محمود الرشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 17:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تتوالى الأيام تباعاً بتوقيت كوكبنا وتتناثر الأحداث كفقاعات لتخلق الزمن أو ليخلقها لا نهتم لترقبها بكامل وعينا رغم اننا مصرون أن هناك ما سيحدث في الإستمرارية من المتغير ومن المعتاد كأنه يقفز من غيبه نحو الشهادة والتجلي . منه ما يقتل ومنه ما يحيي منه ما يعكر صفو الحياة بعد أن يكون قد اشتد طغيانها في حصصها الترويضية القاسية . ما يُستساغ ونرضاه فهو جزاء ، وما لا يطاق نألفه بالتعود ، فيدخل الكل في ممارسات بنيويه أساسية وضرورية لتأثيث الحياة نفسها.
الحركة والسكون ، التعقل والجنون، وفضاء فسيح، نسبح فيه مع التيار أو ضده، ومثله داخلنا يسبح فينا نحسه ولا نراه ، غموض وعُلَب سوداء يتمحور حولهما تركيزنا حسب تعقلنا أو جنوننا، يتساءل من يتجرأ، ويتأمل المتميز الحائر عن محتواها، لعلها تتضمن شفاء ومفتاحا لفك رموز أسئلته. علب ، يصعب حتى مسكها ، يحملها الأثير نأمل تكسير جدرانها أو اختراقها على الأقل بوسائل من وسط عبقرية الغموض عينه. أو بأشعة بصيرتنا التي نزكيها لنزكي أنفسنا رغم بدائيتها.
نرى خارجنا ولا نغوص نحو أعماقنا لنشحد القوى الحقيقية للفهم ولنستغل الطاقات الكامنة فينا، تلك القدرات التي ربما ضَمُرَت عندما غارت وظيفتها أو هُجِّنَت لتنضاف لتقوية مجال آخر.
وفَّرْنا في مجالات مادية حلولا لمشاكل كانت بغموضها حجاباً سميكاً يفصلنا عن قبسات علمية تنقشع كأنها لوحدها تكشف عن سرها لمن يرغب ولمن لا يهتم يبدو وكما لو انها بويضة خصبها القدر خارج تفكيرنا فقفزت لحُضْن العقل تدغدغه حتى يحنو وينسى أنه فقط تبناها ولم تكن من صلبه. كان شغوفا بالمتمنع من غيرها والبحث فيما سواها. الطبيعة تَهَبُ عندما تشاء لمن تشاء. كرمها كبخلها توأمان تسخرهما بطبيعتها لطبيعتها في النافع لدوامها ولو كان دمارا في ظاهره. دمارا بالنسبة لواهم يمركز نفسه خارج صُلبها
في الغالب إراداتنا أو على الأرجح مصالحنا أو خوفنا الذي يَنْحَتُ بأدوات ضُعْفِنا تمثالاً ضخماً لِقوة لا نَمْلِكُها ونسْتَعْرِضُها هيْكلاً ودِرْعاً لنا.
#محمود_الرشيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟