فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 02:27
المحور:
الادب والفن
أنتَِ ميتٌ مادمتُ على قيدِ الحياةِ
أنَا ...
أقتنصُ الوقتَ لِأُراوِغَكَ
فلَا أشدُّ الحبلَ على رسغِ العمرِ ...
وتنفلتُ الحبالُ الأخرَى
فأصعدُ ...
أعرفُ أنَّ الهبوطَ مَجَرَّتِي الأولَى
فهلْ أصعدُ فيمَا بعدْ ...؟
هلْ تعرفُ أنَّ خطَّ الأبديةِ ...
يُصَيِّرُ البكاءَ غناءاً ...؟
والنواحَ رقصاً
على جسدِ الموتَى ...؟
فَمَا أشبهَ ولادتَنَا
بِ موتِنَا ...!
الولادةُ ...
عقيقةٌ / تسميةٌ / زغرودةٌ / رقصةٌ مَا /
الموتُ ...
أهزوجةُ الشجوِ تجعلُ الحزنَ
يبتسمُ ...
اِنتقاماً / نكايةً /
في رقصةِ الجثثِ ...
تتطايرُ الدموعُ كمَا الضفائرُ /
كمَا الأردافُ / كمَا الخصورُ /
تأبينٌ / سُرادقُ عزاءٍ / برقياتُ تعزيةٍ /
عبرَ الورقِ أوِْ التِّلِغْرَافْ / أوِْ الإيمايلْ /
المُقْرِئُونَ مثلُ المُغنِّينَ مثلُ المُنشدينَ /
أوركسترَا و مايسترُو وإيقاعٌ و كُومبَارْسْ وشخوصٌ ...
المسرحيةُ نفسُهَا
تتغيرُ العناوينُ وموعدُ السِّتارةِ ...
مَا أشبهَ الموتَ بِ الولادةِ ...!
الفارقُ
اللغةُ التي نتكلمُهَا ...
حينَ نولدُ / حينَ نموتُ /
الفارقُ
لونُ الجلدِ بكلِّ أطيافِ الريشةِ ...
يصيرُ لوناً واحداً
بِ مخلبِ الغرابِ ...
مَا أشبهَ حالةَ الولادةِ بِ حالةِ الوفاةِ ...!
نولدُ فنصرخُ
أهيَ تدوينةُ فرحٍ أمْ قرَحٍ ...؟
لَا أحدَ يدرِي
لَاالأمُّ / لَا الوليدُ /
أثناءَ المخاضِ تبكِي منَْ رحمِهَا ...
قبلَ العينيْنِ
الأمُّ ...
أهوَ عرَقُ الطَّلْقِ أمْ عرَقُ الجنينِ ...؟
ينفذُ بجلدِهِ خارجَهُ / خارجَهَا /
في الوفاةِ تبكِي الأمُّ ...
تُعيدُكَ إلى الرحمِ
تستحمُّ بِ دمعِهَا داخلَهُ ...
الفارقُ ...
نوعُ البكاءِ بينَ أمِّكَ و أنتْ
الفارقُ ...
رحمُ الأرضِ تُرابِيٌّ /
رحمُ الأمِّ مائيٌّ /
فَأيُّ لونٍ تكونُ بعدَهُمَا ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟