أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد سلام جميل - بطاريات ( باتريات ) آبائنا المعضوضة والسياسة العراقية !














المزيد.....

بطاريات ( باتريات ) آبائنا المعضوضة والسياسة العراقية !


وليد سلام جميل
كاتب

(Waleed Salam Jameel)


الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 15:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كان آباؤنا لا يرمون البطاريات عند نفاد طاقتها ، بل يعضّونها من كل جانب ويحاولون الإستمرار بالإنتفاع منها لأطول فترة ممكنة ، أو بالأحرى يحاولون مدّها بالحياة لفترة أطول ، وإذا إنتهت ولم ينفع حتى العضّ ، المقابل للصعقة الكهربائية لإحياء المريض في المستشفيات ، يرمونها فوق السطح أو فوق الحمّام الخارجي ، لتبقى أياماً طويلة تحت الشمس تشحنها وتبثّ فيها الحياة وكأنّهم يعتقدون بما كان يعتقده أسلافنا السومريون من أنّ الشمس إله يمكنه فعل كلّ ما نعجز عنه !. تتعجب بعد أشهر عندما تنفد البطاريات الجديدة ، يأتون بالبطاريات القديمة المشمّسة كخمر معتّق لصوفيّ متجوّل ، ويضعونها في الراديو أو في الريموت كونترول بعد التّطور لتعمل من جديد ، لكنها لا تستمر طويلاً ، وقت محدود وتنفد من جديد أو لعلّها تنتحر بسببهم . من اللطيف أنّهم حينما تنفد هذه البطاريات ويفتحون الريموت كونترول لعضّها ، يجدون أنّها قد تمّ عضها بالفعل سابقاً ، فيضربون الريموت كونترول بالحائط أو بأيديهم لعله يعمل من جديد ، وهو نفس الإسلوب المستخدم حينما يُصعق شخص ما بالكهرباء ، يشبعونه ضرياً ليتجاوز الصدمة ، فتخرج شحنات الكهرباء من جسده لتستقر شحنات الصدمات النفسية في عقله ونفسه ، فتصبح المصيبة مصيبتين ، مصيبة البطارية النافدة ومصيبة الريموت كونترول المكسّر ، وبالطبع فنحن لا نلومهم لأنّ ذلك كان نتيجة سنوات الحصار الأسود على العراق ، الحصار الذي عضّ القوب والأبدان قبل البطاريات .

عاد العجوز الهرم جو بايدن إلى البيت الأبيض بعد أن غادره عندما تولى ترامب الحكم في سنة 2016 ، وبعودته شحنت كل الوجوه القديمة نفسها لتعود إلى الواجهة ، وعلى رأسهم صديق بايدن الحميم ، نوري المالكي ، الذي هنّأ الرئيس بايدن كأول سياسي عراقي مبتهج بفوزه ، ولعلّه سبق حتى زوجة بايدن في التهنئة ، فلقد شُحنت طاقته بشكل ملفت ، معلناً أنّه مستعد لحكم العراق إذا وافق الشّركاء - وتحت الشركاء ألف خط - ، ويُصدّر نفسه بأنه الوحيد القادر على إيقاف الفوضى الأمنية ، وهو بالطبع لا يقصد الميليشيات ، لأنّه من زعاماتها المكرّمة ، بل يقصد الشعب أو المتظاهرين على وجه الخصوص ، وقد نسيَ هذا الأحمق أنه سلّم ثلثي العراق لعصابات داعش ، ونسيَ عندما صعد المدرّعة معلناً أنه سيحرر الموصل في 24 ساعة ، وإذا بداعش يحاصرون بغداد ، ولولا تطوع الشيبة والشباب للدفاع عن الوطن لسقط العراق كلّه .

ليس المالكي فحسب ، بل بدأنا نرى وجوهاً عتيقة بائسة تطفو إلى السطح كالضفادع ، منها إجتماع بين رئيس مجلس الوزراء السابق الليبرالي أياد علاوي ورئيس مجلس النواب السابق الإسلامي الإخواني سليم الجبوري !. وكما نقول دائما ، إن السياسة وخاصة العراقية ، لا يوجد فيها مبادئ ، فيمكن أن يتحد القومي مع الشيوعي ، أو الشيوعي والإسلامي ، أو الليبرالي والمتشدد الإسلامي !. تناقضات لا يمكن أن تجد لها تفسيراً غير تفسيرات أهل العراق ، الذين يختصرونها بالمثل المعروف ( بين حانة ومانة ضاعت لحانة ) ، ولحية العراق تتجاذبها الرياح في كلّ إتجاه .

هذه الوجوه ما أن تجتمع أو تعيد خطاباتها حتى يشتعل العراق ، زيادة على إشتعاله المستمر فعلاً . في الأصل عندما تجتمع القوى المتعارضة أو المتناقضة ، فالمفروض أننا نتوسم من بعد إجتماعاتهم خيراً ، على الأقل شعور بالسلام ، لكن في العراق ، العكس هو ما يحصل ليحترق كلّ شيء ...
تسويق هذه الوجوه العتيقة ، سواء من قوى داخلية أو خارجية ، غير مجدٍ ، لأنها وجوه فقدت الشحن ككل البطاريات المرمية فوق السطوح تحت الشمس ، وطاقتها ما تكاد تتوهج حتى تنطفئ ، ولا خير في شحنهم من جديد ...



#وليد_سلام_جميل (هاشتاغ)       Waleed_Salam_Jameel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة البابا فرنسيس إلى العراق.. جعجعة بلا طحين!
- الحراك الشعبي التشريني ... خطوط المعركة الثلاث
- ديخ مقراطية عراقية من فرن العم سام !
- أسباب ودوافع الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا : قراءة عامة
- الحركة الطلابية: من ثورة مايو الفرنسية إلى الحركة التشرينية ...
- مصير قيادات الثورة بعد الوصول إلى السلطة: صدام حسين والخميني ...
- الإنتخابات المبكرة في العراق: الواقع والتّحديات
- البدايات والنّهايات المفتوحة!
- تظاهرات الخريجين في العراق... شمس حارقة ودولة مارقة... ما هو ...
- دولة -التغليس- والكشف العظيم!
- اصرخ يا بائس... فليحيا العدل!
- وماذا بعد إقرار قانون الإنتخابات؟!
- إلى متى ستبقى المعركة مُؤجلة؟ ألم يحن الوقت؟!...
- الحراك الشّعبي التّشريني في العراق... رؤية تنظيمية قبل فوات ...
- الحملة الوطنية لإكمال قانون الإنتخابات... ناشطون يطلقون حملة ...
- الإنتخابات البلدية في العراق: رؤية نحو بناء ديمقراطي تنافسيّ


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد سلام جميل - بطاريات ( باتريات ) آبائنا المعضوضة والسياسة العراقية !