أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زياد النجار - وفاة نوال السعداوي وانحطاط العقل الأصولي!














المزيد.....


وفاة نوال السعداوي وانحطاط العقل الأصولي!


زياد النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 10:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انتقلت إلي جوار ربها منذ عدة أيام المرحومة د.نوال السعداوي، تلك المتمردة الشجاعة، التي رفضت الانصياع لثقافة القطيع، واختارت أن تثور، وتخرج عن المألوف، وتُكرس حياتها الثريّة للنضال والكفاح من أجل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة علي وجه الخصوص، والتي يمتدحها المتنور المتحرر، ويلعن سلسبيلها الإسلامجي المتعصّب، ويكفرها بعض الحمقي الذين لا يعلمون من هي في الأساس، وعن ماذا تكتب، بل كل ما في الأمر أنهم يعلمون ما يتم ترديده عنها، من انها تتطاول علي الله وذاته، وتسئ لزوجات الرسول(صلي الله عليه وسلم)، فيبنون اتهامهم لها علي ذلك، وهم لم يروا في حياتهم غلافاً لأحد كُتبها!
وكأي فكر حر عندما يرحل عن دنيانا: يُهلّل الإسلاموي، ويترحم المتعاطف..فتثور ثورة الإسلاموي، ويُبين له خطأه..يبدأ الجدل المعتاد في هل يجوز الترحم أم لا!..يتشخصن بينهم الأمر، ويتطور إلي السباب..يدعو الإسلاموي علي المترحم بأن يُحشر معها، وكأن الله اخبره بأنها في الدرك الأسفل من النار، ومن يُنكر ذلك سيلقي نفس مصيرها المأساوي!
الذي أثار دهشتي فعلاً أن كثيراً مِن مَن فرح وكبّر وهلّل لموتها هم من النساء، أي من الذين أفنت هي عمرها في النضال من أجلهم، وتحريرهن من العبودية الذكورية التي تنظر لهن نظرةً منحطةً باعتبارهن جسداً شهياً ينبغي تغطيته وليس كياناً إنسانياً مستقلاً بذاته له حقوق، وأهمية لا تقل عن أهمية الرجال، ألهذه الدرجة من الرجعية والتغييب وصلت العقول؟!
ثم خرجت فئةٌ ثالثة فاقدة لكل المعاني الإنسانية والأخلاقية، ولكنها أيضاً محسوبة علي الإسلامجية، فئةٌ أخذت تبارك للمسلمين في كل بِقاع الأرض فرحاً بموتها!، وكأن خلافتهم الإسلامية الموعودة قد عادت من جديد، وسيتسيّد المسلمون من شرق الأرض إلي مغربها!، أو كأنهم عادوا للأندلس التي لم ينسوها مرةً أُخري!، وسخروا من خلقتها، وتنمروا علي وجهها، برغم أنهم من المفترض يُمثلون الإسلام الذي حرر العبيد، وبريئٌ من كل أشكال العنصرية والتطرف!
وأنا أُريد أن أقول لأعضاء هذه الفئة ألهذه الدرجة إيمانك هش، لحد أنك تظن أن الإسلام انتصر بموت أمرأةً مسنة لا تملك سوي قلمها؟!، ألهذه الدرجة الرأي المخالف، والغير مألوف يشعرك بنقصك، ويثير غيظك لدرجة الشماتة في الموت؟!، هل مجرد دعاءٍ صغيرٍ بالرحمة لا يُقدم ولا يُأخر يجعلك تتمني الهلاك للداعي؟!، أبلغ بك التعصّب والكره إلي درجة المعايرة بقباحة الوجه؟!، بالله الآن ماذا فرقت أخلاقك عن أخلاق الغرب الذي تكفره، وتري أنه لا ينام الليل ليتآمر علي إسلامك؟!، أمجرد شخصٍ تفوه برأيٍ غير ما تعتقد به تُحوله لإبليس؟!، هل اتهامك شخصاً بالتمويل الغربي، أي أنك تُكاد تتهمه بالخيانة الوطنية التي عقوبتها الإعدام، بدون دليل هو سهلٌ عليك هكذا؟!
وفي الختام أتمني أن تدرك أن هذا التشدّد الذي تعيشه سيذهب هباءً، والذين زرعوا فيك هذه الأوهام التي تُدافع عنها باستماتة سيظلون يتزوجون أربع، وينجبون عشرات الأبناء، ويُكفّرون من يعترض علي أفكارهم، ويسترزقون علي حسابك، وفي المقابل سنبقي كما نحن الآن بدون أي قيمة أو أهمية، لا نرتقي حتي لنكون في مؤخرة الأمم.



#زياد_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُنن خُزعبلية!
- أمريكا علي السفود!
- تمرد أمريكاني!
- مُزاح القدر(2)!(قصة قصيرة)
- مُزاحُ القدر!(1)(قصة قصيرة)
- في الحظيرة!(قصة قصيرة)
- الذي عشق البطة (1)!
- شذور الأسبوع (6)
- خواطر طالب عن التعليم (2)!
- خواطر طالب عن التعليم (1)!
- مقال معدّل: زيتون وكلاب سوداء!
- زيتون وكلاب سوداء!
- ليلة سقوط النجم المطّبع (2)!
- ليلة سقوط النجم المطبّع!
- شذور الأسبوع (5)
- جمهورية التأخير
- التنوير والحمير!!!
- شذور الأسبوع (4)
- تحيا جمهورية العمالقة!!
- تحيا جمهورية الزعارب!!


المزيد.....




- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...
- -المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ ...
- تونس.. امرأة تضرم النار في جسدها بالقيروان والإسعاف يتدخل


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زياد النجار - وفاة نوال السعداوي وانحطاط العقل الأصولي!