أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - كاظم الغيظ















المزيد.....


كاظم الغيظ


رائد عبد الكاظم الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


القصة استشهاد الامام موسى ابن جعفر
الامام موسى ابن جعفر
( عليه السلام )
عاصر الامام الكاظم ( عليه السلام ) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد،
وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت
سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم
وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة.
وهكذا حتى مات المنصور،
وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من
وطأة الضغط والرقابة على ال البيت ( عليه السلام )
مما سمح للإمام الكاظم ( عليه السلام ) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.
وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه
على أهل البيت ( عليه السلام) .
قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن ( عليه السلام )
بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة " فخ "
وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية " فخ "
قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة،
وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (عليه السلام)
فقال بصدده :
" والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب
الوصية في أهل البيت،
قتلني الله إن أبقيت عليه " .
الإمام موسى بن جعفر الصادق كان عظيم الفضل رابط الجاش واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحمله، وكان يخرج في الليل وفى كمه صرر من الدراهم فيعطى من لقيه ومن أراد بره، وكان يضرب المثل بصرة موسى، وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة. وقبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن أبي طالب ( ع ) في نومه يقول له : يا موسى " هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ". فانتبه من نومه وقد عرف أنه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل إلى الكاظم " ع " أذى
ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير،
فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة
الضغط والإرهاب على العلويين .
إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال
التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين
ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة
في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.
ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد لاسباب منها حج هارون الرشيد، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائرا له، وحوله قريش وأفياء القبائل، ومعه موسى ابن جعفر، فلما انتهى إلى القبر، قال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم، افتخارا على من حوله، فدنا موسى بن جعفر، فقال : السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
وخاف هاورون من الامام ( عليه السلام )
فأودعه السجن
وخرج الرشيد في تلك السنة إلى الحج، وبدأ بالمدينة فقبض فيها على أبي الحسن موسى عليه السلام. ويقال: إنه لما ورد المدينة استقبله موسى بن جعفر في جماعة من الأشراف، وانصرفوا من استقباله، فمضى أبو الحسن إلى المسجد على رسمه، وأقام الرشيد إلى الليل وصار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله، إني أعتذر إليك من شئ أريد أن أفعله، أريد أن أحبس موسى بن جعفر، فإنه يريد التشتيت بين أمتك وسفك دمائها. ثم أمر به فأخذ من المسجد فأدخل إليه فقيده، واستدعى قبتين فجعله في إحداهما على بغل، وجعل القبة الأخرى على بغل آخر، وخرج البغلان من داره عليهما القبتان مستورتان، ومع كل واحدة منهما خيل، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة، والأخرى على طريق الكوفة، وكان أبو الحسن عليه السلام في القبة التي مضي بها على طريق البصرة. وإنما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الأمر في باب أبي الحسن عليه السلام. وأمر القوم الذين كانوا مع قبة أبي الحسن أن يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، - وكان على البصرة حينئذ - فسلم إليه فحبسه عنده سنة، وكتب إليه الرشيد في دمه، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته فاستشارهم فيما كتب به الرشيد، فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه، فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة، ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه فما دعا عليك ولا علي ولا ذكرنا في دعائه بسوء، وما يدعو لنفسه إلا بالمغفرة والرحمة، فإن أنت أنفذت إلي من يتسلمه مني وإلا خليت سبيله فإنني متحرج من حبسه. وروي: أن بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أنه يسمعه كثيرا يقول في دعائه وهو محبوس عنده: " اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد ". فوجه الرشيد من تسلمه من عيسى بن جعفر، وصير به إلى بغداد، فسلم إلى الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة فأراده الرشيد على شئ من أمره فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه، وجعله في بعض حجر داره ووضع عليه الرصد، وكان عليه السلام مشغولا بالعبادة يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاءا واجتهادا، ويصوم النهار في أكثر الأيام، ولا يصرف وجهه من المحراب، فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه. فاتصل ذلك بالرشيد وهو بالرقة فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسرورا الخادم فقال له: اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر، فإن وجدته في دعة ورفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه. وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد. فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر عليه السلام فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس بن محمد، فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط، وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا. وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى عليه السلام إلى السندي بن شاهك، وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال: أيها الناس، إن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي، ورأيت أن ألعنه فالعنوه لعنه الله. فلعنه الناس من كل ناحية، حتى ارتج البيت والدار بلعنه. ويلغ يحيى بن خالد الخبر، فركب إلى الرشيد فدخل من غير الباب الذي تدخل الناس منه، حتى جاءه من خلفه وهو لا يشعر، ثم قال له: التفت - يا أمير المؤمنين - إلي، فأصغى إليه فزعا، فقال له: إن الفضل حدث، وأنا أكفيك ما تريد، فانطلق وجهه وسر، وأقبل على الناس فقال: إن الفضل كان قد عصاني في شئ فلعنته، وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه. فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت وقد توليناه. ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد، فماج الناس وأرجفوا بكل شئ، وأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال، وتشاغل ببعض ذلك أياما، ثم دعا السندي فأمره فيه بأمره فأمتثله. وكان الذي تولى به السندي قتله عليه السلام سما جعله في طعام قدمه إليه، ويقال: إنه جعله في رطب أكل منه فأحس بالسم، ولبث ثلاثا بعده موعوكا منه، ثم مات في اليوم الثالث. ولما مات موسى عليه السلام أدخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه فشهدوا على ذلك. وأخرج ووضع على الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت، وقد كان قوم زعموا في أيام موسى أنه القائم المنتظر، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم، فأمر يحيى بن خالد أن ينادى عليه عند موته: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه، فنظر الناس إليه ميتا. ثم حمل فدفن في مقابر قريش في باب التبن، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديما. وروي: أنه عليه السلام لما حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنيا ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب، ليتولى غسله وتكفينه، ففعل ذلك. قال السندي بن شاهك: وكنت أسأله في الإذن لي في أن أكفنه فأبى، وقال: ( إنا أهل بيت، مهور نسائنا وحج صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا، وعندي كفن، وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان ) فتولى ذلك منه
وأقام عليه العيون فيه لرصد
أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه .
ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء ،
بل أثّر فيهم الامام (عليه السلام )
بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه ،
مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن
السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته .
ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (عليه السلام ) في ذلك
السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع
لرغبات الحاكم الظالم .
شهادته الامام الكاظم
( عليه السلام ) :
أمضى الامام الكاظم ( عليه السلام ) في سجون
هارون الرشيد سبع سنوات ،
وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس
منه فقرر قتله ،
وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد
( سلام الله عليه.



#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرد ديوان العرب
- عبد العزيز عسير
- مغرمون بالكذب
- تحديث المصطلح
- عزف على اوتار من رصاص
- احتكار العنف
- السرد الجديد
- هايكو الناصري مملكة القصب
- غرام بالكذب
- العراقيين كلنا اهل
- تحليل الخطاب
- المشرحة
- معاناتي
- قصة قصيرة
- قراءة اخرى في المعنى
- الترجمة قراءة اخرى
- عبد الواحد لؤلؤة قراءة اخرى
- قرآءة اخرى وتالية.


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - كاظم الغيظ