المثقف العضوي

آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 6845 - 2021 / 3 / 19 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يوجد مثقف غير عضوي؟
لا يوجد في الحياة المعاصرة أو بعد الحداثة مثقف غير عضوي.
الكثير من الناس يعيبون أو يكرهون استخدام المثقف العضوي الذي أشار إليه المفكر الأيطالي الشيوعي غرامشي الذي قضى في سجون الفاشية لنظام موسوليني.
وأكاد أبصم أن الكثير من هؤلاء يتعاطفون مع الجلاد ضد الضحية، تبًا للضعيف عندما يرضع من خصية قاتله أو جلاده.
لهذا نقول، تأكيدًا على حديثنا السابق أن الإنسان المعاصر يولد في بيئة سياسية منذ اليوم الأول لولادته ويتلقى تربية سياسية ليكون فاعلًا نشيطًا في الواقع.
المدرسة والحضانة والروضة والبيت، بيئة سياسية حقيقية خصبة تنتج ثقافة وعلم وسلوك يصب في مصلحة الدولة المهيمنة على المجتمع.
والحياة المعاصرة ما هي إلا بيئة سياسية واجتماعية، في كنف الدولة، فيها يترعرع المرء، وفيها ينمو ويكبر أو يصغر، ويشرب من أفكارها وقيمها وعقائدها وسلوكها وتصرفاتها.
ويتحول المثقف المميز أو الغير مميز إلى كائن سياسي فاعل فيها، يدافع عن مكتسبات هذه الدولة، "مفهوم الدولة" أو محاولة تصويب طريقها وسلوكها لتكون على مقاس القوى المسيطرة أو المقاس السياسي الذي يخدم هذه القوى، كما هو أو تطويره ضمن سياق الدولة المطلوبة.
لهذا نقول لا يوجد مثقف غير عضوي، أو مثقف مستقل. " مستقل عن ماذا؟" أنه مشارك في كل ممارسات الدولة سواء في المسكن أو الوظيفة أو أي عمل أخر، ويد بيد يسعى سواء عن رغبة أو عدم وعي أو عدم فهمي على تكريس الأمر الواقع.
اعتقد أن المقصود بالمثقف العضوي هو المثقف الأيديولوجي، واعتقد أغلبنا ينتمي إلى هذا النوع من المثقفين في عمله السياسي المكثف، المرتبط بالجهاز السياسي المسماة الدولة، الذي يدعو إلى التغيير الشامل من وفي داخلها، بيد ان السؤال يقول:
ـ التغيير الشامل إلى أين سيؤدي؟
البناء الاجتماعي والبناء السياسي هو الدولة، أي أن المجتمع المدني والمجتمع السياسي المترابط، الذي في جذره هو النتاج التابع للدولة.
ولولاه لم استطاعت الدولة أن تسير إلى الأمام، أنهما متواطئان معًا للإبقاء على المقام.
نقول أن المجتمع أو البناء الاجتماعي يتواطئ ضد نفسه، لأنه غير قادر أو غير مدرك لواقعه، لأنه لا يملك أدواته المعرفية والموضوعية في تغيير الواقع، أي، قلبه رأسًا على عقب، وإنتاج واقع اجتماعي سياسي مختلف عم هو موجود.
بمعنى في المجتمع الطبقي سيبقى هناك طبقة مسيطرة سياسيًا، وتتفاعل أو تتجاوب معه الطبقة المسيطر عليها، المجتمع، سواء عن رغبة أو بالعنف أو نتيجة عدم فهمها لواقعها.
إن التغيير يحتاج إلى تغيير جذري في المفاهيم والواقع الموضوعي حتى يتم التحول العام.

#آرام_كربيت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات