أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية














المزيد.....


الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكتابة والحديث أحياناً أن لم يكن مجملاً فهو جزء من سياسية، وهناك فرق بين ما يكتبه العقلاء لإنهاء الإختلافات، وهناك من الساسة من تَمكن من الكتابة والإعلام، ليحول الواقع الى لغز حتى لا يرى أحدنا أسباب الضرر.
الحديث والكتابة تعبير إجمالي وجمالي، يرسم طموح المعنى والمقصد والهدف، وعند إدراك القدرة نعرف فائدة الأشياء، من معرفة أنفسنا وتقاليدنا وثقافتنا وجغرافية أرضنا، وطموحنا المعقول، الذي لا يأخذه الأنا الواضح والضمني، ونتحرر عن ما حولنا الى قيمة تفكير في محيطنا الجماعي، بإعتبار الإنتماء الجماعي ثقافة وقصص تستذكر تاريخنا وتداخلاتنا الجيوسياسية، التي تكشف إندماج العرقيات المتخطية للحدود القومية والطائفية والقبلية، ويكون نشاطنا وناشطنا؛ إمتدادا لأقوالنا وأفعالنا، ويجعلنا حديثنا الى إيجابين أكثر مما نحن إنتقاديين.
نتحدث عن الهوية الوطنية، التي لا تمنح بمجرد بطاقة من دائرة النفوس، أو وثيقة نسلتم بها حصة غذائية، أو ورقة جباية يمكن أن ندفعها لأننا ضمن حدود الوطن وتنطبق علينا قوانينه..
هويتنا أن نملك بيتاً وجارا نألفه ومحلة نعيش تفاصيلها لنا مالها وعلينا ماعليها، لا يفرقنا عن أحد فيها موقع حكومي أو حزبي أو طائفة أو قومية أو ثروة مادية، فيها المساواة والعدالة الإجتماعية تنطبق على كل مواطنيها، دون تأثير للطبقة والعرقية والقرب والبعد والإختلاف بالرأي مع جهة ما كانت سياسية أو حكومية..
محلتنا في وطن كبير فيه من الشواهد والمشاهد، التي لا يتجاوزها التاريخ ولا تتناسى تضحياته، التي تدفعنا للتضحية والعمل الجماعي، لا تنسى بحديث إعلامي إنتقادي، ولا حديث أبتعد عن الحقيقة لأسباب ضيقة فوق المصلحة العليا.
يتحدث مفهوم الهوية الوطنية عن أرض وطن وأهميتها، والإعتزاز بها وزيادة الرغبة بالإهتمام بها وتطويرها، ومساعدة الفرد في مواجهة التحديات، وتجميع الشتات وخلق روح التعاون بين الأفراد، وتتحول فيه كل هوية الى مشروع سياسي وإجتماعي بولاء الوطن دون تقديم الإنتماء المذهبي على الهوية الوطنية..
أثبتت الهوية الشيعية مثلاً مصداقا واضحا للهوية الوطنية، وأهم مصداق ما قدمه المرجع الأعلى السيد السيستاني بإطلاق فتواه للدفاع عن مناطق عراقية لم يحدد قوميتها أو طائفيتها، وحديثه مع قداسة البابا بلسان عراقي محايد، وذكره المسحيين وبقية المكونات سواسية، وبمدلولات أو ضحها المرجع أن الحفاظ على الهوية بالإعتدال والتسامح، ولأنه الشيعة أغلبية فلابد لهم أن يكونوا حاضنة الإعتدال وذوي هوية شيعية تعني الوطنية والخيمة قبل الهوية الطائفية، ويمثل عمق مدرسة النجف، بتاريخها المؤثر في ماضي العراق وحاضره ومستقبله.
إن الوطنية الشيعية تجسد، من خلال ممارسات حكام وقوى سياسية ومجتمعية وأفراد، وعبورهم من النفوذ المذهبي الى الدور الوطني، لأنهم يمثلون غالبية السكان وأخ أكبر لبقية المكونات، ودورهم بأن يكونوا خيمة تضم كل أبناء الوطن، والخروج من الطائفية لا يعني الخروج من الطائفة، أو التمرد على الثوابت المذهبية، وبذلك هويتهم الوطنية بالإنتقال الى الفضاء الوطني، والإبتعاد عن أصطدام الهويات الخاصة بالعامة، والإيمان بأن الإندماج الوطني يحمي الإنتماء الروحي والعقائدي، ودولة جامعة تحفظ خصوصية الجماعة لضمان سلامة ابناء الوطن وهي من ضمنهم، وتصان حقوق المواطنين بالهوية الجماعة التي يشترك فيها كل الشركاء، وكذلك ينطبق على بقية المكونات، والأحزاب ستحظى بالأمان عندما يكون الوطن موحداً وتكون الطوائف بإستقرار، ولا تعتمد على نفوذها بل تستقوي بشراكتها.
محنة المكونات العراقية أنها تحسب على بلدان آخرى، وتغلب سياسية الإنطواء التي يتحمل جزء منها ذلك الخارج، وشيعة العراق مشمولون.. على الرغم من أنهم أغلبية في بلدانهم، والسنة على السعودية والعرب، والتركمان على تركيا، والمسحيين على دول أوربية، وبذلك تغلب تعامل السياسة وفق الطائفة على الإنتماء الوطني، وغاب الإنفتاح الوطني على بقية المكونات..
إن تحول الشيعة الى أغلبية وطنية سيكونون أقلية مذهبية عربية، وحجم المكونات الأخرى أيضا بحجم الإرتابط مع الدول الخارجية، ويتعطل الإندماج الوطني، وكإنما ترسم حدود داخل الوطن الواحد، لتصبح الأغلبية أقلية ضمن محيطها، ويخالفون تاريخ بلد وتراثه الثقافي والإجتماعي، وهنا فرق بين النفوذ المذهبي، والإرتباط العقائدي، فالأول يجعل لكل واجهة خلفيات، والعقائد لا تتأثر أن كان الدور وطنيا، وبذلك يكون نشاطنا وناشطنا وساستنا ينطلقون من مفهوم الهوية الوطنية، التي تجمع التصنيفات المكوناتية والعرقية والمذهبية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقربون أضروا بالكاظمي
- قمة روحية بين القداسة والمقدس
- لو كان الفاسد رجلًا لقتلته
- دوامة الإفراط في التعددية
- زيارة البابا.. رسائل الى العراق
- عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية
- الموازنة وغياب التوازن
- متى يكون العراق قوياً
- دعاة من نوع آخر
- المعارضة.. شعار لطيف وتطبيق ضعيف
- البصرة بين الأقليم والعاصمة الاقتصادية
- المحافظات بين الفضيحة والنطيحة
- بغداد.. محافظة أم عاصمة!
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية