احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 19:21
المحور:
مقابلات و حوارات
# لنا سياحة في أروقة التاريخ مع نساء فاضلات،لنستلهم منهن العبر،و ها ندخل في هذا السرد الجميل ؛و مع السيدة آمنة بنت الشريد:
كان عمرو بن الحمق الخزاعي من شيعة الامام علي بن ابي طالب (ع) فلما صار الامر الى معاوية هرب الى شهرزور في الموصل "العراق".
فكتب اليه معاوية:
(أما بعد فانَّ الله اطفأ النائرة، وأخمد الفتنة، وجعل العاقبة للمتقين، ولست بأبعد أصحابك همة ولا أشدَّهم في سوء الأثر صنعاً، كلّهم قد أسهل بطاعتي وسارع الى الدخول في امري،وقد بطؤا بك ما بطؤا ؛فادخل فيما دخل فيه الناس يمحُ عنك سالف ذنوبك ومحى داثر حسناتك،ولعليّ لا اكون لك دون من كان قبلي إنْ أبقيت واتّقيت ووقيت واحسنت فاقدم عليَّ آمناً في ذمَة الله وذمّة رسوله (ص) محفوظاً من حسد القلوب واحن الصدور وكفى بالله شهيداً).
فلم يقدم عليه عمرو بن الحمق فبعث اليه مَن قتله،وجاء برأسه وبعث به إلى امرأته فوضع في حجرها فقالت:
سترتموه عنّي طويلاً وأهديتموه إلي قتيلاً فأهلاً وسهلاً من هديّة غير قالية ولامقلية؛ بَلّغ أيها الرسول عنّي معاوية ما أقول:
طلب الله بدمه وعجل الوبيل من نقمه فقد أتى أمراً فرياً وقتل باراً تقياً، فأبلغ أيها الرَّسول معاوية ماقلت.
فبلّغ الرَّسول ما قالت، فبعث إليها فقال لها:
أنت القائلة ما قلت؟ قالت:
نعم غير ناكلة عنه ولامعتذرة منه، قال لها: أخرجي من بلادي قالت: أفعل فوالله ما هو لي بوطن ولا أحنُّ فيها الى سكن، ولقد طال بها سهري واشتدَّ بها عبري وكثر فيها دَيني من غير ماقرت به عيني؛ فقال عبد الله بن ابي سرح الكاتب:
ياأمير المؤمنين إنها منافقة فألحقها بزوجها، فنظرت اليه فقالت: يا من بين لحييه كجثمان الضفدع ألا قلت من أنعمك خلعاً وأصفاك كساء؟ إنما المارق المنافق من قال بغير الصواب واتّخذ العباد كالارباب فانزل كفره في الكتاب، فأومئ معاوية الى الحاجب باخراجها، فقالت: واعجباه من ابن هند يشير إليَّ ببنانه ويمنعني نوافذ لسانه، اما والله لأبقرَّنه بكلام عتيد كنواقد الحديد أو ما أنا بآمنة بنت الشريد.
1- الإختصاص :ص 16
2- بلاغات النساء : ص59
3- دائرة المعارف ج1ص595
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟