل، في حالة تصاعد المأزق العسكري الصهيوني، وإنكشاف الفضيحة الصهيونية وجرائمها ومحرقتها المروعة في لبنان . الكيان الصهيوني بلا ثقافة حقيقية، لإنه بلا بعد تاريخي وجودي وإنساني حداثي، يخلق هذه الثقافة أو يحتاجها أو يستدعيها، لأنه يرتكز على ركيزتتن تتعارضان مع التكوين التاريخي الطبيعي للأوطان والدول، وهاتان الركيزتان هما الغيتو والعسكرة، المطلوبة لحماية المعزل، مع رشة من الأكاذيب والأساطير الملفقة، وهذا التلفيق ليس ثقافة وليس تاريخ منجز، سابق أو راهن. كما تتعارض هذه الركائز بالضرورة مع المحيط الرافض والمعادي تاريخياً لهذا الكيان. من هنا تتأتى شراسة ودموية هذا الوجود المؤقت والمفتعل، نتيجة إنفصاله عن المنطقة، بل تصادمه الدائم بمكوناتها، والعدوان الوحشي الحالي تجسيد عملي للعلاقة بين هذه الأفكار والمرتكزات والنظرة الصهيونية للحياة. سيظل هذا الكيان يلجأ الى العدوان الشرس، لفرض وجوده وشروطه وإستمراره، لذلك أطلق طائراته الحربية، وقام بالقصف الإستراتيجي الشامل، وحاول القيام بإجتياحات برية، لكنه فشل، كما يقوم بالعدوان الوحشي اليومي على غزة والضفة الغربية وهو يمزق حي الشجاعية، والجرائم الوحشية تنقل على الهواء مباشرة، بدعم امريكي شامل وتام وعلني، بل بأوامر وتشجيع أمريكي . المقاومة باقية الى الآن، وربما حققت نجاحات ميدانية حسب إعترافات العدو، والصواريخ لم تتوقف بعد، وهذا يشكل مأزق حقيقي للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني والأنظمة العربية الخائفة من النتائج، والتي تعرت من آخر ورقة تستر بها قبحها، ويشكل بداية عرقلة لجميع المشاريع والخطط المطروحة ، القديمة والجديدة، اللبنانية والإقليمية، ربما تطرح خطط جديدة، مصحوبة بدعاية أخرى بائسة، حول أسباب وطبيعة العدوان الصهيوني، الذي تسميه الإدارة الأمريكية دفاعاً مشروعاً عن النفس . لقد عادت كوندليزا رايس بسرعة هذه المرة، بإقتراح من التابع بلير، ربما للإلتفاف على نتائج الوضع الميداني القائم، وربما لتسويق مخطط جديد، ومحاولة جديدة للسيطرة على مسار الأحداث، وضبط نتائجها، لكن المقاومة اللبنانية لاتزال طرف أساسي في المعادلة القائمة الى اليوم، وهي لاتزال تمسك بأوراق عديدة، يمكن لها أن تنشرها وتكشفها حسب تطور الأحداث، وهذ ديناميكية العمل السياسي المقاوم، وعلى اللبنانيين طرد الوزيرة الأمريكية إذا ماعادت الى أفكارها السابقة والتي طرحتها في بداية العدوان، والتي أبرزها ( إن الوقت لم يحن بعد لوقف إطلاق النار، وإننا سنعمل في الوقت المناسب ( تقرأ لإسرائيل) كذا ...) وقصة الدفاع عن النفس المقرفة . وعلى اللبنانيين أيضاً رفض نشر قوات دولية في أرضهم، ولينشروها داخل الأرض التي يحتلها ( الكيان ) في شمال فلسطين التاريخية، لحمايته من هناك وليس من الأرض اللبنانية . الصراع على أشدة، والقصف الإستراتيجي يتصاعد، لكن أخطر خبر قرأته اليوم، هو وجود جسر جوي أمريكي من القواعد الأمريكية في العراق الى الكيان الصهيوني !! إذا صح وتأكد هذا الخبر، فهو تأكيد لمخاوفنا من تحول بلادنا الى قاعدة عسكرية أمريكية لتنفيذ المهام القذرة في عموم المنطقة، كما كانت تعمل القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية في منطقة الخليج العربي وباقي مناطق العالم . لاأريد أن أسأل عن موقف الإدارة المحلية، ولاموقف مايسمى بالجمعية الوطنية، والأحزاب المنخرطة في العملية السياسية ( الأمريكية ) فهو معروف مسبقاً، ولاتعليق على تصريحات حسني مبارك الأخيرة، ولاتعليق على التبدل المزعوم في الموقف السعودي، ولا على المساعدات ( الإنسانية ) السعودية والخليجية.
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمة : المقاومة اللبنانية باقية، ولواء كولاني الوحشي ينهزم،
...
-
بيروت مربع الوجود والبقاء والحياة
-
المنطقة تحترق والعالم الرأسمالي يتفرج وينتظر ويخطط للمستقبل
-
مراجعة للماضي القريب - آثار الحقبة الفاشية والحروب والحصار و
...
-
غزة خيمتنا الأخيرة .. غزة خيمتنا الجديدة !!
-
كلمة : ملاحظات أولية بصدد ما يسمى - مشروع المصالحة والحوار ا
...
-
كلمة : المذابح مستمرة ، ودائماً هناك شاهد وكاميرا !!
-
رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .
-
كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني
-
كلمة : بلير والنفاق السياسي بين المزرعة الخضراء والبيت الأبي
...
-
عن الحرب والحب . أو كيف نرتق الجرح ؟؟
-
رسائل واستغاثات من الوطن ، وقضية أخرى .
-
حكمت السبتي : صوت مغسول بالماء وممزوج بالحنين والطقوس الجنوب
...
-
كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
-
تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
-
كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال
...
-
بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
-
حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
-
تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
-
رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع
...
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|