روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 19:13
المحور:
الادب والفن
ذاكرتي ..
مشيمة جنين
أُجهض في ساحة مكتظة بالحماقات
فيلقي من علبة التبغ
تلويحة زيتونة
تنفخ في السماء
صوت عفرينية
قارعت أكليل الجنة
تحت ظلال السنديان
ذاكرتي ..
زقاق يمتد من كعب إلى كعب
من عنق إلى عنق
وفي كفي
طين من مخاض أمي
رصفته تحت عريشتنا المكتنزنة بأعشاش الدبابير
فكانت .. مصطبة أحلام طفل
تسلق في غفوة الريح
طائرة ورقية
هاجرت به إلى حدود النسيان
ذاكرتي ..
عزف الأشباح على رسغ العتمة
في ليل ماطر
تبلل شرانق الخوف
تحت قبب منازلنا الطينية
من قريتنا المنسية
وفي الصباح
أزور مقبرة جدي
لأتضرع شوقا
بسنبلة من حقلنا الهارب مني
وحذاء .. تاه بين روابي العناق
حين أمطرت الحقيقة نشيد الأقحوان
ذاكرتي ..
جريان واد في فصل الجفاف
وأقدام صبية عراة
ينتفون ريش العصافير من صدري
وعلى كتفي
مقلاع راعي النجوم
أقذف به صرختي
فترتطم بجدار العنوسة
لتلصق بوجهي
ذاكرتي ..
خشبة مسرح انتصب فوق فؤادي
ليعزف مشته نور من آهاتنا
أهازيج الحرمان
في رحلة الحرمان
هنالك ..
كانت النوارس تخفي أجنحتها وجلا
والأقدام ترتجف من سؤال الغد
هنالك ..
عزف البزق حنجرتي
وحنجرتي عزفت جدائل الجميلات
١٨/٣/٢٠٢١
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟