دور المثقف في الارتقاء بالمعالم التاريخية و تأهيلها ...خان بلد أنموذجا

ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 12:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الخانات واحدة من المعالم التاريخية التي ما زالت شاخصة في بنية المشهد الثقافي العراقي تحكي لنا قصص حقب زمنية عاصرتها وكانت واحدة من اهم مرافق السياحة والتجارة والتنقل بين المدن ، ولا يوجد تاريخ محدد لإنشاء فقد فرضتها ظروف الحياة ، و الخانات ومفردها خان كلمة وافدة على اللغة العربية ، ومعناها الحانوت او الدكان او البيت او دار استراحة للسابلة والمسافرين وركبهم و مكان لامتعتهم وتجارتهم ، و الفنادق في تاريخنا المعاصر هي الوليد الشرعي والامتداد الطبيعي للخانات ، وللاسف نقولها تتعرض قسم كبير منها الى الاهمال و عدوانية الظروف المناخية حتى بات من النادر ان تجد خان اهتم به من قبل الدولة او المجتمع الذي يقاسمها المسؤولية على حماية الاثار ،كون الحفاظ عليها وعلى جميع الاثار المادية والتراث واجب وطني واخلاقي يقع على الجميع لانها الذاكرة والهوية الوطنية للبلاد.
خان قضاء بلد واحد من تلك الخانات ، تعرض مثل الكثير من الخانات الى الاهمال و ترك فترة طويلة واصبح مكبًا للنفايات و كاد ان يصبح في طي النسيان و يذهب الى المجهول في ظل عدوانية المناخ والتراخي من قبل الجهات المختصة، الا ان الوعي الثقافي في المجتمع بقضاء بلد كان حاضرًا عند اهل تلك البلدة الجميلة وساهموا بانتشال جزء مهم من هذا الموقع التاريخي من العدم وباشروا بتاهيله وإعادة روح الحياة له من جديد واصبح بفضل العقول النيرة و الرعاية الخاصة لترميم وادامة الخان الموغل بالقدم وتحويله الى معلم حضاري تراثي فني ثقافي واضاءة في بنية المشهد الثقافي والسياحي لقضاء بلد ، ولمعرفة تفاصيل اعمار الخان يحدثنا الراعي لهذا المنجز الاستاذ محمد سالم طالب العبيدي البلداوي .
*كيف بدأت فكرة اختيار و ترميم الخان ، وهل كان مخطط لها ؟
*قضاء بلد زاخر بمجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين وتحتاج تلك النخبة الى مكان ثقافي فني ،بدئنا بالبحث عن مكان يضمنا،، نلتقي به ونمارس طقوسنا الثقافية(معارض وامسيات شعرية وثقافية )فوجدت المكان عن طريق الصدفه وكان مهمل و عبارة عن مكب للنفايات وقمت بازالت النفايات وترميم وصيانة المكان(على حسابي الشخصي )وكنت قد بدأت بشراء التحفيات والانتيكات القديمة من اهالي بلد؛واقتنيت الاثاث وما يحتاجه المكان؛؛واصبح ملتقى للمثقفين تقام فيه الامسيات الشعرية والمحاضرات والندوات الثقافية والمعارض الشخصية(كل ذلك بالمجان )واتكفل شخصيا بضيافة للزائرين والضيوف.
*استغليت جزء من الخان ، هل هناك نية باستغلال المساحة المتبقية ؟
*نعم المرحلة الاولى هو استغلال مساحة 50م وعرض 9م مع الايوانات،و النية موجودة اذا حصلت الموافقة باستئجار جميع مساحة الخان البالغة 10 الآلاف متر ،وجعله اشبه بالمركز الثقافي البغدادي ،
*الصور الموثقة في بداية العمل تشير الى حجم الضرر الكبير الذي تعرض له الخان من دمار وإهمال ؟
*نعم حجم الضر كبير جدا والخان كان عبارة عن مكب للنفايات وتعرض الى عدوانية المناخ من حرارة ورطوبة وعدم ادامة ، اضافة الى عمر الخان اكثر من 250سنة ، ويعود الى الى عائلة بيت كبة، لكن بتكاتف الجهود استطعنا ترميم المكان بالجص والنورة وتأسس الكهربائيات ، الى ان تحول الى ما هو عليه الان .
*ما هي برأيك اسباب هذا الاهمال على الخان وعلى المواقع الأثرية ؟
*ضعف القانون وعدم اهتمام الجهات الحكومية بمواضيع التراث وهموم المثقفين تتعرض الاثار والتي هي جانب من هويتنا الحضارية والثقافية.

. وأخيرًا رسالتنا الى الجهات ذات العلاقة بالاثار والتراث والثقافة والى الجميع باعتبارها مسالة وطنية ان تثمن تلك الجهود الوطنية التي سخرت جهدها واموالها في اعادة وترميم واحد من اهم المعالم التاريخية ليكون حافزا لكل شرائح المجتمع بالمضي على تلك الخطوات الايجابية التي سعت وبارادتها ان ترمم المشهد التراثي وتعيد ترسيخ هويته الوطنية وتبعث رسالة الى العالم باننا شعب حي وابن بار للحضارات التي إنارة عتمة الفكر الانساني .
*الفيلسوف اوغسطنيوس عنوانكم على صفحة التواصل الاجتماعي ،هل لهذا العنوان تأثير في الحراك الثقافي بالنسبة لكم ؟
*اليوم وبفضل تلك الجهود والافكار النيرة تحول الخان المنسي في قضاء بلد الى متحف للذاكرة العراقية ؟
(....)
يضم بين ثناياه العديد من التحف والانتيكات والمقتنيات القديمة واللوحات التشكيلية ، واصبح واحد من ابرز معالم قضاء بلد ويحمل عنوان خان بلد للثقافة والفنون ، يؤمه اهل المدينة والزوار من اجل المتعة بالفن والتراث والموروث الثقافي .

#ستار_الجودة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات