نوال السعداوى
الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 09:11
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لم يكن سارتر ولا سيمون دوبوفوار يُؤمنان بعقد الزواج المكتوب , ولا بالإخلاص الزوجي أو الجنسي لشخص واحد مدي الحياة.
الإخلاص الحقيقي في رأيهما كان العلاقة العاطفية والجسدية والفكرية المفتوحة على الأفق, القابلة لكل الإحتمالات والمفاجآت, والمتع والآلام .
من هنا وقع سارتر ووقعت سيمون دوبوفوار في حب أشخاص آخرين .
كانا يُؤمنان بالمساواة بينهما في كل شيء . لكن نصيب سارتر من الحرية والمتع كان أكبر من نصيب سيمون دوبوفوار . لماذا ؟
لأن سيمون دوبوفوار كانت تتألم حين يعشق سارتر إمرأة غيرها , أكثر مما يتألم هو حين تعشق هى رجلاً غيره . وكانت سيمون دوبوفوار تتألم أيضاً حين يهجرها رجل " مثل الروائي الأمريكي نيلسون ألجرين " لأنه فشل في الإستيلاء على قلبها الذي يحتله سارتر! وكانت سيمون دوبوفوار تُعاني الحنين إلى الأمومة وإنجاب طفل من سارتر , لكن سارتر لم يكن يحن إلى طفل من سيمون دوبوفوار أو من غيرها من النساء . بعض الآراء تُرجع ذلك إلى إختلاف في الطبيعة الذكورية والأنثوية , لكن الطبيعة البشرية ليست ثابتة بل متغيرة مع تغير الظروف , والتربية والقيم الذكورية السائدة التي تمنح الرجال حريات جنسية وسياسية وإجتماعية أوسع من النساء , في فرنسا أو في أي بلد آخر من العالم , حتى يومنا هذا .
قابلت سيمون دوبوفوار وجان بول سارتر في القاهرة منذ أربعين عاماً وأكثر , وأدركت خلال المقابلة والحديث مع سيمون دوبوفوار أنها إمرأة تُعاني التمزق بين حرية الحب المفتوح دون قيود , والقيم السائدة في المجتمع , ولهذا كانت تتألم وتكتب ألمها في محاولة للظهور أمام الناس كإمرأة حرة مثل رفيقها سارتر .
#نوال_السعداوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟