أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا!















المزيد.....

عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 00:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا!


فى الرابع عشر من شهر اذار، في الثالثة إلا ربع مساءً، أعظم مفكر حي توقف عن التفكير!
فريدريك انجلز
قرات ماركس مبكرا فى حياتى.و اعتقد ان الكثير مما كنت اقراه كنت لا افهمه خاصة فى الكتب الاكثر تعقيدا.
لكن بيان الحزب الشيوعى او ما عرف المانبفستو كان الافضل لدى ربما لانه كان الكتاب الاسهل فهمه فى تلك الاوقات.
و ما زلت اتذكر المفعول السحرى للتعبير ان اوروبا قلقة من شبح الشيوعية. راقنى كثيرا هذا التعبير لانه يملك قوة ساحرة.
و فى اوقات لاحقة التقيت شاعرا ليتوانيا كان معاديا للشيوعية و كان ذلك كما اذكر قبل عام 1989 .كانت مرحلة الغليان الاوربى على وشك البداية و قد تكون لدينا شعورا ان اننا مقبلون على احداث كبرى .اتذكر تلك المرحلة جيدا لانها كانت مرحلة نقاشات عاصفة.كان يتملكنا شعور قوى ان العالم القديم على وشك ان ينهار.لم يكن هذا شعورا مريحا .كان رؤية العلم السوفياتى ينزل من على اسوار الكريملين من المناظر المحزنة.لكننا كنت ندرك قبل ذلك اننا مقبلون على عصر جديد لم نكن نعرف كيف سيكون.
سالنى عن السبب الذى دعانى اؤمن بهذا الفكر.كان جوابى الظلم.او بتعبير ادق الشعور بالظلم .لان لينين فى احدى تحليلاته اشار الى الفارق بين الاضطهاد و الشعور بالاضطهاد.لان الاضطهاد يتحول مع الزمن الاى نمط حياة مقبول كما عاشه الانسان الالاف السنين.اما الشعور بالاضطهاد او الوعى به هو الذى يقود الى التفكير بازالته اى الذى يقود الى التغيير.
كان الشاعر الليتوانى رجلا لا يخلو من حكمة و بعد نظر. حصل على منحة لمدة عام لاجل يترجم اشعارا ليتوانية الى النرويجية .و كنت غالبا ما اراه فى المكتبة و هو يضع نظارات سميكة و هو غارق فى القراءة .حيث كنا نذهب احيانا الى الكافيتريا المجاورة لكى نتحدث.شرحت له كل الظروف التى رافقت تعرفى على الفكر الماركسى و لم يكن هناك مشكلة ليتفهمها.و من علامات النضج لدى البشر من وجهة نظرى هى قدرتهم على تفهم الاخرين ممن يحملون فكرا مختلفا عنهم.ثقافة امتلاك الحقيقة و الادانة كلفت الانسانية الكثير من الويلات.
المتامل فى مرحلة اوروبا فى منتصف القرن التاسع عشر الى المراحل الاولى من القرن العشرين.سيرى انه انهارت النظم القديمة التى كانت تستمد شرعيتها من الافكار القديمة.و حصلت تطورات مهمة فى انماط الاقتصاد و طرق العيش التى اودت بنظم الاقتصاد العائلى و الريفى التقليدى. و التحق الجميع بالمصانع التى كان دخانها يغطى سماء المدن .كتب عن ذلك شارلز ديكينز فى قصة مدينتين .و ظهرت طبقة جديدة من الذين يبيعون قوة عملهم لاصحاب المصانع الكبيرة . و فتحت افاقا نحو اسئلة اكثر شمولا لناحية توزيع الثروات و انظمة الحكم الخ.
فحنى العاام 1750 ربما باستثناء بريطانية و هولندة كانت كل انظمة الحكم فى اوروبا و ممتلكاتها وراء المحيطات ملكية استبدادية كان البعض منها يستمد شرعية من الفكر الدينى الماورائى بزعم تمثل الله على الارض .
لكن هذا بدا يتغير شيئا فشيئا بدءا من مرحلة الاصلاح البروتستانتى فى القرن الخامس عشر الى عصر النهضة و الثورة الصناعية الذى ساهم فى انتشار افكار جديدة بدات ليبدا عصر التوير الاوروبى من خلال افكار جون لوك و سواه فى القرن السادس عشر حول تقييد حرية الحاكم الى فولتير و روسو و ديديرو الى التنوير الاسكنلندى مع ادم سميث و ديفد هيوم .الى التنوير الالمانى خاصة من خلال ايماويل كانت. و بدات تظهر مفاهيم جديدة فى الجكم و فى مفاهيم لعدالة و المساوة.
مثلت كلمات كانت فى تعريفه الشهير ما هو التنوير طلاقا كاثوليكيا مع العصور السابقة.التنوير ان يعتمد الانسان على عقله و على قدراته.انتهى عصر الخوارق و تدخل العالم الما ورائى و صار على الانسان ان يعتمد على قدرته.بدا عصر العقلنة و الرهان على العقل.
كانت اوروبا تتغير حقا.بدات اوروبا القديمة تتغير.ظهرت طبقة اقتصادية جديدة تحمل افكار الحداثة.حتى و ان لم تصل الى الحكم لكنها كانت تساهم فى دك حصون العالم القديم.
فى العام 1848 بدا الربيع الاوروبى من فرنسا و انتشر الى كل اوروبا.كان ذلك يعنى على المستوى السياسى نهاية العالم القديم و بداية عالم جديد.
و عندما انتصر الفكر الشيوعى لاول مرة عام 1917.تدخلت كل اروبا لمحاربتها .كانت الشيوعية الشسبخ المخيف .
و يحضرنى الان تعبير للمسرحى لبردنارد شو .ان الحكومة التى تسرق من بيتر لكى تعطى بول تستطيع دوما الاعتماد على بول !و هذا ما يجعل من بيتر شبحا مخيفا !!!
عاش ماركس فى احد اهم المراحل فى تاريخ اوروبا و العالم.فقد شهد القرن نهاية انظمة الحكم الاسبانية و النابليونية و المغولية فى الهند.و بدات مرحلة الباكس بريتانا اى العولمة البريطانية للعالم التى توسعت من جنوبى افريقيا الى الهند الى استرليا و كندا.و كل ذلك ساهم فى تنية الثروات فى اوروبا عن طريق المستعمرات و قتح افاقا جديد لاوروبا لكى تلعب دور القائد للعالم.
كان هيغل قد سار على نهج المثاليين من امثال كانت و سواه.بالنسبة له الانسان لا يفهم الكون بطريقة مباسرة بل عن طريقة الافكار و التصورات عن العالم.اى بمعنى من المعانى فاننا لا نفهم سوى الحقيقة الافتراضية عن العالم اى التى تتكون من خلال العقل و التصورات.لكن الافتراق بين هيغل و كانت تجلى فى المسالة الاهم التى اثرت لاحقا على ماركس الشاب الا و هى ان الافكار اعلى مستوى الفرد هى افكار اجتماعية بالضرورة لان ملك فردى و ملك جمعى فى الوقت نفسه.اى بمعنى من المعانى ان فكر الانسان هو بالضرورة فكر مصقول بثقافة المجتمع الذى يعيش فيه.
و قد اعطى هيغل اسم الروح للوعى المجتمعى او لمجموعة الافكار السائدة فى اى مجتمع .و من هناك انطلق الى ان يفترق مرة ثانية عن كانت حول تطويره لفكرة الديالكتيك التى لم تعد لها ذات المعنى كما كانت فى زمن ارسطو اى نفى او تاكيد مفهوم او جملة من المفاهيم بل الى الفكرة الناقصة التى تحمل نقيضها او نقض النقض.
كما تاثر ماركس ب سان سيون الفرنسى الذى كان له مساهمات مهمة فى الفكر الاشتراكى .كانت افكار سان سيمون اشتراكية مثالية حيث صاغ تعبير الصناعيين او من يعملون بالصناعة ليشمل الجميع و ليس طبقة العمال كما فى فكر ماركس.
لعل اهم اضافات لكارل ماركس كانت فى حقل العلوم الاجتماعية .فقد ساهمت افكاره فى حقل تفسير التاريخ البشرى القائم علىى صراع الطبقات اضافة جديدة للفكر السياسى الذى فتح الافاق نحو افكار متعددة فى الفكرالاشتراكي .و قد بات التعبير الذى صاغه يا عمال العالم اتحدوا ايقونة للنضال العمالى فى كل العالم .
توفى كارل ماركس فى لندن 1883 فى اذار و هو بلا جنسية اى بلد من البلدان . على كل عاش معظم حياته فقيرا و ملاحقا احيانا و كان فى لندن يسكن احيانا تحت اسم مستعار.لم يكن هناك الكثيرين ممن حضروا الجنازة.احدهم كان صديقه و رفيقه فريدريك انجلز الذى القى كلمة مختصره قال فيها .
فى الرابع عشر من شهر مارس، في الثالثة إلا ربع مساءً، أعظم مفكر حي توقف عن التفكير!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور ايلول
- شموع وسط الظلام
- مجتمعات تحت التمرين!
- هذا الصحن السحرى!
- بعيدا عن الضجيج!
- اشكالية التفاهم اللسانى بين المشرق و المغرب
- علة بلادنا هم الكتاب الفاقدى الهويه !
- يوم مشرق !
- فى نقد فلسفة التشاؤم!
- تغير العدان!
- نهايه الحلم الامريكى فى ( مصرع بائع متجول!)
- حول مسالة الديموقراطية
- م يعد هناك خيار امام العالم العربى سوى ان يتغير بقرار ذاتى ا ...
- فى الباص فى الطريق الى اوسلو
- ماذا تنتظرون؟
- الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد!
- صّ في حفل تخرّج لروائية أميركية: إن الحياة مرض لا شفاء منه
- يوم بارد!
- بلطجى تافه لكنه خطر ايضا
- راى حول فلسطين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا!