|
اليوم العالمي لمسرح كورونا -2- !!
نجيب طلال
الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 00:34
المحور:
الادب والفن
نـــجيب طــلال
حَـدثٌ ( ما ) وقع في رمشة عين؛ المسألة جد مقبولة؛ هكذا نفهم . لكن في رمشة عين ينطوي عام بكل فصوله وساعاته ؛ فالقضية مثيرة للغاية وأشد غرابة ! وإن كانت السنة في سيرورة أيامها، كلها متاعب وهموم وتفكير و صراع واصطدام عند جميع البشرية ؛ جراء الهجوم الشرس لفيروس – كورنا- أرجاء العالم ؛ مما حول الحياة وعوالمنا وأحلامنا وطموحاتنا لكوابيس لم تكن متوقعة وكذا إلى موت مرتقب تجاه كل من زارأو حَـوّم- الفيروس- أحشاءه وجدران بيته ! إذ في تلك السنة ؛ وفي سياق اليوم العالمي للمسرح قلنا : ... وإن كان اليوم العالمي للمسرح في (العالم العربي) يأخذ طابع ( الشكوى ) وصناعة ( الأزمة) والبحث عن أفق الإنتظارات ! لكن المثير في 2020 العالم بأناسه وعباده وحيواناته وطيوره وجدرانه ومعالمه تشرئب أعناقها وأرواحها لأفق الإنتظارات من سينتصر: هل الطبي أو الفقهي؟ أم السياسي أو المشعوذين؟ أم الديني أوالسحرة ؟ أم العلمي أو الدجالين؟ أو مروجي الشائعات والإشاعات؟ أم اللجوء إلى بركة الأولياء والشيوخ وترديد الأدعية؟ أم فيروس كورونا؟ هذا سؤال أثرناه في موضوع (اليــوم العالمي لـلـمســـرح الكورونــي) في السنة الفارطة . وفي هذا اليوم كان الجواب الشافي بأن( فيروس كورونا ) هوالمنتصر لحد اللحظة ؛ وبدون منازع . ولاسيما أن المستجدات والمتغيرات والطوارئ . تتمظهر بسرعة فائقة ؛ فتربك العالم، وتربك الاستراتيجيات في رمشة عين. مما نلاحظ ونعيشه ، فالحجر الصحي لازال قائم الفعالية والممارسة . فأضحى كمنظومة إجرائية/ قانونية، تسترسل في عدة دول؛ وتطبق عيانيا في أغلب المناطق. ناهينا عن الصراع الطبي والسياسي لمحاولة السبق نحو التسلح باللقاح وفي سياق ذلك ، لقد التحقت بعوالمنا الآن( كورونا 2) أكثر شراسة ؛ حسب الخبراء والأطباء ، ويشاع أن هنالك سلالة ( ثالثة) وبالتالي فكل التخمينات والنظريات والتخريجات باءت بالفشل الذريع ؛ ولم يعد ظروفا استثنائيا ؛ لأن القاعات والمسارح لازالت مغلقة بسبب جائحة (كورونا .2) مما ترتب عنها شلل إبداعي وموت جمالي وإقبار للنشاط الثقافي والفني بشكل عام والمسرحي بشكل خاص؛ وبالتالي فللمرة الثانية يعيش [[ اليوم العالمي للمسرح ]] خارج منطقه ووجوده وحدثه الإنساني الأسمى ، {يوم }ستنعدم فيه نشوة الاحتفال؛ لتجديد دماء – ديونيزوس- في معظم بلدان العالم ؛ ولكن بشراسة – الفيروس- هكذا جاعلا {ديونيزوس }أسيرا لقوة وشطحات – الكوفيد – الذي لا نعرف عن طبيعته أي شيء؟ ولم نرلونه و ملامحه ؟ لأنه زئبقي !! ولكن نشعرجميعُنا بهجميته وقـَذارته ؛ لأنه كائن يتجول ويصول ؛ ولقد أطاح بنا وبعرش وصوْلة {ديونيزوس }قسرا وبدون حرب معلنة كحرب طروادة؛ أو حرب البسوس؛ ليتيه وأغلب مريديه في متاهات الهلع والرعب ؛ لنتخلى عن خيالنا وتخيلاتنا وأفكارنا الإبداعية ؛ لكي لا يستطيع المبدعون والمريدون والباخوسيين... تجاوز الحدث على الأقل في أغلب الدول العربية ؛ ولن يقدر[ الأن] أن يساهم أي ( كان) بطريقته في صنع الحدث ؛لأن (كورونا- 2) بقوة انتشاره أضحى هو الفعل /الحدث ، أو بالأحرى أمسى إجرائيا الزمن ذاته ؛ والذي تحكم في الحدث والفعل؛ وفي نفس حركيته العالمية هو الزمن الذي شـَلّ وجمد عمليا حركيتنا وطموحاتنا وأربك كل الحسابات والقناعات التي كان يؤمن بها المسرحي من الشرق للغرب. وإن كان الغرب بطبيعة تركيبته الإجتماعية والسياسية ، لقد أبدع منذ الحجر والحصار طرائق للتواصل والتنشيط الإبداعي والمسرحي؛ واختراق القنوات التلفزية وهذا ما تشير إليه ؛ الممثلة الإنجليزية (هيلين ميرين) في رسالتها حول {اليوم العالمي للمسرح} قائلة: ...{( كافح العديد من الفنانين والفنيين والحرفيين والنساء في مهنة مليئة بالفعل بانعدام الأمن، وربما جعلهم انعدام الأمن الحالي أكثر قدرة على النجاة من هذا الوباء بذكاء وشجاعة، لقد ترجم خيالهم في هذه الظروف الجديدة طرقا مبتكرة ومسلية ومتحركة للتواصل، وذلك بفضل كبير من الإنترنت بالطبع....)}وفي هذا السياق أشرنا منذ أسبوعين في موضوع ( نحن المسرح !!) قد يكون المسرح المغربي اليوم كائنا بلا معنى لأنه معذور في تخلفه وتخلف أغلب فنانيه ومبدعيه عن الركب الوسائطي والتكنولوجي ! إلى جانب شبه غياب للخبرة والدربة والكفاءة التي يتطلبها التعامل مع الشبكة العنكبوتية – انترنيت - وبالتالي عبر هذا العطب ، كيف يمكن للمسرح أن يبرز العاهات والأعْـطاب وأن يقدم على الأقل تصورا ( ما ) لواقع اجتماعي وسياسي آخر وهو معطوب ""مـنْ وفـي"" مكوناته؟ ورغم هاته الحقيقة التي تجسدت عبر وسائل التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتية ؛ طبعا لا وجود لقياس مع وجود الفارق ففي ربوع أوربا وروسيا فالمسارح مغلقة ، لكن العروض مستمرة كتجربة افتراضية . لترسيخ التقاليد التي داب عليه المجتمع ،ونجد اليوم كل الفنانين الفرنسيين والألمانيين؛ يطلبون بفتح المسارح والمكتبات ( فقط) دون المطالبية بفتح المقاهي والحانات والمخبزات. بخلاف بعض الأقطار العربية؛ التي طالبت بفتح المسارح ؛ ولكن بنوع من الاحتشام؛ وللتاريخ هناك من المسرحيين من مارس اللامبالاة ؛أمام المطلب. لأنهم في غنى عن المسرح ؛ ويوم ستنقشع الغمة عن الأمة؛ ستجدهم من الأوائل الذين سيعبثون في الملفات وسيهرولون نحو المهرجانات واللقاءات ويساومون على حضورهم !! متوهمين أنهم نجوم ؛ ونسوا ما قاله الرب في سورة ( النجم/ الآية 1و2) {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وماغوى }وما علينا إلا بشرح – الطبري لكي( نفهم) ورغم ذلك سيتطفلون على العائدات المالية من منح ودعم وتوطين وإنتاج وترويج والكاستينغ والإشهار والمكتبات والمجلات ؛ وسيتصدرون الميكروفونات والكاميرات؛ بدون خجل ليتكلموا عن المسرح وفنونه الفرجوية والإستنساخية والاستغراقية والإستشراقية .. و[هَـلـُّمَ ]من المصطلحات والتخريجات والقوالب التي لا تليق بتربة مسرحنا ؟ وهؤلاء قبل الجائحة الكوفيدية في نسختها الأولى والثانية ؛ هم سبب ضياع عدة مكتسبات والتي كان يزخر بها فضاء المسرح العربي؛ ولا نغالي بالقول: أنهم ( هُـم)عناصر التفرقة ، والتشتت، والتشرذم، في النسيج المسرحي ؛وستزداد الهوة اتساعا وتوسيعا ما سيفصل بعضنا عن البعض، أكثر مما هو الآن . بحيث الهوة َاتسعتْ اتساعا؛ ولا يمكن نفيها بتصريح أو جرة قلم ، في أغلب الأقطار العربية ؛ لأن المسرح بشكل عام يقتات من دهاليز وزارة الثقافة والإعلام ؛ وفي إطار هذا الوضع المأساوي؛ من عدة زوايا هل ستفتح القنوات العربية والتلفزات العمومية أبوابها؛ لإعادة الاعتبار لليوم العالمي للمسرح ونحن أمام ( كورونا 2) إيمانا بأن المسرح عمل مقدس ولديه القدرة على أن يتحول إلى مزار للأداء الروحي. الذي بدأ يتلاشى أمام الإغراءات المادية والسبق نحو مجتمع الرفاه .أم أن الإعلام بقنواته البصرية والسمعية ؛ الذي كان في عقود خلت ملازما للمسرح في حركيته وعطاءاته ؛ هل اليوم لا يعنيه الاحتفال بروح {ديونيزوس}لأن السنة الماضية ((2020)) كانت اللامبالاة والسبات وطمس معالم اليوم الإحتفالي تذكيرا وتوثيقا و عروضا ونقاشا، لأسباب مجهولة ؟؟ ولاعلاقة لها بكورونا؛ لأن الجائحة كانت ولازالت خارج الأستوديوهات ؟؟
#نجيب_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن المسرح !!
-
انــدهــاش إبَّـان الفاجعَـة ياطنجيس!!
-
مراهقو الفايس بوك
-
باب ما جاء في احتفالية التضامن !!
-
مهرجان مَسرح الهواة : تأجيل أم إلغاء ؟؟
-
المتسول العربيد
-
رسـَـالة للـمُــهــرول الــمـسْـرحــي
-
باب ما جاء في احتفالية النضال (02) !!
-
باب ما جاء في احتفالية النضال !!(01)
-
باب ما جاء في احتفالية - كورونا- (02)
-
باب ما جـــاء في احتفاليـــة - كــورونـــا - (01)
-
سفـاهة الخطاب السينمائي !!
-
الدراما العربية بين النقد والاشهار(2)
-
الإشهار والنقد البديل للدراما العَربية !!
-
حاور نَفسَك أيها المسرحي في يومك الوطني
-
قراءة وبائية في رمزية الوباء
-
المعسكر الفيروسي
-
اليوم العالمي للمسرح - الكوروني -
-
-كـُورونا- حقيقـة أم إشـاعــة ؟
-
كورونا اللعين... تحياتي !!
المزيد.....
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|