|
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث مع التملة وبقية الفصول
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 11:38
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، القسم الثالث مع التكملة
ملاحظة أولية عدم التناظر بين الماضي والمستقبل ، الفكرة السائدة والمتكررة في الفيزياء الحديثة إلى درجة الابتذال . مثلا ستيفن هوكينغ الفيزيائي الشهير _ في كتابه الشهير تاريخ موجز للزمن _ يكرر عدة مرات السؤال نفسه " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " ؟ ببساطة السؤال غير منطقي . المستقبل لم يحدث بعد ، فكيف نتذكره ! كيف يتذكر طفل _ة أو مراهق _ ة شيخوختهما وهما ما يزالان في العشرينات مثلا . .... يخلط كثير من الفيزيائيين النظريين ، والفلاسفة أكثر ، بين الأسئلة الجديدة والضرورية وبين الأسئلة غير المنطقية " التافهة بالفعل " . الوجود ثلاثي الأبعاد ، ولا يمكن اختزاله إلى بعد أحادي أو ثنائي . فكرة عدم التناظر بين الماضي والمستقبل مثلا ، فكرة ساذجة مصدرها عدم معرفة الزمن ( حركته واتجاهه خاصة ) ، مع مراحله الثلاثة المستقبل والحاضر والماضي . .... ملاحظة أخيرة في هذه العجالة ، تنطوي على أهمية بالغة لفهم الواقع المباشر ( الحاضر ) ، وهي بمثابة حل صحيح ومناسب للمشكلة اللغوية والمغالطة اللغوية معا . مصطلح الحاضر كحالة متوسطة بين الماضي والمستقبل خطأ ، أو غير كاف ، وينبغي استبداله بكلمة أو مصطلح مناسب " الواقع المباشر " مثلا ، وهو ما سأعتمده في تكملة الكتابة والحوار . .... مقدمة عامة ما تزال بعض الأسئلة الأولية في الفلسفة والثقافة العامة بلا أجوبة ، ولعل أهمها : ما هو الزمن ( طبيعته ، واتجاهه ، ومصدره ، وماهيته ) ؟ ما هي الحياة ( ماهيتها ، ومصدرها ، واتجاهها ) ؟ ما هو الواقع ( هل يتوسع ويتمدد أم يتقلص وينكمش ) ؟ المشكلة في الجواب الخطأ ، أنه أسوأ من عدم الإجابة بأضعاف . مثالها المباشر ، الموقف التقليدي والمشترك بين الفيزياء والفلسفة حول الزمن ، وخاصة فرضية اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ! جميع المشاهدات تؤكد النقيض تماما ، اتجاه حركة الزمن تبدأ من المستقبل ... لماذا وكيف ، وغيرها من الأسئلة الجديدة ، لا أعرف . فكرة ثانية ، اعتبار العلاقة الأساسية للزمن مع المكان أو الزمكان . ربما تكون الحياة نشأت بعد الزمن ، وهذا لا يغير من أهمية الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وعلى العكس من التصور السائد . أيضا التمييز بين الواقع المباشر والواقع الموضوعي ، ربما يصلح كبداية لتشكيل تصور جديد للواقع كما هو عليه . هذه الأفكار وغيرها أيضا ، سوف أتوسع في مناقشتها عبر الفصول اللاحقة . .... النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ف 1
1 مشكلة الماضي والمستقبل ليست فكرية فقط، بل موضوعية ، والحاضر أكثر بوصفه مشكلة عاجلة أولا ، وما تزال بدون حل حتى اليوم ، ...وربما لزمن يطول ! يخطئ الجميع في التعامل مع الماضي والحاضر بوضوح ، ومع المستقبل أكثر _ كما نختبره بشكل مستمر ، نحن الأحياء الآن وهنا _ بصرف النظر عن الزمن والمكان . .... الماضي موجود بالأثر فقط ، هو حدث سابقا ويبتعد كل لحظة ، ربما يتلاشى . المستقبل موجود بالقوة ، لكنه يصل لاحقا . والحاضر بينهما ، شبه مجهول ، هذا هو الواقع الموضوعي منذ الأزل وإلى الأبد ، والعكس أيضا بدلالة الزمن ، منذ الأبد إلى الأزل . .... الكلام أعلاه مكثف بشكل يقارب الرمز ، وسأعمل على مناقشته وتحليله إلى أبسط الصيغ التي يمكنني الوصول إليها . 2 الواقع الموضوعي _ خلاصة 1 _ هل يمكن معرفة الواقع ، بشكل موضوعي ومحدد ؟ لمعرفة الواقع الموضوعي يلزم معرفة الزمن أولا . 2 _ هل يمكن معرفة الزمن أو الوقت ؟ لمعرفة الزمن يلزم معرفة الحاضر ، بالتلازم مع الماضي والمستقبل . 3 _ هل يمكن معرفة الحاضر ، بشكل موضوعي ودقيق ؟ .... الحاضر أو الواقع المباشر ، يمثل محصلة الماضي والمستقبل ونتيجتهما المباشرة والمستمرة . كما أنه يجسد الفاصل الموضوعي بينهما ، بالتزامن الحاضر هو مصدر الماضي والمستقبل الوحيد _ كما يؤكد معلمو التنوير الروحي ؟! لا أعرف ، ولا أحد يعرف حتى اليوم ، طبيعة الواقع الموضوعي وماهيته وحدوده ، بشكل علمي ( تجريبي أو منطقي ) . وهذا سؤال الأسئلة ، المشترك بين العلم والفلسفة ، والذي ربما يبقى بدون جواب لسنوات وقرون ؟! .... المشكلة اللغوية تتمثل بالمبالغة المزدوجة ، من حيث تعدد التسميات للشيء أو الموضوع نفسه ، أو تسمية واحدة لعدة أشياء مختلفة . بينما المغالطة اللغوية تتمثل بالسبب والنتيجة أو الغاية والوسيلة ، وخاصة التكلفة والجودة أو الشكل والمضمون ، يتعذر الفصل بين الغاية والوسيلة مثلا ... الدين وسيلة رجال الدين إلى السلطة والمال . والوطن وسيلة رجال السياسة إلى السلطة والمال . نحن جميعا نستخدم الغاية والوسيلة بشكل اعتباطي غالبا ، بعد الخمسين لأول مرة أفكر في هذه القضية بوصفها مشكلة تحتاج إلى الحل _ الشخصي أولا ثم المشترك أو الانساني _ بحسب تجربتي . .... الزمن ( أو الوقت ) يتعرف بالحياة ، يتحدد بدلالتها ويقاس بها . الحياة تتعرف بالزمن ، تتحدد بدلالته وتقاس به . وبصرف النظر عن طبيعة الزمن ، إن كان له وجوده الموضوعي والمستقل ، أم كان مجرد فكرة عقلية ابتدعها الانسان مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية _ ليتعرف بواسطتها على الحياة والحركة_ النتيجة واحدة بشأن الجدلية العكسية بين الزمن والحياة . .... ملحق 1 أعتقد أن فكرة المصلحة الفردية ، مقابل المصلحة المشتركة _ وعلى التضاد معها _ تجسد المغالطة الثقافية الأخطر والأسوأ حتى يومنا . مصلحة الفرد الإنساني ، تتحدد بدقة ووضح عبر ثلاثة مستويات : 1 _ المصلحة المباشرة . وهي أنانية بطبيعتها ، وسلبية بالعموم ، حيث تتجسد بالتمركز الذاتي . 2 _ المصلحة المتوسطة والاجتماعية . وهي صفرية بطبيعتها . 3 _ المصلحة الإنسانية والمتكاملة . .... ..... ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط _ 1
خلاصة ما سبق الوجود أو الواقع ثلاثة مستويات ، أو مراحل : _ الواقع المباشر ثلاثي البعد ( حاضر أو زمن ، حضور أو حياة ، محضر أو مكان ) . _ الواقع التكاملي ( مع الماضي والمستقبل ) . _ الواقع الموضوعي ، يتضمن ( الوجود بالأثر ، والوجود بالفعل ، والوجود بالقوة ) بالتزامن ، والترتيب مزدوج ويقبل العكس ، بدلالة الحياة أو الزمن .
1 نحن _ ومعنا النبات والحيوان _ نعيش في الحاضر فقط ، لا يمكننا العودة إلى الأمس والماضي أو القفز إلى الغد والمستقبل ، إلا بالتذكر والأثر بالنسبة للماضي أو بالتخيل والتوقع بالنسبة للمستقبل . ومع ذلك نختبر الماضي ونعرف أن المستقبل قادم ، وهذا موضع اتفاق ثقافي عالمي . كيف يمكن تفسير ذلك ؟! بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ وهي ظاهرة تجريبية تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، وليست مجرد رأي شخصي أو فكرة نظرية _ يمكن بناء تصور متكامل عن الواقع الموضوعي بأبعاده الثلاثة ، المزدوجة : المكان والزمن والحياة ، بالتزامن مع الماضي والحاضر والمستقبل . .... قبل أو يوجد الفرد الإنساني ( أنت وانا والجميع ) ، أو قبل تشكل البيضة الملقحة التي ستتحول إلى الشخصية الإنسانية الفردية ، يكون في وضع غريب ومحير . حيث يكون جسده وحياته ( المورثات ) في الزمن الماضي عبر الأسلاف _ بالتزامن _ مع ذلك يكون عمره وزمنه ( عمره الحقيقي والشخصي ) في المستقبل . وهذه الظاهرة جديرة بالاهتمام والتأمل ( اين كنت قبل أت تولد _ ين ؟ سؤال جوهري في التنوير الروحي ) . بعبارة ثانية ، قبل الولادة يكون المستقبل هو الزمن كله بالنسبة للموجود الإنساني ( الفرد ) . ومع لحظة الولادة ، يبدأ الماضي ( الجديد أو الحاضر أو المستقبل القديم ) بالتكشف دفعة واحدة . وهذه أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . الماضي الجديد هو نفسه الحاضر ، أيضا المستقبل القديم ( بدلالة الزمن ) . والعكس بدلالة الحياة : يكون المستقبل الجديد هو نفسه الحاضر ، أيضا الماضي القديم _ المتجدد . .... يمكن تخيل الحاضر على شكل جسر مزدوج بطابقين ، وفوق نهرين متوازيين . أحد النهرين يمثل الزمن ( مستقبل ، حاضر ، ماض ) ، والثاني بالعكس وهو يمثل الحياة بالتسلسل ( ماض ، حاضر مستقبل ) . أتصور أن هذا التمثيل أوضح ، وانسب ، من التصور السابق بدلالة رحلة السلمون بعكس التيار مع النهر الواحد والشلال . والآن ، لنتخيل الحاضر بشكل مقبول وواضح نحتاج إلى خطوتين بالحد الأدنى ... في الأولى يتمثل الحاضر بخط أو اثر دقيق جدا ( هو الجسر نفسه لكن بعد تصغيره ) . بينما الماضي والمستقبل يتقاسمان المشهد مناصفة . وفي المرحلة الثانية ، نتخيل الحاضر لكن بعد تكبيره إلى ثلث المشهد على الأقل . لكي تتوضح علاقة التقاء الزمن والحياة خلال الفرد الإنساني وعبره . وهي ما تزال غامضة ومجهولة بالكامل ، وفي مجال غير المفكر فيه بالعلم والفلسفة والثقافة المشتركة العالمية والمحلية على السواء . .... التصور الأول للحاضر والحضور والمحضر ، أو الواقع المباشر ، شلال ونهر مع سمك السلمون . التصور الثاني للواقع المباشر ، جسر مزدوج بطابقين على نهرين متوازيين . التصور الثالث للواقع المباشر ، سطح الكرة الأرضية يمثل ( المحضر ) ، والخارج يمثل الزمن ( الحاضر ) ، والداخل أو تحت القشرة الأرضية يمثل الحياة ( الحضور ) . 2 اللحظة أو النقطة اسن مركب بطبيعته . وهذا مصدر الغموض والركاكة الأول ، بالإضافة إلى أسباب أخرى متنوعة كالجهل بالموضوع أو التسرع بالتفسير ،...وغيرها . بدلالة الزمن ( او الحياة ) يكون للحظة والنقطة ثلاثة أنواع ( على الأقل ) . بدلالة الحياة يكون الترتيب : 1 _ لحظة الماضي 2 _ لحظة الحاضر 3 _ لحظة المستقبل . وبدلالة لزمن يكون العكس : 1 _ لحظة المستقبل 2 _ لحظة الحاضر 3 _ لحظة الماضي . والنقطة أو الذرة نفس الشيء . الواقع المباشر ( حاضر وحضور ومحضر أو زمن وحياة ومكان ) . الواقع المتكامل يكون من الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل . والواقع الموضوعي يتضمن مستويات الوجود الثلاثة ( بالقوة والفعل والأثر ) . .... الواقع المباشر دينامي ، ومركب ، بالإضافة إلى الخاصية الثنائية أو المزدوجة بين الحياة والزمن ( العكسية بطبيعتها ) . الحاضر جزء من الوقاع المباشر ويمثل الزمن ، بينما الواقع المباشر يتضمن بالإضافة إلى الحاضر الزمني ، الحضور الحي مع المحضر المكاني حركة الحضور ( الحياة ) تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر الموضوعي أو الشامل ( الواقع المباشر ) . حركة الحاضر ( الزمن ) تبدأ من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالواقع المباشر ( الحضور والمحضر والحاضر ضمن متلازمة دوما ) . في كل لحظة ينقسم الواقع المباشر إلى الحاضر ( الزمن ) ، حيث يتجه إلى الأمس والماضي ، بالتزامن ، يتجه الحضور ( الحياة ) إلى المستقبل . أما كيف ولماذا يحدث ذلك ؟! فهذه أسئلة جديدة ، ربما يتكشف بعض أجوبتها خلال البحث _ الحوار المفتوح . 3 اللحظة المزدوجة أو النقطة ، تجسد الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . نفسها اللحظة أو الساعة أو اليوم أو السنة ( أو القرن ومضاعفاته ) ، الفترة الزمنية التي تتجه ( تنتقل بالفعل ) من الحاضر إلى الماضي بطبيعتها . وعلى العكس المرحلة أو الطور ، الطفولة أو المراهقة أو الكهولة تتجه ، وتنتقل بالفعل من الحاضر إلى المستقبل . كل لحظة بداية جديدة ونهاية جديدة بالتزامن ، مزدوجة ومتعاكسة ، وتبتعدان عن الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) بنفس السرعة وعكس الاتجاه . وهذه الظاهرة يمكن ملاحظتها عبر التركيز والاستبصار . الحوار مفتوح .... .... النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ف 2 ليس الماضي مشكلة لغوية وفكرية فقط _ 2
1 المشكلة المعرفية ( المزمنة ) ليست بين الماضي والمستقبل فقط ، بل بين الحياة والزمن أولا . هي مشكلة مركبة وشديدة التعقيد لغوية وفكرية بالتزامن ، ثم تضاف إلى المشكلة الموضوعية والتي تتطلب الحل العلمي _ التجريبي_ بالطبع الذي يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن الحل الفلسفي أو المنطقي الذي أقترحه عبر هذه النظرية ، يصلح كمقدمة _ صحيحة أو منطقية بالحد الأدنى _ لعلم الزمن . .... الزمن ، أو الوجود بالقوة ، في المستقبل ويجسد الوجود بالقوة أولا ، ( وبالفعل بالدرجة الثانية ، وبالأثر بالدرجة الثالثة ) . الحياة ، أو الوجود بالأثر أولا ( وبالفعل بالدرجة الثانية ، بالأثر في المرحلة الثالثة ) ، في الماضي وتجسد الوجود بالأثر . بينما الفرد _ الحي _ الآن أو الوجود بالفعل ، يجسد متلازمة الحاضر والحضور والمحضر بالتزامن . المستقبل والزمن أكبر من اكبر شيء ، بينما الماضي والحياة يمثلان أصغر من اصغر شيء وبينهما ( بين الماضي والمستقبل ) متلازمة : الحاضر والحضور والمحضر ...أو الواقع المباشر ( حياة وزمن ومكان ، أو حضور وحاضر ومحضر ) . أعتقد أن بعض مسائل الفلسفة المزمنة ، وربما العلم أيضا ، تقبل الحل بهذه الصيغة . وطالما أن المستقبل مصدر الزمن ، يمكن اعتبارهما واحدا لا اثنين . أيضا الماضي والحياة ، حيث الماضي مصدر الحياة ، وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم . الواقع المباشر بينهما والموضوعي مجموعهما . ( هذه الفكرة جديدة ، وحتى بالنسبة لي افكر فيها لأول مرة ، بشكل جدي )... لكن تبرز مشكلة الحاضر من جديد ، وهي مشكلة لغوية ومنطقية أولا ، وأعتقد أنها تحل بسهولة نسبيا ، بعد فهم متلازمة الواقع المباشر ( الحضور والحاضر والمحضر ، أو الحاضر بالمعنى السابق والتقليدي _ حتى اليوم يتم التعبير عن المتلازمة بدلالة الزمن فقط _ للأسف هذا الخطأ المشترك ومستمر في الثقافة العالمية بلا استثناء ) . كيف سيكون الحل في المستقبل ؟ أعتقد أن الأمر يشبه الانتقال من فكرة الأرض الثابتة والمركزية ، إلى التصور الحالي _ المشترك بين العلم والفلسفة والثقافة العالمية _ وهو سيحل محل التصورات السائدة اليوم للواقع الموضوعي ، وللزمن خاصة . لكن السؤال متى ؟! هل سيبقى موقف الانكار من هذه النظرية ، طوال هذا القرن أيضا ! لا أعرف ... وحده الزمن القادم سيكشف الحقيقة الموضوعية ، آمل وأرجو أن لا يطول الانتظار . 2 كيف يمكن قراءة الفقرة السابقة ، قراءة صحيحة ومناسبة ؟! القراءة الصحيحة تعتمد التفسير والتأويل بالتزامن ، القيام بخدمة النص واستخدامه بشكل تبادلي ، ودوري ، ومتوازن . ليست العملية سهلة بالطبع ، ولا وجود لقراءة مكتملة ونهائية وتامة ( بلا نقص أو خلل ) ذلك وهم نرجسي . ( كل قراءة إساءة قراءة ) بالمقابل ، كل قراءة خطوة جديدة تقارب بالفعل نحو المعنى الحقيقي والموضوعي للنص ، أو بالعكس تبتعد . .... .... النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، القسم الثالث ف 3
تكملة الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة .... بعد تدارك الخطأ اللغوي واستبداله ، بالصيغ والجديدة المناسبة ( المصطلحات أو المفاهيم ) ، يمكن تحديد الواقع المباشر أولا ، وبعدها الانتقال إلى الواقع الموضوعي . 1 نحتاج إلى مصطلحات ( أو مفاهيم ) جديدة في العربية مثل الماضي التام ، والماضي الجديد . أيضا المستقبل التام والمستقبل الجديد ، بالإضافة إلى الواقع المباشر ( بدل الحاضر ) . لكي يتسنى لنا التعبير بسلاسة ووضوح عن الواقع المباشر ، الذي نخبره جميعا ، مع أننا نجهل مصدره ( مصادره ) وحدوده ومكوناته . .... الواقع المباشر ثلاثي البعد ( زمن وحياة ومكان ، أو حاضر وحضور ومحضر ) . وهو مزدوج بطبيعته ، ويتغير في كل لحظة ( او مضاعفاتها أو أجزائها ) بشكل ثنائي ومتعاكس ، حيث يتجدد الزمن من جهة المستقبل _ والحياة من جهة الماضي _ ويبقى المكان ( أو الاحداثية فهي أوضح ) ثابتا أو متوازنا . كيف يمكن فهم وتفسير هذه الحركة ( الدورية ) بشكل دائم ، عبر كل نقطة على سطح الأرض وبلا استثناء ؟! لحسن الحظ صار الجواب العلمي ( التجريبي والمنطقي معا ) ممكنا . .... الواقع المباشر قبل لحظة ، يمثل جزئا من الماضي التام . الواقع المباشر بعد لحظة ، يمثل جزئا من المستقبل التام . الواقع المباشر للتو ، ثلاثي البعد _ يتزايد ويتناقص بنفس الدرجة بين الحياة والزمن . لكن يبقى السؤال الأصعب ، حول طبيعة الزمن والحياة ؟! ليس الزمن مجهولا أو اكثر غموضا من الحياة نفسها ، وأعتقد أن العكس هو الصحيح . غموض الحياة يفوق غموض الزمن بدرجة على الأقل ، والسبب الحركة الذاتية للحياة . 2 الواقع المباشر بدلالة الزمن : 1 _ المستقبل التام 2 _ المستقبل القديم 3 _ الواقع المباشر ( الآني ) 4 _ الماضي الجديد 5 _ الماضي التام . والعكس تماما بدلالة الحياة : 1 _ الماضي التام 2 _ الماضي الجديد 3 _ الواقع المباشر ( الآني ) 4 _ المستقبل القديم 5 _ المستقبل التام . للتذكير ، الواقع المباشر ثلاثي البعد في الحد الأدنى ، قد يكون أكثر ، وهو البديل الصحيح عن مصطلح الحاضر . .... الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة إلى الماضي بجزئيه التام والجديد مع المستقبل بجزئيه التام والقديم . 3 أعتقد أن الصورة توضحت بالفعل ، بالنسبة لقارئ _ة فوق متوسط _ ة الحساسية والذكاء . .... الصفر والفرد مشكلة المعرفة المزمنة ، وما تزال بدون حل علمي ومتفق عليه . الصفر بديل ثالث والفرد بديل رابع أو ربما العكس هو الصحيح . ولا يوجد احتمال آخر ، خامس ، سوى كنسق أو سلسلة . وتتكرر مشكلة البداية والنهاية أو العكس ، النهاية والبداية برأي شيمبورسكا . 4 فرضية جريئة ، كنوع من التفكير بصوت مرتفع الزمن يمثل أكبر من اكبر شيء ، وربما يجسده أيضا . الحياة تمثل أصغر من أصغر شيء ، وربما تجسده أيضا . ( سأحاول مناقشة هذه الفكرة ، بشكل تفصيلي وموسع عبر الفصول القادمة ) . .... .... النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ف _ 4
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة ( خلاصة ما سبق )
1 حركة الواقع الموضوعي على مستوى الكرة الأرضية ، كفكرة وخبرة ، معروفة وليست موضع اختلاف أو جدل . ويمكن تعميمها على المستوى الكوني . المشكلة في تحديد نوع الحركة ، وسرعتها ، واتجاهها . لكن توجد مشكلة قبل ذلك ، وتتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها وماهيتها ؟! .... ما هو الزمن ؟ هذا السؤال ما يزال بدون جواب صحيح وتجريبي ، علمي أو منطقي ومتفق عليه . وقد عرضت ، خلال الجزء 1 و 2 من النظرية ، معظم المواقف السابقة من الزمن ، وخاصة مواقف الفيزيائيين الثلاثة نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ، بالإضافة إلى تصورات العديد من الشعراء والفلاسفة . وسوف أعرض موقفي الحالي _ لاحقا _ لكن بتكثيف شديد تحاشيا من التكرار ، وهو يدمج العديد من الآراء المختلفة وخاصة بين نيوتن واينشتاين ، ويمثل البديل الثالث ( يتضمن كلا الموقفين بشكل منطقي وتجريبي ) . لن أعتذر عن درجة الادعاء ، ال...صادمة لقارئ _ ة جديد _ ة . أعتبرها نوعا من التحفيز الذاتي للكتابة ، وربما تصلح في القراءة أيضا ! ما هي الحياة ؟ سؤال الحياة يحمل الزعم بمعرفة الحياة ، لكن الحقيقة غير ذلك . المشكلة المعرفية المركزية ، المشتركة والمزمنة ، في الثقافة العالمية تتمثل بالفهم المغلوط للعلاقة بين الزمن والحياة . الموقف الثقافي العالمي ، السائد ، والمشترك بين العلم والفلسفة مزدوج ، ويتذبذب بين نقيضين بشكل يشبه الموقف الديني للإنسان المعاصر . حيث يتمثل الاتجاه الغالب في اعتبار حركة الزمن هي نفسها حركة الحياة : من الماضي ، إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . أو الموقف المعاكس ، ليس له اتجاه محدد وواضح من الزمن ، ويمثله ستيفن هوكينغ . الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون شروط أو استثناء . وأما بالنسبة إلى حركة الواقع الموضوعي ، فهي مشكلة تتصل بالجدلية العكسية بين الزمن والحياة على أكثر من مستوى ، والفرق أنها أكثر تعقيدا . سأكتفي بالتمييز بين مستويين للواقع : المباشر والموضوعي . الواقع المباشر يتمثل باليوم أو الساعة ( أو الثانية وأجزائها أو القرن ومضاعفاته ) ، ويقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل ، أيضا مع مستويات الوجود الثلاثة ( الوجود بالقوة ، والوجود بالفعل ، والوجود بالأثر ) . لا أزعم التوصل إلى تعريف مكتمل للواقع الموضوعي بشكل محدد ودقيق بالطبع ، لكن ، ومن جهة مقابلة أعتقد أنني توصلت إلى نتائج مهمة ، وتتضمن بعض الأفكار الجديدة ، وربما تصلح كخطوة جديدة بالفعل في اتجاه معرفة الواقع الموضوعي ( حركته ، ومكوناته ) ؟! .... حركة الواقع الموضوعي أحد احتمالين : 1 _ حركة مفردة مصدرها الزمن ( والمستقبل ) ، الذي يتحول إلى اليوم والواقع المباشر ، ثم ينتقل بالمرحلة الثالثة إلى الأمس والماضي ( الوجود بالأثر ) . ولا تمثل الحياة في هذا المنظور ، سوى رد فعل مباشر ومعاكس على حركة الزمن . 2 _ حركة مزدوجة ، تتمثل بتيارين متوازيين ومتعاكسين : _ الحياة : تتحول من الماضي ، إلى اليوم والواقع المباشر ، ثم الغد والمستقبل . _ الزمن : يتحول من المستقبل ، إلى اليوم والمباشر ، ثم الأمس والماضي . لا يمكنني المفاضلة بين الاحتمالين . كما يوجد احتمال ثالث ، أن لا يكون للزمن وجوده الموضوعي والمستقل كالحياة والمكان . وفي هذه الحالة تكون حركة الواقع الموضوعي مفردة ، وتتجسد بنمو الحياة وتطورها ، بينما يكون الزمن مصطلحا فكريا ولغويا ، يمثل رد الفعل الموضوعي على حركة الحياة لا أكثر . لكن ، بالنسبة إلى حركة مرور الزمن ، واتجاهه خاصة ، فهي تبدأ من المستقبل والغد ، وليس من الماضي والأمس مطلقا ( هذه ظاهرة مباشرة للحوس ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . 2 اليوم ( أو الساعة أو القرن ) ظاهرة فردية ومدهشة بالفعل : من جهة كل لحظة يتغير العالم ، وبالمقابل لا جديد تحت الشمس . كلا العبارتين السابقتين صحيحة ، ومنطقية ، بالتزامن وبنفس الدرجة . كيف يمكن تفسير ذلك بشكل علمي ( تجريبي ومنطقي ) ؟! أعتقد أنني ناقشت هذه القضية ، المشكلة ، بشكل موسع وتفصيلي خلال الجزئين السابقين . بعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، يتكشف الواقع الغامض والمدهش . كل يوم : جديد ويتجدد باستمرار ، بالتزامن ، قديم ويتكرر بشكل حرفي . بدلالة الحياة ، اليوم تكرار للأمس ، والغد نسخة تتكرر مجددا بلا نهاية . بدلالة الزمن ، اليوم جديد ويختلف بالكامل عن الأمس وعن الغد أيضا . الحوار مفتوح .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث
-
ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط 4
-
ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط 3
-
ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط 2
-
ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط
-
النظرية الجديدة للزمن _ القسم الثاني ( مخطوطة )
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 النص الكامل
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 3
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 1 و2
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 1
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل مع إضاقة الواقع الموضوعي ا
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 مع فصوله بالا
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 3
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1 و2 مع الت
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 2
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1
-
أفكار جديدة 2
-
أفكار جديدة
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل مع التكملة
-
الواقع الموضوعي _ القسم 3 مع فصوله وتكملته
المزيد.....
-
قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها
...
-
فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط
...
-
حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز
...
-
قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف
...
-
أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن
...
-
اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح
...
-
بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال
...
-
أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل
...
-
بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز
...
-
الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|