أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية














المزيد.....

عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بقي شيء لم يقال ؟
عشر سنوات من القتل من أجل تأديب شعب اندفع عفوياً في ثورة شعبية عارمة ضدّ الظلم .
بالنسبة لي : فقدت الكثير من الأقارب و الأصدقاء ، كان الأمر مؤلماً، لكن الأكثر إيلاماً هو وضع المخطوفين و السّجناء، فهم في حالة أسوأ من الموت.
الموضوع ليس من عشرة أعوام فقط بل منذ خمسين عاماً ، فقد كان حافظ الأسد الذي تزعمّ المرحلة السّابقة قد حوّل سورية إلى كوريا الشّمالية، حتى في كتب التربية الإسلامية كان حضوره قوّياً ، كان لا يرغب أن يصبح إلهاً، بل كان يعتقد فعلاً أنّه إله. نحن أجيال ما قبل بشار الأسد كنا نشبه السبايا حيث سرق عمرنا وشبابنا ، وجعلنا نخاف من ظلالنا كي لا يفتك بنا ، وتجنباً من أن يحدث لأولادنا ما حدث لنا من سجون و إفقار. كان أغلبية المجتمع تحاول أن تدخل أولادها في اللعبة كي لا يصيبهم الضّرر، لكنّ الضّرر أصابهم ، هم أنفسهم من أصبحوا ثوّاراً في عهد بشّار الأسد فسجنهم، وسلخ جلودهم ، و أباد من تبقى من عوائلهم بالبراميل و الكيماوي .
بالنسبة لي ربما كنت عكس التّيار ، فلم يدخل أولادي حزب البعث ، و حتى أنّني تركت الحزب الشيوعي الذي كان من ضمن الجبهة، و رفاقي حصلوا على وظائف هامة ، فقد كان لهم مفاتيح من خلال الجبهة ، وكانوا يقدمون لنا الوطنيات في علب لا يجوز فتحها .
كانت سورية سجناً كبيراً ، عندما تخرج من السّجن لا تعرف ماذا يجري في العالم ، وهذ ما جرى لي ، وبخاصة بعد انتفاضة الأكراد في 12 آذار 2004 و التي وقف القومجيون العرب ضدها ، وكان يجب أن تندلع وقتها في كل أنحاء سورية حيث الظروف الدولية ربما كانت مناسبة أكثر . عندما رأيت المسيرة التي تمتد على طول الشارع الرئيسي في القامشلي شعرت بعظمة هؤلاء الفقراء الذين زحفوا مع الفجر ليعلنوا عن هويتهم ورفضهم للظلم، لكن ماذا جرى؟
ما جرى بعدها كان محزناً ، و بالنسبة لنا كعائلة تمت معاقبتنا من قبل النّظام لأنّنا كنا مساندين لتلك الانتفاضة ، فسلطوا علينا شبيحتهم من الأكراد مما جعلنا نترك القامشلي إلى غير رجعة.
كانت محطتي الأولى في الإمارات، رأيت نفسي في عالم آخر ، كما أنّني شعرت بحاجتي لا ستعادة قدراتي الأدبية حيث كنت قد تخليت عن الكتابة وحرقت جميع أوراقي . هناك تعلمت أن أبحث على جوجل، أو أعيد مقدرتي في اللغة الإبكليزية. أردت أن أعوض سنين " السجن الطوعي" في سورية، ثم فتحت نوافذ الانترنت أمامي .
في السجن يتمّ غسل الأدمغة، وقد تمّ فعلاً غسل أدمغتنا حيث سمينا الإرهاب عملاً فدائياً تماماً كما يسمي الاسلامويين الإرهابيين استشهاديين ، كانت عقولنا تغذى بالإرهاب ، حيث مطلوب منّا أن نتخلى عن غرائزنا كي نخدم الدكتاتور ، و لن أنسى موقفاً أبكاني عندما قتلت حماس، -وهي من تاج الأسد -سبعة شبّان قصّر بتهمة الخيانة ، ثم جلبت أمّ أحدهم لتدوس في بطن ابنها، وكانوا يتحركون كما الديدان، كنت أسأل نفسي : أليس هذا مراهقاً؟ ماذا لديه من معلومات ليقدمها ل" العدو"؟
ما تبقى من الشّعب السوري داخل سورية اليوم محاصر، فالحدود مغلقة، ورغيف الخبز غير متوفّر، وعندما تفقر النّاس يشعرون باستحالة قدرتهم على التّغيير ، بل يحتاجون لمدّ يد العون لهم، ويد العون لن تكون إلا بسقوط نظام الأسد، ونظام الأسد لن يسقط بالجامعة العربية، ولا الأمم المتحدة، فكلاهم مؤسستان كرتونيتان. هو يحتاج لقرار أمريكي، و أمريكا ليست مستعجلة.
الثورة مستمرة رغم أنها تبدو وكأنّها انتهت، لكنّ لن تكون نتائجها على المدى القريب ، فهناك صراع بين الإسلاموية، و القومجية، وكلاهما خطر، كلاهما أيضاً أغلبية ، ربما يحتاج الأمر لأجيال، لكن هناك جيل جديد قد يحاول التّغيير، ولا بد أن يحدث التّغيير.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يغتنون على بساطتنا
- أعتذر عن غفلتي
- عالمك الدّاخلي يخلق عالمك الخارجي
- درس في الوحدة
- وردة لي ، و أخرى لرجل محب
- وردة لي، و أخرى لرجل محبّ
- جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي
- لعبة الخاشقجي السّياسيّة
- الهيكيكوموري
- بلا كرامة منذ أكثر من ألف عام
- عزيزتي المرأة النّذلة
- الزوجات القويات اقتصاديّاً
- من تجارب النّساء -2-
- من تجارب النّساء
- إعادة التّدوير
- أهميّة وجود الأب في الأسرة
- لا تتزوّجي إرضاء للمجتمع
- أنتِ لست سلعة
- خبريات عن يوم فالنتين
- انتصار الحبّ


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. CNN حللت فيديو لحظة مقتلة وهذا ما وجدته ...
- تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
- كيف تطورت الكلاب لتلبية احتياجات البشر؟
- اكتشاف عوالم حيوانية مزدهرة تحت قاع البحر!
- بماذا سيضحي أردوغان لقبول دولته في -بريكس-؟
- خبير ألماني يتوقع تقليص الإنفاق الأوروبي على أوكرانيا
- عقب مقتل السنوار.. بلينكن يشدد لنظيريه القطري والسعودي على ض ...
- صحة غزة: 1206عائلات فلسطينية مسحت من السجل المدني خلال عام م ...
- هاريس تدافع عن سياستها.. وجمهوريون ينتقدون أداءها
- مساعدات أميركية لكييف تزامنا مع إعلان -خطة النصر- الأوكرانية ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية