وديع بكيطة
كاتب وباحث
(Bekkita Ouadie)
الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 12:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يعرف سن البلوغ عند مجتمع الأزتك بسن التعقل والحذر، ببلوغ الفتيات لهذا السن كانت أمهاتهن وآباؤهن يتحدثون إليهن حول كيفية العيش بأمان، والمحافظة على حياة متوازنة خلال السنوات المقبلة. وتخاطب الفتاة بهذه الجمل: "عقدي الثمين، ريشتي الغالية... دمي ولوني وصورتي الثمينة" تمجيدا لها وإمعانا في تقديرها وتثمينها.
وكان يطلب من الفتاة أن تمعن التفكير في أسباب وجودها في هذا العالم، ولماذا منحتها الآلهة الحياة. أولا، يقال لها إن الحياة مزيج من النضال والمشقة والفرح والضحك، وإن العالم كان دوما حافلا بالمعاناة والبكاء، "هذه هي الحياة، ليست الأرض مكانا بهيجا ولا هي مفعمة بالمحبة والرضا". لكن الآلهة منحت البشر نعمة الضحك والنوم والطعام، والقوة والعنفوان، فضلا عن المعرفة الجنسية حتى يتكاثر البشر.
وقد كان الزواج خطوة ضرورية على طريق تحقيق صلاح الإنسان والمجتمع. كما تذكر الفتاة بأنها خرجت من رحم أمها، وعليها أن لا تنس واجبها في رعاية أسرتها: "تذكري أنك خرجت من رحم شخص ما، وأنك ولدت بفضل شخص ما". ويطلب من الفتاة أن تتحلى بالتقى والورع، وأن تنام جيدا، وأن تستيقظ باكرا لأداء الصلوات إلى الآلهة بالطريقة الصحيحة، "أمسكي بالمكنسة، وابذلي جهدا فائقا في عملك". وهنا تبدأ مسؤوليات المرأة على رعاية بيتها. هنا يبدأ "فن إعداد الطعام والشراب، وإجادة الخياطة وطحن الذرة". وتشجع الفتاة على تعلم فنون التطريز والتلوين وصناعة أشياء من الريش.
تمتنع الفتاة عن ممارسة الجنس قبل الزواج، فهي في نظرهم "حجر كريم أخضر، وفيروزة ثمينة"، يجب إبقاؤها نظيفة ونقية وطاهرة، ومن دون تجربة جنسية لحين اختيار زوج لها، ومن شأن أي خطأ قبل الزواج أن يؤدي إلى هلاك الفتاة، والمطلوب كذلك من الشاب أن يحقق حياة اجتماعية كاملة، وسلوك جنسي قويم، عدم الجري وراء الملذات أو الجنس المحرم، فلا ينغمس في الملذات والشهوات كما تفعل الكلاب، وأن يجعل من حياته مثالا يقتدى به، ليكون موضع تقدير لإرادة الآلهة على وجه الأرض.
لا يقتصر ضرر الخطيئة الجنسية على مرتكبها، بل يمتد أثره إلى أسرته وأصدقائه أيضا، ويكتسب قوة ضارة تنتشر بين هؤلاء كأنها مرض معدٍ، فإن أقام أحدهم علاقة خارج إطار الزواج أو إن زار رجل متزوج مومسا أو أقام علاقة مع امرأة متزوجة، فإن من شأن ذلك أن ينشر مرضا جسديا وروحيا بينهم. لذلك اعتبر سلوكا عدوانيا وانتهاكا قاتلا للروح وللجسد.
#وديع_بكيطة (هاشتاغ)
Bekkita_Ouadie#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟