أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - نكبات العرب صناعة محلية














المزيد.....

نكبات العرب صناعة محلية


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطائرات الإسرائيلية تعربد في أجواء المنطقة العربية، تضرب بانتقاء وبدونه، تدمر، تحرق، بلا مقاومة حقيقية، تتسلي بالقصف، تحدد البداية، أما النهاية فمفتوحة، من يردعها؟ من يوقفها؟ التصريحات العنترية؟ التوسلات؟ الاتصالات؟ الحكمة؟
العرب في حيص بيص، كالعادة، الأنظمة بلا حول ولا قوة، لم يُطلب منها التدخل عسكرياً، خارج تفكيرها قبل مقدرتها، مغتصبو الحكم يجتمعون سوياً، يتباحثون مع أنفسهم، يتصلون تليفونياً، مكالماتهم مسموعة ولو تصوروا العكس، صحفهم تهلل لهم، لا قراء لها، ملقاة علي الأرصفة. أنظمة عاجزة خارج حدودها، مستأسدة داخلها، الحكمُ همُها، لا عزيز عليها إلا مصالحها، حُمرة الخجل فارقتها، البطش في الداخل لا يقابله إلا منتهي الخنوع في الخارج. استولت علي الثروات، احتكرتها، بددتها ولو شحت، في مبادرات خائبة، حركات عرجاء، مؤتمرات بائسة. استغرقتها الشعارات، منذ عقود، بها تتغني، بعد حين تبدلُها.
الشعوب العربية أدمنت الخضوع، انعدمت لديها العزيمة، تبلدت، حسرتُها علي نفسِها تعلو حزنَها علي مآسي غيرها، الأنظمةُ روضَتها، ولو لحين، شغلَتها بلقمة العيش، بقضايا كاذبة هامشية صاخبة. اتسعت الهوة بين الشعوب والأنظمة، شعوبٌ تتفرج، لا تصدق، تسمع، تُكذِب. قدمت الأنظمة المثلَ في الملاوعة، في الأنانية، عم الفساد في المجتمع، نتيجة طبيعية، فقد انعدمت القدوة.
من الطبيعي في مجتمعات عربية متفسخة أن يسقط القانون، أن يخرج الكل عليه، أن يدعي البطولة خارجون عليه، أن يورطوا أبرياءً في مغامرات طائشة، أن يحتفلوا بالعنتريات، أن يزينوها، أن يصوروا الاندحار بطولة، أن يتخيلوا تدميرَ بلادهمِ صموداً وعزة وكرامة، أن يرددوا أهازيج انقرضت منذ قرون، أن يصرخوا بما ثبت فشله منذ عقود، ألا يتعظوا من إخفاقاتهم ونكبات من سبقوهم، أن يؤولوا التاريخ والأحداث بما لا تحمل.
العالمُ يعرفُ تماماً قدرَ الأنظمة العربية، متأكدٌ من أنها بلا رصيد من احترام شعبي، متيقنٌ من تشبثِها بالبقاء ولو علي الأطلال، أبقاها عليها بمزاجه، ساقها يمني ويسري، أرخي اللجام وشده، مقامُها ومستواها محفوظون، في هذا الإطار، فقط لا غير. صحفُ النفاقِ ومرتزقته يصورون الخزي علي أنه اتصالات ومباحثات ومشاورات وحكمة.
عندما أقارن أحاديث بوش، التافهة حسب الإعلام العربي، بما يسقط من أفواه أهل الكراسي العرب أقتنع بأننا أمام إعلام أصم أبكم أعمي لأنظمةٍ خارجَ دورةِ الحياة، أمرُها بيدِ غيرها. عندما أري ملبس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وزوجته وكذلك وزيرة خارجيته وأقارنه بالبذخ الذي تبدو عليه عائلات أهل الكراسي العرب أتيقن من أن للخيبة ناسها، ليست مصادفة، إنها مستحقة بمنتهي الجدارة ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة..جنوب لبنان
- أهم بلا مواهب؟
- ومن حبِ الظهورِ ما قتلَ
- حنان ترك تعظ
- انتصارات الأهلي ومسلسلات التليفزيون.. وحالنا
- فوق أدمغتكم يا ولاد ال...
- .. في التشريفة
- مصر حزينة
- الطُز فلسفةٌ
- أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم
- اللعبُ بالبيضةِ والحجرِ .. عندنا وحدنا
- الكسوف لم يعد من المعجزات
- الرجلُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ .. والنسبيةُ العربيةُ
- شيلوه من فَوقي وإلا مَوَته
- التعليم..عندنا وفي العالم
- الغزوة المباركة بالكاسيت
- أي تعليم وأي جودة؟
- المرأةُ ما بين الشعاراتِ والواقعِ
- المِصريون مَعصورون
- تعليقٌ علي تعليقاتِ .. مرة أخري


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - نكبات العرب صناعة محلية