عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 17:27
المحور:
الادب والفن
في صباح هذا اليوم
أكتشفت أن النهار قد غير صورته
وطيور شجرتنا بدلت أنغام تغريدها
الماء أيضا فقد طعمه المعتاد
وصار قريبا لطعم الحياة
لا بد أن الله قرر شيئا جديد
ربما حلم من أحلامه الطويلة
بدأ
كل هذا لا يعنيني
فأنا معتاد على أن لا شيء يمكنه الثبات
حتى المحال
قد يأتي يوما بلباس جديد
حاولت أن أكتشف في وجوه الناس
أثرا لهذا التغيير
كلها مثلي
لا تبالي
البعض حتى لم يدرك التغيير
والأخر منهم ذهب دون أن يسأل
نحن المبتلون دوما
باللا مبالاة
*****
في منتصف النهار تحديدا عرفت نصف السر
النصف الأخر سأعرفه بالتأكيد
ولكن متى؟
هذا السؤال المزعج
يلعب برأسي لعبة (الغميضة)...
ذهبت للنهر أغسل وجهي من صخب السؤال
والحيرة
وجدت طين النهر تغيرت ملامحه
وحتى ما فيه لم يعد يجري مثل الأمس
هناك مؤامرة
قد لا يكون ذلك من أفعال الله
ولا من أحلامه أبدا
إنها من جنون البشر
من خطايا القدر
من صميم فعل الغضب
النار البعيدة تقذف شررها على من تريد
وبالهدف
لقد عرفت الأن النصف الأخر من الجواب
الجواب السر
لقد هرم عقلي فجأة ولم يعد يستوعب تماما
حركة الوجود
وعيناي التي كانتا بالأمس تنتظر من خلف الجدار
هي الأخرى أصابها الوهن
هكذا فجأة دون تحذير سابق
أما قدماي القديمتان فقد أعتراهما النحول
كل ذلك مر سريعا
وسريعا فوق المعتاد
منذ قررت أن أهرب من خطيئة التفكير
فسقطت كجدار عاند الريح طويلا
ولكنه خر مغشيا عليه
تحت وقع الزلزال
وها أنا أمامكم
فارس كسيح
بلا جواد
وسيفي سرقه الجنود
ودرعي صار مبولة للصغار
وأشعاري القديمة يتداولها المجانين
في الطرقات
مثل أناشيد الموتى وهم يزفون
للقبور
كان كل السر سادتي
أني وصلت النهاية
مبكرا
أردد مع نفسي
ما أمرك من خسارة....
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟