عباس موسى الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 01:48
المحور:
الادب والفن
في زاوية بعيدة..
جلست ملتحفا سنوات عمري التعيسة..
تجاعيد وجهي بارزة ..
خصلات شعري المتبقية يكسوها البياض..
وحيدا بلا رفاق..
اتطلع يمينا وشمالا لعلي اجد رفقة..
في وسط الحانة.. لمحني بعض الفتيان ..
تهامسوا.. تبسموا.. تسائلوا باستغراب..
من ذلك العجوز الجالس في ركن الحانة وحيدا..
ويلتهم دخان سكائره كالافعى المجنونة..
يارفاق الخمر.. لست انا من يحترق ..
هي بقايا عمري الضائع..
سنواتي الهائمة في زحمة الوجود الغامض..
انا كائن منقرض.. مازال يبحث عن صديق..
ألم تروا.. لقد فرغت قناني عمري..
وها انا ابحث عن بقاياها في قاع قدحي الاخير..
كان فارغا تماما .. كسنوات حياتي..
يارفاق .. لا شيء يبقيني هادئا متزنا..
فالضجر يستنطق صمتي .. كل لحظة..
الضجر.. قاس كقسوة الصخر..
يشاركني مأساتي .. يسرق سعادتي..
طاولتي خاوية.. ساعود الى منفاي وغربتي..
فقد شربت كل قناني الصبر والقهر..
التهمتها كلها.. كما يلتهم العمر ايامي البائسة..
استيقظ كل صباح.. فاحزن كثيرا..
ليس لاني مازلت حيا..
بل لاني ساعيش كوابيس الامس من جديد..
#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟