أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - رسائل لم تصل 1















المزيد.....

رسائل لم تصل 1


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


أطوف حول جلادي
الهنا الغائب الحامل لكِ والالتباس
وعلى قدمي تلتف خلاخيل الغوامض.
قلبي يرش الأثير على الصمت المطلق
لعله ينبت كلامكِ المدفون
ويبث مسامرات السحاب في رأسكِ.
أتخَيل معراج الدلالة في عينيكِ
نورا يهبط من اللدن المجهول/القفص المقدس
والأوج معلقا على رموشكِ
يحاور بعضه ويفنى.
والمفاهيم موزونة بين شفتيكِ
كينبوع تجسد وتجرد وتأشر واتثر
فيا مؤوِلة من رادني فكونني ورحل
النداء الآن يرسو في العدم...
احجب نورك يا خالقي
لا تتجلى ولا تنكشف
أنا الشاذر لكل شيء
وجدي لم يعصمني من الدمار
وعيني لم تعصمني من الكفر.
العرش ثاوِ في الحزن
وأنا أسري باللغة في سماوات المعنى
وأعرج على الورقة بالإثم والشوك.
سررتكِ في قلبي
ضد كلي وبعضي
حتى خلا الحدس إلاكِ
قادمة مع قرنفلة ودواة.
هل تجففي الرطب في ملكوتكِ
وتوزعيها على شياطين الشعراء؟
هل تعدي اللغة والألوان سقف متضعضع للجنون؟
لا وزن لي
أنا الجاذبية في جوف الخفاء؟
أنا الخراب ماوراء المشهد.
أنا مهووس به،بإنتاج المعنى المقرِب له والمبعِد عنه ، الوجد.
من تشوفه جن وغاب في اللامعرّف وتكامل معه
من تشوفه كفر بكل غيره وبدى له ما خفي له
من تشوفه طرد نداء نبضه له وفطن صمته
من تشوفه عرف ما دله ولم يعرف مَن دله
من تشوفه رأى من حيثه لاحيثه
وخرج عماءه من عينه
من تشوفه صبر على صمديته
وجمع آله من غير لغته
من تشوفه لم يعاين إلا بعضه
وكله يزهد بالتجلي إلا لعينه
من تشوفه حل غلبته في وجده
من تشوفه جاذب العالم في قلبه
ودمع معناه من قدره
من تشوفه عانى من كفالته لألمه....
لا أحد بقربي يغسل هذا البهت من على جسم المعنى والعالم
لا أحد ينفذ معي إلى خوارزميات السدى
لا أحد أصحبه إلى ذاتي حتى المطلق خائف حزين.
لقد ربحت خرابي بالكتابة ،ربحت الكشف الأسود لباطني،لم يكن هناك شيئا لاستظهاره غير هذه العتمة المطلقة.وأنا أكتب فأنا أمشط المفرقعات النفسية،فأنا أعي مدلهمات وحشية وغياهب في النفس الإنسانية المضطربة وأقول لنفسي :
فكِك العوالم فالملأ طيش
والعرفان خِصلة الحزانى
الرب إن احتجب فحبه عيش
والسر فيك ابن أزلك.
لا تقصي الحزن فيك
فهو لاقيك بوجهك الأحق.
والهو وهرج بين أضلع المتاهة
قبل أن يدغدغ الأفول الضوء.
كَثُر امتصاصك بالرمز للكون
ففرِغ حويك في المجازات وانتثر
لتكن مع كل شذرة ولا تكن وحدة.
لا أعرف أين ستغربني الوحدة ورغم ذلك لازلت أعتنقها لرجس في روحي الملونة التي تنظر دوما للافلاك التي لم تدخلها.
العالم لعبة الشاعر
يأخذ قارة ليضعها في شرنقة ولا يبالي
ينام على غيمة ويسحر الأرض لطيف.
يدمغ الأرواح في نص ويحرقه في نهاية الليلة.
أنتِ من هؤلاء الذين يحرثون المعاني
كل مجاز أرض أخرى وسيعة لمنبوذ
وكل كناية تؤول عن يمامة.
الازدلاف منكِ حفر في ضباب أثيري
والسكنى فيكِ دفء وحميمية للروح الوالهة.
روحكِ مضوية على أرضي اليباب رغم كراهة المسافة
و عرافتيّ عيونكِ تخبر بالمصائر.
يولد الشاعر ويتستر على قلبه ومشاعره إلى أن يكتب
يولد في خواء تتلألأ فيه أشياء بسيطة فيملأه بأشياءه الخاصة
يولد ولا يفهم ماهيات الأشياء ويتعجب من كون الآخرين لا يندهشون بذلك
تتسرب حياته في اللغة ويموت متحرشا بكل جمال رآه وأدركه.
يشم الشاعر الوحي المخبوء
من ماورائيات العيون والقلوب(كعينكِ)
من زوايا الأكوان المتخَيَلة.
لدي طبيعة مضطربة جدا ،بلا أي سياق في أى رؤية أو منظور،لا أعرف هل هذه طبيعة الشاعر الجاثمة بلا انفلات في أي وقت.لكني أريد أن أستكشف دوما بلا أن أرتبط أو أكوِن علاقات بما أستكشفه وهذا ضر بي على المستوى الشخصي لا اللغوي في عدم تقوية أي علاقة مع أى أحد سوى مع طيوف هلامية بلا أسماء ولا أجساد ولا هويات ومؤوَلات من الداخل الذي لا ينفذ.،لا أعرف متن ذلك فيزيائيتي أم أنه إرادة أجبرت فيزيائيتي؟ وهل كوني أوليت للوحدة كشرعية لدفق المعاني لا الخارج فيه سلطوية وأنانية على لغتي؟لا أعلم فعلا،لكني أكتسب هذه الأيام من الخارج مشاعر ومعاني دافئة كنت قد يأست يأس حقيقي في تحصيلها.ربما هناك رفض داخلي عميق ضد كل شيء لكنه يذوب في غنج الطبيعة حولي وفي دقائق بسيطة تحدث حسيا وحدسيا في العيان والعماء،أعلم أن هذا لن يدوم ولكني على الأقل يجب أن أستمتع به حينا كتجربة ذاتية وموضوعية لوعيي السوداوي....
لا أعرف لم أحكي لكِ ذلك
يُولد الشاعر في أرض الرمان المتخيَلة من بارئه .
يكتب الشاعر في أرض من خَلقِ غامضه .
يموت الشاعر في ذاته أولا وينقِل موته في الدلالات .
يحيا الشاعر في صمته بجوار نبتة بلا نية في اللغة .
الوحدة ملكة شعرية .ونشوة الوحيد فيه ليست خارجه .غالبية الشعراء هكذا لان مشاعر الاجتماعية قليلة واما مشاعر الوحدة رهيبة وكثيرة .العلم مصنِف ومعمِم لا يفهم الشعراء لذلك صُنِفت بالتوحد المرضي .صعب على إدراك العالم فهم رأس الشاعر ولكن لما اتجهت للوحدة في الرأس ؟ ربما لغناها عن بور العالم وخرابه وربما غموضي بسبب أني أُنتج دلالات مغايرة للدلالات السائدة ولما الشِعر بالذات ما أتحدث عنه؟ لان الشعر يحوي البرازخ بيني وبين غموضي .الشاعر يضم تحته أي خالق لانه هو الذي يدور الأكوان ، وفي جوفه الرسام يخلق الكادرات والفيلسوف يخلق العلل .. والشاعر الذي أقصده ليس بالضرورة هو الشاعر الذي يكتب .
شخصية الشاعري هى الشخصية الأكثر تعقيدا بين الشخصيات الخلاقة وأعتقد ذلك بسبب اللاعقلانية المفرطة والتأويلية المستمرة لإنتاج الجمالي الذى يراه بقلبه ولا يجده بعقله ، وهذا هو الانفصام الأول.
الشاعري هو المرآة الأرق والأكثر لانمطية فى العكس وعذابها حداثيا بسبب طرد المطلق من نطاقها النفسي والتخيلي والمصيري بسبب الألم الحاضر فى قعر كل شىء وعدم وجود طاقة للثورة على الحدود الإدراكية والمعرفية امام هذا الاتساع الرهيب لدلالة السلطات ودلالة البيع والشراء .
لدى من أصعب ما يمكن التعايش معه هو المصير المتخيل للنهاية بالانتحار أو الجنون وهذا يستقطب من لغتي الكثير ويغويني أيضا كونى سأكون عاجلا او آجلا بخواص الجوهر والخوض الذى اخترت جزءا منه للسير فى جوانيتي .
الشاعر هو الأكثر استخداما لذاته كمادة للخلق ولذلك هو الأكثر ألما حتى وإن كان لديه أمل ما لانه حتى لو كان لديه أملا فهو يستبيح شرف ديمومته التى تقوم على الغامض .وان لم يكن وهو رد فعل واقعي للجوهر الذى هو له علاقة مباشرة به من خلال وجدانه المتطرف فى الشعور بكل شىء يتبعه متخيلا .سابقا كانت المرئيات محدودة للتخيل فى البشاعة ،اما الان لقد تطورت قدرة الانسان حتى على الخلق والألم والبشاعة. ان المادة للأسف تتطور بشكل هائل ولكن المعاني لا تتطور إنها نفس الشىء ببعض التحديث الفلسفي وما اكثر ذلك ألما.
ذروة الشاعر فى اختياره تصديقه مجازاته، تركيباتها، كيمياءها كصير طبيعي واقعي وذروته تلك فيها جنونه الكامل ، لأن البرزخ بين الخيالي والواقعي يندثر ويصير كل شئ يحدث خياليا واقعيا .إنها جنة فى الرأس ولكنها جحيم فى الواقع .



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطواسين المعاصرة :طاسين الطيف
- يا معري أيها النبي الذي بلا حظ وسلطة
- السيكوباتية 2 الجوكر
- قلبي مسجون في رجسه ويدي تنبت ما سيُقبَر ويُهجَر
- الآوي
- السينما الفلسفية 1 إنجمار بيرجمان
- عشر رسائل إلى الربات 1
- ما معنى أحلامنا؟
- السيكوباتية 1 الماركي دو ساد
- عالم نوال السعداوي المحرم 1
- الشعر تاريخ اسمك ورسمك وأنا مؤرخ الشهود والنور
- القصيدة الطويلة -الجدارية-
- مراجعة لرواية نوال السعداوي-امرأتان في امرأة-
- فلسفة دوستوفيسكي
- أطمر في رأسي نسبوية مطلقة
- أنا ابن الخراب لا أهل لي هنا على الأرض.
- عرافتيّ عيونكِ
- لا تجفوني في رأسي ببقاء الحجب
- غريبة منسية في صدر عارف
- رسالة لطيف سيلفيا بلاث


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - رسائل لم تصل 1