|
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 9
خالد كروم
الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 08:23
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقـــــــــــدمـــــــــــة:-
اختراع رياضيات الجبر قضية حتمية للبشر ولأي كائنات عاقلة فاللغة هي رموز صوتية ..وقد تكون الكتابة عامل مساعد بواسطة ..( التشيّؤ )..على التفكير حول هيكل اللغة .. وبالتالي انتزاع عملية الترميز لوحدها واستخدامها...(Meta-language)... التفكير وإدراك ماهية اللغة ..(Syphering - Coding )..ترميز ..(Reification )..التشيّؤ ...
والتشيّؤ معناه أن تعتبرين كيان نظري شيء ...الكتاب مثلا كيان نظريلكن ان تعتبريه مجرد حبر واوراق ..شيء ..بنفس الشاكلة البشر اعتبارهم عبيد هو بالحقيقة اعتبارهم أشياء...الفروق بين الارقام تشبه الفواصل الزمنية...هذه الفروق ايضا تشبه المسافات بين الاماكن..ومن هذه الفروقات نشأت الموسيقى... والتي هي توالي مسافات رقمية..اشعر وكأن الرياضيات هي ايقاع هذه عملية التفكير ..والجبر هو احد تجليات الرياضيات..؟!
ومن المحتمل أن يكون اكتشاف رياضيات الجبر بسبب التفعيلة في شعر العرب وليس لتقسيم حُصص الإرث وفقا للشريعة الإسلامية فأوزان الفعل هي ليست سوى ترميز جَبري، فعل = س ص ع ..؟! الاحتمالية عالية .. ولادة ..( الخوارزمي ).. مؤسس الجبر كانت عشر سنوات قبل وفاة ..(الفراهيدي ).. مؤسس علم العروض للشعر .. والإثنان كانا في العراق لذلك تدفق الفكرة ممكن و سبق أوزان الفعل للجبر يشير لذلك ...
والتأثير قد يكون في الوعي التحتي أي غير مباشر تماما ...فممارسة التفكير في الأوزان الفعلية يحتوي على افتراض او ترميز للصوت والجبر بحد ذاته هو ليس سوى ترميز مع فهم لعلاقات الرموز في معادلات..هذه العقلية متطابقة مع فكرة سالزمن ..(Salzman - "أنا اعرف نفسي بعد أن أعرف عدوي" ..!)..أو عدوي يحدد من أنا الغرب كعدو يؤدي للاهتمام بما هو ضد أو أداة للإدانة ...
الجبر موجود اقدم مما تذكره كتب التاريخ...قبل الاسلام كانت ..(الساسانية).. هما قطبي العلوم في العالم.. والرياضيات كانت من اكثر العلوم تطورا في حينها...في الغزو الاسلامي للعراق تم احراق كل الكتب العلمية تماما".. في حين بقيت كتب اليونان.. ووصل لنا الكثير منها مثل التكامل ..(integration).. وانظمة حسابات المساحة بين الخطوط غير المنتظمة .. (trpezium rule).. والنظرية الاشهر ..(فيثاغورس)...
الكتاب قبل اكثر من الف سنة لم يكن هو نفس كتاب اليوم.. بحيث كل طالب يحمل نسخة للبيت مثلما شاع بعد اختراع الطابعة...الكتاب كان مجرد توثيق للفكرة اللي يتم تعليمها.. وهو بمثابة جمع للرؤى لاستخدامها كمرجع في الدراسة... لذلك كان من الطبيعي ان تستمر العلوم بعد حرق الكتب ويتم تناقلها...واهم الكتب المقدسة والملاحم الخالدة لم تكتن حتى تكتب بكتاب .. وانما كانت مجرد محفوظات شفوية.. مثل القران والشاهنامة وقصص عنتر بن شداد ..؟!
المهابهاراتا وجلجامش ...؟!
إن أكثر المسائل تعقيدا بالنسبة للباحث المبتدئ .. أو الطالب بصفة عامة هو كيفية ممارسة المنهج البحثي .. مثلا كيفية تطبيق المنهج المقارن أو البنيوي أو الوظيفي في عملية البحث الانثربولوجي .. بل حتى اختيار المنهج المناسب لموضوع ما أي أن موضوعي هذا يقتضي مثلا المنهج البنيوي أكثر من حاجته للمقارن ..أما بالنسبة لتكامل المناهج في دراسة الأساطير .. فهل يمكن بلورة منهج واحد تحت اسم ..( ما بين الفرعي ).. أي منهج يجمع بين المقارنة والبنيوية والوظيفية في دراسة واحدة..
تقول الحكايات الأسطورية الدينية لشعوب ما قبل الإنكا أن النجوم مسكونة ...وأن الآلهة كانت تأتي اليهم من برج الثريا ... وتقدم الكتابات المسمارية السومرية والآشورية والبابلية وشعب كيمت الفرعوني القديم نفس الصورة دائمة كانت ..( الآلهة تأتي من النجوم وتعود إليها وترحل السماء في سفن نارية أو في قوارب )... وكانت تمتلك أسلحة مرعبة وكانت تعد أبناء البشر بالخلود...
لذا لن نفاجأ عندما نعرف من الرامايانا أن الشيمانات ..Vimanas ().. أي الآلات الطائرة .. كانت تسير بسرعات هائلة مستعينة بالزئبق والريح ذات قوة الدفع الهائلة ... لقد كان بمقدور الشيمانات أن تقطع مسافات شاسعة وأن تنطلق الى الأمام وإلى الأعلى والأسفل .. يا لها من عربات فضاء ذات قدرة على المناورة تثير الحسد ..وإليكم هذا المقتطف من ترجمة:- ن .دوت لعام ۱۸۹۱ : - ( بامر من راما صعدت العرية العجيبة الى جبل من السحاب محدثة هديرة هائلا" ) ولا يسعنا إلا أن نلاحظ ورود ذكر الجسم الطائر مرة أخرى .. لا بل إن الراوي يتحدث عن هدير هائل ...
لماذا تستخدم المقارنة.. ؟ لنأخذ على سبيل المثال أسطورة عند أحد الشعوب.. هل يمكن نسبة هذه الأسطورة لذلك الشعب..؟ هل يمكنني التسليم أن هذا الشعب هو من قام بتأليفها..؟ نعم... لكن إذا وجدت تلك الأسطورة عند شعوب أخرى.. فلا يمكنني التسليم بذلك.. إنها قضية أخرى.. لا يمكنني أن أحدد من بين كل الشعوب التي أقارن بينها من قام بتألف الأسطورة... أن أسطورة ..( "أورفيوس " ).. التي توجد في الأساطير اليونانية القديمة -أنا أتحدث عن أسطورة ..( "أورفيوس " ).. الذي يسافر إلى العالم السفلي .. ( جهنم ).. والتي عرفت مؤخرا وتم اقتباسها في أماكن مختلفة في أوروبا- هذه الأسطورة مجهولة خارج اليونان في أوربا.. وبالمقابل هي معروفة لدى كل شعوب أمريكا الشمالية التي كان لها في ما مضى رواية ما لتلك الأسطورة...
لو كانت أسطورة ..( "أورفيوس " ).. اليونانية معزولة لقلنا أن الإغريق هم من تخيل تلك الحكاية.. لكن مع انتشارها في كل الشمال الأمريكي يطرح السؤال بطريقة مختلفة كيف... ؟ لا أعلم شيئا على الإطلاق...؟؟!! لا يتمثل كتابتي في إعطاء أجوبة في الحال.. لكنه يتمثل في الملاحظة.... في البداية علي أن ألاحظ أن هذه الأسطورة لم يتخيلها الإغريق.. ولم يتخيلها شعب من شعوب أمريكا الشمالية الذي هم جيران بطبيعة الحال.. ومن المؤكد أن الحكاية تم تناقلها بينهم.. وهذه الملاحظات تمنع أن يتم نسبة أسطورة ما لشعب لم يكن هو من ابتكرها...
ميزة المقارنة حسب ديميزيل هي أنها تساهم في صنع التاريخ إن مقارنة أساطير ..( كيمت - والهند - والفرس - والجرمان - والإغريق ).. وغيرها تسمح بتكوين تاريخ لهذه الحكايات.. وكيف حصلت التغيرات التي مستها.. وما كان يهم ديميزيل هو تأسيس علم أساطير هندية أوربية... بمعنى أننا هنا بصدد وجهة نظر تاريخية بالأساس.. حتى لو كانت الأدوات التي وضعت لخدمة التاريخ ذات طبيعة فيلولوجية أو لسانية...
وهنا اقوم بسرد عن حكاية الأسطورة اليونانية أن الإله ..( بروميثيوس ).. أحب الإنسان كثيرا وأشفق عليه.. لِما قُضي عليه من خوف وذل وأمل عقيم، فسرق النار الإلهية.. نار المعرفة.. ومنحها لبنى الإنسان، فكان عقابه الأبدي أن شده كبير الآلهة.. بالأغلال الفولاذية التى لا يمكن تحطيمها إلى صخرة مرتفعة.. ذات نتوءات بارزة، تُطل على ماء المحيط..
وأطلق عليه النسور تنهش جلده.. وكلما طلع الصباح كساه جلدا جديدا لتطعم به النسور.. ! عذاب أبدى شاركت المارد المُعذب فيه كل عناصر الطبيعة... ! بيد أن كبير الآلهة لم يكفه من ..( بروميثيوس ).. كل هذا العذاب الجسدي.. فأرسل إليه وفدا من ربات الانتقام يعذبنه.. ! فبروميثيوس ككل الأبطال له روح قوية لا تكسرها الآلام الجسدية.. ولكن يكسرها أن تُفجع فى الفكرة التى تمثلها..!
تلك هى أسطورة بروميثيوس، أوردتها فى بداية المقال.. لارتباطها المُلهم بموضوعه.. وهو الحضارة الغربية...فالغرب يحلو له دوما أن يرى نفسه بروميثيا.. نسبة إلى الإله اليوناني بروميثيوس الذى سرق نار المعرفة من الآلهة ليعطيها إلى البشر.. ! والغرب يحلو له أيضا أن يرى الحضارات الأخرى غير بروميثية..!
لأنني أتعامل مع النقد بجدية شديدة.. تصل إلى درجة الإيمان بأنه حتى في خضم معركة يقف فيها الفرد..بجانب أحد أطرافها.. يجب أن يكون هناك نقد ذاتي... فلابد من وجود وعي نقدي.. كي تكون هناك قضايا ومشاكل وقيم وحتى حيوات نناضل من أجلها...من هنا كيف يمكن للراوي أن يعطي أوصافة تفترض مسبقا" على الأقل .. وجود فكرة عن الصواريخ ووجود معرفة بأن مثل هذه المركبة يمكن أن تمتطي شعاعة وتسبب هديرة مخيفة ..؟
وحتى المخيلة نفسها تحتاج الى شيء ما تنطلق منه ..إن ..( اریونا ).. بطل المهابهاراتا .. مثل ..( جلجامش ).. يقطع مسيرة طويلة لكي يبحث عن الآلهة ويسألهم عن الأسلحة.. وعندما يعاشر أريونا على الآلهة بعد الكثير من المخاطرات والمغامرات يقوم سيد السماء ..( اندرا ).. وزوجته ..( ساكي )..باستقباله استقبالا خاصة أمام جمهور قليل ..
ففي ..( السامسابتا كابادا ).. يوجد تمييز بين العربات التي تطير.. وتلك التي لا يمكنها أن تطير ..وعن التاريخ الشخصي الحميم لكونتي الغازية التي لم تكتف باستقبال إله الشمس .. بل أنجبت منه ولدا يفترض به أن يكون مشعة كالشمس ذاتها...ولما كانت كونتي خائفة حتى في تلك الأيام من السقوط في العار ..فقد وضعت الطفل في سلة صغيرة ورمتها في النهر..
ووأنا بصدد اختبار مدى صحة زعم اليهودية وقصة موسي الطفل وحضارته.. وعدم بروميثية اليهودية لجميع الحضارات الأخرى..! لقناعتى بعدم اختلاف مفهوم الحضارة كثيرا عن نظيره الخاص بالثقافة ..وسوف تظل الحضارة هي أعلى تجمع ثقافي من البشر.. وأعرض مستوى من الهوية الثقافية يمكن أن يُميز الإنسان عن الأنواع الأخرى.. الحضارة التي ينتمي إليها المرء هي أعرض مستوى...؟!
وقد تضم الحضارات عددا كبيرا" من البشر مثل الحضارة الصينية.. أو عددا قليلا مثل الكاريبي الأنجلوفوني...فعلى مدى التاريخ وُجدت جماعات صغيرة كثيرة ذات ثقافات مائزة .. وتفتقر إلى معين ثقافي أوسع لهويتها.. لذلك قامت الديانات الإبراهيمية بأنها مختلفة عن الحضارات القديمة وهي مضادة لها ..؟ لذلك قامت بتكفير كل الحضارات القديمة التي تعرفها وهما حضارة ..( كيمت الفرعونية - وبلاد الرافدين )...كخطوة على طريق اختبار البروميثية المزعومة لتلك الإديان الإبراهيمية البشرية ..!!
تلك العوالم للإديان الإبراهيمية البشرية لن تُنجز تقدما إلا بقدر ما سوف تقبل الاقتداء بإشخاص هم فى الأصل لا اصل لهم ولا تاريخ .. وليس معروفين للحضارات القديمة سوي إنهم مجرد أسماء صنعوها بإيديهم ... لأن أوضاعها المتردية تعود إلى تحكم ثقافات رجعية ... ( الصناعات للإلة البشرية ) .. ويجدر بها التخلى عنها إن أستطاعوا ..!
ومن هنا يجب نقل الشعوب إلى مرحلة جديدة من لكشف التاريخ المحرم لدي الإديان الإبراهيمية ...فإن التطورات الحاسمة التى تحكم على مصير الانسانية كلها هى تلك التطورات التى تحدث الان فى العالم لكشف الغاز الحضارات القديمة التي أختفت فجأة ولا يوجد مبرر مقنع لأختفاء هؤلاء جميعا" ...
فعندما نتحدث عن ما ..( كونتي )..قامت امرأة من طائفة السوتا تدعي اوهيراتا بانتشال السلة والطفل من الماء.. وتعهدت بتربية الطفل الرضيع بنفسها ...حقا" إنها لقصة يصعب ذكرها لو لم تكن متميزة جدا مثلما قصة ..( موسى ).. ومع ذلك ثمة إشارة أخرى إلى إخصاب البشر بواسطة الآلهة ...
فهما لا يقابلان ..( اريونا الشجاع ).. في أي مكان بعينه .. بل في مركبة حربية ثقيلة وحتى أنهما يدعوانه الى السفر برفقتهما الى السماء..!! وتوجد في ..( المهابهاراتا ).. معطيات رقمية من الدقة بحيث يتولد لدى المرء انطباع بأن المؤلف كان يدون المعلومات من مصدرها المباشر ..فهو في حالة مفعمة بالخيبة والاشمئزاز يصف سلاحا قادرا على قتل كل المحاربين الذين يرتدون الثياب المعدنية على أجسامهم ..
أما الحوادث البارزة التى ظهرت فى المناطق الأخرى على الأرض.. فلا تعدو كونها انعكاسات لصعوبة شق الطريق نحو التغريب ..( التزوير فى التاريخ ).. الذى لا مفر منه .. ! وبالرغم من أن الكثيرين من غير اصحاب الإديان الإبراهيمية ينظرون إلى هذه الحوادث على أنها تمثل خطوات جذرية تتجاوز حدود العالم المعاصر.. إلا أن هذه الادعاءات غير صحيحة ..!فالواقع هو أن هذه الانجازات لم تتجاوز ولن تتجاوز حدود ما حققته الحضارات القديمة ..!
تلك صورة موجزة وبديهية للطرح المُعلن لمركزية ...( القصص الخرافية للإديان الإبراهيمية ).. وعلى ما يظهر لو علم المحاربون بتأثير هذا السلاح في حينه ... لمترقوا كل المعدات المعدنية التي كانوا يرتدونها ولقفزوا الى النهر وغسلوا أنفسهم وكل شيء يلمسونه دونما سبب .. كما يقول المؤلف .. لأن السلاح كان يؤدي الى تساقط الشعر والأظافر ..إن كل الكائنات الحية قد أصيبت بالشحوب والضعف كما يقول الراوي متحسرة وفي الكتاب الثامن نلتقي باندرا في مركبته السماوية النفاثة ..
أن تتطور التاريخ الانسانى لا يعدو كونه نتاجا لصراع ثقافي معقد .. أطرافه الذات الأنسنية والذات الدينية والآخر.. ! أقول صراعا ثقافيا" استنادا لتعريف ..( إليوت ).. للثقافة بأنها طريقة شاملة للحياة...صراعا معقدا" لتعدد جبهاته وتداخلها .. هو صراع مؤلم.. لا يتورع الآخر فيه عن استخدام فيه الإسلحة لتدمير البشرية جميعا" ..
فعندما نعود الى ..( بوديستيرا )...فمن بين كل أفراد الجنس البشري تم اختيار ..( بوديستيرا ).. باعتباره الوحيد الذي يجوز له دخول السماء بجسده الفاني ... وهنا أيضا نجد أن التوازي مع قصص ..(انوك وابليا ).. لا يمكن تجاهله ..وفي نفس الكتاب الذي قد يكون أول وصف لإسقاط ..( القنبلة الهيدروجينية ).. روي أن ..( الغورخا ).. قد أفلتت قذيفة منفردة على المدينة الثلاثية .. وقد حدث هذا الإسقاط من فيمانا جبارة...
وترد في سياق السرد مفردات تبقى عالقة في الذاكرة من وصف شاهد عيان لتفجير أول قنبلة هيدروجينية في بيكيني ..( دخان متقد حتى الابيضاض أسطع من الشمس بالف مرة ارتفع في الجو بتوهج خارق حول المدينة الى رماد )... وعندما هبطت ..( الفورخا ).. مرة أخرى كانت العربية مثل كتلة متوهجة من الانتموان وكخدمة للفلاسفة يجب أن أذكر هنا أن..( المهابهاراتا ).. تقول بأن الزمن هو بذرة الكون ..
نجد هنا أسطورة ..( إنليل ).. في تصوير خلق الشمس والقمروالنجوم والكواكب الذي تولد بين السماء والأرض...أما أسلحة مردوخ التي تمكن بها من تيامت.. وفصل السماء عن الأرض مـن جسـدها.. فأهمها أسلحة الريح بأنواعها المختلفة .. الرياح السبع التي خلـق ليعصـف بهـا أعمـاق تيامت ..فما هي تيامت ؟ إنها المياه البدئية.. أو الغمر التي خلقت منها السماوات..
وفي هذه الأساطيرنجد عناصر مشتركة مع الأساطير الأخرى في تصـويرها لنشـأة الكون .. مثل التي انبثق عنها التكوين .. وظهر النوروظهرت الحياة وظهر النظام بفعل آلهة..( تترا - أو النيترو الآلهة النجمية).. فى كيمت القديمة ..الإله الشمس ..( رع )..ظهر من المياه الهيولية ..( نون )..بصورة ..( آتوم) ..والإله ..(آمون )..الذي عمـل على تحريك.. ( ولا أب ولا أم له ).. وهو الإله الهوائي الذي ظهـر منـه الخلق.. وإنه خفي لا شكل الوجود كله..
وإذا أتجهنا نحو أساطير الهند القديمة.. لا نجد فرقا موضوعيا".. فالعناصر الأساسية فـي التكوين حاضرة.. فلم يكن ثمة شيء في البدء..( لا الشمس - ولا القمر - ولا الكواكب).. كانت الميـاه تملأ المكان اللامحدود كله .. وكانت هذه قد ظهرت في الخراب الكوني الأول .. الذي استقر ساكنا" دون حركة..
لذا كتابي ..( التيبت - تانيتوا وكانيتوا )..يذكران أيضا الآلات الطائرة التي تعود الى ما قبل التاريخ ..والتي كانوا يسمونها الآلى السماء.. ويؤكد الكتابان على نحو معبر أن هذه المعرفة سرية وغير متاحة لعامة الناس ... في السمارانغاتا سوترادارا تخصص فصول بكاملها لوصف السفن الجوية التي كانت أذيالها تطلق النار والزئبق..
إن ..( نار )..في النصوص القديمة لا يمكن أن تعني النار المشتعلة .. وذلك لأنه يتم وصف أربعين نوعا مختلفة من النار .. وأهمها تلك المتعلقة بالظواهر الكهربائية والمغناطيسية.. ومن الصعب أن نصدق أن الشعوب القديمة كانت تعرف أنه يمكن الحصول على الطاقة من ومع ذلك .. يجب المعادن الثقيلة والكيفية التي يتم بها ذلك...ألا نستخف بالنصوص السنسكريتية ونستبعدها باعتبارها مجرد اساطير ..
ذلك هو تفسيرى لعدم خلو الطرح المُعلن للمركزية للإديان الإبراهيمية فى شرح قصصها الخرافية ... من بروميثية واضحة ... ولكونه يشي فى مجمله بإيمان أصحاب الإديان الإبراهيمية بتفوقهم الحقيقي.. وامتلاكهم مفاهيم ذات مغزى عالمي تُخاطب البشر بكليته... وكذا ايمانهم بأنهم اصحاب الدين الإول الذي فتح العالم على أيديهم يُعتبر خطوة غير بروميثية... ترمى للتنوير ونشر الدين والمعرفة... وتنقل الشعوب غير المؤمنة بالله والإديان إلى مرحلة جديدة من التاريخ.. لابد أن تؤدي بتلك الشعوب المتخلفة إلى اللحاق بالمستوى اليهودي الأعلى..!
نعود مرة أخري لذكر ما حدث فى الحضارات القديمة .. ولذلك فإن العدد الهائل من المقاطع المقتطفة من النصوص القديمة التي سبق ذكرها تحول الشك الى يقين بأن البشر قد التقوا بالآلهة في العصور القديمة ... ونحن لسنا بصدد الخوض أبعد من ذلك في الأسلوب القديم الذي لايزال الباحثون لسوء الحظ يتمسكون به ..هذا لا يوجد تلك أخطاء في الترجمة.. تلك مبالغات وهمية من قبل المؤلف أو الناسخ ..لابد لنا من استخدام فرضية عمل جديدة لنكتسب فرضية قائمة على المعارف التكنولوجية لعصرنا .. ولإلقاء الضوء على الحجاب الكثيف الذي يقبع ماضينا خلفه ..
وكما أن ظاهرة المراكب الفضائية في الماضي السحيق قابلة للتفسير .. كذلك ثمة تفسير مقبول ظاهرية للأسلحة الرهيبة التي استخدمتها الآلهة مرة واحدة على الأقل في تلك الأيام والتي يرد وصفها من حين لآخر ..وهذا مقطع من المهابهاراتا سيدفعنا بالتأكيد الى المزيد من التفكير ..حدث كما لو أن العناصرقد أفلتت من عقالها فالشمس تغزل حول نفسها .. والعالم يترنح من الحمى مسفوعة بحرارة السلاح الساطعة الملتهبة..
اندلعت النار في الفيلة واصبحت تعدو تحت تأثير الحرارة مسعورة ذهابا وايابا تستجير من الألم الرهيب ... واصبح الماء يغلي ونفقت الحيوانات وانسحق الأعداء.. وجعل اتقاد الوميض الأشجار تتساقط تباعا كان حريق شب في غابة..واصبحت الفيلة تصدر أصوات مرعبة وغاصت في الأرض صريعة على مساحة شاسعة من الأرض ...
وأما الخيول وعربات الحرب واصبحت تشتعل وكان المشهد يبدو كانه نهاية حريق هائل ..؟! فدمرت آلاف العربات ثم خيم على البحرصمت عميق ... وبدأت الرياح تهب والأرض تسطع لقد كان مشهد مرعبا وكانت جثث الموتى قد تشوهت بفعل الحرارة الرهيبة الى درجة انها لم تعد تشبه الكائنات البشرية ..
لم يسبق لنا أبدا أن راينا مثل هذا السلاح المروع ولم يسبق لنا أبدا أن سمعنا بهذا السلاح..(C.Roya , Drona Parva 1889 ).. وتستمر الحكاية في وصفها فتقول ان اولئك الذين نجوا بجلدهم قاموا بغسل أجسامهم ومعداتهم وأسلحتهم لأن كل شيء كان ملوثا بنفس الآلهة المميت...؟ فما الذي تقوله في ملحمة جلجامش ... ؟ هل أصبتم بالنفس العام للوحش السماوي...
وجد البرتو تولي .. رئيس الجناح المصري في متحف الفاتيكان كسرة من نص بعود الى عهد ..( تحوتمس الثالث ).. الذي عاش منذ حوالي ..( 1500ق.م ).. وهذه الكسرة تروي حكاية مفادها أن النساخين شاهدوا كرة من النار تهبط من السماء ..وأن لهب هذه الكرة كان ذا رائحة كريهة...بقي تحوتمس وجنوده يراقبون هذا المشهد الى أن ارتفعت كرة النار في اتجاه الجنوب واختفت عن الأنظار...
فما الذي تقوله المهابهاراتاه ..( الزمن بذرة الكون في ممفيس قام الإله بتاه ..(Ptah ).. بتسليم الملك مخططين لكيفية احتفال بالذكرى السنوية لاعتلاء العرش ... وأمره بأن يحتفل بهذه المناسبة لمدة ست سنوات في كل مئة ألف عام .. هل من حاجة لأن أضيف أنه عندما جاء الإله بتاه لإعطاء المخططات للملك ...؟ إنما ظهر في عرية سماوية براقة ثم اختفى في الأفق مستقلا هذه العربة ..
حتي أننا نشاهد فى مقبرة عظماء .. بانثيون الكيمتي تثير الحيرة تماما" فالنصوص القديمة الشعب النيل تحكي لنا أيضا عن كائنات جبارة كانت تخترق السماء بالسفن ... وثمة نص مسماري موجه إلى إله الشمس الآلهة اليترو ..( رع ).. يقول :- انت يا من تتزاوج تحت النجوم والقمر ... انت يا من تجر سفينة آتن في السماء ... وعلى الأرض كالنجوم التي تدور دونما توقف ونجوم القطب التي لا تغيبه ...
ونقش آخر من هرم يقول :- انت يا من يهدي عربة الشمس لملايين السنوات ...وحتى لو كان قدماء الرياضين في كيمت القديمة متقدمين جدا" ... فمن الغريب أن يتكلموا عن ملايين السنوات في معرض حديثهم عن النجوم والمركبة السماوية...
وفي يومنا هذا مازال بإمكاننا أن نعثر على صور للشمس المجنحة... وتماثيل لنسر محلق يحمل شارة الخلود والحياة الأبدية على أبواب ومعابد إدفو ... وليس من مكان معروف في العالم تحفظ فيه مثل هذه الصور التي لا حصر لها التي تمثل أشكالا للآلهة المجنحة كما محفوظة في إن كل السواح يعرفون جزيرة الفيلة ..( Island of Elephantine ).. والتي تحتوي على مقياس النيل الشهير في أسوان...
وتدعى هذه الجزيرة بهذا الاسم حتى في أقدم النصوص لأنه كان يعتقد أنها تشبه الفيل ... ولقد كانت النصوص صائبة تماما"... فالجزيرة تبدو مثل الفيل...ولكن كيف تسني لقدماء شعب كيمت أن يعرفوا ذلك إذا كان هذا الشكل لا يمكن تمييزه إلا من طائرة على ارتفاع شاهق ... وحيث لا توجد أية هضبة مطلة على الجزيرة من شأنها أن تتيح المجال لأي مخلوق لأن يتوصل الى مثل هذا التشبيه...
فهناك الكثير من الظواهر والأسئلة التى حيرت الشعوب قديما" .. مثل أصل النار والشكل الذى جاء به مختلف أنواع الحيوان والنبات .. من أين تأتى الشمس.. ؟ وما هى هذه الشمس.. ؟ البرق والرعد - طبيعة الموت .. وغير ذلك الكثير والكثير من الأسئلة التى كان القدامى يحكون عنها فى الأساطير...
لذلك نجد كل النصوص التي استشهدنا بها يعود تاريخها الى الاف السنين ... وإن مؤلفيها قد عاشوا على قارات مختلفة وكانوا ينتمون الى حضارات وديانات مختلفة فلم يكن يوجد مراسلون متخصصون لنشر الأخبار في تلك الأيام ولم تكن الرحلات بين القارات حدثا يومية عادية ...ومع ذلك نجد أن المصادر التاريخية تروي نفس القصة من أركان الدنيا الأربعة ومن مصادر لا حصر لها...فهل كان لجميع مؤلفيها نفس الهاجس الذي كان يستحوذ على تفكيرهم ؟ وهل كانت تنتابهم جميعا نفس الظاهرة ..؟
من المستحيل ومن غير المعقول أن تكون تواريخ ..( حضارة كيمت الفرعونية - والمهابهاراتا والتوراة وجلجامش والاسكيمو والهنود الحمر والاسنكدينافيين )... وغيرها من المصادر التاريخية الكثيرة تروي نفس القصة عن الآلهة الطائرة والعربات السماوية والكوارث المخيفة المتعلقة بهذه الظهورات بمحض الصدفة ودونما اساس .. من غير الممكن ان يكون لهذه الشعوب نفس الأفكار على امتداد العالم..
إن النصوص المتماثلة تقريبة لا يمكن أن تصدر إلا عن حقائق واحدة ..؟! أي عن أحداث ماقبل التاريخ ... لقد وصفت هذه النصوص ما كان بالإمكان رؤيته ... ومن الواضح أن ذاك الحدث من غير الممكن أن يكون قد تم اختلاقه في أماكن عديدة جديدة وفي عصور مختلفة..
لقد كان الكاهن المصري القديم يدخل حجرة قُدس الأقداس أو ما كانت تُعرَف بـ.. (جسر جسرو).. في المعبد وقد غشيه الظلام لأن الشموع قد انطفأت فيستبدلهن .. وينشر النور في الحُجرة المُظلمة.. . يفضي الكاهن بعد ذلك إلى الناووس فيكسر الختم ويشد المزلاج ليفتحه ... فيمثل هذا إنتصاراً على الإله النيترو ..( "ست" ).. إله الظلام والليل والعالم السفلي...
العدو الأبدي لإله الشمس والنور والضياء خلال الليل الألهة النيترو ..( أوزير - أوزيريس - أوزوريس )... وكلمة (خونس - خونسو إله القمر بالتبادل)... والد الإله النيترو ..( حور أو حوروس - رع إله الشمس ).. والنور والضياء خلال الظهيرة أو النهار ...وهي الطقس أو المُمارسة التي انتهت بما يعرف بـ ..("سبت النور" )..في الكنائس المسيحية والتي لا تزال تمارس حتى اليوم ...
بعد ذلك يفتح الكاهن الأبواب ويكشف عن التمثال في داخل الناووس ... ويقوم بالصلاة مُرخياً ذراعيه على جانبيه في خضوع وخشوع تام وإحترام قُدسي مُهيب مُكرّراَ دعاءه أربع 4 مرات ليبلغ جميع إتجاهات المعمورة الأربعة..."إنني أمَجّد جلالتك .. بتلك الكلمات المُختارَة ..بصلوات تزيد من جلالك .. في أسمائك العُظمى ..وفي تجلّيك المُقَدَّس .. الذي أشرقتَ به أوّل أيام الدّنيا" ... !
وفيما يلي إليكم نص صلاة إله الشمس الألهة النيترو ..( أمِن أو أمون - أتوم- أتون - أوزوريس- حور- رع أو حوروس ... (المسيح لاحقا" )... التي كانت تُتلى صُبحاً وعشية في قُدس أقداس جميع معابد مصر القديمة - أصل طقس سبت النور في الكنائس الأرثوذكسية:
فمن هو الألهة النيترو ..( أمِن - أمون - آمين Amun / Amon / Amn ؟! )...هو إله الحياة و خالق الكون في الأساطير لشعب كيمت القدماء .... ويقرَأ الإسم بالهيروغليفية ..(Amn )..اللقب:..( خالق الكون و الحياة.).. الزوجة: أمونت أو الإلهة موط / موت ..( Mut - Maut - Mout ).. وفقاً للثالوث المقدس... الأبناء: إله القمر خونسو ..(Khonsu )..
في العقيدة الكمتية القديمة نجد أن إله القمر هو إبن إله الشمس كبير الآلهة.. وفي أسطورة إله الشمس حور أو حوروس ... (س هي اللاحقة اليونانية لآواخر الأسماء المذكرة) .. المسيح نرى أنه هو إبن إله الشمس أوزيريس بعكس المُعتقدات الرافدينية والكنعانية حيث نجد أن إله الشمس هو إبن إله القمر كبير الآلهة)...
فأمِن / أمين / أمون هو إله الشمس و الرّيح و الخصوبة.. وهو أحد الآلهة الرئيسيين في الميثولوجيا لشعب كيمت القديمة .. وهي ميثولوجيا أو مقابلة لثنائية الإله ..( عِل ).. إل الرافديني الكنعاني..( ئل - يهوه ).. الإسرائيلي - العبراني ...( إيلو - إيلي ).. أبانا الذي في السماوات المسيحي ... الله خالق الكون إله القمر... (بوجهه أو تجلّيه القمري) ... الإسلامي ...؟!
وإبنه .. (هو نفسه بوجهه أو تجلّيه الشمسي).. البعل إله الشمس والمطر والرعد والخصوبة الرافدينية الشامية... ومعنى إسم الإله أمِن هو..( "الخفي أو الغير المرئي")... لكن من العسير معرفة كيف كان إسمه ينطَق بالضبط لأن الكتابة لشعب كيمت القديمة .. (الهيروغليفية).. كانت تستعمل الحروف الساكنة .. (الصوامت).. فكان إسمه يُكتَب ..(أمن).. و من المُمكن أنه كان ينطق أَمِن مع ترجيح الكسرة على الفتحة أو الضمة...
كتب بعض المؤرخيين أن الآلهة النيترو ..( آمون ).. كان إلهاً حديثاً نسبياً في الديانة الكِمتية القديمة.. بما أن عبادته التي كانت في طيبة حيث توجد أقدم معابده لم توثق إلا اِبتداءً من حُكم الأسرة الحادية عشرة 11..؟! لكنه في الحقيقة وُجِدَ مذكوراً في .. (متون الأهرام).. التي ترجع لعصر الملك ..(أُناس).. آخر ملك حكم لكيمت في عهد الأسرة الخامسة 5.. والتي أظهرته كرمز للقوى الخالقة... مُتوافقاً مع دوره في ..("ثامون" آلهة هِرموبوليس).. مما يُعطي وجوده قِدَما" أكبر...
الآلهة النيترو ..( آمون ).. إلهاً قومياً لشعب كيمت ... معتَرف به عالميا".. طامِساً نور كل الآلهة الآخرين ...ومُثبِتاً مكانته فوق جميع آلهة البلاد الأجنبية... فشاعت عبادته في بلاد النّوبة وليبيا اللتين كانت الثقافة كيمت شائعةً فيهما...وقد نسب ملوك كيمت جميع إنتصاراتهم وإنجازاتهم وأمجادهم إلى ..( أمِن / أمون ).. وأغدقوا الثروة والعطايا والغنائم على معابده....
ونجد نقش مكتشف حديثا على بناء في إدفو أن هذا الصرح ذو منشا فوق طبيعي فالمخطط الأرضي قام برسمه الكائن المؤله ..( ايم حوتب ).. شخصية شديدة الغموض والذكاء ...كان كاهنا ونساخا وطبيبا ومعماريا وفيلسوفا اجتمعوا جميعهم في شخص واحد..في هذا العصر السحيق عصر ..( ایم حوتب ).. اكتشف علماء الآثار أن الأدوات الوحيدة المتاحة لأهل هذا العصر لنحت الحجر هي الخشبية والنحاسية .. حيث أن أيا منها لا يصلح لقطع كتل الجرانيت ..
ومع ذلك .. فقد قام ام حوتب البارع ببناء هرم سقارة المتدرج من أجل ملکه الذي كان يدعى زوسر.. وإن هذا الصرح المعماري الذي يبلغ ارتفاعه ..(۱۹۷ )..قدم قد أحيط بناؤه بالألغاز بحيث أن المعماريين المصريين كانوا عاجزين عن بناء مثيل له فيما بعد...هذا البنيان المسور بجدار يبلغ ارتفاعه ..(۳۳ )..قدمة وطوله ..(۱۷۵۰ )..قدما كان يدعى ..(دار الخلود ).. الذي بناه ایم حوتب ... وقد دفن فيه لكي تتمكن الآلهة من ايقاظه عند عودتها ..
إن ما نعرفه هو أن كل الأهرامات قد تم تصميمها وفقا لمواقع نجوم معينة ..أليست هذه المعرفة مثيرة للحيرة والارتباك في ضوء حقيقة اننا نمتلك براهين قليلة جدا على وجود علم فلك شعب كيمت سحيق في القدم..؟ لقد كان سيريوس ..( الشعرى اليمانية )..أحد النجوم القليلة التي أولوها اهتمامهم.. ولكن هذا الاهتمام ..( بسيريوس ).. تحديدا" يبدو خصوصية إلى حد ما لأنه اذا نظر إليه من ..( ممفيس ).. فلا يمكن رصده إلا من فوق الأفق عند بزوغ الفجر عندما يبدأ فيضان النيل...
وللقيام بقياس الخلل الحاصل في التدفق وجدت مصر روزنامة دقيقة تبدأ منذ ..(۶۲۲۱ عاما" )...وقد بنيت هذه الروزنامة على شروق سيريوس .. ( الأول من شهر تاوت = 19 تموز ).. وكانت تعطي الدورات السنوية لمدة تزيد على ۳۲۰۰۰ عام ...ومن المسلم به أن علماء الفلك القدماء كان لديهم الكثير من الوقت لرصد الشمس والقمر والكواكب سنة بسنة حي توصلوا أخيرة إلى أن كل الكواكب تعاود المرور في نفس المكان بعد حوالي 365 يوما ..
ولكن من المؤكد أنه كان من العبث تماما أن تؤلف اول روزنامة اعتمادا على الشعرى اليمانية ..( سيريوس ).. في حين كان من الأسهل استخدام الشمس والقمر .. ناهيك عن النتائج الدقيقة التي يمكن الحصول عليها ...فليس من الممكن الافتراض بأن ..( روزنامة سيريوس )..تشكل نظاما متكاملا قائمة بحد ذاته .. أو انها نظرية في الاحتمالات لأنها لم يكن بمقدورها أبدا أن تتنبأ بظهور النجوم...
فلو ظهر سيريوس عند الفجر ذات يوم بينما كان النيل في حالة فيضان لاعتبر ذلك مجرد صدفة محضة ..إن فيضان النيل لم يكن يحدث سنويا ... كما أن فيضاناته لم تكن تحدث في نفس اليوم على مر السنين... وفي الحالتين لماذا وجدت ..( روزنامة سيريوس ).. إذا .. ؟ وهل في الأمر تقليد قديم أيضا ..؟ هل كان ثمة نص أو عهد يرعاه الكهنوت بعناية ..؟
إن القبر الذي عثر فيه على عقد ذهبي وهيكل عظمي لحيوان مجهول تماما ربما كان يعود إلى الملك..( اوديمو )... فمن أين أتى الحيوان ... ؟ وكيف لنا أن نفسر حقيقة أن شعب كيمت كانوا يمتلكون نظاما" عشريا" منذ بداية عهد السلالة الأولى ... ؟ كيف كان من الممكن لمثل هذه الحضارة الراقية أن تزدهر في مثل هذا التاريخ الموغل في القدم .. ؟ من أين جاءت تلك الأواني النحاسية والبرونزية التي تعود إلى عصر سحيق هو بداية الحضارة كيمت القديمة..؟
من هو الذي قدم لهم تلك المعارف التي لا تصدق حول الرياضيات والكتابة الفورية ...؟ قبل أن تقوم بمعالجة بعض الصروح العمرانية التي تثير عدد لا حصر له من التساؤلات دعونا نلقي نظرة خاطفة على النصوص القديمة... لا داعي للقول بأن القدرة التخيلية لرواة القصص القدماء كانت غير قابلة للتصديق بحيث تبدو مؤلفات الكتاب المعاصرين في مجال الخيال العلمي تافهة بالمقارنة معها...
لذا لابد أن الرواة القدماء كانوا يمتلكون مخزونا من الأشياء المرئية والمعروفة والمجرية المتوفرة بين أيديهم ... والتي من شأنها أن تشحذ مخيلاتهما في العالم الاسطوري والملحمي للحضارات الغير ملموسة ... والتي لم تكشف لنا حتى الآن عن أية مرتكزات ثابتة... نجد أننا لازلنا نقف على أرضية مهزوزة وأن الأمور تصبح أكثر غموضا"...حان الوقت استيقظ من الثوبات ...! لا يمكن أن يكون انتظار التقاعد هو الجواب الجاد حقا"....
الحياة لا تتعلق بالمعاناة ... وإنما تتعلق بالمعرفة ...إنها تجربة يجب أن نعيشها ويجب أن نحقق أقصى استفادة منها...لقد نسينا الكثير من حضارتنا القديمة...وأصبح الامر ضروريا" للغاية لإعادة اكتشافها من جديد مرة أخرى... وهذا ما تدور حوله دعوة الاستيقاظ والعودة لترجمة هذة النصوص القديمة مرة أخري بطريقة علمية جديدة بعيدا" عن ترجمات علماء المصريات المزيفون ....
ومن هنا تحاول ذاتنا الحقيقية أن توصلنا إلى السطح لتظهر لنا أن هناك الكثير من الأشياء التي نمتلكها أكثر من مجرد الوجود... يذكرنا أنه لا يمكن العثور على إجابة من هـــــــــؤلاء الذي بنوا هذة الحضارات على الإرض .. ؟ من هـــــــــؤلاء الذي يصفون كل شيء بطريقة علمية ناجحة بكل المقايس التي نعجز عن صناعة مثلها فى هذا الوقت .. ونحن نمتلك أعلي درجات التكنلوجيا والذكاء الصناعي والبشري ...
نحن لا نحمل المفتايح في الداخل أو الخارج .. نحن حتي هذة اللحظة لا نستطيع أن نقوم بنسخ مفتاح واحد فقط من حضارتهم القديمة ....وللأسف لقد أغلقنا هذا الباب لأنفسنا لأن المجتمع علمنا شيئًا آخر....لقد اعتدنا على هذه الأنماط ... لدرجة أننا لم نعد نراها بعد الآن ونأخذها كأمر مسلم به...نحن مقتنعون بأن هذا هو واقعنا الوحيد... هذه هي الطريقة التي يعمل بها هذا العالم... أن نستمع للكاذبون الذي قاموا بتزوير حضارتنا .. وقاموا بتكفير هؤلاء العظماء الآلهة النجمية .. ( الفـــــــراعنــــــــة الهـــــابطون من المجـــــــرات )...
في هذه اللحظات النادرة لم يعد للوقت معنى بعد الآن ... والرأس مغلق تمامًا و كل ما هو موجود ...هو شعور هائل بدون فكر أو ثقافة...فعليك أولاً أن تضع ..("المعايير" ).. وما يعتبر صوابًا وخطأ .. ممكنًا أو مستحيلًا .. عاقلًا أو مجنونًا .. سيتبع معظم الناس هذه المعايير دون سؤال بسبب عقلية القطيع ... التي سادت داخل العقل البشري الجماعي لآلاف السنين على الأقل...
أخيرا" لقد خدمت الإديان الإبراهيمية هذه البنية للسيطرة على البشرية على أفضل وجه..يمكن ملاحظة الخلفية التاريخية والتلاعب الحالي بهذه..( "الأديان"الإبراهيمية )..لقد أوجدوا أنظمة عقائدية صارمة لا ينبغي التشكيك فيها أبدًا ...ففرضت هذه المعتقدات من خلال الخوف والتلقين والعزلة والإبادة الجماعية لغير المؤمنين بهذة ( "الأديان"الإبراهيمية ) وتقاتل كل منهما الآخر من أجل السيطرة على العقل البشري .. وبالتالي الإستمرار في الحكم لآلاف السنين...
يتبع جزء 10
#خالد_كروم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 8
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 7
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 6
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 5
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 4
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 3
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 2
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 9
-
الأدب القديم في كيمت - الكاهن وين آمون -أنمزجا-
-
أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 1
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 8
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 7
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 6
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 5
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 4
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 3
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس ...؟! ج 2
-
أبناء السماء وقارة أطلانتس ...؟! ج 1
-
قصص الأجناس البشرية وحضارة كيمت الفرعونية ج 2
-
قصص الأجناس البشرية وحضارة كيمت الفرعونية ج 1
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|